أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المعضلة الكردية















المزيد.....

المعضلة الكردية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد ان التنظيمات الحزبية القومية الكردية ، بدأت نشاطها " الفعلي " في العراق ، في ثلاثينيات القرن الماضي .. أما الحركات المُسلحة التي قامتْ قبل ذلك ، هنا وهناك ، سواء في تركيا اوايران اوالعراق وسوريا ، فكانتْ على الأغلب ، عشائرية أو دينية ، ولم ترقى الى المستوى السياسي . عموماً ، ان كُرد العراق ، لعبوا دوراً بارزاً في مُساندة والدفاع عن ما يشبه " الكيان " الكردي ( جمهورية مهاباد ) التي قامت لفترة قصيرة في ايران خلال الاربعينيات .. وبعد ذلك أصبحَ كُرد العراق في العقود التالية ، " بما إمتلكوهُ من تجارب وتشكيلات حزبية سياسية ، وحركات مُسّلحة مُناهِضة للحكومات العراقية المتعاقبة " .. أصبحوا قدوةً لِكُرد الدول الثلاثة الاخرى ، بدرجةٍ أو باُخرى .. ومن الطبيعي ، ان الأحزاب السياسية والحركات المُسلحة التي ظهرتْ في تلك البُلدان ، إكتسبتْ بعض سلبيات ومساوئ الحركات والاحزاب الكردية العراقية .
- رغم كُل التجارب المريرة ، التي مرّتْ بها الاحزاب الكردية خلال الخمسين سنة الماضية ، لاسيما في كردستان العراق ، فانها لم تستطع التخلص من التأثيرات العشائرية ، على مُجمَل عملها ونشاطها .. فكان من الشائع عندما يلتحق رئيس العشيرة او الشيخ ، بالحزب الفلاني ، فأن معظم العشيرة يفعلون ذلك " لأن ولاءهم الحقيقي هو للشيخ " ، وعندما يُقّرِر لسببٍ من الاسباب ، العودة الى حُضن السُلطة ، أو يتجِه نحو الحزب المُنافس ، فـأن أتباعه يمشون وراءه . ولا زالتْ هذه التأثيرات العشائرية جارية [ الى حدٍ ما ]، حتى يومنا الحالي ... وهنالك أمثلة على مُستوى القُرى ، فأهالي هذه القرية يميلون الى الحزب الديمقراطي بصورةٍ عامة ، وتلك القرية قريبون إجمالاً من الاتحاد الوطني .. كما كانتْ المنطقة الفلانية في العقود السابقة ، تُسمى موسكو الصغرى ، لكون الطابع اليساري يغلب عليها . لم تبقَ هذه التقسيمات بنفس الصرامة التقليدية ، ولكن " الصبغة " ما زالتْ آثارها باقية .
- هنالك حقيقة على الأرض ، حاولَتْ الحكومات طمسها والتقليل من شأنها ، ولا سيما بعد الحرب العالمية الاولى ، وتَشّكُل الخارطة السياسية في الشرق الاوسط .. ألا وهي ان الشعوب التي تعيش على جانِبَي الحدود في الدول الاربعة ، تركيا وايران والعراق وسوريا ، هي في الواقع شعبٌ واحد ذو عادات وتقاليد وتأريخ مُشتَرك ولغة واحدة متفرعة الى لهجات .. لا بل ان هنالك قبائل يسكن نصفها في الجانب التركي والنصف الآخر في الجانب الايراني او العراقي او السوري . علماً ان كُرد العراق وسوريا متأثرين حتماً بالثقافة العربية ، كما ان كُرد تركيا وكُرد ايران ، تفاعلوا مع ثقافات هذّين البلدَين .. وبالمُقابل ، فأن الكُرد وبدرجاتٍ متفاوتة ، إثّروا على ثقافات هذه البُلدان الاربعة .
نستطيع القَول ، ان ما يحدث في كردستان العراق ، يؤثر بصورةٍ مباشرة او غير مباشرة ، على كُرد المناطق الاخرى .. وهذه الحقيقة أدركتْها حكومات هذه البلدان الثلاثة ، وإستشعَرَتْ " مخاطرها " ، مُسبَقاً .. ورغمَ الإختلافات والخلافات العميقة بين حكومات الدول الأربع التي تضُم كُردا ... فأنهم ومنذ السبعينيات ، إتفقوا على تجاوز خلافاتهم ، فيما يخص " القضية الكردية " .. وكان وزراء داخلية الدول الأربع ، يجتمعون دَورِياً ، كُل ستة أشهر على الأقل .. للتنسيق والإتفاق على الخطط المُشتركة بصدد ، لجم التطلعات الكردية ووأدها في المهد !. من الضروري اليوم وبعد تَبّدُل الظروف المحلية والدولية [ خصوصاً بعد تغيير الحكم في العراق في 2003 ، والتغيير الوشيك في سوريا ] .. الكشف عن خفايا وتفاصيل ، الإتفاقيات الرُباعية ضد الكُرد ، والجرائم التي دُبِرتْ في سبيل إشعال الإقتتالات الداخلية الكردية !.
- تأريخياً .. إستخدمتْ ايران بدرجة رئيسية ، وسوريا جزئياً .. الورقة الكردية ، كجزءٍ مُهم من ملف إدارة علاقاتها مع العراق ، منذ حوالي الخمسين عاماً .. وإستَغلتْ سوريا والعراق منذ منتصف الثمانينيات ، هذه الورقة للضغط على تركيا .. ولقد عانتْ جميع الأحزاب الكردية في الأجزاء الأربعة ، من التآمُر عليها مِنْ قِبَل مُخابرات هذه الدول .. وتوريطها في صراعات جانبية عقيمة ، وإشغالها في معارك داخلية ، علماً ان الاحزاب الكردية نفسها ، تتحمّل جزءاً من المسؤولية ، بسب قلة وعيها وإفتقارها الى سياسة إستراتيجية ، وعجزها المُزمنْ عن الإتفاق فيما بينها ، على المُشتركات الكُبرى والأهداف البعيدة .
- ايران الشاهنشاهية ، باعتْ الثورة الكردية ، بإتفاقها المُخزي مع صدام ، وحصلتْ " غدراً " على نصف شط العرب .. ايران الاسلامية ، تُمارس النفاق السياسي ، تجاه الكُرد .. ففي حين تّدَعي الديمقراطية وحقوق الشعوب ، فأنها تضطهد الشعب الكردي بكل عُنف ، بل وتُلاحق عناصر حزب " بيزاك " داخل الحدود العراقية ، فقط لأن الكُرد يُطالبون بحقوقهم المشروعة . الجناح الآخر من النفاق السياسي الاسلامي ، يتمثل في تركيا وحزبها الاسلامي الحاكم منذ عشرة سنين .. حيث تطرح تركيا أردوغان ، نفسها ، بإعتبارها المُدافعة عن حرية وحقوق الشعوب ، مثل شعوب ليبيا وسوريا واليمن وفلسطين ، بينما تُمارس أقسى انواع العنف ضد كُرد تُركيا ، بل تمتنع حتى عن إعطاءهم حُكماً ذاتياً وهو من أبسط حقوقهم المشروعة . سوريا البعثية ، التي تترَنَح اليوم تحت ضربات الإنتفاضة الشعبية الباسلة ، سوريا الرسمية ما زالتْ تقمع الكُرد ولا تعتبرهم حقاً مواطنين كاملي الأهلية ، وحتى المُعارضة السورية ، المُتشرذمة لحد اللحظة ، ليسَ لها تصورٌ واضح الملامح ، حول المسألة الكردية .. لا بل حتى الاحزاب الكردية السورية نفسها ، ليستْ مُتفقة على إستراتيجية مُوّحدة تجاه المُستقبل .
- حان الوقت ، لكي تكشف حكومة أقليم كردستان ، او بالأحرى الحِزبَين الديمقراطي والإتحاد .. عن " بنود " الإتفاق الذي جرى بموجبه ، الإستعانة بالقوات التركية في التسعينيات ، للمُساعدة في المعركة ضد حزب العمال الكردستاني . وعن السبب الحقيقي الذي يمنع حكومة الاقليم ، للمطالبة بسحب هذه القوات لإنتفاء الحاجة اليها ، رغم قرار البرلمان الذي دعى الى رحيل القوات التركية ؟ . هل هنالك " مُدة " مُحدَدة لبقاء هذه القوات ؟
- لايستطيع حزب العمال الكردستاني ، ولا حزب بيزاك ، إنكار الدعم الكبير الذي حصلَ عليهِ ،[ في كثيرٍ من الفترات ] ، من الاحزاب الكردية العراقية ، ولا سيما الديمقراطي والإتحاد .. من تدريبٍ وتجهيزات ومُؤَن ودعم لوجستي .. ويدرك العمال والبيزاك ، لو ان سلطة الأقليم ، أرادتْ ان تفرض حصاراً ( جدياً ) على العناصر الموجودة داخل حدود الاقليم ، سواء في جبال قنديل او غيرها من الاماكن .. فان هذه العناصر ، لن تستطيع المقاومة لفترةٍ طويلة ، ولا الإستمرار بأي حال من الاحوال !. .. أعتقد انه ليسَ خافياً على أحد اليوم ، بعض البديهيات ادناه :
= سلطة الأقليم ، اي الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، لايُريدان ان يقطعا " شعرة مُعاوية " مع حزب العمال وحزب بيزاك ، من ناحية ، إذ يدركان الأهمية المستقبلية القريبة لهذَين الحزبَين في المعادلات الأقليمية .. ولا يرغبان تعكير العلاقات التجارية مع الشركات التركية والايرانية " بل رُبما لايستطيعان ذلك حتى لو أرادا "، من جانبٍ آخر .. ويتعرضان الى ضغوط شعبية مُتصاعدة في داخل الاقليم ، رافضة للضُعف الذي يعتري موقفهما من الإعتداءات التركية والايرانية المُستمرة . ان هذا الوضع المُتأزم والمُعّقَد ، يدعو الى القلق بصورةٍ جدية . أرى ان الظروف الصعبة الحالية ، المُحيطة بالأقليم من كُل جانب .. تُحّتِم على حكومة الاقليم ، ان تخطو خطوات هامة مصيرية ، من اجل لّم الشمل الكردي ، ووحدة الكلمة .. وتهيئة الأجواء التي تؤدي الى مُقاومة ناجحة ، سياسية ودبلوماسية وضغطٍ شعبي ، لوقف الإعتداءات أولاً .. ومن ثم المساعدة في تحصيل كُرد تركيا وايران وسوريا على حقوقهم المشروعة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب أرهابيين من سجن الموصل
- بعض تكهنات شهر أيلول
- خواطر في ليلة العيد
- - شيخ مَحشي - !
- أمثالٌ عراقية
- تأجيلات
- لِنُقاطِع البضائع التركية والايرانية
- بعض جذور المأزق الكردي
- المعلومة
- الصَوم المُتقَطِع
- الموبايل
- إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-
- الرأسمالية المُتوحشة
- إهمال الأطفال في العطلة الصيفية
- ألشَرَف
- على هامش إجتماع قادة الكُتَل
- بالروح .. بالدَم نفديك
- رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
- إبتسامات رمضانية
- إنقلابٌ صامت في تركيا


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المعضلة الكردية