أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - تساؤلات بريئة














المزيد.....

تساؤلات بريئة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 22 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


(محبة بلا حدود)

كنت جالسة أمام التلفاز كما في كل مساء بعد طعام العشاء، أحتسي كوبا من الشاي مع القرفة، وأنا أتابع نشرة الأخبار التي تثقل على قلبي، فأعد نفسي ألا أتابعها بعد اليوم... ولكنني أفشل كعادتي.
أتاني صوتها من الجانب الآخر للأريكة الطويلة التي جلست عليها: "ماما..."
لمست في صوتها التردد في الحال. تعجبت.
رأيتها، حين رفعت إليها نظري، ممسكة بكتاب بدا لي وكأنه رواية. فخطر لي، ترى أية رواية تقرأ؟ ومنذ متى هي تقرأ الروايات؟ وكيف لم أنتبه إلى ذلك من قبل؟ وهل الموضوع له علاقة بالرواية؟!
ولكنني قلت وأنا أعيد نظري إلى نشرة الأخبار ولا أبالغ في كشف فضولي وتعجبي:
"... نعم؟"
فسألت بعد لحظات من التفكير، والتردد قد تضاعف في صوتها: "أصحيح أن أبي سيتزوج؟!"
أجفلت!! والدهشة طغت على كل حواسي، ودق قلبي دقة أحسست معها كأنه سيتوقف ويتجمّد من بعدها. خامرني القلق وقبض الخوف على قلبي. ولكنني سرعان ما استدركت غبائي وعاتبت نفسي بشدة.
ثم أجبتها محاولة إخفاء اكتراثي وقلقي الشديدين: "لا أدري."
زحف علينا صمت ثقيل. جاء صوت المذيع الذي يخبر عن حادث السيارة الذي أودى بحياة زوجين وولديهما ونجاة ابنتهما الصغيرة التي لم تتجاوز العشرة أشهر.
إرتشفت من الشاي. "ألم تسأليه؟؟"
"أخجل من ذلك."
"ولِم الخجل؟ أليس ذلك من حقه؟ أم أنك تريدين أن يبقى طوال حياته وحيدا؟"
لم تقل شيئا. لم أنظر نحوها. ولكنني أحسست بنظراتها الواجفة التي تحدّق في وجهي بفضول واهتمام. تضاعف القلق في صدري وانتشر التوتر في أنحاء جسدي.
ثم سمعتها تسألني وعيناها مزدحمتان بتساؤل خفي أكبر مما أبدت: "وأنت؟"
"ماذا عني؟؟؟"
"هل أنت أيضا ستتزوجين؟!"
"لا، أنا لن أتزوج أبدا."
"ومن الذي سيعتني بك؟"
"حبيبتي، أنا سأدبّر نفسي بنفسي. لا أحتاج لأحد كي يعتني بي."
"يعني أبي هو الذي لا يستطيع أن يدبر نفسه بنفسه؟؟"
صدمني سؤالها. للوهلة الأولى، إلتففت بالصمت، غير مدركة ماذا أجيبها، وكيف أشرح لها الأمر؟! وفكّرت أنه من الأفضل ألا أجيبها لكونها صغيرة. ولكنني رأيت على ملامح وجهها كم كانت جادة في سؤالها ورغبتها جامحة في معرفة الإجابة على ذلك السؤال. ألبنت لم تعُد صغيرة، فكرت بيني وبين نفسي، إنها ستفهم، أو ربما لن تفهم الآن، ولكن ستفهمها عن قريب.
قلت لها: "ألرجل ليس كالمرأة. إنه يحتاج لمن تطبخ له... وتغسل وتمسح وتكوي وتنجب له الأولاد... و... وتدفئه. غدا ستكبرين وتفهمين."
ودون أن تفكّر كثيرا بكلامي، وجدتها تسألني وعيناها تأتلقان بالبراءة والصفاء: "طيب، ألم تكوني أنت تفعلين له كل هذه الأشياء؟ لماذا طلّقك؟!"
فقلت لها بكل صرامة وقد تسلّل الغيظ إلى نبرة صوتي: "حبيبتي، هو لم يطلقني. نحن الإثنان طلقنا بعضنا. يعني تركنا، لأننا لم نعد نحب بعضنا. لم نعد صديقين. لم نعد قادرين على العيش معا في بيت واحد. ولكن، نحن الإثنان نحبك أنت وأخاك. نحبكما بلا قيود أو شروط أو حدود، وسنبقى نحبكما الى آخر يوم في حياتنا. أفهمت؟"
ولا أدري إلى أي حد فهمت كلامي، ولكنني وجدت في عينيها تساؤلات كبيرة ومخاوف أكبر.

كفر كما
12.7.11



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء آخر معك
- الشركس في فلسطين
- الشاطئ
- صدفة
- وهكذا اشتريت الشوكولاطة!
- تعالي سارتي، لنبكِ!
- طوشة كبار- قصة قصيرة
- الحب العتيق- قصة قصيرة
- اختفاء رباب ماردين 2
- اختفاء رباب ماردين1
- قراءتي في رواية ضمير المخاطَب لسيد قشوع
- هدية عيد الأم- قصة قصيرة
- صراع مع القلق- قصة قصيرة
- انتقام امرأة- قصة قصيرة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية عشر والأخيرة
- الرجل الخطأ- الحلقة الحادية عشر
- الرجل الخطأ- الحلقة العاشرة
- الرجل الخطأ- الحلقة التاسعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثامنة
- الرجل الخطأ- الحلقة السابعة


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - تساؤلات بريئة