رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 09:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في حفلٍ مَهيب يليق بأكبر وأغنى إتحاد عالمي لكرة القدم هو (( الفيفا )) ,
نافس رئيس هذا الإتحاد (( جوزيف سيب بلاتر)) نفسه , وفاز بولاية رابعة !
منافسهِ المُنسَحِب ( القطري محمد بن همّام ) رئيس الإتحاد الآسيوي قال لتبرير قرار إنسحابهِ قبل بضعة أيام ,
إنّهُ قام بذلك لأجل تخفيف الأزمة واللغط الدائر حول إتهامهِ شخصياً بدفع رِشى , لشراء الأصوات .
يومها قال بلاتر للصحفين : أزمة ؟ ما معنى أزمة ؟
نحنُ لانمّر بأزمة , بل مجموعة صعوبات سنتجاوزها داخلياً !
البعض أشار الى صفقة بين( بن همّام وبلاتر) , ينسحب الأوّل فيها من سباق التنافس على الرئاسة , مقابل إيقاف التحقيق في تورطهِ بالرشاوي المدفوعة .
لكن بن همام كان قد أنكر ذلك في بدء القصّة , وطلب التحقيق مع بلاتر نفسهِ , قائلاً أنّهُ كان يعلم بال ( رشوة ) منذ البداية , وأضاف هي ليست رشوة !
فماذا نسميها عزيزي إذن ؟ هبة خيرية , تُفضي بالمقابل لإنتخابكَ رئيساً للفيفا ؟
هل توسعت طموحاتكَ بعد فوز قطر بحق تنظيم كأس العالم 2022 ؟
هل نسيت سيّدي , إصول اللعبة , وتوهمتَ الكمال و حلمتَ بركوب الإتحاد كلّه ؟
وهل هذا يشبه قول الشيخ القرضاوي (القطري الجنسية) بأنّ الله سخّر على الأوربيين ديمقراطيتهم لتوقعهم في شرّ اعمالهم ويخسرون بها كلّ شيء ؟
وهل هذهِ كلّها من بنات افكاركَ أنتَ محمد بن همّام ؟
أم ورائكَ الأمير , الذي سينكشف عريهِ ذاتَ يوم ؟
ألا تعلم أنّ الطموح المُبالغ فيه , وبدون إمتلاك عدّتهِ , قد يودي بصاحبهِ الى التهلكة ؟ وأنّ إستعجال الشهرة قد يُنتج فضيحة بجلاجل ؟
*******
قبل مدّة قصيرة سمعتُ الكاتب( جهاد خازن ), رئيس تحرير الحياة اللندنية يقول في إحدى لقاءاتهِ في ال بي بي سي
و بطريقتهِ المشهورة بأنّهُ يعرف جميع قادة العالم , كما يفعل بالضبط , محمد حسنين هيكل (وقد يكون هو مثالهِ المحتذى ) , يقول
أنّ الأمير القطري الحالي , كان فتى يافعاً يلعب الفوتبول , لقد شاهدتهُ منهمكاً بها عندما كنتُ بإستضافة والدهِ , في حديقة القصر الأميري !
لكن هل يُفسّر هذا كل شيء ؟ لا أظنّ ذلك , لسّه شوية !
القضية ليست فقط , هوى الأمير الضخم الجثة , عريض المنكبين . ولا ولعهِ بتلك اللعبة الشعبية الأولى في العالم !
فلو كان مجرد (عشق اللعبة) هو الدافع في هذهِ القصّة , لإقتصر الأمر على بناء الملاعب والبنية التحتيّة لهذه اللعبة في بلاده ( وهو قد فعل )
ونشر اللعبة في الدول الفقيرة ومساعدة الشعوب البائسة , بممارستها .
علينا إذن لإجل إكتمال الصورة , العودة الى تصاعد الطموح القطري , ثمّ صعود محمد بن همّام الى رئاسة الإتحاد الآسيوي , قبل بضعة سنين
والكلام عن إعتراض بعض اُمراء الخليج وأولادهم الذين يشغلون بالطبع رئاسة إتحادات الكرة في بلدانهم .
بالمناسبة , فإنّ الأمير طلال بن فهد / رئيس الإتحاد السعودي , قال أمس في معرض سؤالهِ عن الموقف الخليجي بعد فضائح الرشاوي لإبن همام
قال : محمد بن همام لايمثلنا , إنّهُ لايمثّل أحد سوى نفسهِ !
وأضاف , ثمّ أنّ الرجل بريء حتى تثبت إدانتهِ , وهو لم يُدن بعد
لكن ماذا لو كانت فعلاً (صفقة ) , يا سيادة الأمير ؟ تذّكر أنّ الصحافة الغربية ستكشفها يوماً !
*************
هذا يقودني الى مناقشة نزاهة ( جوزيف بلاتر ) نفسه , وكلّ أعضاء هذا الإتحاد .
ونحن نعلم انّ ميزانية الفيفا , من الضخامة بحيث تتجاوز ميزانيات دول متوسطة .
صحيح أن بلاتر نفسهِ ساهم بقدرٍ كبير في الوصول الى هذه الدرجة والإمكانية الكبيرة ,
لكن هذا الإتحاد الذي بدأ بفكرة مجموعة رجال إجتمعوا في باريس عام 1904 لينتخبوا الفرنسي ( روبير غيرين ) أوّل رئيس له ُ ,
تحوّل اليوم الى دولة , هي دولة الفيفا !
وهي حتماً تخضع لقانون العالم الحُرّ المتطوّر , في الشفافية وكشف كلّ التفاصيل والخبايا .
فالصحافة الغربية الحرّة لن تسكت , والإتحاد الإنكليزي والإسكتلندي والالماني عارضوا حتى إجراء إنتخابات رئاسة الفيفا اليوم ,
وطالبوا بتأجيلها وإعطاء الوقت الكافي لكشف الملابسات كلّها .
سيقول المخرصون و المؤدلجون , هذا تجنّي على قطر والعروبة والإسلام !
لكن السؤال الاصح المفترض أن يطرحوه هو :
هل قصص الرشاوي التي نسمعها يومياً , والكلام عن شراء حق تنظيم كأس العالم لعام 2022 ؟
كلّها أوهام وخدع وبلاوي ,يتبّلى بها الفاشلين على قطر الشريفة العفيفة النظيفة اللطيفة ؟
ثم لماذا تشتري قطر كلّ نادي أوربي غربي كافر , يمّر في ضيق مادي وتضع يدها عليه ؟
ولماذا تفوح رائحة الرشاوي بعد فترة لتصل الى قضايا تلاعب بنتائج ذلك النادي مع الحكام ؟
رغم الصرف الكبير والمال الذي يبذلوه لشراء لاعبين ومدربين معروفين وعلى مستوى عالي من المهارة ؟
هل القضيّة إستعجال النصر والفوز حباً بتلك اللعبة ؟ أم هي وسيلة كسب مالي سريع , وسمسرة وعمولات وأرباح ؟
يقول أحد المعلقين عن الموضوع في قناة فرانس برس 24 العربية
كرة القدم نعم مُربحة , لكن ليس لدرجة أن تستثمر مثلاً 100 مليون دولار في نادي ما , فيعود عليكَ ذلك المبلغ مضاعفاً , بعد عام أو عامين .
الحديث كان بخصوص شراء قطر لنسبة كبيرة من أسهم نادي (باريس سان جيرمان) الفرنسي ,
وهو ليس حتى ضمن ال ( Top 20 ) أو أفضل عشرين فريق أوربي .
الشيخ منصور بن زايد آل نهيّان , عندما إشترى (نادي مانشستر ستي ) كان يعلم انّه سيجني خسارة كبيرة في المدى المنظور ,
لكنّه قال بإنّ ذلك يعتبر إستثمار إستراتيجي , وقد يكون الأمر كذلك , لكن هذا يقود البعض لإسلوب الرشى ؟
وهو يذكرني بطريقة بعض الأغنياء غير الموهوبين بالفن , لكن يقلك / أنا أمثّل بفلوسي !
المال الفائض يُفسد الأمور والنفوس أحياناً , كما تُفسد السلطة .. الحُكّام !
************
كنتُ قد كتبتُ سابقاً , عن سلوك بلاتر في مشكلة الإتحاد العراقي وتمسكه ب (حسين سعيد ) رغم إرادة الغالبية العراقية بحجة الشرعيّة الإنتخابية .
وفي بطولة كأس العالم 2010 ايضاً كتبتُ عن حكام البطولة وضرورة إدخال الرقابة الإلكترونية الى التحكيم ومراقبة خط المرمى وما شابه .
لكن ذلك شيء آخر , أنا اليوم أركز على قطر وإسلوبها ورشاها للجميع .
لماذا هذا الإسلوب على الدوام ؟ ألا يوجد شيء نظيف في حياة هؤلاء ؟
إنّهم يجعلونا نخجل من أنفسنا ( كعرب ) عند إنتشار شائعات رشاويهم .
سيأتي الآن السيّد المؤدلج ( شانسو بانشو ) ليصفني بجلد الذات العربية .
لكن الواقع يقول أنّ قطر وشيوخها وبن همّامها , لايجيدون اللعب النظيف .
هم يدفعون أموال طائلة ( تعبانين بيها كلش ) ويتصورون أنّهم سيضاعفوها خلال تمتعهم بصعود ناديهم الجديد خلال موسم واحد
وعندما تخفق خطتهم , يعمدون للرشاوي , تلك مشكلتهم وعليهم حلّها !
لكن مشكلتي أنا وكلّ محبّي الكرة ربّما , أنّ هؤلاء يُفسدون علينا تلك المتعة واللعبة الشعبية الاولى في العالم .
فما أسخف أن تُلغى النتائج ويتّم التحقيق وطرد اللاعب أو النادي الفلاني بسبب التلاعب بالنتائج .
كرة القدم كانت تمثّل فن ولعب نظيف ورجولة وتنافس حقيقي , ومتعة اللعب والمشاهدة وبناء شخصية سليمة بطريقة رياضية آمنة تقريباً .
نعم كنّا نسمع ببعض التجاوزات , لكن القطريون وأمثالهم نشروا الفساد والرشى علناً حتى بتنا نخشى أن تتراجع اللعبة بوجودهم كثيراً !
************
رابطين
http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2011/05/110529_hs_bin_hammam_pulls_out_fifa_race.shtml
في هذا الرابط الأوّل / يُعلن بن همام سحب ترشيحه لرئاسة الفيفا ,
بعد إتهامهِ و( جاك وارنر) نائب رئيس الفيفا , بأنّهما خالفا ميثاق سلوك الاتحاد الدولي اثناء اجتماع في الكاريبي بداية الشهر الماضي بتقديم رشاوي .
الإتهام صدر من عضو اللجنة التنفيذية في الإتحاد الدولي (( جاك پليزر)) لكلا الشخصيتين .
http://ar.fifa.com
الرابط الثاني , هو رابط الفيفا , باللغة العربية لمن يشاء الإطلاع على التفاصيل .
تمنياتي ببقاء وإستمرارية جمالية كرة القدم وما يتبعها من تفاصيل .
تحياتي لكم
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟