أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب: شكراً بن علي ... شكراً مبارك!!















المزيد.....

خالد الكيلاني يكتب: شكراً بن علي ... شكراً مبارك!!


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما تشابهت البدايات ... لكن النهايات سوف تكون مختلفة، فساد بن علي وفساد مبارك ليس أقل من فساد القذافي ولا فساد علي عبد الله صالح ولا فساد بشار الأسد، بل إن القمع في الدول التي يحكمها الطغاة الثلاثة الأخيرين أكثر بكثير من القمع الذي كان يمارسه بن علي ومبارك خاصة إذا ما قورن بقمع نظام القذافي أو قمع نظام بشار الأسد، وفيما يتعلق بالنهب المنظم لثروات البلاد وتجريف موارد ومقدرات الشعوب فإن القذافي ومبارك يأتيان على رأس القائمة ... وبعدهما بمسافة ما يأتي بن علي وصالح والأسد.
وتقريباً فإن نفس السيناريوهات التي استخدمها الطغاة المخلوعين (مبارك وبن علي) هي نفس السيناريوهات التي يستخدمها – بحمق وجهل – الطغاة الذين في طريقهم للخلع، فزين العابدين بن علي أطلق على الثائرين في تونس تعبير المخربين، ثم استخدم فزاعة الإسلاميين محذراً من الفوضى التي سوف تعم تونس والمنطقة، وظل يراوغ لمدة أربعة وعشرين يوماً عاثت خلالها قوات أمنه و"وبلطجية" حزب التجمع الدستوري الحاكم في الشعب التونسي قتلاً وترهيباً دون جدوى، فلم يزد هذا الشعب التونسي إلا إصراراً على المضي بثورته إلى نهايتها ... بادئاً بخلع زين العابدين الذي أعلن في خطابه الأخير أنه "أخيراً" قد فهم شعبه وبعد ساعة واحدة كان على متن الطائرة الرئاسية يبحث عن مقر آمن يقبل رئيساً مخلوعاً تطارده لعنات شعبه، وتطارده جرائم قتل وتعذيب وفساد وإفساد ونهب وتربح وغيرها من الجرائم.
ذهب بن علي تاركاً المستفيدين من بقائه واستمراره في الحكم، هؤلاء القابضين على السلطة والثروة في تونس يعيثون قتلاً ونهباً وترويعاً في المدن التونسية حتى يضعون البسطاء من الناس أمام اختيارين لا ثالث لهما ... الحرية أو الفوضى، أو بمعنى أخر الحرية أو الأمن، ورغم عصابات النهب والترويع اختار الشعب التونسي الحرية وانهزمت فلول المنتفعين وعصابة الفاسدين وانتصر الشعب في تونس وبدأ في استكمال ثورته.
في مصر حدث نفس السيناريو تقريباً فبعد مراوغات مبارك واتهام نظامه أحياناً للقلة المندسة وأحياناً أخرى لتيار الإسلام السياسي بإشعال نار الثورة، وبعد سلسلة من التنازلات لم ترضي الثوار خرج مبارك في اليوم السابع عشر للثورة ليقدم أخر تنازل كان يملكه وهو تفويض اختصاصاته لنائبه وطرح عدة تعديلات دستورية مؤكداً في الوقت نفسه استمراره في السلطة حفاظاً على الأمن والاستقرار ومنعاً للفوضى وهو الأمر الذي استفز المصريين جميعاً وأضطر مبارك إلى التخلي عن السلطة بعد أقل من 24 ساعة، وبعد أن أصبحت جماهير الثائرين على بعد أمتار قليلة من قصر العروبة.
ولأن عدد المستفيدين في مصر وعصابة المنتفعين من النظام أكبر بكثير وحجم الفساد والإفساد في مصر كان كبيراً وشاملاً والحالة المصرية في عهد مبارك لا يمكن مقارنتها بأي حالة أخرى، فقد كانت الثورة المضادة قوية ومؤثرة وأطرافها يمسكون بخيوط السلطة ومصادر القوة في أكثر من موقع فاستخدموا العديد من السيناريوهات، وخيروا الشعب المصري بين عدة خيارات منها الاختيار بين الحرية والأمن والاختيار بين الحرية والجوع والاختيار بين الحرية والفوضى ... إلخ. ولكن الثورة انتصرت في النهاية، وبدأت جرذان الثورة المضادة تتساقط واحداً تلو الأخر حتى وصل الخيط إلى مبارك نفسه الذي تم حبسه أخيراً على ذمة التحقيق، لتستكمل الثورة تحت حماية الجيش المصري أهدافها.
نفس السيناريوهات تقريباً يستخدمها القذافي وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد، القذافي لأنه ليس طاغية فقط ... ولكنه مجنون أيضاً – وبعد أن جرف هو وأبنائه ثروات الشعب الليبي على مدي أربعة عقود - فقد وصف الثائرين في ليبيا بالجرذان مستجدياً أمريكا وأوروبا بالوقوف معه بعد أن استخدم الفزاعة المجربة لدي الطغاة العرب حين اتهم الثوار في المنطقة الشرقية بانتمائهم لتنظيم القاعدة وزعم تحول درنة والبيضاء وطبرق إلى إمارات إسلامية، ولما لم ينفع هذا السيناريو هدد بحرب أهلية شاملة مطلقاً ميليشياته من المرتزقة والكتائب التي تدين بالولاء لأبنائه على السكان الآمنين قتلاً وترويعاً ونهباً واغتصاباً للنساء مقدماً أول تجربة في تاريخ البشرية لحاكم يقوم بالإبادة الجماعية لشعبه محاولاً محو مدن كاملة من على وجه الخارطة ... حاول ذلك في البداية مع مدينة بنغازي في الشرق ولم ينجح لحسابات لوجيستية وعشائرية وقبلية ولانفراط عقد الولاء له في الجيش النظامي، وفعل هذا مع مدينة الزاوية في الغرب التي قصفها من الجو والأرض والبحر باستخدام المرتزقة الأفارقة وطيارين من الصرب وبيلاروسيا، ثم فعله مع مصراتة وإجدابيا في الوسط ومازال يمارسه في الزنتان ونالوت وزوارة وغيرها من مدن الجبل الغربي مستخدماً كل الموارد التي يملكها الشعب الليبي من عائدات البترول في إبادة هذا الشعب.
ونفس السيناريوهات والمراوغات يستخدمها صالح في اليمن والأسد في سوريا، الأول يفزع الغرب ودول الجوار باستيلاء القاعدة على اليمن والمدخل الجنوبي للبحر الأحمر ويستخدم من يطلقون عليهم هناك "البلاطجة" - ممن تؤجرهم الأحزاب الحاكمة في تلك الدكتاتوريات المتخلفة - لقتل الثوار في ساحات التغيير في صنعاء وتعز وعدن وإب. أما الأسد فبعد أن استخدم تعبير المخربين والعناصر المندسة عاد ليستخدم الفزاعة التقليدية التي يخيفون بها الداخل والخارج وهو اتهام الإخوان المسلمين بالثورة، ولكنه زاد عن رفيقه اليمني علي صالح أنه استعار بعضاً من ممارسات شقيقه الليبي معمر القذافي في درعا وبانياس التي حاصرتها قوات أمنه وجيشه وقطع عنها الماء والكهرباء والهواتف، وأرسل "قبضايات" نظامه يعاونون قناصة أمنه في القتل والترويع.
تشابهت البدايات إذاً... ولكنها سوف تختلف النهايات، لم يستطع بن علي ومبارك أن يفعلا ما يفعله الآن القذافي والأسد وصالح في شعوبهم... ولو استطاعا لفعلا، ولكن الأمر مختلف فالجيش في مصر وتونس هو جيش الشعب لا جيش الحاكم أو نظامه، فضلاً عن وجود مؤسسات مستقرة إلى حد ما في مصر وتونس، كما أن ظروف الشعبين المصري والتونسي وغياب الإصطفافات القبلية والعشائرية يحرم الطاغية في أي من البلدين من أي تأييد شعبي يزيد من عمر نظامه، وهو الأمر الذي قرأه زين العابدين وحسني مبارك فغادرا مقاعد الحكم مبكراً دون إراقة المزيد من الدماء ... وهو الأمر الذي ربما قد يستحقان الشكر عليه في يوم من الأيام رغم كل الجرائم التي ارتكباها!!.
أما القذافي وبشار الأسد وعلي صالح فسوف يكون مصير أي منهما إما القتل – وهو المصير الأقرب بالنسبة للقذافي – أو الاعتقال والمحاكمة كما يحدث مع مبارك حالياً، وكما حدث مع لوران باجبو في ساحل العاج رغم كل القوات والأسلحة التي كانت معه.



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد الكيلاني في حوار مثير مع الكاتب والمفكر جمال البنا 1/2
- الملط هل يكذب أم يتجمل؟!!
- فساد جهاز كشف الفساد
- القذافي يذبج الشعب الليبي ... وابن عمه ما زال يمسك العصا من ...
- الثورة ومبارك والمجلس العسكري أسقطوا الدستور!!
- أسرار السعادة الزوجية
- دور الإعلام في دعم المجتمع المدني
- موسم سقوط الأقنعة
- الجماهير وإغتيال حقوق الإنسان
- شهيدة دريسدن ... وقتلى نجع حمادي
- س وج في قضية أوكامبو والبشير
- جمال مبارك ... حصرياً من واشنطن‏
- الطيب جداً جداً ... صالح
- قضاة ... وقضاة
- لكنه بكاء ... كالبكاء
- مباحث مكافحة الفتاوي
- ثلاثة أسئلة تبحث عن مؤلف
- أزهى عصور التحرش
- قنابل مسيحية في انتظار البابا(1) - الرعية في مواجهة الكنيسة ...
- عفريت العلبة ... لم تخيب الظن فيك


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب: شكراً بن علي ... شكراً مبارك!!