أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح














المزيد.....

تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تسويق الوهم في سياسة المخزن في المغرب ليست جديدة ، فهي تدخل ضمن الآليات التي إستعملها دائما في الحفاظ على نظامه و مصالح الفئات المهيمنة التي يعبر عليها . بنية النظام المخزني ذو الواجهة الحداثية الرثة والمضمون التقليداني الفج، تفرض عليه أن يستبعد الوسائط الشفافة في ممارساته و تجعل منه يلتجا إلى صناعة الوهم لأنها غطاء جيد لعدم شفافيته . حيث يشهد لنا التاريخ السياسي في المغرب على نماذج ساطعة في إبداع ثقافة الوهم ؛ مثل ظهور محمد الخامس على وجه القمر ، و إكتشاف البترول في تالسينت ووصولا في الأخير إلى التسويق لمهرج مخزني مثل بنكيران أنه صاحب مشروع تغييري و إصلاحي للوضع القائم . إن طغيان شعوذة المفاهيم على الخطاب السياسي في المغرب ( الإنتقال الديمقراطي – الديمقراطية – التنمية – التوافق – الإسثتناء المغربي ....) هي جزء من تسويق الوهم و الزيف لتغطية واقع بئيس ديمقراطيا و عقيم على مستوى الحريات والحقوق ، هو نوع من السيطرة السحرية على الذهنيات بإستغلال ناجع لإنتشار التجهيل و هيمنة ثقافة متخلفة غير عقلانية بمسهامة من طرف نخب تحول البشاعة السياسية إلى ديكور مخزني جميل .
ومن الحلقات البئيسة في مسلسل الوهم المخزني هوما نشاهده مؤخرا من تحويل مهرج سياسي مخزني رديء مثل بنكيران إلى قائد للإصلاح والتغيير في المغرب عبر رئاسته للحكومة و التسويق الإعلامي لمعارك و همية هو بنفسه ينفيها كل مرة و معلنا ولاءه المطلق لأسياده .حزب ينكيران الأصولي المخزني هو أحد التعابير السياسية البئيسة التي تعبر عن أزمة الفئات الصغيرة من الطبقات الوسطى التي تعرضت لسيرورة من البرمجة الفكرية الأصولية المخزنية على مستوى الدماغ و الإنتهازية على مستوى الممارسة في الحياة ؛ أي أدونة الدين ليكون وسيلة للتسلق الطبقي بتكاليف أقل و بدون صدام مع المخزن .هو معروف بدفاعه المستميت عن شعار " الملك يسود و يحكم " ضد أي دعوات إصلاحية في المغرب ذات أفق ملكية برلمانية تقطع مع منطق الرعية لتدخل في منطق المواطنة . هذا الحزب هو ايضا عدو شرس لحركة 20 فبراير التي تعد الفاعل الأساسي في الحراك السياسي الذي عرفه المغرب مؤخرا ، هو أيضا المناقض الرئيسي للقوى اليسارية في معاركها ضد إستبداد المخزن و التي سعت لإصلاحه .تاريخيا أيضا لم يسجل على حركة بنكيران أي مواقف جريئة و لو في دفاعها عن ما تدعيه من مشروع فكري وتصور مجتمعي ( جبان حتى في الدفاع عن ظلاميته ماعدا توجيه سهامه لأعداء المخزن والحداثيين ) ، حركة مثل هذه لانفهم الحملة الإعلامية التي صاحبتها و التي صورتها ، من خلال صناعة الوهم ، على أنها حاملة لأمال المغاربة و المنقذة للأزمة التي يعانون منها . فالمتأمل البسيط للخطوات الأولى لتكوين الحكومة وتشكيلها،يستنتج بدون أدنى مجهود أن هذا الحزب بقائده المهرج المخزني لايتقن سوى شيئين: خطاب شعبوي عقيم و متعة مرضية بالطاعة للمخزن .فالقطاعات الإستراتيجية ليست له المسؤولية فيها رغم انه حصل على الرتبة الاولى في الإنتخابات المخزنية و هي مقسمة بين وزراء المخزن و الأحزاب الكارتونية الأخرى، وفي الوقت الذي يهلل الإعلام فيه بالصلاحيات المعطاة لرئيس الحكومة وفق الدستور الجديد ( وهو على فكرة دستور إستبدادي نواته الصلبة ملكية فردية سلطوية ) ، نجد بنكيران هذا يعلن أنه هو من أقترح أن يتولى وزراء القصر هذه المناصب بكل وقاحته المعهودة ، ويكرر في كل مرة أنه مطيع جيد و رجل صغير جدا أمام ملكه . فالوهم الذي يحاول إعلام المخزن تسويقه، من تصوير لمغرب الدستور الجديد والصلاحيات الواسعة لرئيس الحكومة ، وجعل من بنكيران ( الذي فرح فرحا طفوليا أثناء لقائه بالملك لتعينه رئيسا للحكومة ) ذو شخصية قوية و تحويل حزب مدافع شرسا لصالح الإستبداد المخزني ( كان دائما ضد أي حراك للإصلاح من قوى اليسار إلى عشرين فبراير ) الى قائد للإصلاح ،يمكن أن يصدقه المغاربة لوقت معين لكن سرعان ما يتحول الى كابوس الواقع المخزني البئيس .
"إنك يمكن أن تسوق وهما ، لكن لا يمكنك أن تخفي الحقيقة للأبد " هذه بداهة بعيدة عن ذهنية المخزن وسوف لن يكتشفها سوى بخلخلة حقيقية لبنيته من طرف شعب أصبح يريد أن يكون مجموعة من المواطنين و ليس تكثلا جامدا من الرعايا .



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغربي الصغير
- قوى اليسار والانتفاضات العربية : الادوار والمهام
- العدالة والتنمية في المغرب :محاولة المخزن لادارة الازمة
- خواطر و أغلال
- بؤس التفكير الأصولي
- مشاهد مغربية بئيسة
- مشاهد مغربية
- وهم النجاح في المجتمعات المتخلفة
- اللغات بالمغرب : مجال للهيمنة
- تفجير أركانة : المطالبة بالديمقراطية أكثر أحسن رد
- كلمات خارجة عن القانون
- حركة 20 فبراير و عيد العمال الأممي
- حركة 20 فبراير : السلفية الجهادية لغم ظلامي
- مجتمع الزيف الأنيق
- تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب
- الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة
- حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير
- رسالة إلى الأنظمة الإستبدادية : عدو الشعوب الرئيسي هي أنتم
- حركة 20 فبراير : لتبدع أشكال نضالية جديدة
- حركة 20 فبراير: حذاري من إبتلاع السياسي الإقتصادي


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح