|
إحذروا معاداة الشاعر ! ...
خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 15:41
المحور:
الادب والفن
إحذروا معاداة الشاعر !...
خلدون جاويد
أوحت لي قراءة كتاب " جنة الورد " بتدبيج طقطوقة عابرة حول عظمة الشاعر الذي يكفي أن ينبسوا بإسمه : "الشيرازي " ليكون معلوما أنه إله الشعر بحق وحقيق . أكثر ما علق في ذهني ، عدا شعره الوهّاج ، فجيعتان ألمتا به " ص 20 : رزيء في الاولى بفقد إبنه في صنعاء وبكاه مُرّ البكاء ، ولقي في الثانية العَنـَت وسوء العِشرة من زوجته الحلبية ففر بنفسه من حلب الى شمال أفريقيا ". حول زوجة الشيرازي ! من هي ؟ ما اسمها ، ماهو منجزها " ما المراجع التي نتصفحها للوصول الى شخصها وعلمها وأدبها ؟ . في أية تربة دفنت ؟. إنها غبار في غبار والى مالانهاية .السؤآل ماضرها لو لم تقسُ على أعظم عظماء الدنيا شعرا . لكي نتعرف على شخصها في شعر الخلود . ماذا نفعها تبرمها وصراخها وعنجهيتها ؟. أين الوجود الخلود من الغبار الهباء . ولماذا اختارت المرأة ـ زوجة الشيرازي ـ الرماد والمحو والإنطفاء . إنها لاشيء . وبذا فإن إمرأة على تماس مع الشاعر ولاتعرف الطريق الى الضوء فهي عجيج التراب من حياته . وهي سحابة ريح زائلة . كم من مليون زوال لايساوي لحظة حضور . قد يستأهل بعض الشعراء المعاداة . لكنهم قادرون على تخليدك هجاءا أو إطراءا . المتنبي والحطيئة كامنان في شخصية كل شاعر . لقد هجا الجواهري أعداءَه " عدا عليّ كما يستكلب الذيبُ" . والسياب عندما كتب عن الكلب النابح سربروس ويعني رأس السلطة . مثلما خلد مظفر النواب المنطقة المحصورة مابين بغداد ومكة . لاتغيظوا شاعرا . هو الخالد وأنتم في الهباء . كم وقفوا ضد السياب ؟ لكنه هو الذي بقي إسما بإلتماعة الشمس وهم الذين غادروا بكل هامشية وظلام ولانعرف عنهم . من هم ما أموالهم ماقصورهم ما قمصانهم وياقوت زوجاتهم . تراب في تراب في تراب . الشاعر ياله من خاصة مؤتلقة كمصباح في جبل الخلود بينما أعداؤه من الكتاب خاصة قد إنطفأؤا . أما المثقفون العضويون وبعض الموظفين في الوزارات وبعض متعهدي النوادي الثقافية من تجار السهرات والندوات والمؤتمرات ! فحدث ولا حرج : إنهم ورقة سوداء اللون ألقى بها التاريخ غير مأسوف ٍ عليها في قمامته ! . إنهم يعوسجون في طريقه ، يغيظونه بآرائهم ، أيديولوجياتهم وأخلاقياتهم ، وبالنتيجة لا هم ولا إشتراطات برامجهم تصمد في وجه حرية الشاعر ، والمثقف التقدمي الرائد . هنا لابد أن نخرج الشعراء الطائفيين خارج اللعبة فهؤلاء مخلدون في جنان النعيم ! ، وموضوعنا دنيوي! . . وفيقة ، على سبيل المثال ، خلـّدها السياب في " شباك وفيقة " وهي من أروع قصائد الدنيا ، والتي قارنها الأديب شاكر لعيبي مشكورا بشباك ريلكه . زوجة شاعر العرب الأكبر خلدها بقصيدة قافـّية تهزك من الأعماق . و " لقيتها ليتني " للرصافي خلود من نوع آخر . صورة مجرد صورة نشرت في جريدة لإمرأة جميلة طبعت قبالة صورة أحمد الصافي النجفي خلدها الأخير بقصيدة . إنهم يخلدون من يحفظون الود ومن يؤثرون في القلب فتتجلى آيات النور العاطفية والحماسية في عيون الزا لآراغون . وقصائد كارل ماركس لزوجته جيني فون ويستفالن ، ومسيرة ماو في عشق الوطن وهو الشاعر الهائم بحب الكادحين . وقصائد آلاف مؤلفة من شعراء الزمان . تبقى قصائدهم والدول تسقط . من هم الحكام والوزراء في زمن هوميروس أو شكسبير أو ميلتون ؟... لننتبه ياقوم الى شيرازي آخر بيننا ، وجواهري وسياب ورصافي ومظفر ـ النواب ـ ومحمد علي الخفاجي وعشرات من الشعراء الأماجد بيننا . لننتبه قائلين كما قال بيتهوفن للحاجب الذي منعه من أن يدخل على مسؤول : " كم من بيتهوفن يلد الزمان حتى تمنعه من الدخول على مسؤول مجهول في الأحقاب ". يبقى الشاعر وردة على صدر الزمان وشوكة في قلب كارهيه ! وإياك أعني واسمعي ياجارة .
******* 7/7/2011 توْق ٌ أخيرٌ : ـ الصمت جنتي وماكان يجدر بي أن أتحدث ! ... كذلك نصحني مولاي أبُ عبد الله مشرف الدين بن مصلح الدين الشيخ الشيرازي ، نصحني بالصمت ولم أتـّعظ .. قال : " أيها البلبل تعلم العشق من الفراشة ، فإن تلك المحترقة فاضت روحها ولم تنبس ! .... "
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
-
يومياتي 3 ...
-
تطبيقات شِعرية على حياة الشبيبة العاطفية ...
-
الشاعر حسين مردان يصرخ بوجه الله ...
-
تعالوا نشتم الشعب والوطن ! ...
-
هل من فتوى لتحريم خلوة الإبن باُمهِ ؟
-
- إن النساء َ بذيئآتٌ حقيرات ُ - للشاعر حسين مردان !.
-
- على غرار قصيدة أحمد شوقي - ...
-
إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟
-
- سلوا قلبي غداة َ سلا وثابا - ...
-
شاعر يشتهي الرضاعة من ثدي اُمه ِ !!! ...
-
يوميّاتي 2 ...
-
التغزل بجدار قديم ...
-
صورة - سيدتي الجميلة - ...
-
إهدأ يا اُستاذ ! ...
-
رحيم الغالبي وعجالة الرحيل المفجع !!! ...
-
قصيدة غزلية لم اُمزقها ! ...
-
منحة لراحة وإستجمام العراقيين !!! ...
-
مدخل ومخرج الى أدونيس والأدنَسة ...
-
قصيدة مهداة الى الشاعرة البحرينية السجينة ...
المزيد.....
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|