الناس والحرية 50

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1 -
يسقط الله وتحيا مصر :
المجزرة الطائفية التي وقعت بحي " امبابة " بالقاهرة . يبدو منها أن مصر في طريقها لحرب أهلية ، فالمسيحيون بعدما فاض بهم الكيل . يطالبون بحماية اجنبية ، وبعض منهم يطالبون بالتقسيم – تقسبم مصر - ، كما حدث بالسودان ، وبالهند باكستان ! .
فان كان هناك اله - رب - يقر ذلك . فعلي هذا الاله اللعنة .. وطظ فيه وفي جميع انبيائه وفي كافة رسله وكتبه . نبيا نبيا ورسولا رسولا ، وكتابا كتابا ... ( وهذا طبعا بعد اذن فضيلة المرشد العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين – محمد مهدي عاكف - . حامل براءة اختراع " طظ " ، وقائل الحديث الاخواني – المعيب – : " طظ في مصر ، وابو مصر ، واللي في مصر " ) .
----
2-
جاري بالعمارة السكنية " بيير " – مصري كندي - حدثني عما حدث للأقباط بمصر أخيرا . بمدينة امبابة بالقاهرة . علي يد أخوتهم المسلمين . بسبب امرأة يزعمون انها أسلمت .. ثم فاجأني : أنا لا أحب الأقباط .... ! . سألته : لماذا وأنت قبطي ؟ فقال : بل أنا مصري كاثوليكي . والأقباط أرثوذكس ..
- ولماذ لا تحبهم ؟!
- عندما كنت في سن 17 سنة . أحببت فتاة قبطية من نفس عمري اسمها " نبيلة " . وكانت عائلتها صديقة لعائلة احدي قريباتنا . " نبيلة " وأنا ، كل منا كان حياة الآخر وكل أمله في الحياة ..
ولكن أهلها تصدوا لحبنا ومنعوها عن مقابلتي ، وشقيقها راح يراقبها ، وضربوه ومنعوها من الخروج . لكي لا تقابلني لأنني كاثوليكي وليس من طائفتهم الأرثوكسية ... ( ثم شرد للحظة وبعدها أضاف) : نبيلة هي أجمل ما في حياتي ..( وشرد لحظة أخري ثم استطرد بجنون العشاق ، وهو ابن ال51 عاما ) : أتمني أن أراها لأقبل قدمها .... ...( ! ) .
--- في الحقيقة هذا هو موقف كل الديان . كل طائفة داخل الدين الواحد . لا تقبل تزويج بناتها ، أو زواج أبنائها من الطائفة الأخري .. ويضاف لذلك أن في مصر قصص العشق بين فتيات مسيحيات وفتية مسلمين . ليست خالية من شبهة الاستدراج العقائدي المكون من الضغط والترغيب والترهيب . وحتي الاختطاف الديني المباشر والصريح ! ، وليست كلها قصص حب بريئة .
و مشكلة تأسلم نساء قبطيات نري فيها :
(أ ) محض تمرد علي قسوة تقاليد الطلاق ، ولجوئهن لدين آخر . هو مجرد هروب من تلك القسوة . وليس حبا صادقا في الاسلام ، ولا اقتناعا به .
(ب) وجود خلل في عدالة التعامل بالمثل . فالاسلام يسمح للمسلمين بالزواج من مسيحيات ولا يسمح للمسلمات بالزواج من مسيحيين ! فقدان للعدالة ، وربما لو وجدت عدالة التعامل بالمثل لهانت المشكلة كثيرا .
(ج) في مصر كباقي مجمعات المنطقة . شرف العائلة والطائفة . أغلاه وأغلبه مودع في النساء ، وباقي الشرف مودع في الدين .. فان تعلق الموضوع بامرأة رجل دين .. هنا يضيع الشرف كله ولا تبقي منه قطرة واحدة . فتقوم القيامة .. ! .

- هكذا هو حال الأديان ككل . تفرق بين البشر ، تزرع الشقاق والشقاء والكراهية وتشعل الحروب وتقطع الأوطان وتقسمها .. تلك هي الأديان ... وفي وجود حكام حازمين أقوياء عادلين حريصين علي أمن وطنهم من عبث الاديان . لا يمكن أن يحدث مثل ذاك اللعب والتهريج العقائدي ..
---
3 –
جارتي " ندي " – فلسطينية كندية - اتصلت بالتليفون لتسالني ان كنت قد سمعت عن المصالحة بين فتح وحماس – المنظمتين الفلسطينيتين – ؟
قلت : نعم
فردت : ليت عندي رقم تليفون عباس – رئيس فتح ، و هنية – رئيس حماس – لأسالهما : كم ساعة أو كم أسبوع ؟ سيكون عمر هذه المصالحة بينهما ؟
!!!
---
4 -
الي الطيار الحربي " الفريق أحمد شفيق " – آخر رئيس وزراء عينه الرئيس المخلوع " مبارك " وقت الثورة - :
أنت استقلت نزولا علي طلب الشعب و بضغط من شباب الثورة . فكيف رشحت نفسك لانتخابات رئاسة الجمهورية بعد الاستقالة بشهر !؟ هل وعدك الشعب الذي أرغمك علي الاستقالة من رئاسة الوزراء . بأن ينتخبك رئيسا للدولة ؟ (!!) أم وعدك آخرون بتزوير الانتخابات وفرضك رئيسا بالبلطجة . لأجل مصالحهم ولاكتمال خطة الثورة المضادة لتصفية الثورة ...؟!
---
5 -
الي " د . عصام شرف " رئيس الوزراء المصري .. أصبت بالدهشة عندما شاهدت أسماء من أصدرت قرارك بتعيينهم أعضاء لمجلس أمناء الاذاعة والتليفزيون . غالبيتهم أسماء تقليدية جدا وكلاسيكية . ومنهم من أكل وشرب عليهم مبتي ماسبيرو . واعتادوا العمل في ظل الرقابة الأمنية حتي صارت بداخلهم رقابة .. ومنهم من لا يزال يعشش برأسه شعارات وعنتريات عبد الناصر ، والهلاوس " القوم – وحدوية " .. فمع احترامنا لأشخاصهم – هل هذا المجلس يمثل عصر ثورة واصلاح ونهوض ؟! أم انهم مختارون ، ومفروضون عليك من قبل جهاز الأمن المنحل ، والذي يبدو انه قد عاد من جديد ليعمل سرا ، وربما لم يتم حله أصلا في حقيقة الأمر ؟!
---
6 -
الانتخابات الكندية :
انتهت الانتخابات الكندية . وفاز فيها بأغلبية كبيرة. حزب المحافظين . والجدير بالذكر . أن حزبيين – الليبرال ، و " كتلة كيبك " سقط رئيساهما في دائرتيهما ! فما كان منهما الا المسارعة بالاستقالة من رئاسة الحزب.. وعلي الفور .. ديموقراطية ..
ويحكي لي جاري " جوزيف " لبناني كندي – يعيش في كندا منذ سنوات طويلة - والذي نابع تفاصيل الانتخابات ونتائجها فيقول : طالب شاب عمره 19 سنة فاز بعضوية البرلمان الكندي الفيدرالي ! سألوه في التليفزيون . كيف تمكن وهو صغير من الحصول علي عضوية البرلمان – الفيدرالي ! – فقال انه قابل مواطني الدائرة ، وأقنعهم بقدرته علي تمثيلهم بالبرلمان ، فانتخبوه ...
ويكمل لي جاري " جوزيف " حديثه : عضو البرلمان يحصل علي مكافأة سنوية ومخصصات ضخمة تقترب من نصف ليون دولار في السنة . جديرة بأن تجعل من ذاك الشاب الصغير مليونير – أو شبه مليونير – في الفترة البالغة 4 سنوات .

لم تثر أحاديث عن تزوير الانتخابات ، ولا أخبار عن رشوة الناخبين بوجبة غذائية وعشرين جنيه . كما حدث بمصر علي يد الاخوان المسلمين في الاستفتاء السابق علي تعديل الدستور . وأعضاء الاخوان المسلمين – مقدمو الرشوة الانتخابية - .يحفظون أحاديثا . تعني أن الراشي والمرتشي في النار ، و : كل لحم نبت بالسحت – بالرشوة – النار أولي به - ...
ولكن في كندا – البلد العلماني - . لا يلزم الناس أحاديث شريفة ، أو آيات كريمة .. لكي تكون عندهم أخلاق .. فالأخلاق شيء حضاري يظهر في سلوك الانسان وليس في أحاديث وحفظ أحاديث .. ، ولا في آيات وحفظ آيات ، وترديدها كما البببغاوات . للكذب والنصب بها علي الناس ..
*********

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل