أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امال رياض - الأساس الروحي للمجتمع














المزيد.....

الأساس الروحي للمجتمع


امال رياض

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 16:47
المحور: حقوق الانسان
    


في بحثنا للقضية الاقتصادية والاجتماعية تجدر الإشارة بأنَّ حضرة بهاء الله وحضـرة عبد البهاء قد أكّـدا بأنَّ إعادة تنظيم الأنشطة الاقتصادية من أجل الحد من تضارب المصالح ما هو إلاَّ جزء من حل المشكلة. إنَّ أصل مشكلة اللاعدالة الاقتصادية هو الأطماع البشرية. وعليه، يتحتم علينا أساسًا تغيير المفاهيم والمواقف. فإذا ما بقى الإنسان على أطماعه وأنانيته وغير ناضج غارقًا في الماديات مفتقرًا إلى الروحانيات فإنَّ أفضل الأنظمة الاقتصادية وأكملها سوف لا يعمل بكفاءة. إنَّ الحل الأمثل والمرضي للأزمة الاقتصادية العالمية الحالية يكمن في إيجاد تغيير جذري في عقول الناس وقلوبهم، وهو لا يأتي إلاّ عن طريق الدين وفي هذا الصدد يقول حضرة عبد البهاء:

"إنَّ الأسس التي تقوم عليها الأحوال الاقتصادية برّمتها إﻟﻬﻴﺔ في طبيعتها، ولها ارتباط بعوالم القلب والروح([38])". (مترجم عن الإنجليزية)

هذا المبدأ يبدو أنَّه جيد وصالح ليس للاقتصاد فحسب بل لجميع الأنشطة والمشاكل الإنسانية. فالتعاليم البهائية تؤكد على أنَّ طبيعة الإنسان روحية في جوهرها، ولا يمكن إيجاد حل دائم وشامل للمشاكل الإنسانية دون أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار. وكل شيء بالأساس مرتبط بالهدف الروحي لوجود الإنسان، وهو معرفة الخالق عز وجل ومحبته ثمَّ تطوير القيم والفضائل الروحية لديه.

ولهذا السبب جاءت آثار حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء لتشمل بهدايتها جزءًا كبيرًا من الأنشطة الإنسانية. ولا يمكن وضع حد فاصل بين الجوانب الدنيوية والدينية للحياة. وإنْ أردنا لحياتنا أنْ تنجح فعلينا أنْ ننظر إلى جميع جوانبها من منظور روحاني. ونظرًا لأنَّ الدين عبارة

عن استمرارية للهداية الإﻟﻬﻴﺔ للعالم البشري، ويعتبر ذا بعد روحاني خاص وأهمية خاصة للإنسان، فإنَّ الدين السماوي يمكن أن يكون قاعدة للمجتمع وإنَّ المساعي الإنسانية لحل مشاكل العالم دون الرجوع إلى الدين وإلى المشيئة الإﻟﻬﻴﺔ ستؤول بالفشل. بالنسبة لهذا الموضوع يقول حضرة شوقي أفندي:

"لقد ذهبت الإنسانية ويا للأسف بعيدًا في ضلالها وأصابها انحطاط هائل إلى درجة يصعب معها إنقاذها، إذ لا جدوى من جهود لا تأييد لها والتي يبذلها أشهر القادة ورجال الدولة البارزين مهما كانت نواياهم خالصة، ومهما بلغت أعمالهم من الإعداد والتخطيط... فلا جدوى من أي خطط تأتي نتيجة حسابات أكثر زعماء السياسة أهمية ولا فائدة من العقائد التي يسعى أصحاب النظريات الاقتصادية تقديمها ولا جدوى من أي مبادئ يحاول دعاة الإصلاح والأخلاق من خيرة القوم غرسها في النفوس ما لم توفر في نهاية الأمر القاعدة الصحيحة التي يمكن أن يبنى عليها صرح المستقبل لعالم مشتت الأفكار والحواس([39])". (مترجم عن الإنجليزية)

ومن مبادئ الدّين البهائي السّعي إلى الكمال الخلقي، فالغاية من ظهور الأديان هي تعليم الإنسان وتهذيبه. ما من دين حاد عن هذا الهدف الجليل الّذي ينشد تطوير الإنسان من كائن يحيا لمجرّد الحياة ذاتها، إلى مخلوق يريد الحياة لما هو أسمى منها، ويسعى فيها لما هو أعزّ من متاعها وأبقى، ألا وهو اكتساب الفضائل الإنسانيّة والتّخلّق بالصّفات الإلهيّة تقرّبًا إلى الله. والقرب إليه ليس قربًا مكانيًّا أو زمانيًّا، ولكن قرب مشابهة والتّحلّي بصفاته وأسمائه. ويفرض هذا المبدأ على البهائيّ واجبين: واجبه الأوّل السّعي الدائب للتّعرّف على ما أظهر الله من مشرق وحيه ومطلع إلهامه. وواجبه الثّاني أن يتّبع في حركته وسكونه، وفي ظاهره وباطنه ما حكم به مشرق الوحي. فالعمل بما أنزل الله هو فرع من عرفانه، ولا يتمّ العرفان إلاّ به. وليس المقصود بعرفان الإنسان لصفات الله التّصوّر الذهنيّ لمعانيها، وإنّما الاقتداء بها في قوله وعمله وفي ذلك تتمثّل العبوديّة الحقّة لله تنزّه تعالى عن كلّ وصف وشبه ومثال.
فالأديان أُمّ الحضارات ونبع الفضائل والكمالات. وتتابعها هو الّذي مهّد طريق الرّقي الفكريّ، والسموّ الخلقيّ، والتقدّم الاجتماعيّ الّذي سلكته شعوب الأرض عبر أحقاب التّاريخ. فما من حضارة خلت من هذا الجوهر الّذي أمدّها بالقدرة والحيويّة والإلهام، وقاد أهلها إلى أوج المجد ومعارج الابتكار، ولكن إلى حين. إنّ استمرار تعاقب الأديان ليس مجرد ظاهرة مطّردة سجّلها التّاريخ فحسب، وإنّما هو العروة الوثقى الّتي تربط الإنسان بفاطره، والقوّة الّتي تواصل إنماء خصائصه، والنّهج القويم الّذي يضمن له بلوغ الغاية الّتي خلق من أجلها، والشّرب الّذي يمدّ وجدانه بما يرقى بأدنى غرائزه إلى أفلاك المُثُل العليا، والرّبيع الّذي يجدّد فيه روح البطولة والبذل والعلا ويمدّه من حين إلى حين بالطّاقة الرّوحانيّة اللاّزمة لإنماء المواهب الكامنة في ذاته.

إنّ المسلّمات القديمة الّتي يطرحها الدّين البهائي على بساط البحث من جديد، والمفاهيم الواضحة الّتي يقدّمها لمن يعنيهم دراسة الأديان على أسس جديدة، والحلول الّتي يقدّمها لإعادة تنظيم الحياة الفرديّة والجماعيّة على السّواء، تفتح أمام المتطلّعين لغد أفضل آفاقًا فسيحة لما يمكن أن يقود العالم إلى التّعاون والوحدة والاتّفاق.



#امال_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الأجتماعية وتحسين المعيشة
- حق الحياة للجميع
- موازين الإدراك
- أرضنا الكبيرة
- هل هناك دواعى للتجديد ؟
- رمضان جانا بالمحبة
- أنا الشهيد
- يازينة يا بلدى يا حبيبة
- المشورة هى احدى مقومات العائلة السليمة
- البنية الأولى لمجتمع سليم هى العائلة
- لماذا كل هذا !!!
- العنف والأطفال
- زمن الحب الجميل
- البشرية ومصيرها المحتوم
- راح يطلع النهار
- سراب إنسان
- ما الأرض إلا وطن واحد


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امال رياض - الأساس الروحي للمجتمع