أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف ابو الفوز - رحيل مبكر !














المزيد.....

رحيل مبكر !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 11:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم أتعود يوما ان اتحدث عن رفاقي الشهداء بصيغة الماضي ، فهم باقون معنا ، يسيرون الى جانبنا ، ويمنحونا الثقة بنبل افكارهم وقضيتهم ، وهكذا اجدني اتحدث هذه المرة عن شيوعي بطل ، حفر اسمه باصرار وتفان في صفحات تاريخ حزبه وشعبه ، ورحل عنا مبكرا ، وشعبه وحزبه بأمس الحاجة اليه !
لحظة ان هاتفني رفيق ، مختنق النبرات ، لم يتمكن من ان يخفي توتره وعبراته ، ونقل لي خبر استشهاد الرفيق سعدون ومرافقيه ، الذي عصر قلبي بقبضة من حجر ، لحظتها ، راودتني العديد من الاسئلة المقلقة ! هل كان خطر الموت غائبا عن تفكير الرفيق سعدون ، الذي لطالما استهان بالموت في تضاريس حياته النضالية الغنية بالمواقف البطولية ؟ هل كان الرفيق سعدون يفكر بالموت ام ببهاء الحياة الجديدة في عراق جديد ، وهو يتوجه للقاء زوجته ، وابنه الذي يضع اولى خطواته في المدرسة ؟ وهل ... ؟
وتذكرت وصية الرفيق سعدون في الهاتف لرفيق يعيش في المنفى ينوي زيارة اهله في العراق ، ووصيته ان يختار الطريق الاكثر امانا ، فـ " القتلة الان اكثر نشاطا " ! ، اتراه حين توجه لزيارة عائلته ألم يرد في باله نشاط القتلة ؟ هل كان في يوم استشهاده قليل الحذر ، وهو الذي عرف بين رفاقه بدهائه وحسه الامني وخبرته المتراكمة ، والقصص البطولية التي سجلها بنفسه ، واثبت فيها براعته في التخفي والعمل السري ، حيث نجا وافلت اكثر من مرة من مخالب ووذئاب النظام الديكتاتوري المقبور ، بحيث اثار هستيرية اجهزة النظام المقبور التي رصدت ايامها ، وفي عز سطوتها الكثير لمحاولة الايقاع به ؟
في ايام العمل الانصاري ، يذكر رفاقه الانصار روحه الاقتحامية ، وبسالته ، ولذا حين كان البعض من محبيه ، ومدفوعين بروح الاعجاب يروون عنه ، اقاصيص تبدو كالاساطير ، كان السامعين يصدقون ما يسمعون ، فلا مجال الا لتصديق الاحاديث عن بطل من طرازه ، تعود الاستهانة بالموت ويدرك معنى الحياة الحرة الكريمة !
كثيرا ما حاولت الاجهزة الامنية والمخابراتية للنظام المقبور وعن طريق الخونه ان تنال من الرفيق سعدون ، لكنهم مرارا عضوا اصابع الندم ، اذ كان ورفاقه يتغلبون عليهم وذلك ببراعة التخفي والجرأة في الاقتحام والافلات من شباكهم .
ما الذي حصل الان ومكن فلول النظام وحلفائهم الارهابيين من المرتزقة المجرمين من الايقاع بواحد من فرسان الحزب الشيوعي العراقي ؟
الاخبار الاولية تقول ان ثمة اربع سيارات تابعت سيارة الشهيد ومرافقيه الابطال ، وبعد مهاجمتهم وقتلهم مثلوا بجثثهم ، فأي حقد مسبق يحمله القتلة في نفوسهم المريضة المجرمة ، لمناضل مثل سعدون ؟
نجح القتلة في النيل منه فقط باتباعهم اسلوب الغدر ، الذي برع فيه المجرمون من عفالقة فاشيين وحلفائهم الظلاميين .
صديق من الولايات المتحدة صرخ بي عبر الهاتف ، وهو اخ لاحد شهداء الحزب الشيوعي : لا تقل لي انه سعدون ذاته الرفيق الذي عمل في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي السرية ، وكان قائدا ميدانيا من قادة انتفاضة اذار ؟
انه هو ، القائد الشيوعي ، والمناضل الوطني ، والاب المتلهف لمشاركة عائلته واصدقائه ايام العيد والا لم ترصده المجرمون ليحهزوا عليه بكل هذا الحقد ؟
لا نامت عيونكم ولا هنأت لكم حياة ايها الاوباش الجبناء القتلة ، فدماء الشهيد البطل سعدون ، ورفيقيه الباسلين نوزاد توفيق توفيق وحسيب مصطفى حسن لن تذهب هدرا ابدا ، وابناء شعبنا ورفاق سعدون سيكونون لكم بالمرصاد . ان دماء الشهداء ستفور غضبا في قلوب رفاقهم الشيوعيين في مواقع العمل ، والخلايا الحزبية التي صارت تمتد في كل بقاع الوطن ، والتي ساهم الرفيق سعدون بكل جهده وطاقته في بناءها ورص صفوفها . ان دماء الرفيق سعدون ورفاقه ستلون صباحات رفاقه بشمس الاصرار على العمل المثابر من اجل عراق الوطن الحر والشعب السعيد ، وان ثأر الشيوعيين الحقيقي سيكون في دحر كل مخططات الارهاب الظلامية.
سيظل الخزي والعار من نصيب القتلة الجبناء ، ويظل اسم القائد الشيوعي سعدون راية في ايدي الاجيال القادمة التي ستدحر قوى الارهاب والموت .

14 تشرين الثاني 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...
- النائمون !
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف ابو الفوز - رحيل مبكر !