أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الأطرش - لندع الأسد يقتل الإسلاميين!














المزيد.....

لندع الأسد يقتل الإسلاميين!


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعرت بالآسى وأنا أقرأ بعض التعليقات التي وردت على مقالتي "حمص تحمل صليبها" ولفتني أنها كتبت من قبل ثلاث فئات من المعلقين. فئة يمكن تصنيفها بالشبيحة التي تردح لمجرد الردح والدفاع عن نظام الأسد. فئة آخرى يمكن تصنيفها بالمثقفين العلمانيين الذين يخشون وصول الإسلاميين إلى السلطة وفئة ثالثة ترى نفسها مهددة من الإسلاميين آيضا على خلفية أن الحراك في أغلبيته يخرج من المسجد مما يعني حكما بأن المسلمين السنة إن لم يقتلوا المسيحيين وأهل الطوائف الآخرى اليوم فسيقتلونهم غدا. إختصارا يمكن القول بأنهم بشكل أو بأخر بعتبرون أن القضاء على الثورة السورية مفيد لآنه يجنبهم جميعا سيف الإسلاميين. بعبارة آخرى يقولون سرا أو علنا "دعوا نظام الأسد يقضي على الإسلاميين لأنه يحفظ حقوق ومصالح الشبيحة والعلمانيين والمسيحيين والعلويين والدروز".
المضحك المبكي أن الفئات الثلاثة لا تتردد في الإعلان بأن موقفها إنما ينبع من السير في إحترام الديمقراطية والحرية التي سوف يقضى عليها فيما لو انتصرت الثورة ووصل الإسلاميون إلى الحكم. وهنا بمعنى آخر يعتبرون أن إنهاء حراك أكثرية الشعب إنما يصب في خانة حماية الديمقراطية والحرية. مما يعني بالنتيجة أيضا أنهم موافقون جميعا على قتل من يخرجون يوميا منادين برحيل الأسد ونظامه.
إذا ما أمكن فهم شبيحة القلم التابعين للنظام إلا أن ما تذهب إليه الفئتين الآخريين خطير جدا. كلا الفئتين تؤيد حراكا أو ثورة بشرط أن يكون لهما فقط حق تولي أمور البلاد باعتبارهم لا ينتمون أو يميلون إلى تلك الآكثرية التي يجزمون بأنها ستتولى زمام الأمور في حال نجاح الثورة. هل يمكن إذا أن نفهم أنهم سيكونون المبادرين إلى الحراك بمجرد أن ينتهي الأسد من القتل ويحول تلك الأكثرية إلى أقلية لا يتاح لها الحكم. بمعنى آخر هم يريدون أن يحصدوا السلطة على حساب عشرات آلاف الآرواح. وفقا لذلك لندع الأسد ونظامه يوغل في القتل لأنه بالمحصلة إنما يقتل الأعداء. بالمناسبة بعض المتحدثين دفاعا عن نظام الأسد يعتبر أن الثائر السوري يستحق القتل أكثر من العدو.
إذا ما توقفنا لبرهة مع المنطق: كيف يمكن لهاتين الفئتين أن تدعي الديمقراطية والحرية وهي تستبيح قتل أخوة في الوطن؟ ما الأجدى؟ قتل أبرياء لأنهم ينتمون لآكثرية أم الإنضمام إلى الثورة ليكونوا شركاء فاعلين في صنع ديمقراطية حقيقية للجميع؟ هل فكر هؤلاء للحظة كيف يمكن لهم أن يكونوا شركاء غدا في وطن إستباحوا فيه قتل مواطنيه بتهمة الآكثرية؟
في مقال سابق شرحت أن خوف البعض من حكم إسلامي مبرر لكن شرط أن لا يتحول الخائفون إلى شركاء في القتل. واليوم يطرح السؤال: ألا يعزز خوف هؤلاء إنعدام الثقة لدى جمهور الثائرين من العلمانيين والمثقفين ويقربهم أكثر إلى أصحاب الطروحات الإسلامية؟ ألا يكون غياب الخائفين بمثابة تقاعس عن مساعدة الثائرين وبالتالي يشكل الإرتداد عن طروحاتهم أمرا مقبولا. خصوصا إذا ما أخذ بعين الإعتبار أن وصم الثورة بالإسلامية فيه الكثير من التجني إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن النخب الأساسية للثورة إنما كانت من صفوف المثقفين والعلمانيين. ومن جهة آخرى فإن خروج الثوار من المسجد ليس دليلا على إسلامهم السياسي. هل كل من يصلي في المسجد سلفي أو طالباني أو أفغاني؟ هل كل محجبة هي بالضرورة مع إقامة نظام إسلامي؟ إن أخذ المسلم بتهمة إلاسلامي طالباني أفغاني هي أيضا جريمة وتوصيف في غير محله. بالمناسبة تذكرون جميعا أن معظم الحركات الإسلامية الجهادية إنما تتخذ من نظام الأسد حضنا لها ناهيك أن نظام الأسد وأشباهه هو ما ساعد على بروز الحركات الإسلامية الجهادية خصوصا في الآوساط المهمشة والفقيرة حيث فقد الكثير من هؤلاء الناس الثقة بتلك الآنظمة وجعلهم يلجئون للدين المتشدد كملاذ يهون عليهم فقرهم رغبة في كسب الآخرة ما داموا قد خسروا الدنيا.
ليس درسا ما أقصده هنا لكن تعرفون أن الديمقراطية تعني أول ما تعنيه الإختيار الحر للفرد وهؤلاء الثوار إنما ينشدون ذلك وهم بذلك يأسسون لمبدأ الثورة ضد أي حاكم ظالم لا يحترم حقوقهم وحرياتهم. بمعنى آخر إن إنتاج نظام ديمقراطي بصرف النظر عن هويته سيكون مجرد بداية لإمكانية تغيير ديمقراطي.
قد يكون أيضا من المناسب التذكير بأن الجميع يدرك بأن هذا النظام قد أهدر الكرامة الإنسانية للجميع وهو بذلك أعد هذه المؤامرة الدافعة للثورة وليس من داع لاعتبار مصالح الغيرهي المؤامرة التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.
قبل أن أنهي هذه الدعوة كنت أتمنى ممن يتحدثون عن الإصلاحات التي يعلنها النظام أن يدخلوا في اعتبارهم أن رأس النظام لم يتحدث يوما عن الديمقراطية في اختياره وعن نيته في التنازل عن أبدية حكمه. ألا يعتبرتداول السلطة أهم ركن من أركان ممارسة الديمقراطية؟
كي لا تكونوا دعاة للقتل طالبوا على الأقل بأن يترك النظام للمعترضين إمكانية التظاهر أسوة بتظاهرات الحب والوفاء التي يغيب فيها أي عمل مخل بالآمن.
ما زال الوقت متاحا لتكونوا شركاء في مستقبل قادم يمكن فيه لأصواتكم أن تؤسس بالفعل الإيجابي لسوريا الحديثة.



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمص تحمل صليبها
- رسالة من معمر القذافي إلى بشار الأسد
- بدم حمزة لا بيد أوباما
- أسد لا يسمع ولا يرى
- المستبد بين بلاغة الدم وشهادة الحبر!
- المستبد يخاف الحمام الزاجل
- لن تخيفوننا بالإسلاميين
- فخامة الرئيس بشار الأسد
- الأقليات تحمي الدكتاتوريات
- نموت ويحيا الأسد
- الأسد يرسب بامتياز
- إخلع عمامتك يا مفتي حسون
- يوم أمهات سوريا
- مجرد هلوسة
- وقاحة قذافية
- الدولة لا دين لها
- -لا صوت يعلو فوق صوت البندقية-
- متى يُستآصل الأسد وأمثاله؟
- أمريكا فاسدة أيضا
- إدوارد سعيد إرهابي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الأطرش - لندع الأسد يقتل الإسلاميين!