أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التنوير المصرى والجامعة الأهلية















المزيد.....



التنوير المصرى والجامعة الأهلية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر عام 1908 محطة مهمة فى تاريخ مصر الحديث ، حيث تم افتتاح الجامعة الأهلية ، وهذا الحدث له عدة دلالات ، الأولى : أن الذين فكّروا فى إنشاء الجامعة أدركوا أن الجامعات فى أوروبا ، كانت أحد أسباب نهضتها العلمية. الثانية أنهم الذين أسهموا فى حركة التنوير المصرية ، أمثال أحمد لطفى السيد وقاسم أمين وآخرين. الدلالة الثالثة : ترحيب (الأعيان) والأثرياء. وكانت الترجمة العملية لهذا هو التبرع. فقد تبرع الأمير عزيز حسين بألف جنيه. والأميرة نازلى هانم بأربعمائة جنيه. الأمير إبراهيم حليم بمكتبته التى تقدّر بألفى كتاب للجامعة. وخصص لها الأمير يوسف كمال 125 فدانًا. والأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل تبرعت بستمائة فدان ومجوهرات بلغت قيمتها 18 ألف جنيه وستة أفدنة لإنشاء الحرم الجامعى الخ أما المصريون من ذوى الطبقة المتوسطة والفقيرة، فقد بلغت تبرعاتهم خمسة عشر ألفًا وسبعمائة جنيهًا مصريًا. عندما كان الجنيه المصرى أغلى من الجنيه الاسترلينى .
كان التعليم حتى أوائل القرن 19 يعتمد على نظام الكتاتيب الذى كان يكتفى بتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن. فلمّا تولى محمد على الحكم تطوّر التعليم خاصة بعد إنشاء المدارس المتخصصة ((وأول مافكر فيه محمد على هو إنشاء مدرسة للهندسة لحاجة البلاد الى مهندسين ليقوموا بأعمال العمران. فبدأ بإنشاء مدرسة للهندسة عام 1816. وذكر الجبرتى أن السبب فى تأسيس هذه المدرسة أن رجلا اسمه (حسين شلبى عجوة) اخترع آلة لضرب الأرز وتبييضه وقدّم نموذجها الى محمد على ، فأعجب بها وأنعم على الرجل بمكافأة وأمره بتركيب هذه الآلة فى دمياط وأخرى فى رشيد. فكان هذا الاختراع باعثًا لتوجيه فكرة إنشاء مدرسة للهندسة. وذكر الجبرتى أن محمد على قال عن صاحب الاختراع ((إن فى أولاد مصر نجابة وقابلية للمعارف)) كما أنشأ مدارس الطب والألسن والمعادن والمحاسبة والصنايع والصيدلة والزراعة والطب البيطرى وغيرها)) (جمال بدوى – محمد على وأولاده – هيئة الكتاب المصرية عام 1999 ص42) ويلاحظ د. أحمد عبدالجواد أن هذه المدارس أصبحت كليات بعد أن تحوّلت الجامعة الأهلية الى جامعة فؤاد الأول عام 1925 (تاريخ وفلسفة العلم فى مصر منذ القرن19 – هيئة قصور الثقافة 2007- ص171 ) .
الدرس المؤكد أن إنشاء الجامعة الأهلية سبقه إرهاصات عديدة ، تمثلت فى جيل من الليبراليين الذين حملوا شعلة التنوير فى مصر. إذْ كتب قاسم أمين عام 1900 فى كتابه (المرأة الجديدة) الذى أشار فيه الى دور العلماء الأوروبيين فى ترسيخ قاعدة العلم . وأكّد على أن أوروبا حققت فى مائتى سنة ما لم تُحققه غيرها فى آلاف السنين وكتب ((وتوالت الاكتشافات العلمية . وشيّد العلم بناءً متينًا لايمكن لعاقل أن يفكر فى هدمه ولهذا تغلّب رجال العلم على رجال الدين فى أوروبا بعد النزاع والجهاد وانتهى الحال بأن صار للعلم سلطة يعترف بها الناس)) وعن النظام السياسى كتب ((مهما دققنا البحث فى التاريخ لانجد عند أهل العصور الإسلامية ما يستحق أن يُسمى نظامًا. فإن شكل حكومتهم كان عبارة عن خليفة أو سلطان غير مقيد ويدير مصالح الأمة مستبدًا برأيه)) ودعا الى أن ((نربى أولادنا على أن يتعرّفوا شئون المدنية الغربية . وأنه من المستحيل أن يتم إصلاح فى أحوالنا اذا لم يكن مؤسسًا على العلوم العصرية الحديثة. ولهذا لانتردد فى أن نُصرّح بأن القول بأننا أرقى من الغربيين هو من قبيل ما تنشده الأمهات من الغناء لتنويم الأطفال)) ( قاسم أمين – الأعمال الكاملة – تحقيق د. محمد عمارة – دار الشروق – ط 2 عام 1989 – من ص 495 – 503 ) .
وعلّق فرح أنطون على كلام قاسم أمين قائلا ((مما تقدم يتضح أن مدنيات الأمم لاتتوقف على الدين بل على العلم . وأن الأمم (الوثنية) كاليابان اذا سلكت سبيل العلم والنواميس الطبيعية ، ارتقت مدنيتها على كل مدنية ، حتى مدنية الذين يعملون بقواعد الإنجيل والقرآن حرفًا ومعنى دون أن يشتغلوا بالعلم . لأن الدين شىء والدنيا شىء (آخر) وآلة الاصلاح فى كل منهما تختلف عن آلة الآخر. فكيف إذن يصح أن يقال أن الإنسانية ستعود كلها الى القرآن فى المستقبل كما يقول الأستاذ (محمد عبده) وأنها ستعود كلها الى الإنجيل كما يقول رؤساء الدين المسيحى ؟ كلا ثم كلا . إن الإنسانية طُبعت على التنوع والاختلاف . ولابد من هذا التباين فى المعتقدات)) (نقلا عن كتاب ابن رشد وفلسفته مع نصوص المناظرة بين محمد عبده وفرح أنطون – دار الطليعة للطباعة والنشر – بيروت – ط1 عام 1981 ص 191 ) .
ولأن نجاح أية جامعة يرتبط بالمناخ السياسى فى أى مجتمع ، وأن الحرية الفردية والسياسية شرط أساسى لهذا النجاح ، لذلك نجد أن لطفى السيد يُركّز فى كتاباته فى جريدة الجريدة منذ عام 1907 على المفهوم العلمى للحرية ، فهاجم قانون الجمعيات الأهلية الذى أصدرته الحكومة ((لأنها سنّت تمثيل الأقليات وفرضت أقلية قبطية سياسية وأقلية بدوية سياسية)) وركّز فى كل كتاباته على حقوق المواطنين مثل الحرية الشخصية بمعناها العام وحرية الفكر والاعتقاد وحرية الكلام والكتابة . وكتب أنه ((اذا خُلق الفرد حرًا ، فإن الأمة تألّفت حرة أيضًا)) ونادى بضرورة استقلال القضاء فكتب ((إن لم يكن القضاء حرًا مستقلا فحريتنا هراء. وأن الصحافة صانعة الرأى العام وهى الحكومة الحقيقية للبلاد المتمدنة)) ولذلك فإن (( خير ما تفعله الحكومات لنفسها وللأمة التى تحكمها أن تكون مع الصحافة على غاية من التسامح ، فلاتقف فى طريق رقيها . لأن ذلك وقوف فى طريق الرأى العام ومصادرة لإعتقاده ، لايأتى إلاّ بنتيجة عكسية)) أما حرية الخطابة فهى عند لطفى السيد لصيقة بالحرية الشخصية فكتب ((إن الذين يتعرّضون لحرية الكلام ، يُعطّلون حقًا من حقوق الأفراد الطبيعية)) واذا كانت حرية الكتابة من الحقوق التى لايحل للشارع أن يمسها ، فإن المساس بحرية الكلام أولى بالتحريم)) وعن حرية الاجتماع كتب أنها ((أكثر خطرًا على الظلم من كل حرية سواها ولايجوز للشارع أن يمسها من غيرأن يؤخر الأمة ويحبسها عن الأخذ بأسباب مدنيتها)) (صحيفة الجريدة – أكثر من عدد ، المنتخبات ج 1 ، ج 2 – وأنظر أيضًا د. عبدالعظيم رمضان فى كتابه الفكر الثورى فى مصر قبل يوليو 52 من ص 27 – 46 ، د. السيد الزيات مقال "الخطاب الليبرالى عند لطفى السيد – مجلة الديموقراطية – العدد العاشر – ربيع 2003 ) وعندما زار الرئيس الأمريكى روزفيلت مقر الجامعة عام 1910 أثنى على الحكم البريطانى وهاجم الحركة الوطنية المصرية ، فألقى لطفى السيد خطبة ردّ فيها عليه وقال له إن البريطانيين الذين تشيد بحكمهم هم الذين حاولوا عرقلة إنشاء الجامعة التى تتحدث فيها (دور الجامعة فى بناء مصر الحديثة – تأليف دونالد مالكولم – ترجمة إكرام يوسف – مكتبة الأسرة عام 2007 ص 78) ولخّص لطفى السيد رأيه فى التعليم الجامعى فى هذه الجملة الدالة ، حيث كتب ((إن الهدف من التعليم الجامعى أساسه حرية التفكير والنقد على وجه الاستقلال ، لاالحفظ والتصديق لكل ما يقال)) (المنتخبات ج 2) .
يكتشف الباحث فى تاريخ مصر الحديثة أن افتتاح الجامعة الأهلية عام 1908 سبقه إرهاصات عديدة ، منهًا على سبيل المثال أن حسن العطار، أستاذ رفاعة الطهطاوى ، والذى عيّنه محمد على شيخًا للأزهر ، فبجانب كتبه التى ألّفها فى الفقه و أصول الدين وعلم الكلام الحديث والنحو والمنطق والشعر ، فقد ألّف أيضًا كتابًا فى الطب باسم (راحة الأبدان على نزهة الأذهان) الذى ((يعد من أهم كتب الطب فى بواكير القرن 19 )) والذى أكّد فيه على التشخيص التجريبى من أجل التشخيص فى الطب الباطنى (د. أحمد عبدالجواد – المصدر السابق ص 156 ) ويكتشف الباحث أسماء مصرية ساهمت فى شق طريق النهضة المصرية والتمهيد لإنشاء جامعة للمصريين ، مثل حسن باشا إبراهيم (1844 – 1917 ) الذى تعلّم فى مصر ثم أكمل دراسته فى باريس وميونخ وبرلين . وتولى عدة مناصب فى الحكومة المصرية . وتم انتخابه رئيس شرف لمدرسة الطب . ومن مؤلفاته (الدستور المرعى فى الطب الشرعى) ، (جامعة الدروس السنوية فى الأمراض الباطنية – جزءان) ، (روضة الآسى فى الطب السياسى) (نقلا عن الموسوعة العربية الميسرة – ط 1 عام 1965 ص 717) ومن الأسماء المصرية أيضًا محمود باشا الفلكى (1815- 1885) الذى تخرّج من مدرسة المهندسخانة ببولاق عام 1839 عندما كان مديرها (شارل لامبير) وهو من أتباع سان سيمون الذين وصلوا مصر عام 1833 . تولى محمود باشا الفلكى تدريس الجبر وحساب المثلثات والهندسة التحليلية وحساب التفاضل والتكامل . ثم قام بتدريس علم الفلك ابتداءً من عام 1842 بالمهندسخانة . وكتب د. أحمد عبدالجواد ((إن ابتعاد محمود باشا الفلكى عن علم الفلك الجديد ، الذى درسه فى أوروبا لمدة تسع سنوات ، بجوانبه النظرية ، كان يعنى أنه فضّل نمطًا معينًا من الأعمال العلمية. ذلك الذى يضع الجوانب العلمية النافعة فوق الجوانب النظرية. والمعارف المرتبطة بمصر فوق المعارف ذات الطابع العالمى)) ونظرًا لأهمية هذا العالم المصرى ، كتب عنه (باسكال كروزيه) مقالا فى دورية مصر والعالم العربى يناير 1995 بعنوان (مسار عالم مصرى من القرن التاسع عشر) (د. أحمد عبدالجواد – المصدر السابق ص 126 ، 260) .
وعندما تم ضم الجامعة الأهلية الى وزارة المعارف عام 1925 خصّصت الحكومة المصرية ميزانية كبيرة للإنفاق على البحوث العلمية ، وإرسال البعثات . كما وفّرت لخريجيها فرص العمل الحكومى بمرتبات مجزية. ويرى د. أحمد عبدالجواد أن ذلك ((أدى بشكل مباشر الى تكوين كوادر علمية ذات كفاءة عالية. وبالتالى أسهم فى تكوين نواة لمجتمع علمى منذ العقد الثالث من القرن العشرين ، كان أحد رموزه د. على مصطفى مشرفة (1898- 1950) الذى نال الدكتوراه من لندن عام 1923 . وكانت ((الأعمال الأولى للدكتور مشرفة ، أى الأبحاث التى قام بها للحصول على درجتىْ الدكتوراه فى الفلسفة ، تدور حول نظرية الكم الطيفى مما يضعها ضمن أحدث الأبحاث التى كانت تجرى آنذاك فى مجال الفيزياء الكمية . إن د. مشرفة يعكس ذلك النمط من العلماء المصريين الذين أسهموا بنشاطهم العلمى فى النظريات العلمية فى الفيزياء . وأسهموا أيضًا فى الانتاج العلمى على المستوى العالمى . وكان د. مشرفة يرى أن العلم سلطة ((وهذه السلطة تكمن فى إتقان الأبحاث الأساسية . ولايجب أن تقع مسئولية هذه الأبحاث على عاتق الدولة وحدها. بل أيضًا على عاتق رجال الصناعة وفقًا للنموذج البريطانى ، والمدارس التطبيقية التى يُنشئونها هى فى آن واحد سوقًا للعلم ووسيلة لنقل العلم الى المجتمع)) ومن أعمال د. مشرفة فى مجال تشجيع البحث العلمى دوره فى إنشاء (مجلس البحوث) وهو النواة الأولى للمركز القومى للبحث العلمى الذى أنشىء عام 1956 . كما عمل د. مشرفة على على تأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم عام 1945 . وسبق ذلك إنشاء الجمعية المصرية للرياضيات والطبيعة عام 1926 . كما ساهم د. مشرفة فى نشر أبحاث العلماء المصريين فى الدوريات العلمية الأوروبية المتخصصة ، فنشر لهم فى الفترة من 1925- 1945 خمسمائة مقالة . وأن مالايقل عن 200 مقالة من تلك المقالات نُشرت فى مجلات بريطانية ، 150 مقالة نُشرت فى مجلات أوروبية أخرى (د. احمد عبدالجواد – المصدر السابق من ص 125- 128)
وذكر د. أحمد عبدالجواد أن إنشاء مطبعة بولاق عام 1821 ساهم فى ترجمة وطباعة الكتب العلمية فى مجال الفيزياء والرياضيات والكيمياء لطلاب المدارس العليا ، مثل كتاب كلوت بك (أصول الفلسفة الطبيعية) الذى تمت ترجمته الى العربية عام 1837. ومن الكتب الأخرى كتاب (الأزهار البديعة فى علم الطبيعة) تمت ترجمته عام 1838 وكتاب (علم الجبر والمقابلة) تُرجم عام 1840 وكتاب (الجواهر السنية فى الأعمال الكيماوية) فى ثلاثة أجزاء تُرجم عام 1842 وكتاب (كشف النقاب فى علم الحساب) تُرجم عام 1850. ويساهم لطفى السيد فى مجال الترجمة ، فترجم عن أرسطو كتابه (الكون والفساد) وكتابه (علم الطبيعة) وبجانب مطبعة بولاق كان هناك العديد من المطابع الأهلية ((والتى كانت مجالا لنشر الآراء المؤيدة والمعارضة للنظريات والأفكار التى ظهرت فى أوروبا )) مثل مجلة الجامعة ((كما كانت المقتطف مجالا لتلك الردود على ما نشرته من آراء تشارلز داروين ونظريته فى التطور)) ( المصدر السابق ص 47) .
و من بين الارهاصات الجدية فى التعليم . وذكر محمد لطفى جمعة أنه أتقن اللغة الانجليزية منذ أن كان فى السنة الرابعة الابتدائية. وأن التدريس باللغة الانجليزية كان يشمل الرياضيات والطبيعة والجغرافيا والتاريخ. وكتب ((لقد خدمتنى اللغة الانجليزية أجل خدمة لأننى إطلعتُ بواسطتها على الكتب والمجلات والجرائد التى تُطبع فى أوروبا. وأشهد أن مجموعة الأساتذة فى مدرسة ابتدائية ريفية فى أواخر القرن 19 كانت أرقى من مجموعة أساتذة مدرسة عليا أو جامعة فى أواسط القرن العشرين)) بل إن الشيخ محمد عبده (رغم مرجعيته الدينية) ذكرأنه يتمنى إنشاء معهد جديد بدلا من تطوير الأزهر. وأن سعد زغلول (رغم تراجعاته التالية) قال فى حفل الافتتاح أن الجامعة ((ليس لها دين سوى العلم)) وعندما هاجم الأزهريون الجامعة وطالبوا الحكومة بقطع المعونة عنها لأنها أخرجت ملحدًا (طه حسين) هددهم سعد زغلول بقطع المعونة عن الأزهر الذى أخرج نفس الملحد .
وعن مستوى التعليم فى تلك الفترة السابقة على انقلاب أبيب /يوليو 52 كتب د. لويس عوض أنه فى الفترة من 1926 – 1930 ((درس فى السنتين الأولى والثانية الثانوية كتاب شفيق غربال (تاريخ مصر القديمة) وفى السنة الرابعة الثانوية درس تاريخ أوروبا فى القرن 19 وفى احدى السنوات وزّعت الوزارة على الطلبة كتاب (أميل) أو التربية الاستقلالية ل جان جاك روسو وكتاب (قادة الفكر) ل طه حسين . ولكن الأهم من كل ذلك هو جو العلمانية والاستنارة فى مقررات التعليم الى جانب جدية المقررات وخلوها من اللغو واغتصاب عقول النشء . ولم نكن فى جيلى فرائس مستباحة لذلك المصل الوقائى ضد الشيوعية والاشتراكية والديموقراطية الذى يسمونه التعليم الدينى وهو الذى يُحيل مدارسنا اليوم – الابتدائية والثانوية وبعض كلياتنا الجامعية الى معامل تفريخ للجماعات الدينية)) (أوراق العمر- سنوات التكوين – مكتبة مدبولى ط 1 عام 1989 من ص 256 – 264) .
ودعا إسماعيل أدهم الى أن ((تحيا مصر حياة فكرية صحيحة . وتُنشىء لنفسها ثقافة تُقيم عليها أساس دولتها . وإن كان يربطها بالأزهر ذلك الماضى الذى خرجت منه مقيّدة ، فليس معنى ذلك أن تنقطع عن موجة الفكر الإنسانى وروح العصر وتبقى مربوطة للماضى ، فلا تعمل على تلقيح الفكر المصرى بالأفكار الجديدة فى العلوم والفلسفة والتاريخ والأدب ، بجانب هذا لابد من برنامج للتعليم يقوم على أساس علمانى لجميع طبقات الشعب)) (إسماعيل أدهم قضايا ومناقشات ج 3) وإسماعيل أدهم رغم عمره القصير (17 فبراير1911 – 23 يوليو 1940) يُعتبرعبقرى زمانه وخسرت البشرية كثيرًا برحيله المبكر (مات منتحرًا) وكان فى كل كتاباته فى مجال العلوم الإنسانية يُحرّض على ضرورة الخروج من العصور الوسطى . ومن كلماته المهمة فى هذا الشأن ((إن فى الشرق استسلامًا محضًا للغيب. وفى الغرب نضالا محضًا مع قوى الغيب. وبين منطق الغرب وروح الشرق تسير البشرية فى قافلة الحياة)) وكتب ((إن تركيا وإن كانت وطنى الأصلى إلاّ أنها شقت طريقها للحياة (بعد إلغاء الخلافة) ويُمكنها أن تخطو خطوات فى الاندماج فى الأسرة العالمية المتحضرة. أما الشرق العربى فللأسف لايزال أمامه الطريق مظلمًا. ورسالتى كإنسان قبل أن أكون كتركى أن أعمل على إنارة السبيل أمام هذا الشرق ركن الإنسانية الكبير)) (إسماعيل أدهم ناقدًا – تأليف د. أحمد إبراهيم الهوارى – دار المعارف المصرية – عام 1990 ص 58 ، 240) وإسماعيل أدهم (تركى الأصل ولكنه وُلد فى الإسكندرية وعاش أغلب سنين عمره فى مصر) سافر الى الإتحاد السوفيتى وحصل على درجة الدكتوراه فى الرياضيات البحتة من جامعة موسكو عام 1933 ونال الدبلوم العالى من معهد التطبيقات الروسية عام 32 وتقدم للدكتوراه برسالته (ميكانيكية جديدة مستندة الى حركة الغازات وحسابات الاحتمال) وأنتخب عضوًا مراسلا فى أكاديمية العلوم السوفيتية . وعُيّن مدرسًا للرياضيات فى جامعة سان بطرسبرج ثم فى معهد أتاتورك بأنقرة. وعندما استقر فى مصر بدأ يهتم بالعلوم الإنسانية والأدب والنقد الأدبى . وكتب عن الاختلافات التى تميز بين الشعوب. ودعا المصريين الى التخلص من العقلية العربية. ورأى أن مصر بحاجة الى ثورة كبيرة للتعرف على خصائصها القومية . وكتب أن العلم والثقافة الغربية يُجهزان أبناء مصر بمحراث قوى يشق لهم سبيل الحياة. ودعا المصريين الى التخلص من ((الكابوس العربى والعودة الى طبيعتهم الفرعونية )) وأن يلحقوا ثقافتهم بأسباب الذهنية الأوروبية . ووصل الأمر الى درجة أن دعا المصريين الى التخلى عن اللغة العربية. وكانت حجته أن المصريين لهم لغة قومية ، نظموها ووضعوا لها القواعد . وكتب ((تحرّروا من ربقة اللغة العربية )) وقال أنه منذ أن عاش فى مصر تعرّف على ثروة جديدة هى ((اللغة المصرية)) وأن القول بأنها عامية العربية خطأ. وقال يخاطب المصريين ((فهذه هى لغتكم . وهى أولى بعنايتكم من إحياء لغة بدو لايربطكم بهم صلة ولارابط)) (إسماعيل أدهم قضايا ومناقشات – الأعمال الكاملة ج 3 دار المعارف عام 1986 – وانظر أيضًا كتاب "النقد ومستقبل الثقافة العربية" تأليف د. فريال حسن خليفة – دار العالم الثالث عام 2002 ص 145 ، 151) وأعتقد أن ما كتبه إسماعيل أدهم عن أننا نحن المصريين لنا لغة خاصة بنا أطلق عليها (اللغة المصرية) وأن القول بأنها عامية العربية خطأ الخ ، هى الكتابة الأولى فى تاريخ مصر الحديث. وأعتقد كذلك أنه لم يتوصل الى الاختلاف بين اللغتين المصرية والعربية ، إلاّ اذا كان قد تعمق فى علم اللغويات وعرف شيئًا عن اللغة المصرية القديمة . وقد ساعده على ذلك إتقانه لعدة لغات .
وفى هذه الفترة السابقة على إنشاء الجامعة الأهلية يكتب عبدالقادر حمزة ((كيف أصبحنا آلات جامدة ، لاتكاد تتحرك إلاّ بالدين وللدين ، وكأنما لم يخلق لنا الله عقولا. وكأنما نحن مسخرون بلا إرادة ولاتمييز. وكم من حركات دينية وقفت فى وجه مكتشفات علمية صحيحة ، فكانت حاجزًا منيعًا ضد كثير من المبادىء العلمية والأمثلة على ذلك جمة)) (المقتطف – مارس 1904) ويدعو عبدالحميد الحديدى الى أنه ((ليس من مصلحة الدين حشره فى كل شىء وتعريضه لأن يتصادم من وقت لآخر مع الأنظمة والأحوال العادية فى حياة الأمة)) (السفور 28 يوليو 1916) ويكتب د. هيكل عن أثر الفلسفة فى فرنسا أنها ((بثت فى الشعور العام فكرة جديدة فى الأخلاق والمعاملات ، فصارت فرنسا المفكرة تعمل لبناء عمرانها الاجتماعى على أساس من العقل والعلم)) (السفور 14/4/1916).
كان من نتائج إنشاء الجامعة المصرية أن ترسخ مبدأ حرية البحث. وأن الأستاذ ليس من حقه حشو رؤوس الطلاب بمادته. وإنما عليه أن يكرس فى عقولهم (حرية النقد) وهو ما كان يحرص عليه أمين الخولى الذى كان ((يصر على أن يقرأ طلابه كل شىء بعين ناقدة)) وذكر الأديب نجيب محفوظ أنه عندما كان طالبًا فى كلية الآداب ، فإن عميد الكلية طه حسين ، كان يُنبّه على الأساتذة ألاّ يسمحوا للطلاب بكتابة المحاضرات ، وإنما يكتبون أسماء المراجع ، لأنه كان يرفض أن (يحفظ) الطالب ما يقوله الأستاذ. وكان يقول للطلبة ((أكتبوا المحاضرات مما استوعبته عقولكم ولديكم المراجع فى مكتبة الجامعة)) وذكرد. عبدالحميد العبادى عن نظام التعليم الذى يتمناه ((عاوز أبث فى الطلبة روح طه . روح البحث والجدل و (الخناق العلمى) كما يقول أستاذنا لطفى السيد)) (إبراهيم عبدالحميد – رسائل طه حسين – مكتبة الأسرة عام 2000 ص 12 ، 109) .
ترتب على إنشاء الجامعة المصرية أن شهدت مصر نظام دولة المؤسسات. فإذا كان القضاء يجب أن يكون مستقلا. والصحافة يجب أن تكون حرة كما كتب لطفى السيد ، فإن الجامعة يجب أن تكون مستقلة. وكان أول اختبار تتعرض له الجامعة ، عندما تربّص الملك فؤاد والتيار الإسلامى ضد طه حسين وقرروا فصله من الجامعة. فماذا يفعل مدير الجامعة لطفى السيد ؟ بدون تردد قدّم استقالته إحتجاجًا على قرار الفصل.وكان ذلك يوم 9/3/1932 الذى يُعد بحق عيدًا لاستقلال الجامعة. وعندما عرضت الحكومة على لطفى السيد أن يعود الى منصبه اشترط تغيير قانون الجامعة ، بحيث يكون لها وحدها حق تنظيم العلاقة بين الأساتذة والطلاب والإدارة. وأن الحكومة ليس لها أن تتدخل فى إدارة الجامعة. وكان له ما أراد فعاد وقد أصر الطلاب على أن يحملونه على أعناقهم. أما عن عداء الملك والتيار الإسلامى لطه حسين ، فهو عداء متأصل منذ حصوله على الدكتوراه من الجامعة الأهلية عام 1914 عن أبى العلاء المعرى . ثم معركة كتابه (فى الشعر الجاهلى) ثم انتقاداته العديدة فى الصحف ضد الأزهريين بصفة خاصة والتيار الدينى الأصولى بصفة عامة . واشتد العداء ضده بعد رفضه منح شهادة الدكتوراه الفخرية لبعض الوزراء وتحديه للملك برفض رئاسة تحرير جريدة (الشعب) لسان حال القصر. إن درس استقالة لطفى السيد أن الرئيس يتضامن مع مرؤوسه. وهى الظاهرة التى اختفت من حياتنا بعد استيلاء الضباط على الحكم عقب إنقلاب أبيب / يوليو 52 .
*****
واذا كان إنشاء الجامعة الأهلية عام 1908 محطة مهمة فى تاريخ مصر الحديث ، واذا كان رواد التنوير هم الذين مهّدوا لإنشائها ، فإن الليبراليين المصريين لم يتوقفوا عن أداء دورهم التنويرى ، ومن أمثلة ذلك ما كتبه محمود عزمى عن المفهوم العالمانى (نسبة الى العالم) للتعليم حيث كتب ((نحن ممن يدينون بضرورة جعل التعليم العام قائمًا على فكرة (المدنية) غير ذات الصبغة الدينية. وأن التعليم الذى يُصرف عليه من خزينة الدولة يجب أن يكون ((غير خاضع لغير إعتبار القومية. وليس له نزعة دينية خاصة)) (مجلة الجديد 15 فبراير 1925) وعندما نادى الأصوليون بضرورة تدريس الدين فى الجامعة . وكذلك تدريس القرآن للمسيحيين ، تصدى لهم أحمد زكى أبوشادى . ودعا الى منع التعليم الدينى فى جميع مدارس التعليم العام وكتب ((إن تعليم الدين فى المدارس غير موحدة العقيدة ، فيه أخطر عوامل التنافر كما نعرف ذلك بالتجربة . والفضائل الأدبية التى يجب أن تُدرّس فى المدارس ، يجب أن تقوم على السيكولوجيا الحديثة وعلى فلسفة الاجتماع ، بحيث يشعر كل طالب بشخصية ضميره كوازع ومرشد فى نور العلم الصحيح ، لما فيه من خيره وخير وطنه وخير الإنسانية. أما شئون العبادات لمن يؤمن بها ، فلاشأن لها بالمدرسة ولابأى مظهر من مظاهر الحكم . ولايجوز أن تتسرب الى المعاملات . ولاينبغى أن تفرق بين أبناء الوطن الواحد)) (مجلة أدبى يناير – مارس 1937) .
وفى عدد إبريل 1929 تنشر مجلة العصور التى كان يُصدرها إسماعيل مظهر ، نص المحاضرة التى ألقاها أحمد أفندى خيرى سعيد فى جمعية الشبان المسلمين بعنوان (الإتجاه الجديد فى العلم) فى البداية يُشير الى أهمية اكتشاف الراديوم الذى مهّد للاكتشافات المتعلقة بالكهرباء أو الالكترون . ثم التطورات التى حدثت بعد مدام كورى وزوجها. ثم عرض لنظرية النسبية لأينشتاين . ونظرية الكوانتم أو الكم . ويتفق الباحث المصرى مع الأستاذ (وولف) أستاذ المنطق والطريقة العلمية بجامعة لندن على أن ((نظرية الكوانتم بهدمها هيكل الميكانيكا العتيقة تهدم كل فكرة تقوم على أساس ميكانيكى . وكل نظرية تنهض على قاعدة الإرادة غير الحرة)) وفى نهاية المحاضرة قال ((إن أينشتاين يحاول إثبات مذهب الفيلسوف سبنوزا القائم على أن وحدة الوجود – الكون – هى الحقيقة الكبرى . سوى أنه يريد إثبات ذلك بالوسائل الرياضية ، لابموجبات الدين ومنطق الفلسفة)) .
وفى عدد مايو 1929 يكتب إسماعيل مظهر مقالا بعنوان (المذهبية والارتقاء) فى البداية يتعرّض لأربعة أنواع من المذهبية تؤدى الى التعصب . والمقال عبارة عن دراسة محكمة تقع فى 16 صفحة من القطع الكبير وانتهى فيها الى ((أننا لن نكون يومًا أقرب الى انتهاج سبيل الارتقاء الحقيقى (إلاّ) اذا حطمنا المذهبيات بأنواعها وتركنا الفكر حرًا ليسلك بنا السبيل التى مهّدها من قبلنا عبّاد الارتقاء من أهل الحضارة الحديثة)) وأن ((الارتقاء والمذهبية عدوان لدودان . فلن يكون ارتقاء مع مذهبية ولن تكون مذهبية مع ارتقاء. إذن وجب علينا أن نُضحى بأحدهما ليخلص لنا الآخر. ولاجرم أننا نضحى بالمذهبية لنخلص بالارتقاء ونتجه اليه فى خطانا نحو الحضارة الحديثة)) .
وفى عدد فبراير 1946 فى مجلة (الكاتب المصرى) التى رأس تحريرها طه حسين ، وصل تواضعه الى درجة أن يتولى تلخيص مقالة أعجبته قرأها فى مجلة (الأديب) بقلم عبداللطيف شرارة الذى كتب ((إن التوفيق بين الدين والفلسفة محاولة عقيمة . وقد قام بها ابن سيناء منذ قرون ، فانتهى به الأمر الى إعتباره زنديقًا من قبل رجال الدين. قصير النظر من قبل الفلاسفة. وهذا كل ما ربحه من تجربته. كما أن التوفيق بين دين ودين ، انتهى على يد كثيرين فى أوروبا وفى الشرق الى مآس ردّد التاريخ صداها)) لذلك لم تكن مصادفة أنه عندما تولى عميد الثقافة المصرية (طه حسين) وزارة المعارف عام 1950 كان ((أهم أعماله توحيد المرحلة الأولى فى التعليم . فلم يعد هناك تعليم دينى متخلف وآخر مدنى . وإنما أصبح التعليم يضمن الوحدة الفكرية بين مواطنى الوطن الواحد)) (د. سهير القلماوى – مجلة الكاتب – مارس 1975) .
*****
تضاءل التنوير فى مصر بعد أن حطّت عليها سحابة أبيب / يوليو 52 السوداء (وهو موضوع يحتاج الى دراسة مستقلة) ولكننى أكتفى (من أجل الأجيال الجديدة) بذكر بعض الأسباب : منها المذبحة التى تم الاعداد لها لعمال كفر الدوار وإعدام العاملين مصطفى خميس ومحمد البقرى بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة ضباط يوليو على الحكم (سياسة العين الحمراء) ومنها إلغاء نظام تعدد الأحزاب. وفصل عدد كبير من أساتذة الجامعة من أصحاب التوجه الليبرالى. واعتقال كل من له رأى مخالف لتوجهات الضباط ، من إخوان مسلمين وليبراليين وشيوعيين ، الى درجة أن يُصرّح عبد الناصر فى أكثر من مناسبة بعد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 أن المعركة مع الاستعمار قد انتهت وبدأت المعركة مع اليسار، مُردّدًا نصيحة نائب وزير الخارجية الأمريكية بالحرف. ويصل الأمر الى درجة أن يكتب محمد حسانين هيكل أنه ((على الشيوعيين أن يضعوا أقفالا من حديد على أفواههم .. وإلاّ )) ( د. فخرى لبيب – الشيوعيون وعبدالناصر – جزءان – وصحيفة القاهرة 26 فبراير 2008) وفى مجال التعليم تولى منصب وزير التعليم الضابط كمال الدين حسين الذى أصدر قرارًا وزاريًا بتحريم الموديل فى كلية الفنون الجميلة (نقلا عن الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى – أهرام 10/11/93) وبعد هزيمة بؤونة /يونيو 67 يُعين عبدالناصر وزيرًا للتعليم ، هو د. محمد حلمى مراد صاحب الإتجاه الأصولى ، وكان من بين قراراته الوزارية المعادية للتعليم العصرى أنه جعل مادة الدين مادة رسوب فى المدارس ، عكس الوضع قبل يوليو 52 . وكان هذا القرار الوزارى على حد قول د. لويس عوض ((تملقًا للسوقة والغوغاء أو تنفيذًا لمخطط الطابور الدينى فى البلاد أو بوحى من آرائه الخاصة ، لاأدرى)) (أوراق العمر – مصدر سابق ص 256 ، 257) .
مرّ على إنشاء الجامعة الأهلية مائة عام ، وبدلا من التطور نحو (العصرنة) تراجع التعليم الى عصور الظلمات. إذْ أن التعليم قبل يوليو 52 أخرج علماء مصريين حازوا على التقدير الدولى، أمثال الجغرافى الكبير عوض محمد عوض الذى رشحته مكانته ((للمشاركة فى وضع ميثاق الأمم المتحدة ، وإعلان حقوق الإنسان ، ووضع الوثيقة الخاصة بالرق. ثم تواصل عمله بهذه المنظمة الدولية بانتخابه عضوًا بالمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو. ثم باختياره عضوًا بلجنة حقوق الإنسان التابعة لها)) (إبراهيم عبدالعزيز – رسائل طه حسين – مصدر سابق ص 146 ، 172) وأخرج لنا (التعليم) علماء أمثال د. مشرفة ود. سميرة موسى التى توصلت الى تصنيع اليورانيوم من الموارد الطبيعية للتربة المصرية ، فاغتالتها الولايات المتحدة الأمريكية ، ولم يهتم بحادثة اغتيالها أحد من الساسة المصريين. أما بعد يوليو 52 فإن التعليم أخرج (أساتذة) يعادون العلم والحداثة. ويعادون الوطن (مصر) الى درجة أن مديرى معظم المدارس يرفضون أداء تحية العلم والنشيد الوطنى لأن ذلك من مخلفات (الوثنية) وأصبحت رسالة المدرسة تغطية شعر التلميذات والمدرسات. وأخرج التعليم (أساتذة) يكفرون غير المسلمين والبهائيين. وقد لخص د. زكى نجيب محمود (المشهد) عندما ذكر فى كتابه (أزمة العقل فى حياتنا) أن عميد كلية العلوم فى إحدى الجامعات قال عن صعود الإنسان الى القمر ((أعوذ بالله من هذا الشطط الذى قد يؤدى بالكون الى الدمار))(كتاب العربى رقم 27 – 15 إبريل 1990 ص 140 ) .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورتريه لابن عمى المليونير م . م
- تونا الجبل : ميلاد مُتجدد للحضارة المصرية
- ميس إيجيبت وجدل العلاقة بين الثقافتين المصرية والعربية
- سليمان فياض : الواحد المتعدد
- النص الدينى والتفسيرات المتعددة
- العالمانية والاستقرارالاجتماعى
- هل يؤمن الأصوليون الإسلاميون بالديموقراطية
- مأزق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
- الأدب واتعبيرعن التغيرات الاجتماعية
- لاتُصالح ودوائرالثأرالجهنمية
- كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر
- رد بأن مقالى عن اللغة القبطية
- المشروع الفكرى للراحل الجليل بيومى قنديل
- سيناريو مُتخيّل عن استقالة شيخ الأزهر والمفتى
- قوى التقدم وقانون التغير الكيفى
- اذا كان المسيحيون مواطنين فلماذا الكتابة عن الجزية
- إرهاصات العالمانية فى مصر
- الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى
- الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور
- الأدب التراثى وأنظمة الحكم وجهان لمنظومة واحدة


المزيد.....




- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التنوير المصرى والجامعة الأهلية