أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - الاسلام من التوحيد الى التوسع















المزيد.....

الاسلام من التوحيد الى التوسع


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 21:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام من التوحيد الى التوسع

في اواخرعصر انهيارالامبراطوريتين الفارسية والبزنطية , ستبرز للوجود اصوات تنادي بتوحيد القبائل البدوية وبناء الدولة العربية الموحدة , وكانت الظروف الموضوعية مؤاتية لظهور قوة جديدة تحل محل الامبراطوريتين , في خضم تفاقم الصراع الاجتماعي داخل كل امبراطورية على حدة وكذا الصراع الاستعماري بين الامبراطوريتين, ستتفاقم ظروف الانهياروالتخلي المكان لقوة جديدة صاعدة , ولهذه المعطيات سيزداد حلم الارستوقراطية المكية في توحيد البدو وبناء الدولة المستقلة والتحرر من التبعية وسينجم عن هذا بروز الدعوة الاسلامية وتشكيل نظرية مبنية على مبدأ التوحيد العمودي والافقي , تبدأ بتوحيد الخالق عبر توحيد الالوهية و الشعائر الدينية الى توحيد الكيان الجغرافي والسياسي والاقتصادي وتنتهي بالتوسع الاستعماري وابادة الثقافات والحضارات العجمية .
بعد مجازر دموية ومساومات مع شيوخ القبائل والارستقراطية المكية , تم توحيد القيادة السياسية في ايدي الاسلاميين وحاول الاسلام الحفاظ على الوحدة من خلال زرع سيكولوجية الخنوع و الخوف في نفوس الناس وابقائها تحت السلطة الارستقراطية المكية بربط الوحدة بالمقدس وبذلك يصبح التفتيت من الكفر ومصيره جهنم والوحدة من الايمان والفوز بالجنة , فالسيطرة عليهم لا تتم الا بفكر مثالي غير مدرك , قدسيته لا تناقش , يقول ابن خلدون في العرب ّ انهم لخلق التوحش الذي فيهم اصعب الامم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والانفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع اهواؤهم فاذا كان الدين بالنبؤة او الولاية كان الوازع لهم من انفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجماعهم ّ (1 ) .
جغرافية الجزيرة العربية الصحراوية , الشحيحة الزرع والماء , جعلت القبائل تبحث عن مورد رزقها و مخرج لبؤسها بالغزوات وقطع الطرق والسطو , واصبحت كل قبيلة تغار على قبيلة اخرى من اجل نهب ما تملك القبيلة المغار عليها واستعباد ابنائها , ويقول ابن خلدون ّ طبيعتهم انتهاب ما في ايدي الناس وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في اخذ اموال الناس حد ينتاهون اليه ّ (2) .
بفضل موقع مكة كمحطة وملتقى للقوافل التجارية القادمة من اليمن وسوريا وبفضل المكانة الدينية لمكة ( موسم الحج ) , كمركز ديني لالهة العرب , ستعرف البلدة حركة تجارية نشيطة بقدوم اجناس مختلفة من التجار العابرين لمكة , وبموازات التبادل البضائعي نشط التبادل الثقافي والمعرفي وخصوصا المذاهب الدينية من يهودية ومسيحية ومانوية ومندئية وزردشتية وغيرها , لعبت هذه العوامل اثر كبير في بروز الفكر الاسلامي بقيادة الجزء الواعي والمدرك لسيرورة المرحلة , من الفئة الطفيلية المكية , و الحالمة في احلال محل الامبراطوريتين الفارسية والبزنطية .
نتيجة للحركة التجارية والتراكم البضائعي , سينقسم المجتمع المكي الى فئتين اجتماعيتين متناحرتين , من جهة التجار الطفيليون ومن جهة اخرى العبيد و في خضم الصراع من اجل القيادة السياسية وتنفيذ المشروع الاستراتيجي , سيلجئ دعاة الاسلام الى التبني الشكلي لحقوق المضطهدين والعبيد ( من دون تجريم العبودية ولا انهاء وجودها ) في صراعها ضد جزء من التجار ذوي المصالح الاقتصادية الانية وقد اخذ هذا الصراع شكل غيبي , ميتافزيقي منسلخ عن الواقع المشخص (الصراع بين الوحدة والتعددية الالوهية ) . بحسم الصراع للفكر الجديد انضم التجارالمكيين المعارضين للمشروع المحمدي الموحد للفكر الديني و للقوم والجغرافية والمصالح المشتركة .
نشئت الحركة المحمدية نتيجة موضوعية للواقع الاقتصادي والاجتماعي المزري للجزيرة العربية والذي لعب فيه المناخ الدور الرئيسي , وقد اشار انجلس في احدى رسائله الى هذا الدور ّ لم تتوصل الشعوب الشرقية الى الملكية الخاصة للارض وحتى الملكية الاقطاعية , و يخيل الي ان ذلك راجع الى المناخ وطابع التربة وعلى الاخص الى شريط الصحراء العظيم الممتد من الصحراء الكبرى غبر الجزيرة العربية وبلاد فارس والهند وبلاد التتر ّ (3 ) .
تراجع الغزو الداخلي بعد عملية الوحدة ونشوء الدولة المركزية , ليبدأ عصر الغزوات الخارجية ولم تكن الدعوة الاسلامية اغفلت هذه الاستراتيجية منذ نموها , فقد شكلت نظرية الجهاد مرجعية فكرية للتوسع الاستعماري العربي الاسلامي واحتلال الشعوب الاخرى و الاستلاء على اراضيها الخصبة واستعباد ها ونهب خيراتها ,واغراء المقاتلين الغزات بالجنة لمن يقتل في الحملات الاستعمارية والغنيمة لمن سيظل حيا , ابادة الشعوب واحتلال بلدانها تحت حجة اعلاء كلمة الله , فالجهاد في المفهوم الديني الشرعي فريضة الاهية , فاحاديث وايات عديدة تحث العربي المسلم على الغزو والقتال , فيقول خالق القرأن ّ يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال ّ (4) ,ويقول كذلك ّ والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين أووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ّ (5) , وايضا ّ فليقاتل في سبيل الله فيقتل او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما ّ (6) , وعن ابي هريرة , يقول الرسول العربي ّ امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله واني رسول الله ّ , فهذه المرجعية الالوهية من ستبررالحركة الاستعمارية العربية الاسلامية وابادتها للشعوب المحتلة بمبرر نشر الديانة الجديدة , الا ان العامل النظري لم يكن الا انعكاس للواقع المادي الموضوعي , فغياب الموارد المادية لبناء الدولة وخصوصا انعدام الاراضي الزراعية , وتلهف الارستوقراطية المكية ليس للسيطرة على الاسواق التجارية فحسب , بل كذلك لنهب خيرات الدول المتحضرة واحتلال اراضيها واستعباد شعوبها .
العامل الاقتصادي كان جوهر الغزوات والحروب العربية الاسلامية , احتلت المراكز التجارية مثل دمسكوس ويروشليم وغيرهما , وانتزعت الاراضي الخصبة من اصحابها ووزعت على الارستوقراطية العربية وقواد الجيش العربي الاستعماري واصبحت البلدان المحتلة ولايات تابعة للدولة العربية الحديثة يحكمها ابناء الارستوقراطية المكية , واستمرت الحروب العربية الاستعمارية لتصل بولشتان في الشرق وشبه الجزيرة الابيرية في الغرب وبايدي الشعوب المستلبة فكريا (الجيش الامازيغي بقيادة طارق الخائن وغزو ابيريا ) .
لقد فند التاريخ اكذوبة ّ الفتوحات الاسلامية ّ وسجل اخطر جريمة عرفتها البشرية ومازالت تعيش نتائجها , ليس بما ارتكب من قتل وابادة ونهب واستعباد للبشر ( ازدهرت تجارة الرقيق في عهد الراشيدين وما بعده , كما ازدهرت الدعارة المحللة ) , وانما خطورة الاستعمار العربي تجلى في المسخ الهوياتي , في تغيير البنية الاجتماعية والاثنوثقافية لشعوب المستعمرات , فالنظرية الاسلامية لعبت دورها الايديولوجي في هذه العملية الاجرامية , فمن خلال الاسلمة عربت شعوب ارام واشور وكلدان وقبط وامازيغ وغيرها من الشعوب الاسيوية والافريقية ,
فرضت الايديولوجية التوسعية الاستلابية و الخرافية بالترهيب والترغيب , على الشعوب الرازحة تحت الاحتلال العربي وفي المقابل منع العقل المحلي من البحث والتفكير في الامور الروحية والدنيوية وكبح هذا العقل من التفكير في التحرر من الاضطهاد القومي والاجتماعي والديني وبقائه تحت السيطرة الروحية والمادية للمستعمر العربي .
استفادت الارستوقراطية العروبية من خيرات وثروات الشعوب المستعمرة ( فتح الميم ) ومن انجازاتها الحضارية وابداعاتها الفكرية
والمادية ( ستلحق هذه الحضارات قسريا وزورا بالعقل العربي ) وفي المقابل عانت الشعوب المحلية من البؤس والحرمان والعبودية , عانت من القهر الطبقي والقومي والديني , انتزعت الاراضي من اصحابها وفرضت الجزية والضريبة على ذوي الديانات غير الاسلام وفرضت الضريبة على المسلم غير العربي , وكانت ترسل هذه الاموال الى المركزالاستعماري ومعها كتلة بشرية من العبيد , جواري وغلمان , تهدى الحسنوات من الجواري للامراء لاشباع الرغبات الجنسية لحماة الدين الجديد ويساق الاخرين لاسواق النخاسة في يثرب ومكة ودمسكوس والبصرة وغيرها من المدن.
كما يتضح ان الغزوات الاعرابية للحواضر الشرقية والشمال الافريقي ,كانت لسبب مادي اقتصادي وليس ديني محض , لكن بعد السيطرة على زمام الامورسيلعب الفكر اللاهوتي دوره الرجعي المدمر في عملية الاذابة الهوياتية وفرض اللغة العربية والثقافة العربية , اداة قتل الذاكرة الجماعية ودفن اللغات المحلية, للحفاظ على المكانة الاجتماعية والاقتصادية للسلطة الاستعمارية والاستمرارية اللامنتهية للوهم الهوياتي خارج الحدود الطبيعية للدولة الاستعمارية وما تعيشه بلاد ايمازيغن (شمال افريقيا ) نموذج حيا في عصرنا لاستراتيجية الارستوقراطية العربية الاسلامية قبل 14 قرنا .
مرجعية القتل والدمار الشامل التي ارهبت معارضي مصالح الارستقراطية المكية الجديدة ّ واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم ّ ( 7) , هي نفس المرجعية التي انتجت الوهابية كمعبر فكري لسلطة النظام الرجعي لال سعود , الرافض لكل المرجعيات والافكارالمخالفة والمضادة لنسقه المعرفي , وهي نفس المرجعية الداعية للجهاد الجنسي وهدم وحرق دور العبادة المسيحية لتغيير الهوية الدينية والقومية للضحايا الاقباط المسيحيين في مصر , وهي نفس المرجعية الارهابية الداعية لقتل الابرياء من اطفال ونساء وعجزة في عمليات التفجيرات الارهابية في الاسواق والشوارع و ... , وهي نفس المرجعية الايديولوجية المسؤولة عن تعريب الامازيع و المكفرة لاحرارهم المقاومين للايديولوجية الاستعمارية , الاستلابية , القائمة على مد عمر السلطة الكولونيالية خارج الحدود الطبيعية للقوم العربي .
الهوامش
1- ابن خلدون , المقدمة (ص) 151
2- المرجع السابق (ص) 149
3- انجلس - ماركس , رسائل مختارة , دار التقدم , (ص) 69
4- سورة الانفال , الاية 65
5- نفس السورة , الاية 74
6- سورة النساء , الاية 74
7- سورة الانفال , الاية 60






#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه
- تحية للمرأة الامازيغية في يومها الاممي
- اقترب يوم الحساب
- ارحل يا طاغية
- سيكولوجية الخنوع والخوف سقطت في ليبيا
- متى تبدئ الثورة الامازيغية
- الضرورة الموضوعية لبروز حزب من طراز جديد
- التنظيم الشيوعي الامازيغي
- عشرية الوريث بين الاستبداد وشعار الثقافة الحقوقية
- من الجائزة الى الفضائية
- الشغيلة بين سندان الراْس مال ومطرقة المافيوية
- سيف ال قدافي ومسرحية الاصلاح
- النضال الهوياتي والطبقي
- الحكم الذاتي عائق ام بداية لتحرير تامازغا ( 2)
- الحكم الذاتي عائق ام بداية لتحرير تامازغا ( 1)
- اسكواس امينو امازيغ
- تافسوت الابية
- الماركسية اللينينية والقضية الامازيغية التحررية


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - الاسلام من التوحيد الى التوسع