أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - ـ ( الشاي ليس بطيئاً ): 8 والأخير - أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري















المزيد.....


ـ ( الشاي ليس بطيئاً ): 8 والأخير - أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


* القسم الثامن والأخير من الكتاب، والذي يحتوي القصائد الأربع الأصعب فيه، وخاصة الأخيرة ( ثعلب بداخل مِشمِشة ) ذات الخمس عشرة صفحة‍! والتي خلاف القصائد التي تشكل الكتلة الرئيسية للكتاب، أحذو بها إحدى طرقي القديمة في الكتابة، والتي كانت تظهر بها واضحة تأثيرات لبنانيي مجلة الشعر، شوقي أبي شقرا وعصام محفوظ وأنسي الحاج خاصة. الأمر الذي دفعني لإهدائها لأنسي دون أن أسمه : ( إلى مَن كانَ يُسَمِّي أَوراقَ الخَريف ... مَريمَ العَذراء ) تذكيراً بقصيدته ( أوراق الخريف مريم العذراء ) في ديوانه ( ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة ). ليس فقط لأن مقطعها الأول كما مقطع قصيدتي الأول ينتهي بكلمة ( الوقت ) بل أيضاً لأنها تردد: كنت وكانت ... إلا ان قصيدة أنسي تتحسر على عهد الكآبة التي : ( كنت فيها شاعراً أسمي / مثلاً /أوراق الخريف مريم العذراء ) وتنتهي : ( حتى/ فاحت الكآبة التي كانت/ والتي لم أعرف كيف/ ماتت كالمسك . ) بينما ( ثعلب بداخل مِشمِشة ) تكتفي بكنت وكنت وكنت ، دون أن تبين أي شيء صرت، أو صارت الأشياء، إليه . الأمر الذي وجدته يبقي القصيدة بنهاية مفتوحة على كل المفارقات والمتناقضات التي تحتشد بها، دون الوقوف في رتل أو صف، أي دون أي مراتبية .. أو، كما شعرت دائماً وأنا أعمل بها إضافة وحذفاً لسنين عديدة ، بلا خلاصة .. بلا خلاص .

يمكنني الحديث طويلاً عن ( أنا دوماً كما أنا دوماً ) و ( أذهبُ مع الهواء ). ولكني سأنهي مقدمتي لهذا الفصل، بإشارة إلى أن ( سأحبك وأنا تراب ) هي وصية !! وصية أب لابنه .. إلا أني في الخاتمة، كما على القارئ الفطن أن ينتبه ، قد عكست منطق الكلام تماماً، فحيث أقول :
( فَشَرطُ الحُبّ
أَن تُحِبَّ وأَنتَ تَعلَم
أَنَّ ما تُحِبُّهُ
يَتَبَدَّلُ ويَختَلِف
وَيَوماً لا يَعودُ
هُوَ هُوَ
وَخُذني
أَنا
عَلى سَبيلِ المِثال
سَأُحِبُّكَ
وأَنا
تُراب .. )
كان من المفترض أن يكون :
( سأحبك
وأنت
تراب .. )
لأن شرط الحب أن تحب وما تحبه هو الذي يتبدل ويختلف ، وليس أنت الذي يتبدل ويختلف. ولكن كيف لي أن أقول هذا .. أي حماقة! أي فأل سيء! كيف لأب أن يطيق هكذا تبدل!! لذا كان لابد من أعكس المنطق الشعري لصالح منطقي الخاص كأب .. الشعر بالتأكيد يسمح بهذا، بل أظنه يسعده .
ــــــــــــــ

8- أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري
ــــــــــــــ

- أَنا دَوماً كَما أَنا دَوماً
ــــــــــــــ
( إلى حارِسِ الخَديعَة )



خُذني
إلى حَيثُ أُريد
...
لا أَعلَمُ أَين .
/
بَعيداً عَن جُدرانٍ
بِلا أَبوابٍ وبِلا نَوافِذ
عَليها مَساميرُ
تَرتَدي ثِيابَ مَن كانوا هُنا
وخَرجوا
عُراة .
/
الغُبارُ يُلَمُّ عَنِ البَلاطِ
بِبَواطِنِ الأَكُفّ
ثُمَّ يُجمَعُ في قَوارير
تُصمَدُ
كَتُحَفٍ نَفَيسَةٍ
عَلى
الرُّفوف .
/
خُذني إلى مَدينَةٍ
حَلُمتُ مِراراً
أَنَّهُ لا يَحُجُّ إلَيها سِواي
لا أَعرِفُ لَها
طَريقاً
ولا أَعرِفُ لَها
اسماً
يَنبُتُ فيها
مِن شِدَّةِ الرَّغبَة
أَزهارٌ عَلى الصَّدر
ورِيشٌ
عَلى السَّاعِدَين
وتُخرِجُ المَرايا
مِن بَريقِها المُعتِم
رِجالاً
للنِّساءِ اللَّواتي
يَقَضينَ أَمامَها اللَّيلَ
عارِيات .
/
خُذني ...
لا أَعلَمُ أَين
إلى أَرضٍ
ذاتِ عُشبٍ مُبَلَّل
تَتَمَرَّغُ عَلَيهِ
امرَأَةٌ
بأَربَعِ عُيونٍ
وثَلاثَةِ أَثداء
تُخرِجُ الفاكِهَةَ
مِن فَرْجِها
الأَخضَر .
/
نَسَيتُ اسمي
واسمَ مَدينَتي
وتَلعثَمتُ
أَنقذَتني قائلَةً :
( الماضي
عَفشٌ
ثَقيل ) .
/
خَديعَتي
أَنا دَوماً
كَما
أَنا
دَوماً ..
ـــــــــــــ 14-8-1998


- أَذهَبُ مَعَ الهَواء
ــــــــــــــ


أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
ويُجَنِّبَني هَذِهِ الحَرب
لأَنِّي أَحمِلُ اسماً مَيِّتاً
وقُوَّتي عاريَةٌ مِنَ
الأَوراق .
/
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
ويَقولَ لي :
( دَعِ المَوتَى
يَدفنونَ مَوتاهُم
واتبَعني )
أَتبَعُهُ
مُجَرجِراً
مَوتاي
في قَلبي .
/
يَمضي وَهُوَ يُغَنِّي :
( لَم أُخلَق لأَتبَعَ أَحَداً )
فَأَتبَعُهُ وأَنا أُغَنِّي :
( لَم أُخلَق لأَتبَعَ أَحَداً ) .
/
لأَنَّه يَنقَصُني كُلُّ شَيء
أَسُفُّ مَطحونَ وَرَقِ الغَار
وَفي كُلِّ مَرَّةٍ
أَنسى إذا أَكَلتُ مِنهُ
سأَموت .
/
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
يَعرِفُني مِن ظَهري
بَينَ الوُجوه
فَيُناديني بِاسمِي ولَقَبِي
ويَمنَعُني أَن أَمضي
إلى حَيثُ
( ثِيابي
تُلائمُ الطَّقس ) .
/
قالَ إنَّهُ سَيقطَعُ طَريقي
وأَنا نَفسي
لا أَعرِفُ طَريقي !
/
أَذهَبُ
مَعَ
الهَواء .
/
أَخافُ أَن يَأتي أَحَدٌ
ويُمسِكَني مِن كُمِّ قَميصي
أَو يَتَعَلَّقَ بِي مِن ساقي
فَلا أَستَطيعُ أَن أَجري
خَلفَ
كُلِّ شَيءٍ
يَجري ..
ــــــــــــ 28-11-1999

- سَأُحِبُّكَ وأَنا تُراب
ــــــــــــــ


بَعدَ الصَّيفِ
والخَريفِ
والشِّتاء
...
لِيَكُنْ الرَّبيعُ فَصلَكَ المُفَضَّل
حاجَتُكَ لَهُ
حاجَتُكَ المُبتَذَلَة
كُلَّ يَومٍ
كُلَّ ساعَةٍ
كُلَّ دَقيقَةٍ
كُلَّ ثانِيَةٍ
لِلحُبّ .
/
مُنذُ البَدءِ عَلَيكَ أَن تُحَدِّد
ولَو بغُموض
انتِقاماً مِن أَيِّ شَيءٍ
تَحيا
لأَنَّ ما خُلِقنا لأَجلِهِ
لَعِبٌ
لا نِهايَةَ لَه .
/
ضَعْ عاطِفَةً في مِقلاةِ البَيض
وَمَعنىً في السَّلَطَة
بالقَدرِ الَّذي لاَ يُفسَدُ بِهِ الطَّعم
كُلْ رُوحاً ساخِنَةً
في الخُبز .
/
أَبعِدْ قَلبَكَ عَنِ الأَسباب
أَطلِقْهُ مِن كُلِّ سِلسِلَة
حَتَّى وإن
جاعَ
ولَم يَجِد ما يَأكُلُه
حَتَّى وإن
ضاعَ
ولَم يَعرِف كَيفَ يَعود
ولَكِن إذا قَطَعَت طَريقَكَ امرَأَةٌ
وخَطَفَتهُ
فَليَكُن شَرطُكَ
الوَحيد
أَن تَشُدَّ بِكَ مِن ساعِدِكَ
وتَأخُذَكَ
مَعَهُ .
/
حَيثُ المُستَقبَل
شَيءٌ يَحدُثُ بنَفسِهِ
بَعدَ يَومَينِ
في البَيت
والماضي
آثارُ عَضٍّ قَديم
أَمَّا الحُبّ
فَهو يَحتاجُ إلى ما هُوَ
أَكثَرُ مِنَ الحُبّ
فَشَلُهُ المُتَكَرِّرُ
تَمامُ
نَجاحِه .
/
أَو عَلى الأَقَلّ
كَيفَ ...
بأَيَّةِ لُغَةٍ
أَو إيماءَةٍٍ عارِضَةٍ
أَو بِصَمت
يُقالُ لَكَ :
( لا )
أَو ( نَعَم )
أَو ( لا ونَعَم ) مَعاً
وَعَليكَ أَن تَفهَم
فَالأَشياءُ غالِباً
عِندَما لا يُجدي مَعَكَ نَفعاً
نَهيٌ أَو
رَجاء
سَوفَ تُنَبِّهُكَ إلى وُجودِها
بِأَن تَقَع .
/
السُّقوطُ ... إذَن
هُوَ ما عَلَيكَ أَن تَبذُلَ قُصارى جَهدِكَ
وتَتَعَلَّمَه
لأَنَّ ريحاً قَوِيَّة
سَتَهُبُّ عَلى ثِمارِكَ
وَسَوفَ يَتَساقَطُ مِنها
قَبلَ أَوانِها
ثِمارٌ كَثيرَةٌ
أَو بَعدَ أَوانِها
ثِمارٌ كَثيرَةٌ
لأَنَّ أَحَداًَ لَن يَأتي
في المَوعِدِ المُحَدَّدِ تَماماً
ويَشُدَّ غُصنَكَ
ويَقطُفَها
وإذا فَعَلَ
فَأَغصانٌ كَثيرَةٌ
سَوفَ
يَكسِرُها
وَيدُوسُها .
/
ولأَنَّكَ أَيضاً كَثيراً سَوفَ
تُخطِىء
سَهواً
أَو مُضطَرَّاً
أَو عَن سابِقِ قَصد
فعَلَيكَ أَن تَتَعَلَّمَ بِدَورِكَ أَيضاً
كَيفَ تَصنَعُ مَنَ الخَطَأِ
فَنَّاً
وَلَكِنَّ ما يَجِبُ أَن تَتَنَبَّهَ لَهُ
هُوَ أَن لا تَدَعَ غَيرَكَ
يَدفَعُ عَنكَ
فاتورَةَ
أَخطائِكَ .
/
لا شَيءَ كالشَّيءِ الحَقيقي
إلاَّ أَنَّ للحَقيقَةِ وُجوهاً كَثيرَةً
تَضحَكُ وتَبكي
تَحتَ الأَقنِعَة
جَميعُها عَلى أَهَمِّيَّتِها
تَأتي في الدَّرَجَةِ الثَّانيَة
بَعدَ كُلِّ مَن يَقِفُ قُبالَتَكَ
ناظِراً إليكَ
بِهاتِيكَ العَينَينِ الضَّارِعِتين
فالحَقيقَةُ لا لَونَ لَها
سِوى الشَّفَّافِ
المُتَّسِخ .
/
وإذا أَضَعتَ شَيئاً
لا تُضِعْ فَوقَهُ الوَقتَ بَحثاً عَنهُ
فَقَط إذهَبْ
وأَحصَلْ عَلى سِواه
ما دامَ في السُّوقِ سِواه
وَما دامَ في جَيبِكَ ما يَكفي لِدَفعِ ثَمَنِه
فَهُوَ رَخيصُ الثَّمَن
وَإن كانَ
لا يَطيبُ لَكَ عَيشٌ مِن دُونِه
ولا بَديلَ لَهُ يَحُلُّ مَحَلَّه
فَحَيثُ لَم تَمُرّ
ولَم تَتَوَقَّف
وحَيثُ لَم تُخرِج مِن جَيبِكَ نُقُوداً
وحَيثُ لا يُوجَدُ ضَوء
وليسَ بِوُسعِكَ أَن تَرى
رُبَّما
تَجِدُه .
/
لِيَكُن الوَقتُ الجَيِّدُ
جَيِّداً كِفايَةً
بالنِّسبَةِ لَكَ
لا تَستَعجِلْ قُدومَ شَيءٍ
مَهما يَكُن
ما سَيَأتي سَيَأتي
أَبيضَ كانَ أَم
أَسوَدَ
إن لَم يَكُن انتِظارُكَ
مَفتوحاً
كِلاهُما لَيسَا في
صالِحِكَ .
/
غادِرْ في اللَّحظَةِ
الَّتي يَجِبُ عَليكَ أَن تُغادِر
لَيسَ قَبلَها بِلَحظَة
ولَيسَ بَعدَها بِلَحظَة
دُونَ أَن تَلتَفِتَ
وَدُونَ أَن تَقولَ كَلِمَة
وإن شَعَرتَ
فَجأَةً
أَنَّ هُناكَ شَيئاً
رُبَّما نَسيتَهُ وَراءَكَ
وحَرَصتَ عَلى تَفَقُّدِه
حينَها
يَكفيكَ
نَظرَة .
/
لِتَجوالِكَ وَحيداً
مَزايا لا تُحصى
لَكِنَّهُ مِنَ الأَفضَلِ
أَن تَصطَحِبَ مَعَكَ رَفيقاً
فَأَنتَ
عَلى الأَقَلّ
سَوفَ تَحتاجُ
مَن يَلتَقِطُ لَكَ الصُّوَر
لَن تَعني صُورُكَ شَيئاً
إذا لَم يَظهَر في طَرَفِها
أَو في إحدى زَوَاياها
جُزءٌ
مِنكَ .
/
في مَحَطَّةِ سَفر
حَقيبَةُ يَدٍ سَوداء
لَيسَت عَلامَةً
فارِقَة .
/
أَمَّا المَوت
فَمِنَ الأَفضَلِ لَكَ
أَن تَتَلَهَّى عَن
تَمارينِهِ اليَومَيَّة
وتَغُضَّ النَّظَرَ عَن
إغواءاتِه
ما أَمكَن .
/
أُعطيكَ ثُلثَي لِحافي
وَأَترُكُ لِي ما يَكفي
ليُغَطَّي
خاصِرَتي
أَستَيقِظُ في اللَّيل
وَأَجِدُكَ
مَكشوفاً
فَشَرطُ الحُبّ
أَن تُحِبَّ وأَنتَ تَعلَم
أَنَّ ما تُحِبُّهُ
يَتَبَدَّلُ ويَختَلِف
وَيَوماً لا يَعودُ
هُوَ هُوَ
وَخُذني
أَنا
عَلى سَبيلِ المِثال
سَأُحِبُّكَ
وأَنا
تُراب ..
ــــــــــــ 12-12-1999


- ثَعلَبٌ بِداخِلِ مِشمِشَة
ــــــــــــــ
( إلى مَن كانَ يُسَمِّي أَوراقَ
الخَريف ... مَريمَ العَذراء )


كانَ الوَقتُ
يَضَعُ عَقارِبَهُ الثَّلاثَةَ
فَوقي
كُنتُ أَربُطُ الوَقتَ
بِمِعصَمي
كُنتُ وَقتَ
الوَقت .
/
كُنتُ إذا لَم أَصِل أَبَداً
أَفضَلَ مِن أَن أَصِلَ
مُتأَخِّراً
ودائماً كُنتُ أَصِلُ
مُتَأَخِّراً
كُنتُ قَليلاً ما أَفي بِوُعودي
وإذا وَعَدتُ
فَصِدقُ غَرائزي
هُوَ كُلُّ ما أَعِدُ بِهِ
كانَ رَأسي فاسِداً كقَلبي
وقَلبي فاسِداً كَرَأسي
وكُنتُ لا أَعِدُ
إلاَّ بأَن أَكونَ صادِقاً في قَولِ
ما أَظُنّ
أَبدأُ كَلامِي بِأَظُنّ
وعَلى الآخرينَ أَن يُصَدِّقوا
ظُنوني
كانَ الصِّدقُ
مَوهِبَتيَ الوَحيدَة
ولأَنَّهُ لَيسَ لَدَيَّ مَوهِبَةٌ سِواهُ
كُنتُ صادِقاً بِكُلِّ
أَنانيَّة .
/
كُنتُ مَليئاً بالأَخطاءِ كالبَرقِيَّات
وَكُلَّما جاءَ دَوري
لأَقولَ شَيئاً أَتباهى بِهِ
أُجيب :
( وُلِدتُ لأُخطِئ )
لأَنِّي أُخطِئُ طَوالَ الوَقت
ومَعَ الوَقت
يَتَبينُ لي أَنِّي كُنتُ مُصيباً
عَلى غَيرِ عادَتي
كانَت أَخطائي وَحدَها
عَلى صَواب .
/
كُنتُ أُحِبُّ الكُره
لأَنِّي لا أَقدِرُ عَلى شَيءٍ
سِوى الحُبّ
لَكِنِّي أَحبَبتُ الحُبَّ أَكثَر
لأَنَّ الحُبَّ كانَ يُحِبُّني
والكُرهَ يَكرَهُني
ولأَنَّهُ مَكتوبٌ عَلى بِطاقَتي
تَحتَ اسمي
المِهنَةُ :
عاشِق .
/
كانَ حُبِّيَ إذا اشتَعَل
يَشتَعِلُ مَعَهُ كُلُّ شَيء
وإذا انطَفَأَ
يَنطَفِئُ مَعَهُ
كُلُّ شَيء .
/
كُنتُ حُرَّاً مِنَ الجَمال
أَقِفُ أَمامَهُ ولا أَخُرُّ
صَريعاً
ولا أَسمَحُ لِنَفسيَ أَن أُفَرِّق
بَينَ الجَميلِ والبَشِع
كِلاهُما يَمُدُّ يَدَهُ
وَيَعصُرُ قَلبي
وعِندَما أَحِبُّ امرَأَةً
لا أَجرُؤُ عَلى النَّظَرِ إلَيها
وَجهاً لِوَجه
لأَنِّي لا أَجرُؤُ عَلى التَّأَكُّدِ
كَم هِيَ
جَميلَة
كُنتُ إذا رَأَيتُ مَن أُحِبُّ
أُديرُ
ظَهري .
/
أَقولُ لَها :
( شَعرُكِ جَميل
عَيناكِ جَميلَتان )
تَقولُ لي :
( حِذاؤكَ جَميل
قَميصُكَ جَميل )
كانَت كُلُّ الأَلوانِ تَلبَقُ لي
كُنتُ أَرتَدي أَزرَقَ
حينَ تَأتي نَوبَتي
لِحِراسَةِ البَحر
وإذا ارتَديتُ أَحمَرَ
لا يَستَطيعُ أَحَدٌ الحَياةَ
بِدُوني .
/
كُنتُ طائراً بأَربَعَةِ أَجنِحَة
في الهَواء
أَنامُ وأَلعَب
وأَقضي بَقيَّةَ حاجاتي
أَمَّا عَلَى الأَرض
فأَزحَفُ عَلى بَطني
مُجَذِّفاً عَلى الجانِبَين
بِجَناحيّ .
/
كانَ فَمي كَبيراً
ولَكِنَّهُم يَرَونَ ابتِسامَتي
ساحِرَة
كانوا يُحِبُّونَني
لِدَرَجةِ أَنَّهُم
يَجِدونَ صَوتي
جَميلاً .
/
ومِن بَعيدٍ وأَنا لا أَكادُ أَبدو
مِن خَيالِيَ
يَعرِفونَني
كانوا يُراهِنونَ عَلى أَنِّي
سَآتي آخِراً
وفي كُلِّ سِباقٍ
يَربَحونَنِي
وَإذا حدَثَ مَرَّةً
وَخَسِروا
حينَ أَصِلُ قَبلَ الأَخيرِ
بِواحِدٍ أَو اثنَينِ
فَذَلِكَ كَي لا أَجعَلَها
عادَةً
وَيَمَلُّوا مِنِّي .
/
كانوا يَقولونَ لي :
( نَحنُ مَدينونَ لَكَ
بِكُلِّ شَيء )
وَأَنا لَم أَعطِهِم شَيئاً
أُخبِرُهُم مَن أَنا
عَلى حَقيقَتي
ولَكِنَّهُم
يُصِرُّونَ
عَلى أَنِّي رَجُلٌ آخَرُ
أَفضَلُ مِنِّي
كُنتُ أَقولُ لَهم :
( لا أُريدُ أَن أَكونَ
أَفضَلَ مِن أَحَد )
فيَقُولونَ لي :
( وما حاجَتُكَ لِهذا
شُكراً لِلَّهِ
لأَنَّكَ
أَنتَ ) .
/
كانوا يَسأَلونَني
باستِغراب :
( ما الَّذي يَمنَعُهُ مِن جَعلِكَ
نَبِيَّاً
آخَرَ ! ) .
/
كانوا يُؤمِنونَ بِقُدرَةِ لُعابي
عَلى الشِّفاء
أَلعَقُ بلِسانيَ الجُرحَ
مَرَّةً واحِدَةً
فَيندَمِل
لَكِنِّي في الخَاتِمَة
أَدَعُ البَشَرَ لِمَصائرِهِم
حَيثُ يَجِبُ عَلى الأَبطال
في أَسرَعِ وَقت
أَن يَقضوا
نَحبَهُم .
/
كُنتُ أَستَطيعُ أَن أَرى الأَشياءَ
عَلى وَجهِها الصَّحيح
وهي تَقِفُ
عَقِباً عَلى رَأس
كُنتُ بِلَمحِ البَصَر
أَلتَقِطُ أَيَّ شَيءٍ يَقَع
وَهُوَ في الهَواء
قَبلَ أَن يَلمُسَ الأَرض
وَيَصيرَ
حُطاماً .
/
كُنتُ أَكتُبُ بِقَلمٍ ذي رَأسٍ أَحمَر
كَلِماتٍ زَرقاء
وبقَلَمٍ ذي رَأسٍ أَسوَد
كَلِماتٍ بَيضاء
كانَت أَقوالي هِيَ
أَفعالي
كُنتُ رَجُلَ أَقوال
إذا تَكَلَّمتُ أَتكلَّمُ لِساعات
ولا أَدَعُ لِغَيري أَن يَنبُثَ
بِبِنتِ شَفَة
وإذا صَمَتُّ
أَصمُتُ أَيَّاماً وشُهوراً
وإذا سَأَلَني أَحَدُهُم
لا أُجيبُ حَتَّى بِإشارَةٍ
أَو
هَزَّةِ رَأس
كانَ صَمتي مَفتوحاً
وكَلامي مُطبِقاً
كُنتُ أَستَطيعُ أَن أَقولَ
كُلَّ شَيءٍ
بكَلِمَة
وأَقولَ لا شَيء
بِكِتاب .
/
كُنتُ أَحيا في
فَمي
كانَ فَمي
عُصفوراً .
/
كانَ مُصطَفى يَقول :
( الشِّعرُ هو
إمَّا أَن تَظهَرَ عارياً
وإمَّا أَن تَرتَدي
أَجمَلَ ثيابِكَ )
وَكُنتُ أَقولُ :
( الشِّعرُ هو
أَن تكَونَ جَميلاً
وَأَنتَ
عارٍ )
كُنتُ
إذا اشتَريتُ ثَوباً وأَحبَبتُه
أَرتَديهِ لَيلاً ونَهاراً
حَتَّى يَهتَرِئ
وإذا لَم أُحِبَّهُ
أُعَلِّقُهُ في الخِزانةِ
وَيَبقى
جَديداً .
/
كُنتُ كُلَّ ثَلاثِ ساعات
أُغَيِّرُ أَفكاري
وَكُلَّ ثَلاثَةِ أَيَّام
أُغَيِّرُ طَريقَةَ تَفكيري
وَكُلَّ ثَلاثَةِ أَشهُرٍ أَو
أَقَل
أُغَيِّرُ
عَقلي .
/
كُنتُ أَقضي أَيَّاماً وَشُهوراً
أَصِلُ اللَّيلَ بالنَّهار
والنَّهارَ باللَّيل
أَبحَثُ عَن شَيءٍ ضاعَ مِنِّي
لا أَدري أَينَ
ولا أَدري مَتى
ولا حَتَّى أَدري ما هُو
لَكِنِّي أَشعُرُ
أَنَّ لا حَياةَ لي
بِدُونِه .
/
كَرَّستُ حَياتي
أَبحَثُ عَن شَيءٍ
أُكَرِّسُ لَهُ
حَياتي .
/
كُنتُ أُرَقِّصُ
رُؤوسَ أَشجارِ السَّروِ
في الرِّياح
وكانَت الغُيومُ تَنتَظِرُ
لَحظَةَ خُروجي مِنَ البَيت
وَخَبطَةَ البابِ وَرائي
لِتُمطِر
والسَّماءُ ذاتُها
تُظهِرُ لي تَودُّداً
مِن أَوَّلِ النَّهارِ إلى آخِرِ اللَّيل
تَقومُ باستِعراضاتِها اليَومِيِّة
فَوقَ رَأسي .
/
كُنتُ أَحيا بِرُوحِ الشَّمس
أُشرِقُ كُلَّ يَوم
وأَعتَبِرُهُ واجِباً
أَن أَستَيقِظَ باكِراً
وأُضِيءَ الفَجرَ
للعَصافير .
/
كُنتُ لا أَستَطيعُ أَن أَحيا
بِدُونِ عُصفورٍ
في قَفَص .
/
كانَ شِعاري
غُراباً أَسوَدَ
يَقِفُ
مُتَّخِذاً كافَّةَ الأَوضاعِ المُريبَة
بِجانِبِ جُمجُمَةٍ بَشَريَّةٍ بَيضاءَ
تَشوبُها
صُفرَة .
/
كُنتُ
وَحشاً نائماً
يَحلُمُ بأَنَّهُ
آدَمِيٌّ نائم
يَحلُمُ بأَنَّهُ
وَحشٌ نائم .
/
كُنتُ
ثَعلَباً
بِداخِلِ
مِشمِشَة ..
ــــــــــــ 22-12-1999
* ملاحظة : لا يوجد بالكتاب أي من هذه المقدمات .. والتي أحسب أني بها أقدم بعض المساعدة لأولئك الذين أغمضوا عيونهم وكلفوا بشرح خرائط لم يروها من قبل .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَمّ



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ـ ( الشاي ليس بطيئاً ) -7 : خرائط للعميان
- ـ( الشاي ليس بطيئاً ) 5- تَحتَ لِحافِ صَمتي
- ـ ( الشاي ليس بطيئاً ) 4- عَبَّاس وَالوَطواط في بَيروت ، وَر ...
- الشاي ليس بطيئاً - 3-... حُلواً ومُرَّاً بِطَعمِ الصَّدَ
- الشاي ليس بطيئاً - 2- هدايا البخيل
- الشاي ليس بطيئاً ) 1- يَحسَبُني الدُّخانُ نافِذَة )
- الشاي ليس بطيئاً ) بالمجان )
- رامبو الأزعر بالعربية
- ( يوم التمديد 3/9/2004 - ( 2 من 2
- هل إسلام تركيا... هو وحده طرفا المعادلة !
- النص الكامل لمقابلتي مع عباس بيضون.
- يوم التمديد 3/9/2004-( 1 من 2 )ـ
- مهرجان ، مهرجون، مهرجنون !!
- صاح الحشد : اقتلوه اقتلوه
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 6 – الأخير ) – لمن ...
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 5 ) – لمن العالم ؟
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث (4 ) - لمن العالم ؟
- أطول وأَسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 3 ) لِمن العالَم ...
- أَطول وأَسوأ قصيدة في الشِّعر العربي الحديث: ( 2 ) - لِمَن ا ...
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث: ( 1 )


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - ـ ( الشاي ليس بطيئاً ): 8 والأخير - أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري