أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - الخلاف الفرنسي التركي بين حسابات الانتخابات الفرنسية واعادة نظم الاصطفاف السياسي:














المزيد.....

الخلاف الفرنسي التركي بين حسابات الانتخابات الفرنسية واعادة نظم الاصطفاف السياسي:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح ان فرنسا الرسمية فجرت الخلاف الراهن مع تركيا بنية سياسية مسبقة, على عكس ما ارجعه مراقبون بصورة اساسية الى حسابات انتخابية شخصية للرئيس الفرنسي ساركوزي تتعلق بكسب ود واصوات الناخبين الفرنسيين من اصول ارمنية, في حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة,
طبعا ليس من المستغرب ان يدخل العامل الانتخابي في الحسابات التي اجراها ساركوزي قبيل الاقدام على تفجير هذا الخلاف, لكنه من المعيب استمرار اعتماد المراقبين على العملية الانتخابية باعتبارها العامل الوحيد في تحديد استراتيجيات سياسية بعيدة المدى في السياسة الخارجية لكبرى الدول الديموقراطية كفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية, وهي دول مؤسساتية تقوم مؤسسلتها بتحديد موقع وحجم واولوية المصالح القومية لدولها ومجتمعاتها في العالم وما يتجاذب امنها واستقرارها من حراك سياسي يدور حولها.
فنحن مثلا لا يمكن لنا استمرار تفسير نكوص الولايات المتحدة السياسي المتكرر وتراجعاتها المستمرة عن تاييدها المتدني المستوى للحقوق الفلسطينية بعامل دور الصوت والمال اليهودي في العملية الانتخابية الامريكية, بل لا يمكن فهم هذه المنهجية الا برؤية وجود حالة عداء مستقرة بين تعارض شرط الحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة وامنها واستقرارها مع حراك النضال الفلسطيني من اجل التحرر واستعادة الحقوق, وهذه المصلحة تتعلق بما يوفره لها التفوق الاستثنائي للكيان الصهيوني في موازين القوى مع دول المنطقة من ابتزاز اقتصادي سياسي لهذه الدول لصالح الرفاه الاقتصادي الامريكي المحلي والتفوق الاقتصادي السياسي عالميا, لذلك نجد الحفاظ على امن اسرائيل وتفوقها له الاولوية في السياسة الخارجية الامريكية
وحتى التشريعات المحلية في هذه الدول الكبرى يجري استحداثها تبعا لاحتياجات مصالحها وسياساتها الاستعمارية الخارجية, لذلك وعلى عكس التفسيرات الراهنة فانه يجب قراءة قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية والعالم باعتباره حاجة واداة من حاجات وادوات السياسة الخارجية الاستعمارية الامريكية وكذلك باقي الدول الكبرى الاخرى, ولو اقتضى الامر وجود عداء بين هذه السياسات الخارجية ونفوذية اللوبيات الصهيونية في مجتمعاتها لبادرت فورا لسن تشريعات تضعف هذا النفوذ وتقضي عليه, تماما كما سنت التشريعات التي اضعفت نفوذ اللوبيات السياسية العرقية الاخرى المعادية لنفوذها العالمي,
ان العوامل السياسية الاقتصادية التي تقف خلف التفجير الفرنسي للخلاف مع تركيا تخرج اذن عن اطار حسابات العملية الانتخابية الفرنسية, كما يدعي البعض, وتدخل في اطار مسالة الاصطفاف السياسي والاقتصادي العالمي وصراعاته, وهي حتما تصب في هدف تصفية الحسابات الاوروبية العامة مع حالة النمو والازدهار الاقتصادي السياسي التركي والتي تعود بشكل رئيسي الى نجاح تركيا في التركيز على نفوذها الاقتصادي السياسي الاقليمي, تبعا للمنهجية السياسية الخارجية والداخلية التي يعتمدها توافق اردوغان اوغلو, والتي اثمرت حالة ازدهار نمو اقتصادي متميزة واستدعت تنامي النفوذ السياسي التركي في المنطقة, كان نتيجته الخطرة في المنظور الاوروبي في موقف تركيا من وضع الازمة السورية والذي عارض اتجاه تدويلها وابقاها في اطار حراك التنسيق المشترك التركي العربي, والذي يستجيب للتوجه الامريكي في التعامل مع الازمة السورية على اساس عدم الدفع باتجاه تفجير امن المنطقة وتوريط الولايات المتحدة الامريكية بحرب اقليمية جديدة تهدد استقرار مصالح ونفوذ الولايات المتحدة الذي جاءت به انتفاضات الربيع العربي ورسخته التفاهمات الامريكية الاسلامية,
ان تمايز المواقف والمنهجية بين الولايات المتحدة الامريكية واوروبا عالميا يعكس تمايز مصالحهما وشروط الحفاظ على حجمها واستقرارها وامنها, والتناقض بينها هو الرئيسي, والتحالف هو الاستثنائي, دون ان يستبعد ذلك طبعا مستويات من التحالف بنها ضد طرف اخر, او امكانية تحالف طرف عالمي مع طرف اقليمي ضد طرف اقليمي مع طرف عالمي اخر,
لم يكن غريبا اذن ان ينتقد الكيان الصهيوني موقف الدول الاوروبية ومنها فرنسا في مجلس الامن الرافض للاستيطان, وان يبادر فيكون الدولة الثانية التي تحتذي الموقف الفرنسي من تركيا في قضية مذبحة الارمن, فالدول تتعامل مع النتائج الموضوعية للحراك السياسي الاقتصادي في الصراع العالمي, ومن الواضح ان الموقف الصهيوني في اضعاف الموقف التركي يخدم استراتيجيا وتاكتيكيا الاستراتيجية الصهيونية في الصراع العالمي, حيث اضعاف تركيا يعني اضعاف الشروط الاقليمية في التسوية وتخفيف الضغط على النظام السوري, واعادة تقوية معسكر الممانعة, والذي يعني اضعاف النفوذ الامريكي مما يسهم في تحرير الكيان الصهيوني من نفوذها, ويعزز شروط ابتزازها السياسي للولايات المتحدة الامريكية بتحسيسها واشعارها باستمرار بحاجتها الماسة للكيان الصهيوني,
ان الموقف الفرتسي من مذابح الارمن ليس موقفا اخلاقيا اذن ولا هو اداة معركة انتخابية, بل هو حالة توظيف سياسي لخلافات اقليمية في الصراع العالمي وهو ياتي في سياق مناورة عامة تقودها فرنسا ومن خلفها اوروبا, وضحيتها تركيا ضد الولايات المتحدة, تماما كما استخدمت اوروبا والولايات المتحدة الامريكية المذبحة اليهودية لصالح اقامة الكيان الصهيوني وتثبيته عبر اخراس انكار حق اليهود في الحياة والاستقلال في دولة محددة المكان والوظيفة في الصراع العالمي, بعد تعرضهم للذبح على يد المانيا النازية,
ان المحاولة الفرنسية لابتزاز تركيا بمقولة مذبحة الارمن انما يستهدف تفكيك التحالف التركي الامريكي, ويصب في اتجاه اضعاف الهيمنة الامريكية على المنطقة واستعادة الهيمنة الاوروبية عليها,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراخ لن يخلق ايضا امة اسلامية ولا قومية عربية:
- المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية:
- كيف يمكن انجاز مستوى من الوحدة اعلى من المصالحة:
- لماذا مصر؟
- جينغريتش وميكافيلية الفكر:
- رييع الاسلام السياسي بين تحرير تعدد الزوجات وامر قرن في بيوت ...
- مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جد ...
- هل هناك محاولة لتفجير الداخل الفلسطيني:
- ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تر ...
- هيصة النضال الوطني الفلسطيني:
- الربيع الفلسطيني:
- لا خروج على ثابت وطني_ ردا على الاستاذ نقولا ناصر
- النظام السوري بين الضربة العسكرية وحصار الخنق:
- المصالحة خطوة على طريق تعبئة عوامل النصر الفلسطيني
- خربشة خالد عبد القادر وتنميق ابن الجنوب
- اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:
- هل تنجح مصر في التخلص من اللوبي الامريكي بعد ان تخلصت من الل ...
- اجابة على سؤال طرحه البرنامج الفلسطيني مساحة حرة:
- اللعب بامن مصر.... لماذا؟
- الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - الخلاف الفرنسي التركي بين حسابات الانتخابات الفرنسية واعادة نظم الاصطفاف السياسي: