أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات الإسلامية















المزيد.....

الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات الإسلامية


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات الإسلامية
نبيل عبد الأمير الربيعي

(( إن الجمال ينقسم إلى جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس وإلى جمال الصورة بعين القلب ونور البصر)) الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين
أقام الفنان التشكيلي البابلي معرضه الشخصي الثامن على قاعة الود البابلية للفنون التشكيلية في مدينة الحلة بعنوان(( رؤيا جمالية للموروث الشعبي)) من خلال الرصيد البصري لدى الفنان التشكيلي, وقد عقب الفنان التشكيلي الدكتور باسم العسماوي عن لوحات الفنان أياد الزبيدي:( (أياد الزبيدي قد وظف وتناول الحكايات والخرافة والإسطوره من وجهة نظر معاصرة إذ حضر معرفياً في عمق التأريخ , وذلك بإستخدام الموروث البصري والحكائي لدى الأساطير البابلية والسومرية والآشورية والأكدية. وترحيلها برؤية محدّثه باتجاه المستقبل )).

من أهم أسباب بقاء الفنون وديمومتها الاختلاف في وجهات النظر , وتحديد الجميل من عدمه , وقد أكد الفنان أياد الزبيدي من خلال لوحاته بأن الجمال نسبي يختلف من عين لأخرى ومن وقت لآخر لنفس العين , فان البحث عنه هدف مستمر للمشتغلين فيه على اختلاف اختصاصاتهم .
ويؤكد الباحث عبد الواحد لؤلؤه في ترجمته لموسوعة المصطلح النقدي إن هذا البحث يولد دوام الإبداع لطرائق تحقيقه عبر الجمالية التي تمثل بعينها أفكار عن الحيات والفن, وقد اعتمد الفنان على مبدأ ثنائية الأشياء بين الخير والشر والأسود والأبيض والماء والنار والسماء والأرض وما بينهما من حكايات وأساطير تكاد تشبه بتلوينها وإخراجها السجاد اليدوي بالحرفة العالية , إنها فعلاً مجموعة سجاد ولكن حيكّت من خلال البصر والذهن , إذ اعتمد على رصيده وإرثهُ البصري مما استفز المتلقي بكثير من الأسئلة , لأن تكن الأسئلة هي ترميز لهذه الحكايات , واعتمد على حلها من قبل المتلقي دون السلوك بقدراته الرؤيوية , صحيح إن هذه الأعمال ترتقي بعالميتها مع الفنون الهند أوروبية التي تضرب على نفس الوتر من حيث العبادات والطقوس والتقاليد الشعبية الموروثة سبيلاً على ذلك مثل الفنون الهندية والفنون الماليزية والفنون المغاربية والأفريقية إن صح التعبير .
بقيت هذه الأعمال مثيره لشك المتلقي حول فك هكذا رموز ورسائل , قد تكون للوهلة الأولى مبهمة ولكنها بعد رحلات متتابعة أصبح السهل الممتع للصعب البسيط. غير متناسين التعاويذ السحرية المتأصلة بالمرجعيات القديمة لدى فئات المجتمع والخزعبلات.
يؤكد الفنان التشكيلي د. باسم العسماوي , إن أياد الزبيدي ((كان مرسل بحق الرسالة الفولكلوجتماعيه
وكان منتخباً بحق هذه الخريطة البصرية ذات المعرفة العالية لدى العارفين بهذا الميدان , شكراً لعطاءات الزبيدي وتجربته لهكذا مفاهيم بها خط الرجوع للماضي الجميل بنكهتهُ الشعبية)).
والجمالية في ما مقدم هنا هي مجموعة العلاقات التكوينية والمفاهيمية المترابطة في العمل الفني التي تجعله جميلاً ومحققاً لاستجابة المتلقي, وانطلاقاً من هذا الطرح يبقى البحث عن إجابات لإستفهامات مستمرة عن ماهية الفن , إلى من يقدم إذا كان مخصوصاً بشريحة معينة نخبوياً أم شعبياً , وما علاقة الأنا الفنية با لنحن الجمعية؟ كلها تطرح عند مواجهة سطح اللوحة ولا جدوى لاعادة الطروحات الخاصة بهذا الموضوع الذي أشبع وما زال فلسفة التنظير , حتى أصبح أكثر انطواء لمرتاديه.
ويؤكد الدكتور محمد عودة سبتي ((إن الرؤيا الجمالية الحاضرة في لوحات الفنان الزبيدي من الفولكلور والتراث والأساطير والعادات والتقاليد , كل ما يهم الهوية العراقية عبر التأريخ وحضاراته المتزاحمة من حضارة بابلية وسومرية وأكدية و إسلامية عباسية , وغير هذه الأعمال حاضرة فيها المرأة وأخيها الرجل وهي التي تدل على إهتمام الفنان بالمرأة وشؤونها)).
لوحات الفنان الزبيدي التشكيلية تجمع بين التجربة العالية الرمزية البسيطة المعبرة, لا توجد أي تناقضات مابين لغة الأعمال التجريدية وأعمالها الرمزية, ويعبر د. محمد عودة سبتي((إن الفنان يجمع الفن في تقديمهُ بشكل متناغم ومتناسق ومتوحد خلال الرموز ولولا تعدده لهذه الدلالات من شناشيل التراث والثور البابلي الذي يرمز للقوة, وشهريار وشهرزاد , وعندما تقرأ العمل الفني لأياد الزبيدي يقّرب بين أعمال البسط التراثية, أي التزاوج بين العمل الفني والتراث من خلال الخطوط بتوظيف فن الزخرف والخط العربي توظيفاً جمالياً معبراً وواضحاً خلال التكرار من بعض الزخرف وتواصلها واستمرارها)).
لقد استخدم الفنان الزبيدي اللون ذات الصبغة الاسلامية وزجهً في الصوفية التي توحي بذلك إنطلاقاً للكون اللامتناهي المحدود الروح البشري مع الرحاب السماوي. هنالك بعض الألوان الهادئة الحميمة الرائعة تعبر عن العلاقة ما بين الرجل والمرأة عبر التأريخ , هذه الثنائية التي لا يمكن إيجاد حل للغزها , كما نجح الفنان بتشييد العلاقة من خلال اللون الهاديء الذي يعبر عن هذه العلاقة المستمرة ما بين الرجل والمرأة التي تؤكد استمرارية الحياة.
هذا حس الفنان من خلال التعبير عن شخصية هادئة الطباع متأملة منزوية منفصلة عن الواقع تبحث عن سر الوجود واللغز المحير للكون. أما الخطوط تعبر عن شخصية مليئة بالإرهاصات النفسية منها ما يبدو للواقع فيرونها ما يبدوا للماضي الإسلامي وأمجاده ومتمسكة بأمجاد الحضارات عبر التأريخ.
وقد علق الفنان أياد طارق عن لوحات الفنان الزبيدي(( بأن اللوحات تمثل الرمزية ما بين الحكايات الشعبية والجانب المستوفي من الآثار البابلية والسومرية والحضارة الإسلامية , حيث يرمز الثور في الحضارة البابلية للقوه والقيادة وترمز المرأة البدينة الجسد للخصب , ونجاح الفنان يكمن في اختيار المناسب للرمزية للدلالة عن موضوعية اللوحة)) .
لقد وضع الفنان الزبيدي بصمتهُ في جميع لوحاته التشكيلية وتحقيق الهوية للعمل يمكن من خلالها حمله والتجوال به في كل العالم ليرى الترابط بين علاقات المنظومة التشكيلية وما تحمله من رؤى وأفكار لا تهمل الأساسات بالوقت الذي يحاول الحفاظ على الذات , والبحث يبقى مستمر للوصول إلى هدف تحقيق لوحة فنية يمكن من خلالها الحكم على إنها لوحة إن لم تكن عراقية فإنها شرقية أو عربية على الأقل .
إن أجمل ما في إبداع السياب محليته وتغنيّه بوطنه جيكور وحبيباته , وأجمل ما عند جواد سليم بغدادياته التي كانت سلم رفع’ , وأجمل ما في نجيب محفوظ هوية المكان التي كانت مثاراً لإثبات الوجود, هذه الأعلام على سبيل المثال لا الحصر استخدمت كل طاقاتها وأستفادت من كل ما طرح وسخرتها لعالمها الخاص وانتمائها لمحليتها , فكانت طريق العالمية ودوام الإبداع.
لقد حملت لوحات الزبيدي الأعمال التي تنطلق ببساطة بفطرة الأمهات التي تعلق خرز الحمص على واجهات البيوت خوفاً من الحسد مع عدم وجود ما يُحسد علية , لكنها القناعة والاعتزاز بالنفس , وبساطة البيوت وتشابكها وتداخلها ومشاركتها الوجدانية التي تضفي جواً من المحبة والأخاء وسعة المكان بزحمته , ليعطي رسالة إلى أن الحق في العيش للجميع, هذا التداخل والتشابك الذي يشكل الأزقة التي أنجبت أعلام تقف لها الإنسانية بكل تقدير واحترتم كالبصير والطاهر ومير بصري وسليم البصون والشيخ الماشطة وغيرهم , هذه الأعمال بث فيها كل ما مخزون في الذاكرة من نقوش ما انفكت العين تراها على الجدران والأبواب , في الاضرح والسجاد بتقنيات مختلفة لا تغفل أساسيات العلاقات التي تحكم اللوحة لتنتج عمل يطمح أن يحقق الصور الجمالية بشقيها. الفن يعتبر عنصر مشاركة لا استعلاء ما دام يدخل في كل حياة الإنسان منذ ولادته وحتى مماته وكل ما بينهما طقوس فنية معقدة وبسيطة ,فإن كانت زخرفيه فإن الزخرفة وامتداداتها اللانهائية هي التي جذبت المستشرقين, والواقعية إن يشكل المحيط بهدف إبداع ما يثير في النفس إحساساً بالجمال.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
- القائد الفلاحي والرياضي كاظم فرهود ورحلة السجون
- أنور شاؤول ....... أديب وشاعر وصحفي
- يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير
- المؤسسة الدينية وظاهرة الزواج المبكر
- أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق
- أزمة الحكم والصراعات السياسية
- عبد الأمير الحصيري.. شيخ الصعاليك
- بابل تستضيف الاعلامي والشاعر احمد المظفر
- السيد وزير الزراعة العراقي المحترم.. تعسف بحق موظف
- لحركة الاحتجاجية في العراق.............. وثقافة الاستبداد
- حُسين مِردان....... سيّدُ النَدامى
- قراءة في كتاب( كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية للباحث مح ...
- القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي
- قانون نقابة المعلمين رقم7 لسنة 1989 ما له وما عليه من مآخذ
- ثورة الزنج والصراع الطبقي في الاسلام
- هل العلمانية هي الحل
- صلاح حسن والجزع البابلي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات الإسلامية