عبدالله صقر
الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 09:22
المحور:
الادب والفن
بداية لدى عدة أسئلة بودى أن أطرحها :
من دفع المرأة الى ستر نفسها وحجب معظم جسدها عن المجتمع بلبس الحجاب أو النقاب ؟ من الذى يلاحق المرأة بنظرات كلها أفتراس وهو يتفحص محاسنها ويخترق حاجز الصد ليعلن لها أنه ذئب من الذئاب البشرية ؟ ومن الذى أعتدى على عفتها وخدش حياءها , وحطم نفسيتها تحت مسمى الحب ؟ من الذى يتحرش بالسيدات والفتيات الفاضلات فى الآماكن العامة والمواصلات ؟ من الذى هتك أعراض كثير من النساء والفتيات وتعدى على حرمة البيوت الآمنة دون ذنب أقترفوه ؟
نعم أقولها بكل صراحة , أن هناك فئات من البشر فى مجتمعاتنا تتصرف بغباء وبطريقة غير إنسانية , طريقة تحكم الشهوة فيهم , هم يشبهون الذئاب الكاسرة والوحوش الضارية , دون أدنى ضمير , لا ضابط ولا رابط لسلوكياتهم الحيوانية التى هى تتمشى مع شهواتهم ورغباتهم , وهذا نتيجة الحرمان والكبت الذى يعيشونة , فالأنسان حين يشعر بأنسانيته , لابد أن يكون حضاريا فى التصرفات التى تدل على أنه إنسان وليس حيوان , هناك رجال وماهم برجال , إنما هم أشباه رجال لآن الرجال يتصرفون تصرفا فيه شهامة ونخوة , هم رجال بالهوية وكانهم ليسوا من تعداد البشر , القصص كثيرة على تجاوزات هؤلاء الذئاب على فتيات ونساء , وأنا هنا لست بصدد سرد هذه القصص .
نحن فى حاجة ماسة لتقويم سلوك كثير من المنحرفين سلوكيا لآنهم يسيئوا الى مجتمع بالكامل لآنهم محسوبون عليه كأفراد , ولاشك أن المجتمع يضار منهم , هم كالفيروسات التى تصيب المجتمع بمرض عضال , وهذه الفيروسات لا تصيب إلا الضعفاء من فتيات ونساء , إذن المرأة مظلومة فى مجتمعات مصابة بداء الجنس , ويقولون أن المرأة عورة من منبت شعرها الى كعب رجلها , وهم يدافعون عن الشرف بحرارة , كالذى يصلى ويزنى , وأنا رأيت ذلك بعينى فى أحدى الدول البترولية عندما كنت أدرس فيها , يشرب الكأس ويذهب للصلاة , ويقول الله سوف يحاسبنى على حسناتى , وأيضا نحن بشر نخطأ , لازم نعاقر النساء والخمر .
إذن المرأة معذورة فهى فى مجتمعات لا ترحمها من التفحص والتمحص , والعين تزنى , فهى مضطرة للهروب من ملاحقة عيون من يتفحصوها ويفصصوها , هى مضطرة أن تصون جسدها من ملاحقة عيون البغاة المتلصصين , هى مضطرة أن تلبس الحجاب أو النقاب كى تاورى جسدها عن أعين هؤلاء الذئاب , لقد قابلت أحدى الفتيات تحجبت أخيرا وهى بنت جيرانى وحاولت أن أدخل فى مكنونات نفسها وأتعرف منها لماذا تحجبت أخيرا فقالت لى : الحجاب يمنع عيون الطامعين , اللى هم الذئاب , ويقينى من الطامعين من ملاحقتنا فى الشوار والمواصلات والآندية , ثم أضافت , أنا لا أصلى ولا أصوم طيلة حياتى , قلت لها هل أحد أضطرك للبس الحجاب , قالت إطلاقا , لكننى أخاف على نفسى خلال سيرى فى الشارع , إذن هناك نساء يلبسن الحجاب عن غير أقتناع, خوفا وطمعا من الرجال .وهنا أطرح سؤالا مهما وهو : من المسؤول عن دفع المرأة للبس الحجاب بهذه الطريقة المشينة والتى تشوه أشياء جميلة فى المجتمع ؟
الجواب بالطبع هم فئة المنحرفين أخلاقيا وسلوكيا لآنهم يطاردون المرأة بعيونهم لمفاتنها , الرجال هم السبب , لآننا نجبرهن إجبارا على لبس الحجاب , إما بالتحرش بهن أإو أجبارهن على لبسه من خلال سى السيد الجبار والآمر والطاعة له , الرجل دائما هو المسؤول عن تصرفات المرأة , لآن المرأة التى تخلق فى مجتمع مثل المجتمعات
التى تحقر المرأة وتنظر لها على أنها ضلع أعوج , كما كانت جدتى تقول لنا ذلك قديما , فهى فى مجتمعاتنا ناقصة الآهلية بمنظور سى السيد , وهى نصف أمرأة , أو شبه أمرأة حسب المعتقدات العربية القديمة والتى لازالت قائمة وراسخة معنا للأن .
والرجل بسطوته وجبروته يفرض عليها أشياء غير مستحبة بالنسبة لها , وهذا من منطلق الرجال قوامون على النساء , فالمرأة لازالت مغلوب على أمرها , دائما يوجه لها اللوم , ودائما ينظر على أنها عورة من رأسها الى أصبع رجلها , ونسوا أن للمرأة أنجازات يرويها التاريخ القديم والحديث , فمنذ الآزل والمرأة مضطهدة من الرجال , وكأنها عضو فاسد فى هذا الزمان الذى لا يليق إلا بالرجال , المرأة دائما تحت ضغوط الرجل المستبد فهى تخافه وتخشاه وتحاول تجنبه , مهانة وسط أناس لا يعرفون قيمة الحياة .
إذن لماذا الضغوط عليها وهى التى ربت البشرية جمعاء , فلو نظرنا لأنفسنا نحن الرجال فسنجد أننا أبناء أمهات فاضلات , إنهم يريدون حصار المرأة فى البيوت , وجعلها كقطعة أثاث , وحتى يكون دورها مقصورا على البيت والمطبخ فقط , هناك من ينادى بأن مكان المرأة هو البيت , ولا تخرج للعمل , بالطبع أنها نظرة دونية لا
ترقى لمستوى الآنسانية , فإذا ما نظرنا للمرأة فسوف نجد أن دورها فى العقدين الماضيين كان دورا فاعلا فى العديد من المجالات العلمية والمجتمعية , هى تريد أن تثبت ذاتها من خلال ما تعلمته فى المدارس والجامعات .
ففى المجتمعات العربية التى لازالت تنظر للمرأة بمنظور ( العورة ) , المرأة لازالت تكافح من خلال تعليمها , وقد أثبتت وجودها فى العديد من المجالات , وأحدثت نهضة لا بأس بها وغيرت من منظور سى السيد لها ووضعته أمام الآمر الواقع بما أنجزته على الساحة .
إن دور المرأة المتعلمة فى التهوض بمجتمعها لهو دور قيمى وحضارى , ذو سمات إنسانية وأخلاقية , لآنها ستكون مشاركة فى بناء نهضة مجتمعها جنبا الى جنب مع الرجل ويد بيد , المرأة تريد النهوض والتقدم بمجتمعها, ونحن الرجال نريد لها التقوقع والتشرزم كما كانت فى العصور الجاهلية , وهناك فرق كبير بين الأم المتعلمة
والآم الجاهلة , فالأم المتعلمة تخلق جيلا متعلما واعيا مدركا بقضايا وطنه وأمته , أما الآم الجاهلة فيكون نتاجها هو التخلف والجهل لآنها تخلق جيلا يتوارث عنها الجهل والآمية والتخلف , يحمل بين طياته قيم أخلاقية بالية متخلفة , غير مدرك بواجباته نحو وطنه وأمته , حين أدافع عن المرأة إنما أدافع عن أمى وأختى وزوجتى وأبنتى , إنها الحقيقة الغائبة عن الكثير من الحاقدين والغيورين من أنجازات المرأة , لآنهم فى الآونة الآخيرة يطالبون بحجبها عن مجتمعها وجلوسها فى البيت , إذن هم يريدون مجتمعا جاهلا , المرأة أحد شطرى المجتمع ولا يمكن فصلها أو عزلها عن مجتمعها فى يوم الآيام , وبدونها سوف يفقد المجتمع أغلى شيئ فى الوجود .
#عبدالله_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟