أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!














المزيد.....

هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 01:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أولاً وقبل كل شيء إن ما يقع اليوم من مخاض وحراك في المغرب –على جميع المستويات والأصعدة، إما إيماناً حقاً أو تمثيلاً ونفاقاً- هو ثمرة من ثمار الربيع العربي الذي أعطت انطلاقته ثورة الياسمين بتونس التي قيل أن بلادنا في منأى عنها. هذه حقيقة قائمة أراد من أراد وكره من كره. كما أنه في هذا المضمار وجب التنبه إلى التوقيت الذي جاء فيه الإقرار بإضافة أكثر من 20 ملياراً إلى صندوق المقاصة والرفع النسبي المحتشم للأجور وإحداث 4 آلاف منصب شغل للمعطلين حاملي الشهادات العليا، وما هذا إلا للمثال والتذكير ليس إلا، هذا من جهة ومن جهة أخرى تشابه مرحلتي عبد الرحمان اليوسفي وعبد الإله بنكيران في أكثر من نقطة ومقام.
فهل سينجح بنكيران فيما فشل فيه كل من اليوسفي وسي عبّاس؟ وهل يتفوق "المصباح" فيما رسبا فيه بامتياز "الميزان" و "الوردة".
إن مسؤولية حزب العدالة والتنمية جسيمة والتركة ثقيلة جداً، لأن أمام حكومة "المصباح" عتمة وحلكة يشعر بهما العديد من أبناء "مغربنا السعيد". "الله يكون في عون بنكيران ووليداتو". إن حكومة "المصباح" ينتظرها وضع صعب للغاية وقد يكون جملة من المعضلات كلها مستعصية الحل منذ عقود.
إن حكومة بنكيران مفروض عليها فرضاً أن تكون حكومة إنقاذ دون سواها لأن الأغلبية الساحقة للشعب المغربي ضاقت ذرعاً بالمسرحيات السياسية رديئة الإخراج والكذب بالأطنان والمكر السياسي المبيت والوعود المنثورة في الريح في وقت ظل مطلب توفير الحد الأدنى من الكرامة الفعلية للمواطن العادي ولشروط العيش الكريم بعيد المنال رغم التضحيات الجسام على امتداد عقود.
إن حكومة "المصباح" تأتي في ظرف فقد فيه الشباب –رجال الغد- الثقة في النخب السياسية العملية أو المتواطئة أو المتفرجة، والتي هرمت اليوم عن آخرها جسماً وتكوينا وفكراً وطموحاً. إنها (أي الحكومة الجديدة) جاءت في زمن يئس فيه أغلب المغاربة –سيما مغاربة الغد- يأساَ جماًّ من اللعبة السياسية المعتمدة. وفي وقت هبّت فيه بقوّة –لم يسبق لها مثيل في التاريخ- رياح الربيع العربي الذي قيل أن المغرب في منأى عن تداعياته، اضطر القائمون على الأمور على اعتماد بعض الخطوات الإستباقية في الإصلاح أكثر جرأة من السابق، علماً أنها خطوات مازالت لم ترق بعد للمطالب الشعبية "المستدامة" منذ خمسينات القرن الماضي والرامية فعلاً إلى استئصال دابر الفساد وسوء التدبير للتمكن من توفير شروط العيش الكريم الذي بدونه لا يمكن الحديث عن كرامة المواطن سيما في ظل احتكار الثروات، وهو الأمر الذي يتحاشى القائمون على الأمور التطرق إليه خشية انكشاف استمرار اعتماد لعبة سياسية مصممة أصلاً على "استدامة" –اجتماعياً واقتصادياً- احتكار الثروات واستبعاد أي مطلب يرمي إلى إعادة توزيع الثروات بالمغرب، باعتبارها معضلتنا الكبرى منذ سنة 1956.
إن المرحلة صعبة حقاً، فالأوضاع الإجتماعية والإقتصادية متأزمة، وكافة مؤشرات التنمية سجلت تقهقراً مكشوفاً. إن المغرب يحتل المرتبة 130 ضمن 187 دولة، بخصوص مبادرات التنمية، والموقع 15 عربياً ضمن 20 دولة عربية. كما تجاوزت نسبة الحرمان ببلادنا 45 بالمائة، في وقت فاقت نسبة الساكنة المعرضة للفقر الأكيد 13 بالمائة. كما أن آفاق انتعاش الإقتصاد الوطني تبدو أنها مازالت موصدة وضبابية وغضب الشارع والقطاعات في تصاعد واستمرار جملة من رؤوس الفساد وسوء التدبير في مواقعهم رغم أنهم هرموا –جسداً وفكراً وعطاءً- كأن رحم المغرب ليس ولاّد ولم ينجب غيرهم، علماً أن روائح فسادهم وتجاوزاتهم ظلت تزكم الأنوف على امتداد عقود.
وإذا كانت الأوضاع السائدة تشير بجلاء إلى صعوبة تغيير واقع الحال في البلاد، فإنها قبل ذلك تؤكد أنه من الصعب بمكان أن يتمكن "المصباح" بالوفاء حتى ببرنامجه الإقتصادي الرامي إلى تحقيق نسبة نمو تصل إلى 7 بالمئة وخفض عجز الميزانية إلى 3 بالمائة وكذا البطالة. وذلك لسبب بسيط واضح للعيّان منذ الآن، ألا وهو أن "مغربنا السعيد" يعتمد بالأساس على أوربا (تبعية مطلقة – زواج كاتوليكي)، والتي هي أزمة خانقة تسير نحو المزيد من الإتساع والتعمق سنة 2012 من جهة، ومن جهة أخرى إن بلادنا تعتمد على 3 مصادر رئيسية لا رابع لها وهي تحويلات مغاربة الخارج التي تعيش تقهقراً مطرداًً، وعائدات السياحة في تراجع علاوة على أنها لم تعد قادرة ومضمونة في عالم اليوم، وأخيراً الإستثمارات الأجنبية المباشرة الخاضعة لمزاج أصحابها. وبالتالي، نحن لا نملك التحكم في زمام أي مورد من الموارد الرئيسية الثلاثة الكامنة وراء إمكانية تحقيق نمو سريع.
فعلاً لقد ازداد الإقتصاد المغربي تأزماً منذ 3 سنوات على وجه الخصوص بفعل تبعيته القوية للإقتصاد الأوروبي الذي ينتظر أزمة أقوى وأوسع في الأيام القامة حسب التقارير الأوروبية نفسها.
يتزامن اليوم تفاقم عجز الميزانية مع تباطؤ النُسق الإقتصادية المحلية وتقهقر غير مسبوق للصادرات المغربية نحو أوروبا شريكنا الأول –وانخفاض تحويلات العمال المهاجرين وانهيار إيرادات السياحة.
وهذا الواقع دفع العديد من المتتبعين الإقتصاديين إلى النداء بقوة بضرورة التخلص من التبعية لأوروبا عبر تكثيف التعاون مع الدول النامية من عيار جنوب إفريقيا والبرازيل مثلاً وكذا دول الخليج، لكن هذا المنحى يبدو أنه يناقض ما قد تُفضله حكومة بنكيران الجديدة، أي توثيق التعاون مع باريس سيما في مجال الإقتصاد والسياسة الخارجية.
وخلاصة القول "الله يحفظ وخلاص"
مرزوق الحلالي



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...
- -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في ا ...
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر
- متى تستفيق أحزابنا من سباتها العميق؟
- المغرب يتوفر على قضية عادلة ولكنه لا يتوفر على محامي بارع
- الفكر الظلامي الرسمي بالمغرب
- لجولة 7 للمفاوضات غير الرسمية انكشاف دور الجزائر في النزاع و ...
- ليس هناك أحزابا سياسية بالصحراء المغربية بقدر ما هناك تحزبات ...
- المغرب - الجزائر المفاوضات السرية الأولى
- الظرفية الراهنة تستوجب تحصين أقاليمنا الجنوبية سياسيا، إقتصا ...
- الآن بعد أن انطلق ورش الإصلاحات السياسية لا مناص من نخبة جدي ...
- العائدون إلى أرض الوطن صفقة رابحة أم خاسرة؟
- عقد وسنة من تدبير ملف الصحراء1999 2010
- لماذا الاستمرار في مفاوضات عقيمة بلا جدوى؟
- المفاوضات مع جبهة البوليساريو لن تكون ذات جدوى


المزيد.....




- -قوية للغاية-.. أمير الكويت يثير تفاعلا بكلمة حل مجلس الأمة ...
- السعودية تقبض على مواطن تركي في مكة بعد فيديو متداول أثار تف ...
- غسل الفواكه والخضروات بمواد التنظيف قد يؤثر سلبا في الصحة
- لماذا تتزايد السياحة الداخلية في الصين، في حين يتراجع عدد ال ...
- كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الإعتداء الجنسي؟
- مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان نهاية الموسم
- -نحو حرب عالمية ثالثة-.. سالفيني يحذر من أحاديث الأوروبيين ع ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.05.2024/ ...
- -شعب حر غير متأثر-.. حقيقة فيديو مظاهرة جامعة كولومبيا تأييد ...
- هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!