أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟















المزيد.....

هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟
نقلا عن صحيفة المواطن نيوز العراقيه ان السفير الامريكي في العراق نشر مقالا اليوم على صحيفة نيويورك تايمز الامريكيه يعتذر فيها للشعب العراقي عن عدم وقوف بلاده مع الشعب العراقي في انتفاضته عام 1991 الشعبانيه ضد نظام الدكتاتور صدام حسين.
رغم ان الاعتذار جاء متأخرا وهو بطبيعة الحال أفضل من ان لا يأتي .
إلا انه لايرضي او يقنع العراقيين ,,ما لم تعتذر الاداره الامريكيه وعلى لسان رئيسها أو من ينوب عنها.
لان الفعل لم يكن خطأ عرضيا بسيطا يمكن ان يمرر بالاعتذار وينهي الحدث وتداعياته,, لكون الحدث كان جرما مشهودا ارتكبته الاداره الامريكيه وحلفائها إبان تحرير الكويت من الغزو الصدامي وما أعقبها من انتفاضة عارمة قوضت أركان النظام وأطاحت بقلاعه وحصونه في ثلاث عشر محافظه من المحافظات العراقية .
حيث تركت الشعب العراقي الأعزل وجها لوجه في مواجهة عسكريه غير متكافئة إمام الإمكانيات والقدرات التي يمتلكها الجيش النظامي ألصدامي من حيث العدة والعدد وكثافة النيران المتنوعة والمتطورة الهائلة.

واذا ما كان الاعتراف سيد الادله كما يقول رجال القانون فالاعتذار عن الخطأ يعني الاعتراف بوقوع ذلك الخطأ وهو بالتالي اعتراف بالجرم حسب اعتقادنا نحن اصحاب الشأن وضحاياه .
ولكي استدل واثبت بالقرائن على ان تصرف امريكا وحلفائها كان جريمة فاحشة بحق الشعب العراقي.
لكونها وقفت موقف المتفرج على ما كانت تقترفه قوات صدام وزبانيته من انتهاكات وقتل وتدمير لشعب منتفض يروم التحرر والانعتاق من نظام جائر اهوج ,,وهي من كانت تحرض هذا الشعب على الانتفاضه والانقضاض على صدام ونظامه وعلى لسان رئيسها بوش الاب عندما كان يحث العراقين على الثوره والانقلاب ومن على شاشات التلفزه والاعلام المقري والمسموع حيث كان صدى تحريضه يلقى اصغاء وقبولا من ابناء الشعب حينما كان يقول (ايها الشعب العراقي هذه فرصتكم التاريخيه لتتخلصوا من ظلم ودكتاتورية حكامكم).
ألم يكن المحرض شريكا في الثواب والعقاب ؟؟
فلماذا تخلت امريكا واحجمت عن مساعدة الشعب عندما انتفض ؟؟.
وانا هنا لا اريد ان اقلل من عزيمة الشعب واشكك في قدرته وعزمه على النهوض والثوره ضد طاغيته دون الوقوف والانتظار الى من يحرضه لكنها مجرد مداخله .
اما الاستدلال الاخر ان القطعات الامريكيه وخصوصا في منطقة البصره والزبير سمحت بعبور اكثر من عشر فرق عسكريه كانت محاصره بكامل اسلحتها واعتدتها سالمة معافاة دون ان تمسها بمكروه يقلل من
قوتها وشوكتها العسكريه ,,حيث اعادت انتشارها في منطقة الهارثه .
فضلا عن الفلول العسكريه الهاربه من ارض المعركه والتي استعادت لملمت صفوفها من جديد بمرآى من القطعات الامريكيه ثم وجهت نيران اسلحتها الى صدور ابناء شعبها المنتفض .
اما الدليل الثالث عندما كان المنتفضون يلجئون الى القطعات الامريكيه المسيطره على مخازن العتاد والثكنات العسكريه العراقيه في المساحات التي بسطت نفوذها عليها ويطلبون المساعده بالذخيره والسلاح وخصوصا بعد ان نضب الكثير منه,, كانو يردونهم ويمتنعون عن الاجابة لطلباتهم بحجة عدم وجود اوامر .
اما الدليل الرابع والذي كان له الاثر والوقع الكبير على المنتفضين هو عندما سمحت امريكا وحلفائها لصدام باستخام طائرات الهلوكبتر في جميع الاجواء العراقيه المنتفضه وهي تصب جام غضبها وحممها القاتله على رؤوس المنتفضين وعلى المساكن والاحياء الامنه وبسمع وبصر من قبل القطعات الامريكيه ومن طيرانها الحربي الذي كان يجوب السماء العراقيه بلا منازع .
وقد اعترف شوارسكوف قائد قوات التحالف في حينه بهذا الخطا ,,كونهم اعطو اذنا للحكومه العراقيه باستخدام الطائرات العموديه المسلحه في الاجواء العراقيه ,وذلك في الاجتماع الذي ضمهم في خيمة صفوان سيئة الصيت مع المتفاوضين المنهزمين من جيش صدام .
فضلا عن اعتراف الامير فهد بن عبدالعزيز سفير المملكه السعوديه في واشنطن حيث يقول (انهم اخطأو في السماح للعراقين باسخدام طائرات الهلوكبتر وقد احسو بهذا الخطأ الا انهم لم يصححوه وسيتركو ذلك امانة للتاريخ ليجيب عليه ).
وها هو التاريخ يجيب على التآمر العربي والامريكي مع صدام ونظامه حين دعموه بجرعة البقاء والاستمرار لفترة اطول بينما تهاوى نظامه واوشك على الافول في حينه لولا وقوفهم ومساندتهم له.
وبذلك صرح وزير خارجيتهم السابق الكسندر هيك (ان افدح خطا ارتكبته الاداره الامريكيه انها لم تكمل اسقاط النظام وانها التزمت الصمت لسماحها للطائرات بقمع الانتفاضه) ويعزز ذلك شوارسكوف في مذكراته اذ يقول (قلت للرئيس بوش انا الان على مقربة 190 كم من بغداد هل استمر بالزحف على بغداد فلم يسمح لي بذلك) ويؤكد ذلك احد كبار رجال المخابرات الفرنسيه المشتركه بالتحالف الثلاثيني ان بوش تلقى مكالمة من الملك السعودي عندما بدأت تتساقط اوكار صدام وقلاعه في العراق الواحده تلو الاخرى بيد الثوار . حيث طلب منه وقف الزحف على بغداد ( فصدام بلا أنياب خير من صدام بأنياب).
لان حكام العرب كانوا يتوجسون خشية من هذه الانتفاضه والتي ترآى لهم فيها وزادها تدبيجا ومفاقمة ترويجهم الاعلامي المغرض للعالم وامريكا بالذات,, من انها ذات تطلعات ومطامح شيعيه وستكون امتداد لايران الاسلاميه ,, وهذا سيؤثر في نظرهم على التوازن الاقليمي والمذهبي في عموم المنطقه وبالتالي يقض عروشهم ومضاجعهم .
ولو وقفت امريكا وقفة صادقه مع الشعب العراقي في انتفاضته الشعبانيه ضد حكامه-- كما وقفت الان مع الشعب الليبي واسقطت دكتاتورية نظامه واستطاعت من تحرير ليبيا من براثن القذافي ونظامه الذي جثى فوق كاهل شعبه لا كثر من اربعون عاما تجرعها على مضض وهوان.
لما تعرض شعب العراق الى مجزرة مريعة دامية وايام سوداويه رهيبه يعجز على كل من يمتلك قلبا ومشاعرا ان يلم بها ويعطيها وصفا يحيط بمجرياتها وصورها . ويكفيها بشاعة ووحشية هذه الاستكشافات التي تظهر يوما بعد اخر عن المقابر الجماعيه التي تظم رفات ضحياها.
وأيضا نقول لو وقفت موقفا محايدا دون التحيز لصدام في كفة المعادلة ,, لانتصرت أردة الشعب العراقي في حينه على نظامه الجائر ولتجنب مهالك السقوط في مستنقع الغزو والاحتلال الذي جر العراق إلى هذه الويلات والنكبات والى مزيد من الدمار والتشتت الذي فكك دولتنا وأركانها وكل بناها ألاقتصاديه والعمرانية وعبث بنسيجنا الاجتماعي والنفسي وأحال مصير شعبنا رهينة بيد ألقتله والارهابين الذين استباحو عراقنا أرضا وشعبا وثروة ولا ندري متى سيتوقف نزيف الدم والخراب .

لكنها ازدواجية المعاير التي تنتهجها الاداره الامريكيه في سياستها الخارجيه والتي تحابي بها بعض الحكام والانظمه العربيه في منطقتنا على حساب البعض الأخر فهي مرة تنتصر لهذا الشعب ضد حكامهم وتحشد الجيوش والإعلام في سبيل إسقاط أنظمتهم الدكتاتورية ومرة تغض الطرف وتمرر لبعض الحكام مساوئهم
وانتهاكاتهم لشعوبهم .وما يتعرض عليه عالمنا العربي ألان من انتفاضات وثورات لشعوبهم لانتزاع حريتهم من حكام مستبدين اعتلى الصدأ عروشهم وكراسي حكمهم ,يعطينا هذا الواقع خير صورة فاضحة وواضحة المعالم لأمريكا في طبيعة وكيفية تعاملها المتباينة والمتناقضة مع كل دوله من دولنا التي تشهد اليوم لمثل هذه الاضطرابات .
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن مواطنون من الدرجه الثالثه
- نظرية المؤامره والانقلاب
- سيد قوافي النخيل..مصطفى جمال الدين
- حتى الله لم يسلم من سرقاتكم
- الشراهةوالجشع ركائز ومقومات عمليتنا السياسيه
- البصرة في عيون شبابها
- المواطن بين الكهرباء والمسؤل
- تضارب التصريحات حول جاهزية القوات العراقيه بعد الانسحاب الام ...
- الادوار السياسيه للمرجعيه الشيعيه
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها... 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...7
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...6
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...5
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...4
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..3
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2 من 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..1
- علي وياك علي...برميل الك تنكه الي
- حسجه


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟