أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - قل لنا ماذا ترى في حالنا؟















المزيد.....

قل لنا ماذا ترى في حالنا؟


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 17:08
المحور: الادب والفن
    


(1)
غالبًا ما تقولُ أشياءَ كثيرةً عندما تصمتْ
لأنك ابتداءُ الدلالةِ وانتهاءُ الكلامْ
وغالبًا ما تسافرُ ليلاً إلى المدنْ
لأنك حِدَادُ القمرِ واحتفالُ الظلامْ
تقولُ ما لم يقلْهُ غيرُكَ عن وردةٍ
تُسقى مَنْيَا
وَحَدٍّ نَحَرَتْ عليهِ نهودَهَا المُغتَلِماتْ
مِنْ جمرِ معصيتِكَ عِصْيَانُ نارٍ
صارتْ بركانَ بَوْلٍ ورُمَّانْ
اعتذرتِ التماثيلُ عن كونِهَا لعنةَ النَّحْتْ
فرأيتَ في العراءِ إبداعَ المجانينِ وبِدْعَةَ الأنبياءْ
كم من مرةٍ قلتَ للكأسِ هذهِ آخرُ مرةْ
فلم تغادرِ السفنَ ولم تَرْوِكَ البحارْ
قل لنا ماذا ترى في حالِنَا بعد كل الذي جرى
أعيادُنا الدمُ المبرمجُ والزنابقُ جثثُنَا في الأتراحِ والتفاحْ
دِلَّنَا على الطريقِ التي نشقُّهَا في أجسادِنَا
إلى سُرَّةِ البطنِ وجوهرِ الحيوانْ
نحنُ الزمانُ الذي لم نَعُدْ نبحثُ عنهُ
والمكانُ الذي اصْطَفَتِ القوةُ العُظمى لَهُ غيرَنَا
وبقايا كلبٍ للجدِّ الذي كانَ لنا
وجدائلُ شَعْرٍ هي كلُّ ما تبقى لنا من عالمٍ في جحيمِنَا
وأحلامٌ دمرتها دبابةُ النومْ
وكلامٌ قيلَ عنا ألفَ مَرَّةْ
وشراعٌ صَارِيُهُ محطمْ
ويراعٌ مُعَهَّرْ
وقلاعٌ كلُّ ما فيها مهدمْ
ومِنْقَارُ مليكةٍ أنيقةْ
وشَقٌّ يسيلُ القيحُ منهُ بعدما انتصرَ في ساحةِ وغاهِ الرجالْ

(2)
حالُنَا حالُ الأقاحِيِ لمّا تخونُ الأقاحِيُ لونَهَا
الناريَّ
ويعرفُ الرسامْ
تنطفئُ الأقاحِيُ في المَنْفَضةْ
وفي اللوحةِ تداومُ الأقاحِيُ على الاشتعالْ
في نابُلُسَ تتفتحُ الأقاحِيُ على الأسطحِ
وتحترقُ في الطرقاتْ
في نابُلُسَ تقهقهُ الأقاحِيُ بينَ قطعِ الثلجِ
وتنامُ تحتَ المِخَدَّاتْ
في نابُلُسَ تتسللُ الأقاحِيُ إلى أرغفةِ الخبزِ
وتذبُلُ على الأفواهْ
في نابُلُسَ تُزَيِّنُ الأقاحِيُ خُوَذَ الجنودِ
وتتقنُ عدَّهُمْ في الطرقاتْ
في نابُلُسَ تغضبُ الأقاحِيُ من حلمةٍ
تعرضُ نفسَهَا للبيعِ في الأسواقْ
في نابُلُسَ تبيعُ الأقاحِيُ ثمارَ الليمونِ الحامضِ
من أجلِ شرابِ المنونِ في بغدادْ
في نابُلُسَ تنادي الأقاحِيُ على أزهارِ اللؤلؤِ
كي تقهرَ العَنْبَ والعِنَبَ والعُنَّابْ
في نابُلُسَ تتسلقُ الأقاحِيُ النهارَ على الشبابيكِ
لتنقلَ كلَّ ما يفعَلُهُ العشاقْ
قُ
لأجهزةِ المخابراتْ
في نابُلُسَ تكتبُ الأقاحِيُ التاريخَ
كما يريدُ الشيكلُ واليَنُّ والدولارْ
الأقدامُ تركضُ في نابُلُسَ
والأقاحِيُ من ورائِهَا تركضُ
تريدُ القبضَ عليها
الأثداءُ تركضُ في نابُلُسَ
والأقاحِيُ من ورائِهَا تركضُ
تريدُ النومَ بينها
الأفكارُ تركضُ في نابُلُسَ
والأقاحِيُ من ورائِهِا تركضُ
تريدُ معرفةَ لونِهَا
الأقمارُ تركضُ في نابُلُسَ
والأقاحِيُ من ورائِهِا تركضُ
تريد إطفاءَهَا بِنَعْلِهَا
الأحجارُ تركضُ في نابُلُسَ
والأقاحِيُ من ورائِهِا تركضُ
تريدُ بناءَها لها بيتا
الجبالُ تركضُ في نابُلُسَ
والأقاحِيُ من ورائِهَا تركضُ
تريدُ عَدَمَ غَرَقِهَا في بحرِ حيفا
كل هذا
وبناتُ نابُلُسَ
كلَُ بناتِ نابُلُسَ بالأقاحِيِ مغرماتْ
إلى حدِّ الجنونِ
هُنَّ مغرماتْ
يتشكلنَ بالأقاحِيِ
وبالأقاحِيِ يغطينَ حلماتِهِنَّ
وسراتِهِنَّ
وأصابعَ أقدامِهِنَّ
ويفرشنَ الأحلامَ وكلَّ ما في الرأسِ من جنونِ
العاشقاتْ
الأقاحِيُ أغنياتْ
تٌ
على الشفاهْ
هِ
الحزينةِ في نابُلُسَ
فالقبلاتُ محرمةٌ قبلَ الزواجْ
الأقاحِيُ صلاةْ
ةُ
الفجرِ
في نابُلُسَ
بين أذرعِ اللهِ وأذرعِ الاستيهامْ
الأقاحِيُ فكرةٌ مذنبةٌ
عابرةٌ
في نابُلُسَ
تدفعُ إلى الابتسامْ
مِ
أحيانًا
وأحيانًا إلى عدمِ الابتسامْ
الأقاحِيُ خائنةً كانت أم مخلصةْ
في نابُلُسَ
تبقى الأقاحِيَ
وفي البحيرةِ ترى صورتَهَا زرقاءْ

(3)
حالُنَا حالُ الكمانِ الجهيرِ بينَ ذراعينِ مقطوعتينْ
وساقينِ مجتزأتينْ
وعالَمينِ منفصلينْ
مقتلعينِ من الجذورْ
رِ
كالأشجارْ
حالُنَا لن يُعْرَفَ له شبيهٌ في كلِّ العصورْ
رِ
القادمةْ
هكذا
رميةٌ من غيرِ رامْ
الأنغامُ تعلو شيئًا فشيئا
تضربُ في رأسي
تضربُ رأسي
تحتدمُ الأوتارْ
عما قريبٍ سيكونُ مَصرعي
سيكونُ مهرجانُ الموتِ
سيمورُ مهرجانُ الموجِ
سيعودُ مهرجانُ الرُّمَّانْ
الأنغامُ تدنو شيئًا فشيئا
تسيلُ في جسدي
تسيلُ في روحي
تجرفُ كالإعصارْ
عما قريبٍ سيحضرُ المسدسُ لأجلِ قتلي
سيحضرُ المجرمُ
سيظهرُ المنقذُ
سَيَقْرَعُ جرسُ البابْ
الأنغامُ تتمردُ فجأةْ
ةً
على الوقتِ وعليّْ
تريدُ أن تُخْضِعَنِي
فأترُكَنِي بين يديْهَا
شَيْنًا للأقدارْ
الأنغامُ تحنو فجأةً
على الوقتِ وعليّّ
تريدُ أن تَرْفَعَنِي مِنَ الذُّلِّ
والخِزيِ
إلى الإذلالِ والإذعانْ
أخضعُ لنَعْلَيْهَا
أوافقُ على أن أبقى مطرودا
أهجسُ كنغمٍ قادمٍ مع الطلقةْ
ةِ
القاتلةْ
الطلقاتْ
أتلوى مَعَ النغمِ السابقْ
أتشوقُ إلى النغمِ القادمْ
مِ
مَعَ الطلقةِ المحرِّرَةْ
الطلقاتْ
أعلو مع النغمِ القائمْ
مِ
وأتساقطُ كمُزْنَةْ
سقوطَ الغيمِ على الركام ْ
يئنُّ الكمانُ الجهيرُ أنيني
يغدو لَهُ الشوقُ الذي لي
وحنيني
إلى طلقةٍ منصفةْ
طلقةٍ واحدةْ
طلقةٍ واحدةٍ بينَ طلقاتْ
جرسُ البابِ لا يقرعْ
لا يقرعُ دوما
دومًا لا يقرعُ جرسُ البابْ
يكبرُ جرمي
وشعوري بالذنبِ يكبرْ
أئنُّ رغبةْ
أنا المطرودُ في الأنغامْ
أئنُّ متعةْ
أعانقُهَا
ليستِ الذاتْ
أعانقُهَا
ليستِ الطلقةُ التي ستطرقُ على البابْ
بِ
بعد قليلْ
أعانقُهّا
ليستِ الفأسْ
سُ
الحمقاءْ
أعانقُهَا
ليستِ الشمسْ
سُ
ولا زُحَلُ
ليستْ قُبُلاتُ الأَجْرَامْ
الكمانُ الجهيرُ ليلُ العالمْ
شمسُ الموتْ
لدغُ الضوءْ
الانعكاساتْ
كلُّ مرايا ليلِ العالمِ انعكاساتْ
أعانقُهَا
ليست أمي
أو أنها أمي
أمي
أعانقُهَا
ليست مومسُ الحيّْ
أو أنها هي
مومسُ الحيّْ
أعانقُهَا
ليست مريمْ
أو أنها مريمْ
مُ
وكلُّ أمٍّ عذراءُ أنا زوجُهَا
أعانقُهَا
أعانقُهَا
أعانقُهَا
بينما النغمُ يعانقُنِي ويعانقُهَا
ليست أنايَ الخائنةْ
أتمنى لو كنتُ خائنا
أندمُ على كلِّ العمرِ الماضي الذي بقيتُ فيهِ وفيًا ككلبْ
شقيًا كعُقابْ
الأوتارُ تتوترْ
تتمزقُ الأنغامْ
تمزقُ لي ندمي
فأعودُ إلى انتظارِ أن يقرعَ جرسُ البابْ
أن يَظْهَرَ القاتلْ
أن يَحْضُرَ
ويُحْضِرَ معه كُلَّ الأنغامِ المجرمةْ
كُلَّ الأنغامْ

(4)
حالُنَا حالُ من تهربُ مِنْهُ الشوارعُ والمدنْ
لخجلِهَا مِنَّا
البحارُ والسفنْ
لحقدِهَا عليْنَا
الجبالُ ودودُ القزْ
لقرفِهَا مما نقيء
***
من أين جاءت هذه الذبابةْ
ةُ
وفي الخارجِ ليس هناك أحدٌ غيرُنَا؟
وفي الخارجِ
حتى الذبابُ هربَ منا
إلى نفاياتِِ النجومِ وبراثنِ الطيورِ الجارحة؟
كيف دخلت هذه الذبابةْ
ةُ
وكلُّ نوافذي مغلقةْ؟
ربما خرجت من حُلْمِ البارحةْ
***
لن تعودَ إلينا الشوارعُ ولا المدنْ
بعد أن بصقت علينا
البحارُ والسفنْ
بعد أن شاءتِ السفرَ بعيدًا بعيدًا بعيدًا بعيدًا بعيدًا عنا
الجبالُ ودودُ القزْ
بعد أن كَرِهَتْ لأجلِنَا الحريرْ
***
هذه الذبابةُ تحاولُ منعي مِنَ الكتابةْ
وأنا
طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ
كان أبي يحبُّ الذبابْ
بَ
وأنا
طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ
كانت أختي تحبُّ الذبابْ
بَ
وأنا
طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ
كانت أمي تحبُّ الذبابْ
بَ
وأنا
طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ
ابنتي فقط لم تكنْ تحبُّ الذبابَ مثلي
وأنا
لهذا
كنتُ أحبُّ ابنتي
وأكرهُ أمي وأختي وأبي وباقي الذئاب
***
كيف نبني إذن شوارعَ ومدنًا جديدةْ
ونحن عرايا دون جدرانْ
هل نشتري أخرى؟
الشوارعُ والمدنُ لا تُشترى
هل نصيدُ أخرى؟
الشوارعُ والمدنُ لا تُصادْ
هل نصنعُ من فروجِ نسائِنَا شوارعَ ومدنًا لن تكفينا وغيرَنا؟
الشوارعُ والمدنُ لا تُصنعُ من فروجِ النساءْ
هل نقيمُ على أكفالِهِنَّ ناطحاتِ سحابْ؟
ناطحاتُ السحابِ لا تُقامُ على الأكفالْ
كيف نجعلُ إذن مِنَ الدميماتِ جميلاتْ
كي نُغريَ الشوارعَ والمدنْ
نَ
فتجيءْ
كي تورقَ الشوارعُ والمدنْ
نُ
فنفيءْ
كي تشتعلَ النارُ بينَ الجدرانْ
نِ
فنُضيءْ
كي نرى الظلالَ كما يرى الضريرْ
رُ
الظلالْ
لَ
على الأرصفةْ
والصورَ في المرايا
كَذِبًا لا مراءَ فيه؟
***
هذه الذبابةُ تستحقُ الموتَ كأيِّ واحدٍ فينا
لكني سأتركُهَا حُرَّةْ
ةً
طليقةْ
في الأجواءْ
الحُرَّةَ الوحيدةْ

(5)
حالُنَا حالُ واحدٍ مِنَّا
ماتَ ابنُهُ وماتَ أخوهُ وماتَ صديقُهُ وماتَتْ أختُهُ
ولم يكن ذلك كافيا
في القاهرةِ ماتَ مِنْهُمْ أكثرْ

حالُنَا حالُ نرجسٍ لنا
قتلوا عطرَهُ وقتلوا ظلَّهُ وقتلوا لونَهُ
الأسودْ
وقتلوا رمزَهُ
الأبيضْ
ولم يكن ذلك كافيا
في تونُسَ قتلوا مما لنرجسٍ لهم من عناصرَ أكثرْ

حالُنَا حالُ طائرٍ غنى عندنا
انتزعوا ريشَهُ وانتزعوا مِخْلَبَهُ وكسروا مِنْقَارَهُ ومزقوا جناحَهُ
ولم يكن ذلك كافيا
في دمشقَ انتزعوا من طائرٍ أزرقَ غنى عندهم كُلَّ شيءٍ حتى حُلْمَهُ الأخضرْ

في المَذْبَحْ
لم تكن تضحيةُ الضحيةِ كافيةْ
ةً
في المَذْبَحْ
لم تقاومِ الضحيةُ مقاومةَ الساحاتِ المعلقةِ على حوافِ أضواءِ القناديلْ
لِ
العاليةْ
لم تقطعِ النرجسَ
بسكينْ
نِ
القاتلِ
عندَ اللحظةِ العابثةْ
لئلا يتعذبْ
بَ
في المَذْبَحْ

لم تقاومْ كما يجبْ
قالَ الطائرْ
رُ
بمنقارِهِ المنكسرْ
كلامٌ فارغْ
أضافَ الطائرْ
كلُّ المقاومةِ كلامٌ فارغْ
لم تتعلمِ الضحيةُ رقصةَ الموتْ
تِ
في الشوارعْ
لم تتسلَّ بالموتْ
تِ
كما يجبْ
لم تُحْبِبِ الموتَ
كما يجبْ
بقدْرِ حُبِّ الموتِ لها
لم تتركِ الموتَ في السريرْ
رِ
عاريا
بعدَ العناقِ مَعَهْ
هُ
كما يجبْ
تركت نفسَهَا للشعراءْ
ءِ
مقاومةً يقولون عنها
لا كما يجبْ
غدتْ كلماتْ
كلماتْ
لا شيءَ غيرَ كلماتْ
ولا شيءَ مما يجبْ

* أعيدت كتابة هذا المقطع بعد ثورات العالم العربي

(6)
الغِربانُ جميلةٌ بلونِهَا الأسودْ
يحبُّ لونَهَا الأطفالْ
لا تخيفُهُمْ في الليلْ
يشربونَ الحليبَ معها في الصباحْ

الغِربانُ حنونةٌ بمنقارِهَا الأصفرْ
تُشْعِرُ بالأمانْ
تُلْقِمُ الرغبةْ
تُغْدِقُ المالَ والإيمانْ

الغِربانُ مهيبةٌ بظلِّهَا الأبيضْ
تُظَلِّلُ الجبالْ
تُدْفِئُ للأنهارِ الأسِرَّةْ
تُضيءُ في الليلِ الأنوارْ

الغِربانُ مستقبلُ العالمِ ومستقبلي
لهذا تجدُنِي مطمئنا
يعرفني اللهْ
فيسلمُ الناسُ عَلّيّا
ومع الناسِ أذهبُ للصلاةْ
ولا أقطعُ فرضا

الغِربانُ مالُ الدنيا ومالي
لهذا تجدُنِي غنيا
المالُ هو الملاكُ القريبُ مِنَ القلوبْ
والشيطانُ هو البورصةُ والربا
في هذا العصرِ البعيدِ عَنِ العقولْ
عصرُنا في الغدِ عصرُ الأمسِ المشرقِ أبدا

الغِربانُ رجالُ الإسلامِ ورجالي
لهذا تجدني رُجُولِيَّا
الإسلامُ لي زوجةْ
على أربعِ زوجاتْ
هذه هي المتعةْ
أكبرُ المتعِ في دُنْيَا
بحرُها اللَّذَاتْ
وحُبُّ "الأخرى"

الغِربانُ دينُ القلبْ
لمّا يغدو العقلُ لعبةْ
في يدِ هذا أو ذاكْ
الغضبُ الماردُ "آتْ"
شاعرُ النساءِ قالْ
لَ
بلسانِنَا
للغربانِ ككلِّ الناسِ لسانْ
يقرضُ الشعرَ
ويطرحُ الشعارْ
رَ
بأمرِ الزمانْ
نِ
علينا
يفهمُ كلَّ شيءٍ حتى فنَّ الشايِ في اليابانْ

(7)
سأتركني بين مخالبِ الوقتْ
سأجعلُ مني مَزْقًا للريحْ
سأسحقُنِي كما يُسْحَقُ الصخرْ
سأنثُرُنِي شُهُبَا
شُهُبًا تدمرُ الكونْ
سأُهْرِقُ دمي نبيذا
ليثملَ كلُّ المجرمينْ
نَ
بطبيعتهمْ
كلُّ الساقطينْ
نَ
من رافعاتِ النهديْنْ
كلُّ الصاعدينْ
نَ
على نِصفِ قَدَمْ
كلُّ الشاربينْ
نَ
من ثديِ روما
كلُّ المهووسينْ
نَ
بالكَذِبْ
كلُّ المستهترينْ
نَ
بِهَواهِمْ
كلُّ المرضى بأجسادِ أخواتِهِمْ
سأجعلُ من جسدي متعةً للمناقيرْ
رِ
المعقوفةْ
ومن تمزيقِهَا للحمي متعتي
نعم يا أمي
متعتي
ومتعتُكِ التي لم تقدري عليها
سأقمعُنِي يا أمي
لأجلِ أن تخرسَ روحُكِ وترضى
عني
هناكَ في الجحيمْ
جحيمُكِ خلاصي
سأزُفُّنِي وقطراتِ دمٍ تُحَوِّلُنِي إلى نَمِرٍ مفترسٍ كي أفترسَ العالمْ
العالمُ فريستي
أنا وحشُ العالمْ
مِ
الهمجيّْ
قاطعُ الطريقْ
قِ
على الرسلْ
المجنونُ الأكْمَهُ
حاملُ قِرَبِ النبيذِ لآلهةِ الإغريقْ
الملتاثُ بجمالِ الدمْ
بإثمِ الحلماتْ
المُلَوِّثُ لبكارةِ مريمْ
أنا فخذُ جوبترْ
وعصا زوسْ
المشقوقةْ
وكلبُ دايانا المسعورْ
أنا الموجودُ في اللاشيءْ
الهواءْ
الهوةْ
الانحدارُ المُدَوِّخُ المُوجِعُ المُفْزِعُ المُرْوِعُ المُضَيِّعُ المُضَلِّلُ المُهْلِكُ المُوَلِّدُ المُمِيتُ المُحْيِي على سفحِ ساقَيْ هوليوود
نهايةُ الحكمةْ
كلبٌ يَدْنَفُ مِنَ البردْ
هل تسمحينَ لي بأن ألعقَ يدَكِ بلساني؟
لعقُهَا
تحطيمُ أسناني عليها؟
لعقُكِ كلُّكِ
جسدُكِ
عقلُكِ
كيانُكِ
جوهرُكِ
لَعْقُكِ كُلُّكِ
لَعْقُكِ
لَعْقُكِ
لعقُكِ كُلُّكِ
من جُوَّاكِ
من عُمْقِكِ
من أعمقِ نقطةٍ فيكِ
من عُمْقِكِ
من جُوَّاكِ
جُوَّاكِ
جُوَّاكِ
من عُمْقِكِ المجوسيّ
الهمجيّ
البربريّ
الملوَّثِ بكلِ تواريخِ "البيغاليين"
تواريخِنَا
من عمقِكِ المجوسيّ
القُدْسِيّ
الطُّهْرِيّ
المُغَيَّبِ وراءَ أَكَمَةِ الأزمانْ
أزمانُ الحموريينَ والمؤابيينَ والكلدانيينَ والكنعانيينَ والفينيقيينَ واللوطيين والمخصيينَ والمغايرينَ... و... و... و... وكلِّ الباقينَ ممن صنعوكِ جيفةً نتنةً ملقاةً على رصيفِ الوهمِ وَهُمْ لم يزالوا أحياءْ
أزمانُنَا
أنا لا أريد الموتَ الآنْ
هل تذكرينَ المعاركَ التي هَزَمْتُ فيها كلَّ أعدائِكِ
مقابلَ أن أكونَ حاكمًا لِقَطَرْ؟
كي أحكمَ العالمَ بِفَرْجِي؟
كي أرفعَ العالمَ على كَرْشِي؟
كي أُملي على العالمِ إرادةَ قحباتِ الجزائرْ
هناك في بابِ عَزُّونْ
ليس بعيدًا من الأوبرا؟
هل يشفقُ أُخوتي الكلابُ على حالي بعدَ إذنِكْ؟
مُرِيهم قبلَ فواتِ الوقتْ
وإلا ضاعت آخرُ ليلةٍ لي مَعَكِ إلى الأبدْ
يا حبي!


أفريل 2009


* القصيدة الرابعة من ديوان "البرابرة" لأفنان القاسم 2008-2010




#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس
- الشعراء
- البرابرة
- الأخرق
- الباشا رواية النكبة الأولى
- تراجيديات
- تحليل قصيدة صفد لسالم جبران نحويًا ومنطقيًا ودلاليًا
- فلسطين الشر
- المواطئ المحرمة
- العاصيات
- غرب
- العودة
- وظائف الكلام في قصة الزكام لنبيل عودة
- الحجر
- نابلس
- شمس مراكش تحرق الأصابع
- بركات
- الأطفال يتكلمون لغة واحدة
- أفنان القاسم يجيب على أسئلة الحوار المتمدن
- الرسامة الصغيرة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - قل لنا ماذا ترى في حالنا؟