أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياقو بلو - بعد ان بان شعر تلك المرأة،عرفت انها امي














المزيد.....

بعد ان بان شعر تلك المرأة،عرفت انها امي


ياقو بلو

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 07:45
المحور: الادب والفن
    


بعد ان بان شعر تلك المرأة،عرفت انها امي

ياقو بلو


-1-
التقيته بعد فراق الف عام
يُدَورُ على جسده المتاهة
املا مشرنقا ببصاق عنكبوت
ولد لتوه برعما في سمرة امرأة وحشية.
وجهه سَأمُ مشوه بخطايا الابرياء.
جلس على نتوء حجارة سجيلية حمراء
يرسم صلبانا معكوفة بلون قيِّ الشيطان
على افخاذ عذارى دير مهجور،
ويغتسل قبل الفجر بعصير زيت القار.
حيث تسقط قطرة سوداء
يورق على صدره شجرة تفاح.
-2-
قال بسَأم المطحون في عقله:
الالم،نزوة يخلفها فينا الندم سهوا.
تلعثم دخان السيكارة في فمه.
اطرق اوان البحر السادر في غيه.
عرفتُ ان على حيرة وجهه...
امرأة تبحر في جذع سنديانة هرمة.
عرفتُ...
حيثما تدور الارض...
يشتهي لو يمضغ نور القنديل.
لو ان ريحا صرصرا
حطت عند تخومه التي هناك
فتشهق المرايا حوله...
موجة تغرق في لجج امرأة غادرته
لانها نست ان تعوم.
-3-
التقيته يمشي على نصل احزانه.
عند يمين مفترق الطريق
فتح ذراعيه على اشدها.
فعرفتُ انه يشتهي...
لو مسخته الالهة الشريرة...
صليبا تعلق عليه اوزار العاشقين.
-4-
قال بسَأم:لنفترق يا صاحبي.
لا يليق بالعشاق الوداع
بين احضان جثة امرأة خرساء.
قلتُ:امهلني بعض صبرك.
انت عدت من الموت قبل ان تموت.
قال:تراك هل نسيت؟
نيرون المزين رأسه بالغار.
قبل ان يلثم شفاه الكأس الاخيرة...
وقف على مضجع اميرة بأثداء قصديرية،
دس دموع فرحه المشدوهة بالجنون
سرا،بين رموش عيونها المسمولة بوميض العاج.
سقطت عنه سهوا...
دمعة اولى ترتدي معطفا اسودا.
النساء في افريقيا تأزرن تويجات الياسمين،
ورجال من عبر حدود الصحارى
تخاصموا على تخوم درب التبانة.
امسك نيرون دمعته الثانية.
على يسار مشيمته القرمزية...
وقف فارس بلحية كثة،
وشارب املط بسحنة تراب القبر.
تفرس نيرون ختم صدغ الجندي.
سهمت ثمالة كأس الدم بين اصابعه.
قال نيرون يحدث نيرون:
هذا رجل من بقايا ضجيج الغزوات
عاد لتوه من صلاة مساء العيد.
هذا رجل ولد بين قوائم الداحس والغبراء
مكتوب على بطاقة تعريفه الشخصية:
لو قتلتك او قتلتني...
غدا،في جنة خلد ربي...
تحت ظل وارف غصن سدرة المنتهى
حورية كاعب لعوب حوراء
ترضعني اللبن والخمرة والعسل.
اومأ اليه نيرون بخائنة عينه اليسرى:
لتحترق روما يا ولدي.
اريج بخور شواء رميم الاجساد
تعطر ساعة الانس ليلة عرسي.
-5-
حملته قبل غروب لمعان الثلج
عاصفة زغاريد نسوة القصر
الى البعيد الف عام.
التقيته يؤوب واديا اجدبا...
معفر جبينه بكحلة سيقان بلقيس،
ورطوبة عش هدهد سليمان.
قلتُ استقرأ شفرة الزهو في عينيه:
اين مضى بك الدهر يا رجل؟
ادنى قدمه اليسرى حيث ارنو
قال:اتذكر المرأة العارية القرعاء؟
تلك امسكوها تزني بخصيان الامير
في جحر النمل في آشور.
كل من مر عليها من رجال نينوى
وبابل وممفيس* واورشليم...
رماها بيمينه جحارة جمرة الزناة.
وحين حل الموكب في تونس والقاهرة.
كان شعرها قد حرث عري كتفيها
فعرفت انها امي.

*ممفيس:مدينة مصرية فرعونية قديمة جدا.



#ياقو_بلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن الدكتور كامل النجار،انما انصافا للعقل والعلم
- امنية امي غير المشروعة في زمن الثورة
- قولي ما تشائين،ودعيني احبك كما اشاء
- وصية رجل ثمل برائحة الموت
- حينما تذكرت...كان الاوان قد فات
- يا ليت ثورات العرب تخرج نت معطفك
- يا ليت ثورات العرب تخرج من معطفك
- مشوار العشق الاخير في رحلة تيتانك
- ترانيم وحشية لمساء السبت
- تحية اكبار واجلال للمرأة في يومها
- أنا أُحبك.متى تتذكرين أن تحبيني؟
- أنا أحتقرهم فقط،فلا تتعجبوا!
- جمعة البعث والقيامة
- إنهم يجهضون ثورة تونس
- شكرا لكم جميعا
- هلوسات رجل مخمور يحرم الخمرة
- حين يتحدث نرد الغجرية
- رسالة الى امرأة أنكر إني أحبها
- حكاية رجل يتعثر بظلال خطوه
- هذه محنة شعب تونس،فمن يسانده؟


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياقو بلو - بعد ان بان شعر تلك المرأة،عرفت انها امي