أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب الصافي البعيد عن أي مكدرات اجتماعية














المزيد.....

تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب الصافي البعيد عن أي مكدرات اجتماعية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير:
رؤية عن الإنسان الطيب الصافي البعيد عن أي مكدرات اجتماعية
فيلم تحطيم الأمواج هي بداية لثلاثية عرفت فيما بعد بثلاثية القلب الطيب التي بدأت مع هذا الفيلم وانتهت مع فيلم (راقص في الظلام) وتخللت هذه الثلاثية ما عرف بأسلوب الدوغما-الذي كتبنا عنه في مقال سابق-وتخللها أيضا الفيلم الأسوأ في مسيرة هذا المخرج وهو فيلم(الحمقى).
فيلم تحطيم الأمواج كأسلوب متقشف في استخدام المؤثرات والعناصر السينمائية التقليدية ويعتمد على السرد بشكل كبير وربما يكون البذرة التي أسست لما دعي بالدوغما التي ظهرت وماتت سريعا...ما يميز هذه الثلاثية بشكل عام هي السقطة الأدبية(على الرغم من أن فيلمنا هذا حاصل على سعفة كان الذهبية) فهذا الفيلم المكتوب من قبل المخرج نفسه يعتمد على قصة بسيطة جدا لا تحمل تعقيدات فكرية كبيرة من ناحية إمكانيات الفهم ولكنها وفي نفس الوقت تشير إلى إشكاليات كبيرة من حيث مفهوم الأخلاق البشرية ولكنها كقصة تعتمد على التقرير بشكل كبير وتفتقد السلاسة والقدرة على التصديق من حيث مجريات أحداثها....
بس (Emily Watson) وهو الفيلم الذي أطلقها إلى النجومية على وشك الزواج من جان (ٍStellen skarsgard) العامل في منشأة للتنقيب عن النفط في أحداث تجري عام 1970 لقرية معزولة في الشمال ويبدو أهلها متحفظين جدا والغريب في الأمر أن كنائس هذه القرية بلا أجراس وهي أشارة إلى أن أهل هذه القرية ينقصهم الروح المسيحية الحقيقية التي تقتضي فهم الأمور بمضامينها لا بمعانيها الحرفية والعنصر الطيب في هذه القصة هو بس مع بله وتخلف عقلي واضح،وهذا أمر منطقي ومقبول في هذه السقطة الأدبية لأن مجريات الأحداث لا يمكن أن تصدق أو حتى تدخل ضمن حيز التأويل إلا إذا كانت بس متخلفة عقليا.
إذا تتزوج بس من جان في هذه القرية التي يحكم أهلها على الميت قبل أن يلقى في قبره إن كان من أهل الجحيم أو من أهل الجنة وغالبية أحكامهم تكون بأنه من أهل الجحيم،وللدين أو الفهم الديني للأمور علاقة كبيرة في هذا الفيلم حول معنى التدين الأصيل الحقيقي ومفاهيم مثل التضحية والإيمان بالله والبشر فدائما بس ما تناجي الله وترد على نفسها متخيلة ومتوقعة بأن أحكام الله عليها ستكون ضدها وستحملها النتيجة السلبية لكل الأمور فبعد أن يغادر جين إلى منشأة تنقيب النفط تدعو بس ربها أن يعيده لها فيعود فعلا ولكن مصاب إصابة شديدة أكسبته الشلل التام عن الحركة وحالة مرضية خطيرة جدا وعند ذلك تشعر بس في أعماقها بأنها هي المسؤولة عن ذلك؟...هذه الحكاية الرمزية البسيطة يمكن أن ترمز إلى السيد المسيح عليه السلام الذي صلب من أجل الآخرين،أي تحمل ذنوب الآخرين لأن بس تجد نفسها مسئولة عن كل المصائب التي تحدث من حولها.
يحاول جان الانتحار ويطلب من بس مضاجعة الآخرين من أجل إيجاد حبيب لها ومن ثم تتطور هذه الحبكة إلى أوهام مرضية عند جان ولكن بس تلبي رغبته لتصل إلى ارتداء لباس العهر.
وستذهب إلى وسط المحيط لممارسة الرذيلة وفقا لمفهوم التضحية بالنسبة له، فتصطدم برجال ساديين فتهم بالهرب وتنجح.
تذهب إلى جان ولكنها تكون على موعد لأخذها إلى مستشفى الأمراض العقلية ويبدأ عذابها...
سترفضها الكنيسة وسترفضها أمها وسيرميها الأولاد بالحجارة..
وستعود لتسلم نفسها-راغبة-إلى الرجال الأشرار في السفينة الذين سيرسلوها معذبة مشوهة إلى المستشفى لتنتهي آلامها وتضحيتها بالموت وفي نفس الوقت سوف يشفى جان.
ستكون جريمتها الأولى هي الطيبة وليس المرض النفسي أو الاضطراب العصبي كما يحكم عليها الدكتور ريتشاردسون في معرض التحقيق حول موتها...
إذا أحداث الفيلم مركبة والتقرير الزائد،بل الزائد جدا أوصل أحداث الفيلم إلى الافتعال،ولكن لارسن فون تراير يناقش فكرة الإيمان والتضحية بوضعنا أمام حالة لها علاقة كبيرة بالدين والفهم الشخصي لمفهوم الإيمان ويدع جانبا-إلى حين حتى فيلم دوغفيل-فكرة المجتمع وهل يستحق مثل هذه التضحية.
لأن الكنائس بلا أجراس ولكن الأجراس ستدق في النهاية من السماء للإنسان المؤمن الحقيقي.
إذا نحن في هذا الفيلم الذي يعتبر آخر أفضل فيلم قدمه لارسن فون تراير في رؤية لمفهوم الإنسان الطيب الصافي البعيد تماما عن أي مشوبات اجتماعية يمكن أن تكدره وفكرة المجتمع أو الطبع الحقيقي سيناقشه تراير لاحقا وحقيقيا في فيلم دوغفيل مع نيكول كيدمان الذي حاول أن يقدم فيه شيئا من ناحية الأسلوب والتجديد السينمائي بعيدا عن الدوغما ولكن الفيلم جاء جافا جدا ولم يقدم أي شيء سوى بدعة غي مفهومة لفيلم خلط بين السينما والمسرح لسبب غير متفق عليه حتى هذه اللحظة...
فيلم تحطيم الأمواج مع راقص في الظلام كما حكمت عليه كان عبارة من ناحية السيناريو عن سقطة أدبية ولكنه كان كافيا ليحلق بمخرجه إلى السحاب في عالم الفن السابع إن لم يكن كافيا ما قدمه فيلم عنصر الجريمة وأوروبا من شهرة لهذا المخرج.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية


المزيد.....




- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب الصافي البعيد عن أي مكدرات اجتماعية