أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي














المزيد.....

نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متناقضات حياتنا اليومية في العراق تتجاوز في غرابتها لوحات دالي السريالية بعناصرها ومفرداتها المتعددة غير المترابطة والمتناقضة والتي تدخلك محاولة تفسيرها في متاهات فكرية تخرج على اية منطقية او منهجية معروفة... ولاشك ان عجائبية وضعنا تكمن في غرائبية سياسيينا. فبعد ان تخلصنا من وجوه عابسة بافواه معوجة افقدتنا القدرة على النوم... اصبحنا نرى اليوم وجوها تعلوها ابتسامات صفر مرائية لم نرها حتى في الكوابيس.

تبهرنا عبقرية التنويع في مكونات لوحات سلفادور دالي الفنية رغم سرياليتها, بقدر ما يصدمنا فقدان سياسيونا الموهبة في ترتيب مفردات الصورة
العامة وفوضوية اجراءاتهم في وطن ثري بما يخزن تحت ارضه من كنوز وبمن يمشي على ارضه من علماء وفنانين وشعراء وكادحين من مبدعي اللحظة العادية والانجاز الخالد.

لقد كان اقامة المحتل الامريكي دولة هشة بهذا الشكل على انقاض نظام دكتاتوري دموي, دولة غير قادرة, موحدة كانت او مجزأة حتى على حماية مصالحه في المنطقة لأول مرة في تاريخ الاحتلالات, وقد كان احد تجليات غرابة وضعنا العراقي هو تركه فريسه سهلة لميليشيات الاحزاب الدينية والقومية لتعيث فسادا في كل مرافق الحياة المختلفة, وتقتيلا وتهميشا للمواطن, حيث قامت وتقوم بأكبر عملية سرقة في التاريخ لثروات شعب مغلوب على امره كشعبنا العراقي. فبعد سيطرتها على مقدرات البلاد وموانئها ونقاطها الحدودية, شرعت بتهريب علني واسع, وتحت سمع وبصر العالم وبدون حياء, للنفط ولما تبقى من مصانع بعد تفكيكها الى دول الجوار لصالح احزابها وقياداتها ومرجعياتها ولتمويل عملياتها الجهادية ضد المواطنين. لابل وصلت حدود صلفها حد تسليب ناقلات وزارة التجارة التي تحمل مفردات البطاقة التموينية المخصصة لذوي الدخل المحدود ثم طرحها في الاسواق لبيعها باسعار باهضة رغم دمغة " مخصصة للبطاقة التموينية" مترافقة بعمى مطبق لأجهزة الرقابة الحكومية.

والحاقا لما لهذه الميليشيات من دور نافذ وانحسار ظاهر للجهاز الامني الحكومي في السنوات الفائتة, فرضت منظمة القاعدة الارهابية والميليشيات الشيعية وعصابات الجريمة المسلحة والشركات الامنية الاجنبية وحمايات المسؤولين سيطرتها الامنية في مناطق وخرقتها في مناطق اخرى حسبما تتطلبه حاجات صراع المصالح بين متحاصصي السلطة.

ومن المفارقات التي نشهدها اليوم رغم تنامي قدرات الاجهزة الامنية والجيش وتطور اداءها, حضور قادة عسكريين استعراضات شبه عسكرية لميليشيات, يمنع الدستور تشكيلها ,سامت المواطني عذابا, في تملق وضيع لقادة هذه الميليشيات المنغمسين في تحاصص الغنائم, على حساب المواطن البسيط.
ومن رئيس جمهورية يرفض توقيع احكاما قضائية بحق مؤنفلي شعبه بالسلاح الكيمياوي ومفجري الاسواق الشعبية ومدارس الاطفال ومرتكبي الترويع الطائفي وجزاري الذبح على الهوية لأنه يحترم حقوق الانسان !!!

المتحاصصون... بوهيميون حتى في نزعاتهم الايمانية, فرغم تمسكهم بالعروة الوثقى فان ارفع وسام للكذب تتزين به صدورهم... فالتنصل عن وعودهم والتصاعد المخيف للاختلاسات وهروب مرتكبيها من اعوانهم وشيوع الفساد المالي والاداري بين كبار موظفي الدولة التابعين لاحزابهم وتهريبهم الى الخارج وسعيهم المشين للعفو عن مزوري الوثائق الرسمية المتعينين من قبلهم على مبدأ المحسوبية والمنسوبية ومعايير الانتماء الحزبي البعثية السايقة, والذين استلموا رواتبا لايستحقونها هي من حقوق اليتامى والارامل والفقراء, كل ذلك هو من مفارقات وضعنا المبهم الذي نحياه.

ومواطننا الذي يشهد فشل المستأثرين بالسلطة المروع والازمة السياسية المتصاعدة وصراعهم المستميت على الامتيازات والتسلط, لاسيما معاركهم الكلامية التي تصل حد التهديد بكشف المستور من سرقات وممارسات غرمائهم السياسيين, بقيت حسرة في قلبه, من عدم تنفيذ هؤلاء لتهديداتهم, اصبح واثقا من اشتراكهم جميعا في صنع معاناته وآلامه.

وفي ظل ما يحدث من عجز المحاصصة كنظام حكم وانسداد الآفاق امامها لابل تحولها الى عقبة كأداء امام اي تقدم في العملية السياسية, تصر القوى المتسلطة المتصارعة على التمسك بنهجها وتقود البلاد الى منعطفات خطرة قد تجعل مصير الوطن على كف عفريت. وتصم اذانها عن الدعوات لأجراء مؤتمر وطني عام لأعادة النظر بنهج المحاصصة ودراسة بدائلها وسبل الخروج من الازمة.

انا شخصيا ارى , ان حصر الحوار في اطار القوى المتحاصصة سوف لن يفض الى نتيجة, كما ان هذه القوى لن ترضى بمشاركة قوى من خارج اطرها لما يشكله ذلك من فضح لاتفاقاتها المشبوهة في سرقة المواطن العراقي وهضم حقوقه وخدمة مصالحها الفئوية الضيقة, لذا فان اسقاط نهج المحاصصة البغيض سيصنعه ربيع عراقي قادم لامحالة وسيحطم قضبانها الصدأة.

رسم سلفادور دالي لوحاته بالوان زاهية , بينما هم يرسمون صورة قاتمة لعراق النور.
لاريب بان اللوحة الاحلى سيرسمها شعبنا قريبا.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون- لاعيب فيهم غير ان ...
- اي منظرو المحاصصة... انظروا سحنكم في مراياها !
- بؤرة جيفارا الثورية بنكهة عراقية !
- تخمة الصوم في رمضان/ الأجر على قدر المشقة
- درجة العراقيين المتمتعة بعطلة السنتگريت الخمسين
- الله يجازي النسوان...*
- إعجاز المحاصصة : آلية تصلح للترشيق والترهيل معاً
- الأمانة الصحفية في الذمة الحزبية
- مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء
- أصبحت حكومتنا بفشل وأمست بفشلين
- بعثيو المالكي وصدامياته
- مجاهد متعدد الاستعمالات
- المالكي ومماليكه
- ربّوا لحاياكم... تبويس جاكم !!!
- ألا يامن عضضتم النواجذ... ماذا فاعلون بعدئذ ؟!!
- اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...
- غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي
- لغة التهديد... ثقافة البلطجة السياسية
- مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد
- حكومة تبحث عن هيبة !!!


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي