أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن الشامي - سعد الدين إبراهيم : أخشى من اختطاف الثورة المصرية















المزيد.....

سعد الدين إبراهيم : أخشى من اختطاف الثورة المصرية


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 20:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسى ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن مصر شهدت في السلبق عدة انتخابات تتسم في مجملها بالتزوير وتزايد في العنف، مما أفقد المجالس التمثيلية المصرية شرعيتها وثقة الشعب فيها، وأضاف أن العديد من منظمات المجتمع المدني بدأت عام 1995 بتشكيل اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات بمبادرة من مركز اين خلدون للدراسات الإنمائية حيث تمت متابعة وتوثيق العملية الإنتخابية بما فيها درجة مشاركة المواطنين في هذه العملية، ورصدت إحجام واضح من المواطنين في المشاركة لأسباب عديدة منها : سيادة سلطة المال على العملية الإنتخابية، وانتشار أعمال البلطجة المصاحبة للتنافس الإنتخابي، وشعور الناخبين بضآلة دورهم وقدرتهم على التأثير في العملية الإنتخابية بسبب تزوير إرادتهم السياسية، والتدخل الواضح من الأجهزة الأمنية في العملية الإنتخابية.

جاء ذلك في حوار صريح يتناول رؤيته لما بعد "25 يناير" وأكد أن البيئة التي كانت تجري فيها العملية الإنتخابية في السابق أدت إلى غياب واضح لحوار سياسي فعال يعزز من قيام دولة ديمقراطية حقيقية، فأصبحت العناصر المؤثرة على نتيجة الإنتخابات هي العصبيات والوعود الخدمية بدلا من التنافس السياسي الشريف بين المرشحين والأحزاب السياسية. مضيفا أنه لكي لا يعود هذا المناخ مرة أخرى لمصر ما بعد ثورة 25 يناير، يكون للمواطن المصري دور فعال في مراقبة العملية الإنتخابية، وعلينا أن نفتح الحوار في الأدوار التي يمكن أن يلعبها الناخب في تعزيز وضمان نزاهة الإنتخابات المصرية من خلال مراقبتها والمشاركة فيها مما يضمن تحولاً ديمقراطياً سليماً للبلاد.

وفي هذا الإطار أشار أن هناك تحديات متوقعة في العملية الإنتخابية البرلمانية المقبلة مطالبا بالتفكير في كيفية مواجهتها؟ ومتسائلا عن الأدوار التي يمكن أن يلعبها المواطنون والأحزاب والقوى السياسية في مواجهة هذه التحديات لضمان شفافية ونزاهة العملية الإنتخابية.. مطالبا ليس فقط بالرقابة الدولية على الانتخابات ولكن بالأشراف الدولي عليها من قبل الأمم المتحدة لضمان نزاهة وشفافية هذه الانتخابات التي ستحدد مستقبل التحول الديمقراطي في مصر لسنوات عديدة قادمة.

وحول تجديد الفكر الديني في العالم العربي ؟
أكد د. سعد الدين ابراهيم أن التجديد شغل أوساط عديدة ولا تخلو حركة أو مدرسة فكرية من الحديث عن التجديد، والاسهام بالدراسة.. مطالبا بدراسة المفاهيم والمصطلحات بدقة. وأشار أن الاتجاه التغريبي يعتبر أن الاسلام مجرد حلقة وسط من حلقات اتصال السماء بالأرض، ويستدعي هذا المفهوم روح الاسلام ويعتبر أنه "لا سلطان إلا سلطان العقل"، ووضع العلم والعقل محل النصوص الدينية، واسقاط النظريات والفلسفات على الاسلام مثل الجدلية والتاريخية والتوفيقية,, وأغلب هذا التيار لا يستبعد الإسلام ظاهريا، بل يريد أن يجعل النص الديني طوعا للواقع، من خلفية أن الشريعة لاتفي بمتطلبات العصر.. ويربط بعضهم النص الديني بأسباب النزول مراعيا الواقع، ويرفض قاعدة "العبرة بعموم الفظ لا بخصوص السبب"، ويفسر القرآن وفق أسباب النزول.. ويخلص إلى أن أحكام القرآن مؤقتة نزلت لفترة محلية محددة.. بينما يتجاوز مفكرون آخرون هذا الفهم إلى قراءة جديدة للنصوص، فيعمم بتاريخية النصوص الدينية، وينفي عن النص الثبات والخلود.. وأن "ليس ثمة عناصر جوهرية ثابتة في النصوص بل لكل قراءة بالمعنى التاريخي جوهرها". وأضاف أن الإتجاه الثاني يؤكد أن التجديد هو آلة تعيد الفكرة أو الشئ إلى بلى أو قدم، وبالتالي إعادته إلى حالته الأولى، بمعنى نفي البدع واحياء السنة.. وأن الدين هو مصدر كوني ولايجدد، باعتبار الدين وحي لايجوز فيه التبديل. وطالب د. سعد باستعادة الثوابت مع وضع فهم للمتغيرات وفهم للتراث، والتواصل بين الماضي والحاضر، واعطاء الفكرة لبعدها الزمني، وهذا نشاط فكري لايتوقف.. وهو مايسمى بالإصلاح الديني وهو اصلاح نظرات العقل المسلم إلى الإسلام.. وتفعيل قيم الاسلام.. معتبرا أن التراث ليس عصيا على التجديد، والقرآن نفسه يعترف بالثوابت ويؤمن بالمتغيرات ويتحدث عن إعمال العقل والانبياء ولايتوقف عند زمن معين. ولايستبعد الاسلام ظاهريا بل يجعل النص الديني تبعا للواقع.. ويعتبر أن وجهة نظر الاسلام وسطية واقعية بين الروح والمادة، والموائمة مع الظروف الاجتماعية والحياتية المختلفة كسلوكيات على الأرض، والدليل ما فعله الرسول في غزوة الخندق والاستفادة بآراء الصحابة، وكذلك تغيير الأحكام مثلما فعل عمر ابن الخطاب في عام الرمادة..

وحول مستقبل الثورة المصرية ؟
أشار د. سعد الدين إبراهيم أنه محفوف بالمخاطر، داعيا الى التوحد ضد السلفيين وأعتبر أن الثورة المصرية حدث عالمي، وهي أول ثورة يتابعها العالم كله، إلا أن مستقبلها محفوف بالمخاطر الطائفية، فرفض تولية محافظ مسيحي السلطة في محافظة قنا بما ينطوي عليه من تعصب يمثل بقعة سوداء في رداء الثورة ناصع البياض، وأتمنى ألا يتكرر. وأضاف أتوقع أن تكون الانتخابات القادمة أكثر نزاهة من أية انتخابات سابقة، لكن الإخوان رفعوا سقف مشاركتهم، وهناك مخاوف كثيرة منهم.

وأضاف أنه يعرف نحو خمسة من المرشحين لرئاسة الجمهورية وكلهم يصلح من وجهة نظره وطالب الانتظار لحين مطالعة برنامج كل منهم ليحسم موقفه، وهذه ميزة الديمقراطية، أنك تجد خيارات كثيرة تختار منها ما يعجبك.

وأضاف أن كثيرين عارضوا ترشيح عمرو موسى للرئاسة المصرية ود. مصطفى الفقي لأمانة جامعة الدول العربية.. باعتبار أن كلا منهما كان جزءا من النظام السابق، فعمرو موسى عمل معه معظم حياته العملية، ومن حق الناس أن تتحفظ عليه، ومن حقهم معارضة ترشيح مصطفى الفقي، لأنه أيضا كان جزءا من النظام السابق، وعلى كل من عملوا مع النظام السابق أن يتنحوا جانبا. وأضاف مصر لديها أولوية تجاه الفلسطينين وعلى الجميع احترام السيادة المصرية، وأن نفعل ما نريد على أرضنا، كما أنه لابد أن تحترم مصر أيضا الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وأكد الدكتور سعد الدين إبراهيم أن مصر فى حالة أفضل بكثير من أى وقت مضى وما يحدث يؤكد تحضر الشعب فنحن لسنا مثل ليبيا، ولسنا فى دمار سوريا، بل نحن شعب متمدن.. ولسنا فى ورطة لنخرج منها.. بل نحن فى حالة سيولة كاملة مع انتخابات مجلس الشعب القادمة، وإعادة تأهيل الشرطة المصرية والأمن الوطنى، وعودة الجيش لثكناته ستستكمل ملامح ومعالم التغيير وسيستغرق ذلك ما بين 6 أشهر أو عام كامل.

مطالبا بتأجيل الانتخابات مابين 6 أشهر إلى عام حتى تقوى الأحزاب والقوى الجديدة، وتستعد لمعركة الانتخابات التنافسية الشديدة، أما ما يتردد حول التخوف الأكبر من الإخوان، وما يطلق عليهم فلول الحزب الوطنى وكلاهما لايطمئن الأغلبية من الشعب المصرى، بالإضافة إلى كون الجيش مستعجلا، ويريد إثبات حسن النية، ولا يرغب فى التمسك بالسلطة، فهو يشكر على ذلك.

وكان الدكتور سعد الدين ابراهيم قد ألتقى مع عدد من الطلاب والدارسين المصريين واللأجانب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث تحدث معهم عن مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير..

واقترح أن يتم استبدال المادة الثانية من الدستور المصرى، والتى جاء فيها أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع بمادة أخرى تنص على أن كافة الشرائع السماوية هى مصدر التشريع فى مصر، قائلا : "لو كان قُدر لى أن أصيغ دستور 71 لما وضعت هذه المادة، ولكن بما أن الأمر قد حدث والمادة وضعت بالفعل، فأقترح تعديلها واستبدالها بجملة "كافة الشرائع السماوية".. لتفويت الفرصة على الحجج المطالبة بإلغائها.

وأضاف أتمنى أن ينال هذا الرأى قبول الأغلبية لكى نجسد حالة التعددية الدينية الموجودة فى مصر، خاصة وأن هذه المادة أصبحت تمثل كابوسا للبعض يمكن أن نمحوه بإجراء هذا التعديل. مؤكدا أنه تم إقحام الدين فى السياسة في عهد الرئيس السادات لضمان موافقة الأغلبية على التمديد له في عدد مرات تولي الرئاسة، وأبدى تخوفه من اختطاف التيار الديني لثورة 25 يناير المصرية مثلما حدث من اختطاف للثورة الروسية عام 1917 التي أختطفها الشيوعيون، والثورة الإيرانية عام 1979 على أيدي آيات الله بدلا من شباب (مجاهدي خلق) الذي قدموا شهداء وجرحي لهذه الثورة.

وأختتم حواره بالقول : إن كان لابد من إقحام الدين فى السياسة، فلتكن كل الشرائع السماوية هى مصدر التشريع، وأتمنى أن ينال هذا الرأى قبول الأغلبية لكى نجسد حالة التعددية الدينية الموجودة فى مصر، خاصة وأن هذه المادة أصبحت تمثل كابوسا للبعض يمكن أن نمحوه بإجراء هذا التعديل.

أجرى الحوار : حسن الشامي
مدير رواق ابن خلدون للدراسات الديمقراطية
[email protected]



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير لليونسكو يبرز تزايد الضغط على الموارد المائية
- -أثر التفكير العلمي على المشاركة السياسية
- الحملات الانتخابية والنظام المناسب في مصر
- هل الثورة المصرية نموذج لإعادة إنتاج القهر أم لاستعادة الكرا ...
- تدريب الجمعيات الأهلية على مراقبة الانتخابات
- الحق في التنظيم.. نحو نقابات حرة ومستقلة في مصر
- من أدب الثورة : كتاب لا موأخذة يا مصر
- تطهير الأحزاب المصرية من الفساد السياسي
- تجديد الفكر الديني.. رؤى وأفكار للمستقبل
- أسباب نجاح ثورة 25 يناير في مصر
- حوار مع مرشح مستقل للرئاسة في مصر
- نحو دستور جديد لمصر
- مستقبل الحياة الحزبية في مصر
- نحو خطاب ثقافي جديد
- التدوين وأبعاده المستقبلية
- حرية واستقلال الإعلام في مصر
- مناهضة العولمة .. حركة عالمية
- مشاركة المراة العربية فى الحياة العامة
- إعلام الثورة ليس إعلاما متخاذلا
- نريد إعلاما متطورا ومدروسا لتحقيق النهضة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن الشامي - سعد الدين إبراهيم : أخشى من اختطاف الثورة المصرية