أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - جيوش خانت أوطانها -2















المزيد.....

جيوش خانت أوطانها -2


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفروض أن فائدة الجيوش هي حماية حدود الوطن ، وليس حماية الديكتاتورية ونظم حكم الفساد واللصوصية .. ولا فائدة الجيوش هي في شن الحرب ضد الشعب ، لو ثار علي حاكم طاغية وعصابة حاكمة ..
فان كانت حدود الوطن غير مهددة .. فلا حاجة لوجود جيش . اللهم الا جيش رمزي وحسب . – كما سويسرا والسويد - ولا داعي لوجود أسراب وأسراب لا تعمل الا مثلما يعمل الجراد .. يعيثون فسادا ، و يأكلون الأخضر واليابس .. ويعتلون المناصب بالقوة .. بلا خبرة ولا كفاءة ولا جدارة .. فينهار كل شيء ويسود الخراب ..

ما فائدة وجود جيش لليبيا ، أو لتونس – مثلا .. - .. ان حدود ليبيا أو تونس . هيهات أن يهددها أحد ..
ولم يهدد تونس وشعبها منذ الاستقلال عن فرنسا سوي الجيش : جيش تونس . عندما خرج منه " بن علي " .. جمع قوت الشعب وسكبه في حجر زوجته وأقاربه ..
فلا ليبيا تفكر في الاعتداء علي تونس ، ولا الجزائر ، ولا فرنسا ستفكر في اعادة احتلال تونس .. أي لا توجد فائدة من وجود جيش زائد عن كونه رمزيا .. سوي أن يقوم قائد ذاك الجيش بانقلاب عسكري ، ينقض علي السلطة . ويفعل بتونس وبشعبها ما فعله " بن علي " ..

ما فائدة أن يكون لليبيا جيش . ان كانت لا توجد أطماع تهدد أراضيها . فايطاليا لن تفكر في اعادة احتلالها ؟ و مصر وتونس والجزائر أو تشاد . لا تهدد حدود ليبيا – وان حدث خلاف علي الحدود يمكن حله بتحكيم دولي - ... ليس للجيش ثمة فائدة لليبيا سوي أن يخرج منه عقيد مختل . يقوم بانقلاب ، ويعين نفسه وعائلته وأعوانه ملوكا يفوق فساده وفسادهم ، أي ملك عرفه التاريخ .. ! ، ويكون صداعا برأس العالم ..

= وبمناسبة امكانية التحكيم الدولي لحل مشكلات الحدود بين الدول .. رئيس اليمن " علي عبد الله صالح " عندما احتلت ارتريا احدي الجزر اليمنية - منذ سنوات - . لم يلجأ للحرب بل للتحكيم الدولي . وعادت الجزيرة لليمن . بالتحكيم الدولي . ولكن عندما نشب الخلاف علي تركه للسلطة ، بينه وبين الشعب اليمني ، لجأ للحرب ضد الشعب .. مستخدما الجيش ، الذي كان هو قائده ، قبل قيامه بانقلاب لااغتصاب تلك السلطة = !

لا فائدة لوجود جيش لسوريا طوال ال40 عاما الماضية ، عدا خطاياه في حق سوريا وشعبها ، التي عرفها الجميع ..

ما فائدة أن يكون لمصر جيش بكل بهذه الضخامة العددية والمعداتية .. ان كانت حدود مصر . ليست مهددة من جيرانها . لا من السودان ، ولا من ليبيا ، و أي نزاع علي الحدود يمكن حله بتحكيم دولي .
واسرائيل تبني جدرانا عازلة حول نفسها ، وأعادت سيناء مرتين بالمفاوضات – بعد احتلالها 1956 ، 1967 - ، ولا يبقي بين مصر واسرائيل سوي هلاوس حروب دينية مجنونة لا يمكن أن تنتهي أبدا ، ولا يقرها عقلاء متحضرون ، ولا يدعو لاستمرار اشعالها الا عقول يعشش فيها الدجل والخبل والعنف الديني .. لدراويش الاسلام واليهودية معا . . ..
والفلسطينيون لم يبدد حقوقهم مع اليهود الي هذا الحد والي ذاك الهوان . الا تدخل - واعتمادهم علي - ما يسمي بالدول العربية ومنها مصر . ولو حصر الفلسطينيون مشكلتهم عام 1948 بينهم وبين اليهود فحسب . لكانت خساراتهم أقل ..
... ...
أي أن فائدة وجود جيش لمصر هو ما فعله عبد الناصر وانقلابه وضباطه وحروبه في كل مكان وهزائمه ونكساته ، ومن بعده . السادات مؤسس دولة الفساد والافساد ، ثم مبارك - وجرائمه غنية عن الذكر - ، وأخيرا ما فعله ويفعله الآن المجلس العسكري . الذي خان ثورة 25 يناير . وتظاهر بالوقوف بجانب الشعب وثورته . بينما يحمي الفساد والمفسدين . بتمثيليات ومسرحيات تبديه كمن يحاكمهم ويسجنهم .. وها هو يخطط لتسليم مصر وشعبها لجماعات دينية ستعيدها للوراء لمئات السنين .. هذا هو الجيش ومجلسه العسكري الذي اتضح أمره ..

هذه الجيوش كلها يجب حلها .. ستكون حجة المعترضين هي اسرائيل .
وفي الحقيقة ان جيوش الدول المتكلمة بالعربية لن تحارب اسرائيل . لن يحاربوا سوي الشعوب فقط .. والجولان تشهد ، وسيناء المنزوعة من السيادة المصرية تشهد علي ذلك ..
ويوم حاربت تلك الجيوش ، جلبت النكبات والنكسات والهزائم المنكرة وأشباه الانتصارات – 1948 ، 1956 ، 1967 ، 1973 - .
وانتصارات موهومة مزعومة . كانتصار حسن نصر الله - صاحب ومدير " حزب الله "- مدمر لبنان ، وحماس .

الشعب لا يجد رغيف الخبز في مصر . والجيش الذي لا يخوض أية معارك منذ 40 عاما ، جلب هزائم لا حصر لها ونكسات منذ عام 1952 . و ميزانيته لا أحد يناقشها ولا يراجعها ، ولا تخضع لأية رقابة ..! ..! .

ما هي فائدة جيوش من ذاك النوع ؟ هل هي أبقار مقدسة ؟!

الشعب في تونس لا يجد رغيف الخبز . والعسكري . الرئيس التونسي الهارب . كدس مليارات من كافة العملات النقدية الأجنبية .. شاهدتها الدنيا بالفضائيات ومنقولة فيديو منشور بالانترنت ..

الشعب السوري يعيش أسوأ حالاته .. ووزير الجيش عام 1967 – حافظ أسد - أضاع الجولان . ثم صار رئيسا لسوريا! . ولم يفعل هو وجيشه ، ولا ابنه بشار . منذ عام 1973 سوي محاربة شعب سوريا – ولبنان وشعب لبنان أيضا – بالجيش . !
ما يفعله جيش سوريا ، اليوم بشعبها لقهر ثورته . ربما لم يحدث في تاريخ جيوش الدنيا بأكملها .. وكذلك ما فعله جيش ليبيا القذافي في شعبها ، وما فعله جيش اليمن في شعبه .. وما فعله جيش مصر – مبارك - وما فعله المجلس الأعلي للجيش المصري . الحاكم الآن في مصر . من قتل ودهس وسحق بالسيارات . للشعب الثائر بميدان التحرير وبمختلف أنحاء مصر ، علي يد الأمن والشرطة والبلطجية . والجيش يتفرج ، أغلب الأوقات ، ويتدخل بعض الوقت للتظاهر بانه مع الشعب ، ومع الثورة !

كل هذه الجيوش باتت شعوبها أحق بما ينفق عليها من الاموال الطائلة . من قوت المواطنين ، .. ولا يخشي علي الأوطان أو الشعوب الا من تلك الجيوش وقياداتها ..
لو تعرضت تلك الدول لاحتلال أو عدوان من الخارج أو اختراق للحدود ، فالشعوب هي الأقدر علي الدفاع عن أوطانها ، والأكثر حرصا علي بلادها ، من قيادات جيوش خائنة . باتت هي العدوان ، وهي الاحتلال وهي العدو ..
لو عاد الاستعمار واحتل تلك الدول . لعدم وجود جيوش لها . فلن يخرج مواطنون يهتفون " أسفين يا استعمار " مثلما خرج اناس في مصر ضد ثورة وثوار 25 يناير . وهتفوا للطاغية مبارك : آسفين يا ريس " ! .
بل سيتوحد كل أبناء الشعب ضد المعتدي الأجنبي ، عملية توحيدهم سهلة ..

.. لا تصدقوا أن هذه الجيوش ستحارب أحدا سوي شعوبها .. انها جيوش خائنة . يجب حلها وتوفير نفقات تسليحها لاطعام الشعوب الجائعة .. والاكتفاء بقوات رمزية فقط .. وعندما يحين وقت تحتاج البلاد لجيش كبير . يمكن اعادة تكوين جيش وطني بحق .. تنتقي عناصره .. انتقاءً . و يتمع ضباطه بالأمانة وحب الوطن والولاء له ، وليس بحب الرتب والنياشين واعتلاء كراسي السلطة ولا بالولاء للحكام الطغاة ..

هذه الشعوب المسحوقة ، لكي تنهض وتتقدم ، تحتاج لما بين 50 : 100 سنة . سلام ، بلا حروب ، وبلا جيوش خائنة تمتص دمائها ، وتقهرها وتذيقها الذل بأيادي عسكريين انقلابيين . ..

و الحروب واجب ديني مقدس شرير .. عند المؤسلمة أجدادهم بالسيف والجزية ..
والحروب أيضا هي شغف وادمان . يسمي : ديمومة كفاحية (!) .. عند الملوثة عقولهم بلوث العروبية.. الذين اضطر جدودهم منذ مئات السنين للتكلم بالعربية خشية قطع ألسنتهم " القوميون العرب " ..
لذا لن يقف ضد حل الجيوش الخائنة واشهار السلام ، ونبذ الحروب ، لأجل النهوض بالأوطان ، والتقدم والرخاء للشعوب . سوي هؤلاء : الاسلاميون ، والقوميون العرب ..

عندما تنتهك كرامة وشرف وآدمية الشعب علي أيادي الشرطة والأمن ، ( والجيش – كشريك أو كمتفرج - ) ، وُتسرق ثروات بلده ويحيا في فقر . كيف لمواطن عاقل أن يطالب بضرورة وجود جيش لتحرير مقدسات- بعيدة كانت أم قريبة – فكرامة المواطن وشرفه وأمنه وحياته هي أقدس المقدسات . اذا انتهكت . فلتذهب بعدها باقي المقدسات جميعها الي الجحيم .

ثلاثة حواجز شائكة . ثلاثة غيلان . تعوق نهوض وتقدم الدول الناطقة بالعربية بأكثر مما يعوقعها الحكام الطغاة . تلك الحواجز هي "
1 - الجيوش الخائنة . المجندة لخدمة الطغاة وحمايتهم
2 - الاسلاميون – المؤسلمة جدودهم بالسيف والجزية . منذ 14 قرن –
3 - و القوميون العرب - المعوربة جدودهم . منذ مئات السنين ، اضطرارا . . لا حبا في العرب ولا في لغتهم العربية - .
4 - من اختلت تقديراتهم السياسية بفعل الصوت العالي والمتسيد ، والمتوالي . لاعلام كل من الاسلاميين والقوميين .
----------
الحلقة الأولي من " جيوش خانت أوطانها " : نشرت بالحوار المتمدن - العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=43146
*******



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والدين
- التجريف السياسي للوطن
- استقالة رئيس وزراء مصر ونائبه
- رسالة من السعودية
- الفكر والسياسة وتغيير الثقافة
- الغاء الثورات وتصنيع مبيد للثوار !
- عدم جواز حرق المراحل . بين النسبي والمطلق
- ثوار التحرير ليسوا ملائكة
- الناس والحرية 50
- الليبرالية أم الاسلامية ؟ - بمناسبة الانتخابات المصرية المقب ...
- الاحتيال لاقامة دولة مدنية الاسم فقط !
- عن الموت
- من مذكراتي في كندا – 12
- مدنية الدولة المصرية علي كف عفريت
- ماذا يريد المصريون ؟!
- فرنسا والنقاب ومحاولة شراء القانون
- عقول وفول
- العدالة والمرأة ، والسرطان المحمدي
- ريا وسكينة - الاسلام والعروبة - .
- عروبة واسلام وتخلف


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - جيوش خانت أوطانها -2