أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الخرسان - ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحتلة














المزيد.....

ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحتلة


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحتلة

في الثامن من نيسان عام 1812 اي بعد ثلاث سنوات على بداية الاحتلال الروسي لفنلندا وحينما امر القيصر الروسي الكسندر الاول بنقل العاصمة الفنلندية من مدينة توركو عاصمة فنلندا فترة الاحتلال السويدي ( الذي بدأ منذ القرن الثاني عشر حتى عام 1809 ) الى مدينة هلسنكي كان لابد من تحديث وبناء العاصمة الجديدة بطراز ونموذج احدث واكثر جمالا ليتناسب مع حجم المهمة الجديدة. وفي هذا الاطار انطلقت مرحلة الاعمار من التفكير ببناء ساحة كبيرة تضم حولها مجموعة من التحف المعمارية التي تبرز شموخ وعنفوان المدينة، وقد اوكلت مهمة تخطيط وتصميم المشروع الى المصممين الفنلندي يوهان اهرنستروم مع الالماني كارل انجل.
الى ذلك التاريخ يعود تشييد ساحة مجلس الشيوخ (senaatintori ) والمباني ذات الطراز الرفيع المشيدة حولها، تقف في جهة شمال الساحة المربعة الشكل الكاتدرائية اللوثرية، بملامحها البيضاء الساحرة وباطلالتها الشامخة، استغرقت تصاميمها على يد كارل انجل قرابة العشر سنوات ابتداءا من عام 1812، تم المباشرة ببنائها في عام 1830 وبعد قرابة العقدين من الزمن اكتمل البناء وافتتحت بشكل رسمي في 15/2/1852 تعد هذه الكاتدرائية حاليا من الرموز الوطنية لفنلندا، ويزورها سنويا قرابة 300 الف سائح.
اما الى الجانب الشرقي للساحة فيقع قصر مجلس الدولة ( مبنى رئاسة الوزراء حاليا ) ذلك المبنى كان حتى عام 1822 مقرا لمجلس شيوخ فنلندا. اما من جهة الغرب فيشخص مبنى جامعة هلسنكي الذي بني حينما تقرر عام 1828 نقل الجامعة من مدينة توركو الى مدينة هلسنكي. وفي جهة الشمال على بعد قرابة المئتي متر يقع ميناء هلسنكي وعلى ضفته مباني جميلة اخرى مثل القصر الجمهوري، مبنى الحكومة المحلية وغيرها من المباني الجميلة الاخرى.

يتوسط الساحة تمثال الامبراطور الروسي الكسندر الثاني الذي حكم روسيا في الفترة (1855 – 1881)، العمل يعد من اقدم الاعمال الفنية الشهيرة في هلسنكي ويمثل جهدا مشتركا للفنانين يوهانص تكانن مع والتر رونيبرغ. تم اختيارهما بعد خوضهما مسابقة من اجل ذلك اجريت عام 1884، علما ان تكانن توفي بعد عام من اختياره لاداء المشروع برفقة رونيبرغ ولكن الاخير اكمل المشروع محاولا صياغته بناءا على فكرتهما معا. التمثال يكرم الكسندر الثاني بعد اقراره عام 1863 صلاحيات اكبر للدوقية الفنلندية فترة الاحتلال الروسي ( 1809- 1917 )، اثر تلك الاصلاحات استأنف مجلس الشيوخ الفنلندي عمله بعد توقف دام قرابة المائة عام. ومن هنا جاءت اهمية التمثال. ازيح الستار عن التمثال في عيد ميلاد الكسندر الثاني التاسع من نيسان من عام 1894. اي بعد اغتيال القيصر بثلاثة عشر عاما.
لكن المثير في الموضوع ان القاعدة الرباعية المرتفعة التي تحمل التمثال وتظم اسفله تماثيل تشير لمعظم مكونات الشعب الفنلندي في اشارة الى الغطرسة الامبراطورية الروسية، ان تلك التماثيل الرمزية الثمانية في قاعدة التمثال اضيفت اسفل التمثال في فترة الترويس ( 1899- 1917 ) والتي كانت من اقسى فترات الاحتلال الروسي على فنلندا حيث امر قيصر روسيا نيكولا الثاني (1868 - 1918) ان تكون المخاطبات الرسمية والفعاليات الثقافية والفنية باللغة الروسية فقط، اضافة الى تعطيل مجلس الشيوخ الفنلندي، ودمج الجيش الفنلندي بالجيش الروسي وشرع قانون التجنيد الاجباري على الدوقيات التابعة لروسيا ومنها فنلندا بالطبع.
لكن تلك الاضافة الجارحة لشعور الشعب الفنلندي لم تدفع اصحاب القرار في فنلندا ولا حتى المهتمين بالفن لم تدفعهم الى حذف الاضافات التي زيدت في التمثال.. وبقيت شاهدة على تلك الفترة!
حاليا فان ساحة مجلس الشيوخ تعتبر ملتقى حيوي للعديد من السياح القادمين من المدن الفنلندية او من خارج فنلندا، وتسيّر انطلاقا منها جولات سياحية بحافلات مكشوفة من اجل التعرف على معالم هلسنكي، كما انها تستغل في مناسبات عديدة طوال العام لاقامة الحفلات الموسيقية، مهرجانات ثقافية وغيرها من المناسبات المهمة.

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب الاهوار والمادة 140 من الدستور
- اقطاع النواب في زمن الفيسبوك!
- الارهاب .. والتراب!
- في حضرة مظفر النواب
- رسائل سياسية في ميناء !
- غيوم ايسلندية مفخخة !
- عن خطاب اوباما المتوازن
- مجلس التعاون الملكي!
- صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!
- الجزيرة بلا رأي آخر!
- لقد قطع رأس الافعى !
- كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!
- حديث في السياسة عن خليج النفط!
- زنكه والعلوج نهاية واحدة
- اعصار اليمين يضرب فنلندا!
- حب وزهور في متنزّه الزوراء
- قمة بغداد او محور دولي ثالث!
- حكام الخليج يقدمون المبادرات لغيرهم وازماتهم دون حلول!
- ثمانون عاما على رحيل جبران
- المالكي ملاكم بلاقفازات !


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الخرسان - ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحتلة