أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال رياض - فراشة الحب ( هيلين كلير )














المزيد.....

فراشة الحب ( هيلين كلير )


امال رياض

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 21:01
المحور: الادب والفن
    


شخصيات أسرت وجدانى

شخصية اليوم لم تأسر وجدانى انا فقط بل هى أسرت وجدان العالم كله بقوة إرادة لم يشهد لها مثيل فى عصرنا هذا , ولسنا اليوم بصدد سرد تاريخ حياتها ولكن هل لنا من وقفة قصيره نتأمل فيها قدرة الخالق الذى أودع فى كل نفس قدرة مكنونة يستطيع أن يقهر بها الصعاب ..
تلك المرأة خاضت معركه شرسة مع المرض الذى انتزع منها حواسها الثلاث وهى فى أعوامها الأولى فبدت وكأنها جسد بلا روح , عين لاترى , اذن لا تسمع , شفاه لا تنطق , سحق القدر برأة طفولتها وأغتصب منها حقها فى التمتع فى الحياة بحواسها مثل باقية من فى عمرها , ولكن هذه الفراشة الوديعة حلقت فى عالمها الخاص بما بقى لها من حس ووجدان , قد رحل النور مقلتاها فى حين أشرقت شمس الحياة فى داخل وجدانها , لم تسمع أصوات العالم وسمعت ترنيمات الأمل وأغنيات الحب , حرمت من نطق الكلمات على شفاها وقدر لها أن تكون من أشهرنساء العالم بل تميزت عنهم بموهبة أدبية خرقت كل العادات . ولو تأملنا بعين الإنصاف قليلا نجد أن صانعة المعجزة الحقيقية هى المبدعة فى الظل ( آن سوليفان ) مدرستها التى رأت فى هذه الطفلة ذكاء مفرط جعلها تشتعل حماسا فى تعليمها وأن تحيطها بكل رعاية وحنان وعطف وأيضا إصرار وعزم على أن تجعل منها رمزا للتحدى , وقد إنطلاقا معا فى رحلة شاقة مؤلمة ومؤثرة إختارا طريق الصعاب ليسحقا شىء أسمه المستحيل ويحققا إنجازا يكون علامة ورمزا للصبر والإيمان . وقد بدأت آن سوليفان رحلتها الشاقة فى تهذيب سلوك هيلين التى كانت ترقى الى الهمجية وقطعت شوطا كبيرا فى تهذيب سلوكها وتعليمها وقفزت بها الى عالم العلم والتعلم لم تبخل فى تعليمها كل شىء حتى التطريز والحياكة إلى جانب هذا المجهود الكبير فى تعليمها الحروف برسمها على كفيها حتى تكون كلمة جديدة , وإنطلقت الفراشة تدنوا الى نور العلم لتتعلم كثيرمن اللغات العديده منها الإنجليزية والفرنسية واليونانية وكانت قفزتها الرائعه فى حصولها على الدكتوراه فى العلوم وفى الفلسفة وكتابتها كتب ومقالات عديدة وأيضا حصولها على العديد من الأوسمة حين قامت برحلات عديدة الى جميع أنحاء العالم من أجل المعاقين لتجمع لهم المعونات . ومن بين ما كتبت هيلين إستوقفنى مقال رائع أختصرت منه أهم ما فيه ,,, كتبت هذه الفراشة الجميلة تقول معبرة عن أمل لها قد يكون مستحيل ولكن بما إنها قاهرة المستحيلات فقد تصورتة بمشاعرها المرهفة .
قالت : ماذا لوأبصرت ثلاثة أيام ,, فى اليوم الأول أحب أن أرى من هم وقفوا بجانبى وجعلوا من حياتى شىء يستحق الذكربعطفهم لى وسوف أمعن النظر طويلا طويلا فى محيا أستاذتى سوليفان التى فتحت لى هذا العالم الجديد بالنسبة لى وسوف لا تكون رؤية عابرة ولا من أجل الإحتفاظ بذكراها ولكنى سوف أدرس ذلك الوجه جيدا لأقرأ فيه علامات الود والعطف والقوة الذى جعلها تقف أمام المصاعب بعيون مليئة بالرحمة والشفقة ,, أما اليوم الثانى سوف أستيقظ مع خيوط الشمس لأرى معجزة إنسلاخ الليل عن النهار وتحول تلك الطبيعة من عالم مظلم إلى عالم مشرق , سأقف أمام هذا المنظر البديع بإجلال وخشوع ,, أما اليوم الأخير سوف يكون فى الحدائق وبين الناس لأرى جمال الطبيعة ونعمة الخالق وأزور الناس فى بيوتهم البسيطه وأعيش معهم لحظات السعادة والرضى والدفىء والحب . ما أرق ذلك القلب وما أروع شفافية تلك الروح , إننا لا نستطيع أن نشفق عليها أو نزرف دموع الحزن من أجلها بل لابد أن نشفق على أنفسنا ونبكى على من هم يتمتعون بكل أعضائهم ولا يستطيعون إنجاز ما تمكنت به هيلين من أن تكون رائدة من رواد الفكروالأدب وأن تصبح علامة بارزة للإنسان الذى قهر شىء أسمه المستحيل .
ومن تعاليم الدين البهائى
(أن إبذلوا قصارى الجهود فى اكتساب الكمالات الظاهرية والباطنية لأن ثمرة سدرة الإنسان هى الكمالات الظاهرية و الباطنية فالإنسان دون العلم والفن غير مرغوب فيه , ولم يزل مثله كمثل أشجار بلا ثمر , لذا يجب أن تزينوا سدرة الوجود على قدر المستطاع بأثمار العلم والعرفان والمعانى والبيان)



#امال_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أهل العالم أتحدوا
- إصحوا يا بشر
- تعالوا نتعلم من تانى ازاى نحب بعض
- هل يحمل السلام خلاص العالم ؟؟
- عندما يسموالدين فوق كل اختلاف وأنقسام
- بشارة يوم الله في كتب الله
- نعم لدينا إفلاس روحى
- الحياة العفيفة المقدّسة فى مفهومنا البهائى
- المفهوم البهائي للطبيعة الإنسانية
- ياللي بتقولوا مش محتاجين رسول
- الأساس الروحي للمجتمع
- العدالة الأجتماعية وتحسين المعيشة
- حق الحياة للجميع
- موازين الإدراك
- أرضنا الكبيرة
- هل هناك دواعى للتجديد ؟
- رمضان جانا بالمحبة
- أنا الشهيد
- يازينة يا بلدى يا حبيبة
- المشورة هى احدى مقومات العائلة السليمة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال رياض - فراشة الحب ( هيلين كلير )