أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - الحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان















المزيد.....

الحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 16:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


استخدمت العديد من الأنظمة العربية شعار التحرر ومواجهة الاستعادة والصهيونية كمبرر لإغلاق باب الحريات العامة ، وتعطيل الحياة الديمقراطية القائمة على المشاركة والتعددية وضمان حرية الرأي والتعبير ، والحق بالتجمع السلمي ، وقامت بآليات من السيطرة على المنظمات الأهلية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني التي ألحقتها بالبنى البيروقراطية والإدارية للسلطة خوفاً من تحويلها إلى أدوات قادرة على التعبير عن مصالح الفقراء والمهمشين والفئات الاجتماعية الضعيفة ، ومنعاً لدورها القائم على الرقابة الشعبية على أداء الحكم وباتجاه منع سطوة هذا الحكم على الفرد المواطن ومن اجل ضمان القيام بعملية التحول الديمقراطي بالمجتمع .
لقد تعطلت الحياة الليبرالية والديمقراطية ولم تتحقق عملية التنمية بحيث استمرت تلك البلدان في مواقع متقهقرة في سلم دليل التنمية البشرية المستدامة من حيث انتشار معدلات الفقر والبطالة والأمية وسوء التغذية والتدهور بالمجالات التعليمية والصحية .
لقد أعطت الشعوب العربية تلك البلدان ذات الشعارات القومية والوطنية فرصة كبيرة امتدت لعشرات السينين وقد تكيفت مع سياسات وتوجهات الأنظمة فلم تقم بمحاولات جادة وجذرية باتجاه تحقيق التحول الديمقراطي والانتصار لمصالح المقهورين والكادحين والمهمشين على أمل ان تستطيع تلك الأنظمة من تحقيق شعاراتها وبرامجها من حيث التحضير الاستراتيجي والطويل للمواجهة مع الاستعمار والصهيونية على طريق دحرها ، تلك المواجهة التي طالت كثيراً تحت مبررات عدة أهمها تحقيق التوازن الاستراتيجي علماً بان نمو الثروة الاقتصادية لم يكن إلا لصالح الطبقات الحاكمة المكونة من عائلة الرئيس وبعض رجال الأعمال مدعوماً بأجهزة القمع والسطوة وعلى حساب المواطنين .
إلا أن الشعوب أدركت مؤخراً ان شعار تجميد الحياة الديمقراطية وتعطيل ديناميات التنمية ،لم تصب لصالح الفقراء بقدر ما كانت لصالح الفئات المتنفذة بالحكم وذلك بغض النظر عن الشعارات " القومية " البراقة .
إن شعار التحضير لمرحلة التحرر الوطني لمواجهة الاحتلال والاستعمار بالوقت الذي أدى إلى تقهقر الحياة الديمقراطية والتنموية فقد حول تلك البلدان إلى أنظمة استبدادية فاسدة تتحكم بثروات البلاد على حساب الفقراء والمهمشين وتقوم بحكم الشعب بأدوات القمع والقهر والاعتقال والتنكيل ، تحت شعارات ومبررات وأهمية مفادها عدم إعطاء فرصة لأعداء الثورة للانقضاض على مكتسباتها ، وهي شعارات لم تعد تنطلي على احد بعد ان تبين ان شعار التحرير أصبح مبرراً لاستمرارية نظام الحكم الفاسد والمستبد وبأن الديمقراطية هي الخطر الحقيقي على عرش تلك الأنظمة ذات الشعارات " البراقة " نقول الشعارات وليس الأفعال .
إن الثورات العربية التي نشهد تفاعلاتها راهناً أشارت بوضوح إلى أهمية الربط المحكم بين الحرية والتحرر الوطني ، فشعب مكبل بقيود أجهزة الحكم ويشعر بالخوف والمهانة ، لا يمكن ان يساهم في عملية التحرر ، ونظام حكم قومي أو حزبي مطلق يحتقر الجماهير ويقوم بتكميم أفواهها ويمنع حقها بالرأي والتعبير والتجمع السلمي والتشكيل الحزبي والنقابي ، لا يمكن ان يكون معبراً عن إرادة هذا الشعب ولا يستطيع والحالة هذه أن يضحي بمكتسباته الفئوية والطبقية الضيقة عبر الانخراط في عملية مقاومة أو تحرر وطني جادة وحقيقية .
قد يستخدم هذا النظام بعض القوى المقاومة لتعزيز مصداقيته المشروخة بين الجماهير وكأدوات قوة في يده لتحسين توجهاته التفاوضية أي لأهداف تكتيكية ولكن هذا النظام لن يكون في تركيبته الطبقية ومصالحة الفئوية الضيقة أداة صمود وكفاح ومقاومة .
لقد أدركت الجماهير العريضة التي خرجت بالملايين في شوارع البلدان العربية المختلفة ان الأنظمة أصبحت معيقاً أساسيا لعملية التحول الديمقراطي وان الحديث عن الإصلاح لن يجدى بالحالة هذه ، حيث فشلت كافة محاولات الإصلاح خلال العشرة سنوات الماضية ، والتي راهنت بها الأنظمة على رضي الإدارة الأمريكية أكثر من رهانها على إرادة جماهيرها .
فجرت محاولات كاريكاتورية للإصلاح لم ترتق إلى تحولات جذرية في البنية الإدارية والسياسية للنظام الذي بقى معبراً عن مصالح قلة من المنتفعين والمرتزقة ضمن تحالف " السياسة والأمن والمال " على حساب السواد الأعظم من الفقراء والمهمشين من طبقة وسطى وعمال وفلاحين وشباب ومرأة وغيرهم .
من هنا كان هذا الشعار السحري "الشعب يريد إسقاط النظام " هو المعبر عن إرادة المواطنين الحرة باتجاه تحقيق حياة كريمة تضمن الخبر والحرية والكرامة بعيداً عن سطوة القهر والقمع الممارسة من أدوات الأنظمة حيث ان إسقاط الأنظمة هو الطريق الآمن لتحقيق التحول الديمقراطي المنشود ومن اجل الوصول للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ايضاً ، عبر نظام برلماني قائم على الدستور " العقد الاجتماعي " يضمن الحق بالاختلاف والرأي والتعبير ويصون التعددية ويحقق التداول السلمي للسلطة .
إن مواجهة الجماهير العريضة بطبقاتها الاجتماعية المختلفة لأنظمة الحكم على قاعدة إسقاطها وبما يضمن تحقيق شعارات الحرية والديمقراطية يعنى في مضمونه إسقاط سياسة تلك الأنظمة التي كانت ذيلية لقوى الاستعمارية العالمية ، أو تحاول ان تنسج علاقة مصلحية تأخذ بعين الاعتبار مصالحها الحزبية والفئوية ، حيث ان هناك علاقة جدلية وعضوية بين الكفاح باتجاه إسقاط تلك الأنظمة وبين السير باتجاه الاستمرار في مشروع الكفاح الوطني والقومي في مواجهة الاستعمار والصهيونية ، فالبوقت الذي أصبحت به تلك الأنظمة كابحاً ومعرقلاً للمسار الديمقراطي والتنموي الداخلي ، فهي أصبحت معرقلاً ايضاً لمسار النضال التحرري الوطني والقومي في مواجهة الاستعمار والصهيونية على مستوى التحديات الخارجية .
إن المواطن الحر والذي ستنعكس إرادته عبر صندوق الاقتراع قادر على فرز القيادات السياسية والوطنية المعبرة عن حقوقه الداخلية سواءً كانت اقتصادية ام اجتماعية وفي نفس الوقت التعبير عن طموحاته وأهدافه لتحقيق المشروع النهضوي العربي في مواجهة القوى الرأسمالية العالمية وامتدادها المجسد بالمشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية .
لقد انتهى الزمن الذي تتذرع به بعض الأنظمة بشعار التحرر الوطني في مواجهة شعوبها وحقوقها الديمقراطية والاجتماعية ، فالنظام الحر المعبر عن إرادة المواطنين بصورة ديمقراطية حقيقية هو نفس النظام القادر على استكمال التحرر الوطني والقومي في مواجهة القوى المتربصة بالمواطن العربي باتجاه نهب ثرواته وموارده واستعباده ، فلا يمكن الاقتناع بان نظاماً يقمع شعبه ويفتح أبواب الزنازين والمعتقلات لأبناء جلدته ويقوم بعمليات قتل واسعة في الشوارع في مواجهة التظاهرات السلمية والمشروعة قادر على مواجه التحديات الخارجية .
إن احترام كرامة المواطنين هي المدخل الوحيد الذي يؤمن مسار التطور الديمقراطي وهو ذات المدخل الذي يستطيع عبر وحدة القيادة السياسية مع الشعب استكمال إرادة الجماهير بالتحرر الوطني " فالحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان " .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مخاطر وابعاد مقالة غولدستون
- المطار والميناء في بحر غزة خدعة اسرائيلية جديدة
- الشباب الفلسطيني بالاتجاه الصحيح
- مفهوم واهمية المواطنة بالأوضاع العربية الراهنة
- الوطنية والمواطنة الخيار البديل للتفتت والطائفية
- الناخب الأمريكي وعقابه للوعود الكاذبة
- في مضمون فكرة يهودية الدولة ذات الطابع العنصري
- البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة
- قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة
- بصدد مراجعة مشروع د. سلام فياض
- من اجل استثمار هبة القدس
- حتى لا يتم اسر الخيار الديمقراطي للأبد
- فى انتخابات النقابة اليسار يضيع الفرصة مرة أخرى
- التضامن الدولي حكومة ام مجتمع مدني
- في 25/1 - هل من حيدر جديد ؟؟ -
- الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز
- برلمانيين بين السياسة والتموين
- نحو تفعيل المجلس التشريعي لصيانة الحريات العامة
- المجتمع المدني ومقومات النهوض
- السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - الحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان