أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - مهرجان اللومانيتيه : التضامن مع المثقف العراقي في الداخل














المزيد.....

مهرجان اللومانيتيه : التضامن مع المثقف العراقي في الداخل


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحلول منتصف شهر أيلول القادم، وعلى مساحة محدودة في الضاحية الباريسية "لا كورنيف"، ثمة موعد سيتجّدد مع خيمة طريق الشعب المفتوحة دوما على مصراعيها لأفراح وشؤون وشجون العراق ومواطنيه من مختلف الأطياف والمكونات الدينية والأثنية لتكون بحق، وطنا صغيرا مشيدا على بضعة أمتار في الغربة . وهي محض مصادفة فقط أن يكون شهر أيلول في الأساطير والملاحم العراقية القديمة هو شهر ترتيل المراثي من أجل عودة الإله تمّوز الذي غيبته قوى الشرّ والظلام في العالم السفلي والذي في إنبعاثه من جديد سيحلّ الخير والخصب والطاقة للحياة بعد طول إنتظار على ضفاف الأنهار المقدسة . ولكنها ليست مجرد صدفة فقط ، أن يكون التضامن مع المثقف العراقي والمرأة العراقية في الداخل والمطالبة بإعادة دور ووظيفة الثقافة العراقية في الحياة العامة، هو الشعار المركزي لخيمة الأمل والعمل والمستقبل لهذا العام .

سيتزامن خريف باريس لهذا العام، مع خريف الأنظمة المستبدة في العالم العربي ومع التوق الشعبي العارم للحرية والكرامة والدخول في عصر الحداثة السياسية، بعد عقود طويلة من الإقصاء والتهميش للمجتمع والأغلبية الإجتماعية، وللثقافة والدور الحيوي والفعال الذي يلعبه المثقفون في حياة هذه المجتمعات من أجل تقريب وجهات النظر وأساليب التفكير بين الأفراد والجماعات، بإعتبارهم النخبة التي لا غنى عنها لتقديم صورة المجتمع عن نفسه وتعزيز التواصل والإتصال مع الثقافات الأخرى من خلال مختلف الفنون والآداب والعلوم والمعارف الحديثة التي ينشطون فيها ويساهمون عبرها لتقليص الفجوة المعرفية التي تفصل مجتمعاتنا هذا اليوم عن العالم المعاصر . وحين تولي خيمة طريق الشعب إهتماما خاصا بالثقافة والمثقفين في الداخل فهي تنطلق من مسلمات ووقائع أساسية وركائز مشروعة ومهمة، تسعى من خلالها الى الضغط بإتجاه تبني الدولة لسياسة ثقافية واضحة تعيد الإعتبار للثقافة ولأعلام الثقافة العراقية ومبدعيها ورموزها الوطنية، ولموقع الثقافة عموما ووظيفتها الأساسية في التخفيف من عوامل القوة والعنف والعصبيات الدينية والمذهبية والأثنية التي يراد لها أن تكون اليوم، هي المعايير الوحيدة لخضوع الأفراد والجماعات وضمان ولاءهم وإنتظامهم داخل المجتمع .

لقد باتت مهام الدفاع عن الثقافة العراقية وإنتشالها من حالة الحصار المزدوج المضروب عليها هذا اليوم، ومن الإهمال والإقصاء المتعمدين، لدور المثقفين الحقيقيين في هذه المرحلة الخطيرة، هو واجب وطني بالمعنى الحرفي للكلمة، ينبغي أن تتبناه الدولة وكلّ القوى الوطنية التي تؤمن وتعتقد بالفعل، أنّ إنحطاط الثقافة لا يعني سوى إنحطاط المجتمع وعزله وتعليبه وسدّ كلّ منافذ الحياة والتجديد والإبتكار عليه، تمهيدا لفرض وإستئناف دورة جديدة من حرمان المجتمع من حرية الإختيار والتعبير داخل الثقافة الواحدة .

وإذا كان وزير الدعاية النازي هو القائل : " حين أسمع كلمة ثقافة، تمتد يدي مباشرة الى مسدسي" ، فإنّ أول الرصاصات التي أطلقت على الجسد الثقافي في العراق الجديد، قد إستهدفت إنقسامها على نفسها الى ثقافة الخارج وثقافة الداخل، في محاولة لتمزيق أوصال الثقافة العراقية كوحدة واحدة لا يمكن لها أن تتجزأ، وهي محاولة لم يدرك أصحاب السلطة الجديدة، خطورتها البالغة وتداعياتها على وحدة المجتمع والهوية الوطنية الجامعة والمصيرالمشترك فحسب، وإنّما كانت ناجمة أيضا عن جهل مطبق بمجمل التاريخ الثقافي الإنساني الذي بات يتمحور اليوم أكثر فأكثر، حول مفاهيم العدالة والحرية والمساواة وتحسين شروط معيشة البشر التي كانت ومنذ عقود طويلة في صلب نضال القوى الوطنية والديمقراطية العراقية التي لا زالت تشكل الضمانة الحقيقية للحفاظ على السيادة والشخصية الوطنية والتصدي للإرتداد والتسلط السياسي والعودة الى الوراء وقيام الحكم والنظام في البلاد على أسس الإستئثار وإقصاء الرأي العام عن أية مشاركة فعالة وعلى مبدأ إحتكار السلطة من قبل قوى وفئات سياسية، ساقتها الأقدار وموازين القوى الجديدة وفوضى المرحلة الإنتقالية وخارطة توزيع القوة والنفوذ وفقا للمحاصصة التي صاغتها الأجندات الخاصة الداخلية منها والخارجية، الى مواقع المسؤولية والقرار وهي غير مؤهلة لها ولا تمتلك أي مشروع وبرنامج حقيقي على ألأصعدة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية كافة .

وإنطلاقا من دوافع الحرص والحفاظ على الفكرة الوطنية وإعادة اللحمة مع الداخل وتأكيدا على وحدة الثقافة العراقية والمصير المشترك، ستنظم خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه لهذا العام، فعاليات فنية وثقافية متنوعة يجري الإستعدادات لها منذ أسابيع من قبل العديد من كبار الفنانين والأدباء ورموز الثقافة العراقية في الدااخل والخارج، وستتضمن نشاطات وعروض فنية حية للفنانين التشكيليين العراقيين ونشاطات وورشات عمل في مجال المسرح والموسيقى والغناء والشعر والفوتوغراف ورسوم الكاريكاتور وعروض للأزياء العراقية التي ستنقل نقلا مباشرا عبر شاشات خصصت لهذا الغرض، بالإضافة الى تنظيم مقابلات ولقاءات مباشرة مع المثقفين في الداخل والخارج .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمة سياسة في العراق الجديد ؟
- المصير العراقي على ضوء التحوّلات الإقليمية
- العراق الجديد : خراب اللغة
- العراق : فرصة العودة للوطنية
- الغضب العراقي : تظاهرات سلمية أم معارك حربية ؟
- البعثي المتلوّن والعراقي عديم اللون والطعم والرائحة
- الشارع العربي : عودة الروح
- التيار الديمقراطي العراقي : إقتراحات وأفكار
- الإحتجاجات الشعبية : ثورات الخبز الجديدة
- الثقافة في العراق : معركة مفتوحة أبدا
- العراق الجديد : التكتّم على النوايا والمخاتلة في المصالح
- العراق الجديد : تجفيف منابع الوطنية
- العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني
- في أبعاد التضييق على الحريات في العراق
- العراق الجديد : القوى الديمقراطية وإتجاهات التغيير
- حيرة الدكتور كاظم حبيب وأشجانه العراقية
- العراق الجديد: المخاض السياسي العقيم
- مواطنون أم رعايا أم رهائن ؟
- المحنة العراقية المستمرّة
- العراق الجديد : الدولة الحديثة والمجتمع القديم


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - مهرجان اللومانيتيه : التضامن مع المثقف العراقي في الداخل