أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - الفكر والسياسة وتغيير الثقافة














المزيد.....

الفكر والسياسة وتغيير الثقافة


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 06:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر الحديث وناشروه . مصابيح علي رؤوس الطرق . والطرق كثيرة .. فمن ذا الذي سيقود الناس للطريق الصواب ؟
لعل الجواب : القادة .. الساسة . السياسيون هم الذين يسوسون .

الفكر المورٍث والمكرٍِث للتخلف والجهل والديكتاتورية . من يغيره ؟
هل يغيره المفكرون باستخدام رؤي ونظريات العلم وحسب ؟ أم السياسيون ؟
نري المفكرين أشبه بالدعاة ، ومهندسي التخطيط . أما السياسيون فهم بمثابة مهندسي التنفيذ .

الثورة الفرنسية كانت ثورة علي السياسة الفاسدة وعلي الثقافة الكهنوتية . معا في وقت واحد.
ولكن الثورة المصرية – 25 يناير 2011 – لم يكن بمقدورها أن تقف في وجه نوعين من الفساد معا – السياسي والمعتقدي -. لكون فساد المعتقد البالي . يعشش في أدمغة غالبية الشعب . ليس وحسب العامة والبسطاء ، والا لهان الأمر .. وانما يعشش بعقول غالبية صفوة الصفوة ! – غالبية الصفوة أيضا كما غالبية الشعب - (!)..
انها مصيبة ثقيلة الوزن . أليس كذلك ؟!
فكيف يتم التغيير ومن أين الطريق للثورة والخلاص ؟
الثورة لأجل احداث التغيير السياسي .. ان نجحت . وجاءت بساسة مع العلم والحداثة ، وضد ثقافة القرون الوسطي وهويتها .. فسوف تغير وتطهر . باستخدام مفاتيح التغيير والتطهير والاصلاح . التي تمنحهم اياها السلطة .

مهما كثر عدد المفكرين الحداثيين العلميين ، ومهما بلغ نشاطهم . فلن يغيروا ثقافة جهل وتجهيل متكلس منذ مئات كثيرة من السنين .. وانما هم كما قلنا مجرد مصابيح تهدي ، ويزيد من صعوبة رسالتهم . أن فكرا معاكسا لفكرهم يقوم به مفكرون لا يقلون عنهم في المكانة العلمية أو الاجتماعية !، يدافعون ببسالة أكبر وبامكانيات أعظم ، وبفدائية . عن ثقافة المعتقد العتيق (!) .

تُعرف الفلسفة بانها العلم الذي يبدأ من حيث تنتهي كل العلوم ..
ومن رأينا أن السياسة هي العلم الذي يجب أن يلم بكل العلوم بما فيها الفلسفة نفسها ..

انها السياسة .. التي تدير وتتحكم في كل شيء في حياة الناس ، وتحدد ثمن الثوب الذي نلبسه ، وثمن رغيف الخبز ، وثمن المواطن نفسه – رخيصا كان أم غاليا – وهي المسؤولة حتي عن الهواء الذي يتنفسه المواطنون – ان كان هواءا نقيا ، أم ملوثا - .

من يكتب في الفكر والرأي ، ويعلن بأمانة وبصراحة . انه لا يفهم في السياسة ولا يحبها .. وان أبدع في مجال محدد أو مجالين من مجالات الفكر . دون وعي بالسياسة . فان رؤيته لحل القضية التي يبدع فيها فكرا ، ستظل رؤية مختلة . والأفضل له أن يقدم رؤاه الرائعة فقط . ويدع اجتهادت الحلول لآخرين .

في عهد الديكتاتور عبد الناصر . لم تكن خفافيش الظلام تمرح في شوارع مصر وفي شرايينها كما هو الحال الآن .. لأن نظام عبد الناصر كان مضطرا – أو حتي كان راغبا - لنهج قدر من العلمانية . بسبب اعتماد اقتصاده وتسليحه علي نظام دولي لا يؤمن بالميتافيزيقيات – النظام الشيوعي للاتحاد السوفييتي السابق -..

لم يكن عدد ، ولا نشاط . كتاب ومفكري الحداثة والعصرية في عهد عبد الناصر .كما عددهم أو حالهم الآن في عصر الانترنت..
ولكن السياسة ( الناصرية ) . استطاعت أن تحجم وتلجم حركة طيور الظلام – بصرف النظر عن الطريقة التي حجمتهم وألجمتهم بها ( مكيال علمنة + 3 مكاليين قمع ) .

السياسي ذو الفكر العصري . عندما يصل للسلطة . سوف يمتلك كل وسائل تفكيك الثقافة البالية ، ففي يده الاعلام والتعليم معا ، وغير ذلك من الأدوات الكثيرة .
أما مفكرو الانارة والعصرية ، فوسائلهم محدودة ، والمهندس التنفيذي لفكرهم ليس الا السياسيون العلمانيون . و يجب عليهم أن يقوموا بالدعوة – ومساندة - الثورة التي تأتي بهؤلاء السياسيين .

صحيح اننا قلنا في مقل سابق ان الثورة يجب أن تكون علي الثقافة والهوية الفاسدتين . قبل الحكام الطغاة الفسدين . ( الفقرة الأولي من
مقالنا " عروبة واسلام وتخلف "
الحوار المتمدن - العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=253797
ولكن ذلك كان من قبيل تشخيص حقيقة وعمق الداء ، وليس تحديدا للعلاج أو الحل العملي .
ونظن ثقافة وهوية صحراويتين ، بمثل ذاك الحجم من الورم المزمن – 14 قرن من الزمان - ، وبمثل ما تملكه من التمكن من قلوب وعقول وعواطف الشعوب بكل فئاتها وبمختلف المسنويات - باستثناء قلة مستنيرة -.. .. فان الثورة علي تلك الثقافة والهوية . هي في الغالب تحتاج الي " كمال أتاتورك " من نوع جديد . أو .. لبحور من الدماء والعنف ، من العنف والعنف المضاد . التي قد لا تخلف سوي شهداء وحطام – في الغالب - .
وهذا لا نعني به وجوب توقف ثورة الفكر العلمي والمفكرين . علي ثقافة العصور الوسطي . بل تلك مصابيح يجب أن تزداد عددا وتوهجا - .

لذا نري الثورة لأجل تغيير سياسي علماني يؤمٍن حق العيش لكل طوائف وأطياف المجتمع – ثورة علي الحكام الطغاة - . هي المدخل لتغيير عصري . يحدث تحولا هادئا - بقدر المستطاع - . للثقافة البالية والهوية العتيقة الصحراوية . وبسياسية ذكية . بلا جراحة ، بلا دماء ، بلا ألم . – بأقصي ما يمكن - .
**********



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء الثورات وتصنيع مبيد للثوار !
- عدم جواز حرق المراحل . بين النسبي والمطلق
- ثوار التحرير ليسوا ملائكة
- الناس والحرية 50
- الليبرالية أم الاسلامية ؟ - بمناسبة الانتخابات المصرية المقب ...
- الاحتيال لاقامة دولة مدنية الاسم فقط !
- عن الموت
- من مذكراتي في كندا – 12
- مدنية الدولة المصرية علي كف عفريت
- ماذا يريد المصريون ؟!
- فرنسا والنقاب ومحاولة شراء القانون
- عقول وفول
- العدالة والمرأة ، والسرطان المحمدي
- ريا وسكينة - الاسلام والعروبة - .
- عروبة واسلام وتخلف
- كتابات قديمة - 1
- فرعون العرب وفرعون مصر
- يا نساء كندا . مزيدا من فتنة الرجال
- عرّبوّه َمحْمَدُوّه
- ذكري مذبحة دير ياسين


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - الفكر والسياسة وتغيير الثقافة