أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الصراعُ العالمي الرئيسي














المزيد.....

الصراعُ العالمي الرئيسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تاريخُ العالمِ الحديث هو تاريخٌ من التداخل الذي يزدادُ عمقاً وتأثيراً، وبطبيعة هذا التطور سيكون تاريخ العالم القادم مختلفاً، تاريخ من الأنسنة الكبرى والسيطرة على ظروف البشر الخارجية التي قادتهم للصراعات المتوحشة خلال قرون.
لكن الآن الأمر يختلف، فقد غدت الرأسماليةُ بشكليها الشرقي الحكومي والغربي متصادمتين عبر سماتٍ متناقضة، فالرأسماليةُ الغربيةُ تهرب من قاراتها الضيقة لتجعل من بعض الدول الشرقية مصانع كبيرة وأسواقاً نظراً لرخص القوى العاملة، فيما هي تختنق في بلدانها، والرأسمالية الشرقية الشعبية تتغلغل في الأسواق الغربية نظراً لتلك الأجور المتدنية والعمالة الكثيفة لديها، لكن الرأسمالية الغربية تصارعها في بلدانها طالبة حقوقاً للعاملين وتغييراً في أجورهم من أجل أن تعرقل تطور هذا التدفق السلعي الرخيص عليها.
وبدأت الجماهيرُ الغربيةُ العاملة تتأثر بموجات الثورات العربية محولةً إياها لتحولات داخلية في ظروفها الصعبة المتصفة بأسعار مرتفعة في كل شيء ولا تتوقف عن الارتفاع في حين أن الأجور لا تنمو بذلك المعدل.
ومسارُ الرأسماليةِ الغربية يصطدمُ بتطور البشرية التي هي مليارات من الفقراء والفقراء المدقعين كما في بضع جهاتٍ من قارات آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث نرى الملايين تهاجر وتملأ قارات أمريكا وأوروبا واستراليا.
إن صراعا طبقيا عالميا يتشكلُ حيث تسعى كلُ الشعوب إلى تحسين معيشتها وتغيير أنماط عيشها، في حين أن أشكال التوزيع للفوائض لا تتم بصور تؤدي إلى نمو واسع متوازن في قارات الأرض كلها.
فالدولُ الغربية تحصلُ امتيازات احتكار الفوائض الاقتصادية وهو ينحصر في مؤسسات مالية كبرى متضخمة يتآكل المال فيها، أو يتوجه لأشكالٍ من البذخ والعسكرة تؤدي بدورها إلى أزمات اقتصادية، فالطريقُ مسدود أمام الدول الغربية.
أكبرُ بلد سابق وهو الولايات المتحدة ظهر بشكل مدين كبير، وقامت الصين ذات الاقتصاد الفتي بإزاحته من المركز الأول، واقتصادها يقوم على بناءٍ مشوه، تهيمن فيه المؤسساتُ الحكومية وتحول ملايين العمال إلى ما يشبه العبيد الآليين المعاصرين، وهؤلاء لن يسكتوا إلى الأبد على هذه الأجور المتدنية التي تؤدي إلى دولة قومية مليارديرية وانفجارات مفتوحة على الطريقة العربية.
الولايات المتحدة تقومُ على اقتصاد هائل عاش على استغلال القارات كلها، وراح يبني أكبر قوة عسكرية ويدخل حروباً مكلفةً فوجد نفسه بعد كل هذه الثروات الهائلة مديناً لمن استغلهم ولمن أفقرهم.
الرأسمالية الغربية الهرمة صعّدت معيشة الفئات الوسطى والعمال لكنها رفعت الأسعار وسحبت مضمون تلك المعيشة المزدهرة المرتفعة.
وفيما تريد الدول العربية والكثير من دول العالم الثالث الدخول لرأسمالية الحداثة والمصانع الشعبية المتقدمة يكون نادي الرأسمالية المفتوح قد أُغلق، والرأسماليات الكبرى الغربية والشرقية كروسيا والصين والهند سيطرت على أغلب الأسواق من حيث السلع بل من حيث القوى العاملة التي توزعها وتسوقها في الكثير من البلدان.
هذا أدى إلى اختلالات في التطورات الرأسمالية العالمية، يظهر ذلك في العملات المترنحة كل يوم وفي تدفق إنتاج جامد على الرفوف وهجرات سكانية كبرى وثورات وحروب.
الدول العربية والإسلامية والافريقية هي في لحظة أزمة تاريخية فهي غير قادرة على المضي في طريق اقتصادي تحولي رئيسي قوي، وهو يتطلب توجه أكثر السكان للعمل المتطور، وهي لم تبن هياكل اقتصادية عملاقة تجعل قوة العمال المتطورة المنتجة واسعة الانتشار، بل تقوم على هياكل اقتصادية - اجتماعية مفككة متخلفة، الغنية النادرة فيها تهدر الثروة، والفقيرة تهدر قوى العمل.
ويبدو هذا الإرباك في الأعداد الكثيرة المخيفة من القوى السياسية التي ظهرت بعد أمطار الثورات، وهي تعكس ضخامة قوى الكلام وضعف قوى العمل والإنتاج.
لقد تحول الصراع العالمي إلى صراعٍ بين العمل المتطور القليل الكلفة، والعمل التطور الكثير الكلفة، وهو صراع سيؤدي إلى انتصار القوى الشرقية وأفول مكانة الدول الغربية المسيطرة خلال قرون.
ولهذا تحاول القوى الغربية زيادة كلفة العمال في الشرق في حين الكثير من شركاتها يتوجه إلى العمالقة في آسيا.
إن القوى العاملة تقود شيئاً فشيئاً المسار البشري من أجل رفع الأجور وتخفيض كُلَف المعيشة وتطور الحريات، وهو الأمر الجوهري الذي يحدث من خلال صراعات الأنظمة المختلفة، ولهذا فإن الأنظمة تتغير تبعاً لهذا النضال.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ تلتف على رقابِ الشعوبِ
- خيارُ الليبراليةِ المنتجة
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم
- العمالُ أكبرُ الخاسرين


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الصراعُ العالمي الرئيسي