أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - التدخل السعودي في الشأن المصري..نفي واثبات وتاريخ..














المزيد.....

التدخل السعودي في الشأن المصري..نفي واثبات وتاريخ..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 22:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قد يكون من دواعي الحكمة وبعد النظر والتروي وطول البال المثمر ذلك القرار الذي اتخذته بعض الفعاليات السياسية المصرية بتعليق الوقفة الاحتجاجية التى كانت من المقرر الدعوة لها أمام السفارة السعودية كاعلان لرفض المصريين للاخبار المقلقة التي تداولتها بعض وسائل الاعلام عن تدخل مفترض للمملكة وبعض الدول الخليجية الاخرى في الشأن المصري الداخلي..
ومكمن الحكمة هنا هو في عدم وجود سبب مباشر يدفع الى تكذيب النفي الرسمي السعودي السريع لما تردد بكثرة في وسائل الاعلام العربية عن توجيه تهديدات مباشرة من قبل دول الخليج الى الحكومة المصرية تتعلق بتجميد العلاقات مع القاهرة، ووقف أي مساعدات مالية، وتعطيل وسحب مجمل الاستثمارات الخليجية في مصر، بل والتضحية بأكثر من خمسة ملايين مصري يعملون بأراضي دول مجلس التعاون حاليا إذا تمت إهانة "مبارك" أو ملاحقته وتقديمه لأي محاكمات.. على اعتبار ان الإقدام على مثل هذه الخطوة تعد إهانة للحكام العرب الحاليين أو السابقين، ولا يجب أن تتم بأي حال من الأحوال مهما كان حجم الضغوط الشعبية والداخلية..
وهنا لا نملك الا ان نصدق هذا النفي الصادر عن المملكة وتوابعها في الخليج..ولكن النفس الامارة بالسوء..قد تجعلنا نميل الى تصديق هذه الاخبار والتقارير ولو جزئيا لسوابق كثيرة صدرت من هذه الانظمة تستهدف الوقوف امام ارادة الشعوب والتدخل لصالح رؤوس الشر والفساد في المنطقة وبذل الجهود والاموال والاعصاب لضمان افلاتهم من المسائلة القانونية عن جرائمهم المخزية التي اقترفوها بحق شعوبهم ومواطنيهم..
فمن خلال استعراض بسيط نجد ان لدول الخليج تاريخ طويل من المبادرات التي عادة ما تضم فقرة اقرب الى اللازمة الا وهي اعفاء المخلوعين او من هم في طريقهم الى الخلع من جميع المطالبات القانونية وضمان خروجهم المشرف هم ومنهوباتهم وبطانتهم تحت دعاوى ظاهرها الرحمة الواجبة لعزيز قوم ذل وباطنها التعاطف مع من خانته الايام من افراد عصابة القمع والاستبداد والنهب المنظم..
فمثل هذه المبادرات وهذه الروحية طرحت في اواخر انفاس صدام حسين في الحكم من خلال الشيخ زايد "رحمه الله"..وكذلك من خلال استقبال الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي المحمل بما ثقل من اموال الشعب التونسي البطل وتجاهل مذكرات الاعتقال الصادرة بحقه..وكذلك من خلال التلويح بامكانية التكفل بدفع متطلبات بقاء الرئيس المصري السابق في الحكم رغما عن الانتفاضة الشعبية الكبرى التي زلزلت الارض تحت اقدامه المرتعشة..وليس آخرا الحضور الواضح لهذا النفس في المبادرة الخليجية الاخيرة التي تتعلق بترتيبات استلال الرئيس علي عبد الله صالح وعائلته من بين ايدي الشعب اليمني الثائر وقواه الشعبية المطالبة بالقصاص لدماء الشهداء الطاهرة التي امعن في سفحها السيد الرئيس..
وليس من الحكمة التغافل عن الجهد السياسي والاعلامي المسرف والمثابر واللحوح الذي واكب محاكمة رئيس النظام العراقي المخلوع محاولا حرفها عن مسارها القضائي والقانوني من خلال التهوين المهين والوقح لجريمة استباحة مدينة كاملة وهدم منازلها وتجريف بساتينها واسر عوائلها واعدام المئات من شبابها على اعتبار انها من المسائل التي لا تستحق ان يسأل عنها رئيس حتى لو كانت دول الخليج هي من سهلت وروجت وتوسلت ومولت عملية اسقاطه..
وعلى هذا الاساس فأن قمع المتظاهرين وقتلهم وتسليط شذاذ الآفاق والبلطجية وقوى الامن المتسترة بالملابس المدنية عليهم..وكل تلك السنوات من الارهاب والتنكيل وسرقة المال العام والاغتناء الفاحش مما اقتطع من رغيف المواطن المصري المنهك والمعذب..لن تكون من الاهمية بحيث تستدعي ان يقطع الرئيس المخلوع فترة استجمامه الطويلة في شرم الشيخ ليسائله فرد من عامة الشعب عن علاقته بالاحداث..
المهم..ليس من العدل ولا الانصاف ان نظلم احدا..فاننا لا نعلم تمام العلم ان كانت هذه الاخبار والتقارير الصحفية صحيحة..كما اننا لا نستطيع الجزم بمصداقية النفي الرسمي السعودي من عدمه..ولكن ما نستطيع التأكد منه تماما هو ان هذه المبادرات والتدخلات قد تجاوزها الزمن والتاريخ والمنطق السليم للاشياء..وان الشعوب قد اسقطتها من خلال التمسك بأولية وقدسية الدستور والقانون ومبدأ مساواة جميع افراد الشعب امام عدالته..لا فرق بين فلاح وغفير ورئيس..وهذا ما بدأنا نتلمسه في المناخ الصحي والمعافى الذي افرزته ثورة الشعب المصري المباركة..وهذا ما ننتظر ان يعم جميع البلدان العربية..ولكن هذا ايضا هو ما يخافه البعض..فالمحاكمة أتية لا ريب فيها ..ولا أحد بعد الثورة فوق القانون ..فالقانون هو الضامن لحرية الشعوب ..وهو الذي يعلي كرامة الانسان..وهو الذي يقتص من المجرم والمسئ..حتى لو كان مدعوما من الجوار المتواطئ..وحتى لو كان رئيس..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكل لنظام السوري ..مابين توجيهات الرئيس وحلول جاري الطيب ا ...
- اتهامات النظام السوري..اصابع كثيرة وجهات اكثر..
- ليس بالمبادرات وحدها تحيا الشعوب..
- محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..
- لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..
- فرصة اخيرة ..في عالم متغير..
- التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..
- دفاعا عن حق السوريين في الحرية..
- اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - التدخل السعودي في الشأن المصري..نفي واثبات وتاريخ..