الاحتيال لاقامة دولة مدنية الاسم فقط !

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 19:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

تعهدت قيادة الجيش المصري . التي تمسك بالسلطة الآن – لحين اجراء انتخابات – بمدنية الدولة ..أي بانهاء الحكم العسكري الذي دام 60 عاما من الفساد والخراب.
ولكن كيف ستقوم الدولة المدنية وعمليات الاحتيال علي قيامها لتكون اسما لا فعلا .. تجري من قبل دعاة الدولة الدينية ، ومن العسكريين ..!؟
1 - التعيينات الأخيرة للمحافظين . ضباط لواءات جيش ..! وكان من ضمنها ضابط لواء . جمع بين الوضع العسكري ، واتهامه بالتواطؤ مع نظام الرئيس المخلوع .. أي كان يجب محاكمته لا تعيينه محافظا . وزاد الطينة بلة . أنه ينتمي لطائفة دينية صغيرة تتربص بها ذئاب الطائفة الدينية الأكبر ..! مما أحدث فتنة غير مسبوقة بمحافة " قنا " في الأيام الماضية ..
أي أن تعيين ذاك الرجل العسكري . لم يكن موفقا ولا رشيدا . من كافة النواحي .. فمن يتحمل الوزر .. ؟ رئيس الوزراء ( المدني ) ونائبه ( المدني أيضا ) أم قيادة الجيش – المهيمن الحقيقي . والمؤقت . علي السلطة - ..؟!

2 - كيف لرجل طيار عسكري أن يرشح نفسه لرئاسة مصر " أحمد شفيق " ، وقد كان من أقرب المقربين من الرئيس العسكري المخلوع " مبارك " ؟ ! فهو آخر رئيس وزراء عينه ، بالاضافة لما يحوم حوله من أقاويل عن اشتراكه في فساد نظام مبارك ؟!
ها نحن نراه بدلا من احالته للمحاكمه ، كغيره من رجال مبارك ، يقف علي رأس قائمة المرشحين لرئاسة مصر !( لا تكفي علامة تعجب واحدة ! ) .
يا له ولمن شجعوه علي ترشيح نفسه..من جرأة ، قارحة فاجرة ..!
لكم أن تتصوروا ما يمكن أن يفعله نائب الرئيس المخلوع لو فاز في انتخابات الرئاسة القادمة ، بطريقة أو بأخري ..! وما سيفعله سيكون تحت زعم انه رئيس منتخب من الشعب !
ان ما يجري للاعداد لانتخابات الرئاسة القادمة . هو مؤامرة لقتل الثورة وكل انجازاتها ، وخداع للشعب ، ليخرج بعد كل التضحيات صفر اليدين ..

نكرر ما هو معروف وما رددناه بمقالات سابقة : دولة مدنية يحكمها مدنيون . – لا رجال الدين ، ولا رجال الجيش او البوليس – بل جميع الحكام مدنيون ، من رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء ، للمحافظين ، لرؤساء مجالس المدن ، لرؤساء البلديات والوحدات المحلية . والمفروض ألا يعين محافظ او رئيس مجلس مدينة أو مجلس محلي بل ينتخب من الشعب ..
وكذلك يجب سد الباب أمام الاحتيال علي مدنية منصب المحافظ ، أو منصب رئيس مجلس المدينة ، بالحيلولة دون أن يفرض الجيش علي المحافظ المدني تعيين سكرتير عام للمحافظة : لواء جيش ..! لتكون السلطة الحقيقة بيد سيادة اللواء ! . كما كان يحدث في الحالات القليلة التي كان مبارك يعين فيها مدنيين بمصب محافظ – ذرا للرماد بالعيون - ، فكان يعين له ضابط لواء جيش . سكرتير عاما للمحافظة ! فتكون السلطة الحقيقية بالطبع بيد سيادة الضابط العسكري اللواء ، وليست بيد المحافظ . المدني ! ..

3 - دعاة الدولة الدينية . احتالوا علي الدولة المدنية بالقول : نريد دولة مدنية ذات مرجعية دينية ..! وهذا كلام غير معقول وكما قلنا بمقال سابق . انه : احتيال..
وكذلك يسعي دعاة الدولة الدينية لتكوين حزب ديني اسلامي ، وبالطبع حجتهم غير المعقولة هي : وجود أحزاب دينية مسيحية بدول العالم الديموقراطي بالغرب .. وفي الحقيقة ان ذلك لم يتيسر الا بعدما ثبتت قواعد وأركان الدولة المدنية بتلك الدول . واشتد عود الدولة المدنية الديموقراطية بها ... وهذا مالم يحدث بعد في مصر ويحتاج الي سنوات قد تكون طويلة ..
– وبالطبع في مقابل ذلك فان حزب مسيحي مصري – او شبه مسيحي - سوف يقوم أيضا . يعني سباق أديان لافساد الدولة المدنية . والحيلولة دون النهوض والتقدم ..!
–
لذا يجب وضع قانون يمنع قيام أحزاب دينية – سافرة ، أو مستترة - الا بعد مدة لا تقل عن 25 سنة . قابلة للتجديد في حالة ان كانت أركان ومفاهيم وروح الدولة المدنية في مصر لم تكن قد استتبت بما فيه الكفاية ، مثلما هي مستتبة بالدول الديموقراطية بأوربا وأمريكا – التي يتخذ منها أنصار الدولة الدينية بمصر حجة وذريعة لاقامة أحزاب دينية - ..

ولضمان جدية وشفافية الدولة الدينية . يجب وضع قانون يمنع – ويجب االطعن الآن في ترشيح – أي مرشح للرئاسة ينتمي أو سبق انتماؤه لجماعة دينية ، أو رجل عسكري سابق أو حالي . أو من المعروفين بالتعاطف مع الجماعات الدينية . ولقطع الطريق أمام مرشح يخفي تعاطفه مع فكرة الدولة الدينية . يجب أخذ اقرار علي كل مرشح – ضمن مسوغات الترشيح – بانه لا ينتمي لجماعة دينية سرية أو علنية ، وان ظهرالعكس ، أو ظهر في آدائه السياسي ، اتجاهه نحو تديين النظام . فانه سيعرض نفسه للمحاكمة بتهمة التآمر علي نظام الحكم المدني .

ان أعداء الشعب ، واعداء مصر ، اعداء المدنية والديموقراطية والحضارة ، كثيرون ولا ينامون . ولكن الامل في مستقبل أفضل . أكبر من هؤلاء . بفضل شباب يقظ مسلح بالوعي . وبارادة شعب ذاق القهر والفقر والحرمان .. وقد أرد الشعب الحياة يوم 25 يناير 2011 . فلابد أن يستجيب له القدر
*********

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات