أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - مهرجان اللومانيتيه : جدل السياسة والثقافة في خيمة طريق الشعب














المزيد.....

مهرجان اللومانيتيه : جدل السياسة والثقافة في خيمة طريق الشعب


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتاحت فرصة اللقاء هذا العام بالعديد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي العراقي الى تجديد الحوار وإثارة التساؤلات حول آفاق العلاقة بين المثقف والسياسي والثقافة والسلطة والثقافة والمجتمع، في محاولة جادّة لتوسيع دائرة النقاش بهذا الخصوص وإلقاء الضوء على الوضع الثقافي المزري داخل العراق هذا اليوم، لما يمثله الموضوع من أهمية وراهنية، في سبيل المساهمة العامة لإيجاد وإقتراح الحلول المناسبة للخروج من الأزمة الثقافية، ومن حالات الحصار والتهميش والإقصاء والإبعاد من قبل القوى المتنفذة الحاكمة، لأي دور حيوي وفعال للمثقفين والثقافة العراقية على وجه العموم . وقد أحسن القائمون على إدارة خيمة طريق الشعب فعلا منذ البداية، بإناطة مهام الإعداد والتحضير للبرنامج الثقافي الى شخصيات مستقلة سياسيا ومن خلفيات ومشارب فكرية متنوعة، وهي خطوة سباقة وجديرة بالتثمين، لما تنطوي عليه من إنفتاح وثقة بالنفس ومن إدراك عال بالمسؤولية والحاجة الى دور الرأي العام وجميع القوى والشخصيات الوطنية في التصدي لهذا الموضوع الهامّ والخطير .

وبقدر ما كان التنوع والتباين في الأفكار ووجهات النظر وأشكال الفعاليات والنشاطات الفنية والأدبية والموسيقية والغنائية، تثير في أجواء المهرجان مشاعر الغبطة والإبتهاج وتعكس غنى الثقافة العراقية وإبراز الجوانب المدنية الحديثة فيها، وإصرارها على المقاومة والحياة والإشراق ضدّ كلّ المحاولات والمشاريع التي تستهدف اليوم، الذاكرة والهوية والشخصية الوطنية العراقية وتدفع بها قسرا الى منطقة الظلّ ومؤخرة المشهد السياسي، كان حوار الثقافة والسياسة، يثير الأسى ضمنا، ويثبت أننا لم نتقدم على هذا الصعيد خطوة واحدة ومنذ عقود طويلة ولا زالت هي الأسئلة والتساؤلات التي كنّا قد إعتقدنا ستجد الحلول والإجابات عليها بزوال النظام الديكتاتوري، تطرح نفسها وبقوة أكبر على الساحتين الإجتماعية والثقافية معا .

ولا شكّ أنّ هذا الحوار الذي ساهم فيه، رموز بارزة وأعلام مهمة في الثقافة العراقية، قد عكس موقف المثقفين عموما من الأحداث الجارية في العراق ومدى إستيعابهم للتداعيات السياسية على الوضع الثقافي لمرحلة ما بعد السقوط وتشخيصهم الدقيق وإدانتهم لنشر ثقافة التخلف وإشاعة التجهيل والخراب وتدمير الأسس الثقافية وقطع الطريق أمام الاصوات والمنابر الحرة التي تعبر بالفعل عن الثقافة العراقية الأصيلة ، ينبغي له أن يستمر ويتواصل من أجل بلورة ما هو أهمّ بكثير من مجرد اللقاءات وتبادل الآراء وعقد الندوات الموسمية الى سبل التفكير المشترك بالخطوات العملية التي يجب إتخاذها للضغط على المسؤولين عن الشأن الثقافي في العراق بتبني سياسة ثقافية واضحة تعكس تطلعات المجتمع وتعبر حقا عن وحدته الثقافية التي يستحيل أن تنفصم عراها .

فالفكر والثقافة، مهما أظهرا من نزوع مشروع الى الإستقلالية والتفرد والإنعتاق من الهيمنة السياسية، لا يمكن لهما إطلاقا أن يقوما مقام السياسة رغم أنّ الأخيرة ينبغي أن تسترشد بهما كمجسات وصور ومرايا عاكسة لما يدور في القاع الإجتماعي، بيد أنّ السياسة في نهاية المطاف لا بدّ أن تواجه بسياسة مضادّة تعبر عن آمال وطموحات المثقفين عموما، وتحترم دورهم ومكانتهم وإمكانياتهم وتضحياتهم الطويلة بدلا من العمل الجاري على الإخضاع والإستتباع لمن يلتحقون في صفوف النخب الحاكمة ويعتاشون على فتات موائدها، وعلى التهميش والطرد والإبعاد والتعرض للإغتيالات بكواتم الصوت الرسمية والموت على أرصفة الشواراع لكلّ ضمير عراقي حي يأبى التنكر لإرادة المجموع والإلتحاق بركب الذين أداروا ظهورهم للثقافة والإنسان .

كما لا يمكن للثقافة العراقية أن تسترجع دورها ووظيفتها في الحياة العامّة وتعيد الإعتبار لمبدعيها ورموزها الوطنية بدون الموقف السياسي النقدي الذي تتضمنه الثقافة تعريفا والخروج العاجل من العزلة وتشتت الجهود واليأس والإحباط واللا مبالاة والإستقالة الأخلاقية التي يدفعون بإتجاهها رغما عنهم ولأسباب مفهومة، والعمل على تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقهم هذا اليوم بإعتبارهم النخبة الأكثر تحسسا بالمخاطر الجسيمة التي تمضي نحوها السياسة الثقافية الرسمية في البلاد . ومن المعلوم أنّ إفساد الذوق الفني والجمالي وتخريب أسس ومؤسسات الثقافة والإنتاج الثقافي ما هو إلاّ تمهيد لإفساد الذوق والخيار السياسي وإشاعة الجهل والتجهيل والفوضى والإفقار الثقافي المستمر وفقا لما تتطلبه الأجندات الخارجية والقوى والتيارات والشبكات السياسية الداخلية المرتبطة بها التي تلتقي مصالحها في تأبيد الأوضاع الراهنة وحرمان مجتمعنا العراقي من خيرة مثقفيه ومناضليه الشجعان وبالتالي الإستفراد بمجتمع معزول وميتم ومقصي خارج العصر والثقافة الحديثة والتاريخ الإنساني .

إنّ الرهان على موت الثقافة العراقية ودوام ضعفها وإنحسارها من الساحة العمومية ، قد خاب وسيخيب مرة أخرى ما دامت خيمة كلّ العراقيين مفتوحة لهم في مهرجان اللومانيتيه وما دامت هنالك ثمة ألوان وحناجر وأصوات أصيلة تغني مجد العراق ومادام ثمة أحرار من المثقفين والمفكرين والفنانين الذين يتجددون ويجددون معهم الأمل في عراق آمن وحرّ ومزدهر تستحق فيه الثقافة مكانتها العليا أسوة بالشعوب المتحضرة .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والربيع العربي : مخاوف وتشكيك
- مهرجان اللومانيتيه : التضامن مع المثقف العراقي في الداخل
- هل ثمة سياسة في العراق الجديد ؟
- المصير العراقي على ضوء التحوّلات الإقليمية
- العراق الجديد : خراب اللغة
- العراق : فرصة العودة للوطنية
- الغضب العراقي : تظاهرات سلمية أم معارك حربية ؟
- البعثي المتلوّن والعراقي عديم اللون والطعم والرائحة
- الشارع العربي : عودة الروح
- التيار الديمقراطي العراقي : إقتراحات وأفكار
- الإحتجاجات الشعبية : ثورات الخبز الجديدة
- الثقافة في العراق : معركة مفتوحة أبدا
- العراق الجديد : التكتّم على النوايا والمخاتلة في المصالح
- العراق الجديد : تجفيف منابع الوطنية
- العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني
- في أبعاد التضييق على الحريات في العراق
- العراق الجديد : القوى الديمقراطية وإتجاهات التغيير
- حيرة الدكتور كاظم حبيب وأشجانه العراقية
- العراق الجديد: المخاض السياسي العقيم
- مواطنون أم رعايا أم رهائن ؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - مهرجان اللومانيتيه : جدل السياسة والثقافة في خيمة طريق الشعب