أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - الازدواجية الغربية بين ثورتي ليبيا واليمن














المزيد.....

الازدواجية الغربية بين ثورتي ليبيا واليمن


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 15:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الغرب الذي ننظر له في هذا المقال وفي كل ما نصطلح على استخدامه تحت هذا المسى هنا , على انه الحكومات وليس الشعوب , يذكرنا اليوم مجددا بالازدواجية التي طالما اتهم بها في التعاطي مع ملفات الشعوب التي ننتمي لها في هذه البقاع من الكرة الارضية , حيث نشهد تسوماني من نوع مغاير لذلك الذي ضرب اليابان , فهذا الاخير بالنسبة لشعوبنا تسونامي مُرحب به صلت شعوبنا وعملت لسنوات طوال من اجل حدوثه فهو ليس نتاجاً لفعل الطبيعة البحت بل هو نتاج لتفاعل عوامل محلية – داخلية واقليمية ودولية كذلك .

للدلالة على ما تقدم نشير الى تجربة الشعب المصري والتونسي , فلولا الدور الفاعل لقوى الداخل وتاثير العامل الاقليمي العربي وغير العربي مضافا لها الضغوط التي مارستها القوى الخارجية , لما كان المرء قادراً على ان يتخيل بان حكومات بهذا الثبات ستزول من على مشهد الحياة السياسية اليومية في دول ناضلت ولا تزال للتخلص من رمق الاستعمار الجديد الذي مارسته قوى تدعي الوطنية , لا لشيء الا لكونها تحمل جنسية البلد الذي تحكمه .

وبالحديث عن الملف الليبي وثورة ابناءه التي يُراد منها التخلص من شخص اخر من اؤلئك المهوسون بالسلطة الابدية , هي في طريقها الى الحل النهائي بالقضاء عليه في الفترة القادمة التي ستحددها العديد من المعطيات على الارض والتي يتعلق اغلبها الان بمدى انضباط الثوار والالتفاف حول نخبة قادرة على توجيه الجماهير بطريقة مناسبة تساعد على تكثيف قدرة الفعل السياسي لديهم , ليتحول الموضوع وفقاً للدعم الكبير المُقدم من الغرب لثوار ليبيا في تهيئة الاوضاع الاستراتيجية المناسبة للاطاحة بالقذافي عبر قص اجنحته المتعددة , الى مجرد وقت ليصبح قاب قوسين او ادنى من عملية اسره او اغتياله ( على الاقل في ظل ما يجري اليوم , دون ان يتسبعد المرء ما يجري في الخفاء من مناورات خاصة بتعديل المشهد المستقبلي لليبيا , وهو ما ستحكمه الايام القادمة ) . وهو امر ما كان ليحدث لو استمر الصمت الغربي في موقفه المحير الذي اُنتقد كثيراً بفعل احداث ليبيا . ليعزز هذا الامر الفرضية التي اشارت الى ان نجاح او فشل مطالب الجماهير بالتغيير او بالاصلاح تتأثر كثيراً بنجاحها او فشلها بعوامل عديدة داخلية وخارجية .

بالمقابل نجد ان ما يجري في اليمن من اعمال وحشية بحق المتظاهرين اصحاب المطالب المشروعة , لازال يواجه برصاص القوات الحكومية , امام صمت الغرب المطبق على هذا الامر , وكأن ما يجري في ليبيا يختلف في جوهره عن ما يجري في اليمن , رغم ان كلا الشخصين الحاكمين يمارسان ذات السياسات وذات الاساليب القمعية وذات الرغبات في الحكم الى نهاية الدهر , فهل من مبرر لهذا الموقف يا ترى ؟ ام انه امر ذو علاقة صميمية بالمصالح الغربية وعلى رأسها الامريكية التي وجدت في التدخل في ليبيا بهذه الطريقة فرصة سانحة لاظهار الوجه الحسن لدعاة الديمقراطية في توجه ربما اريد منه الرد على من يتهم الغرب بالتقصير في التعاطي مع الملفات الاخرى المشابهة في المنطقة كما هو الحال مع الملف اليمني ؟ .

لو نظرنا الى الموقع الجغرافي لليمن والى اهمية هذا الموقع خاصة في ظل الوضع الموجود في البحرين اليوم , ولو نظرنا الى طبيعة السكان القبلية , والى دور العديد من قيادات القاعدة ونشاط الحوثيين, والى احتمال الصراع الداخلي بين طوائف مختلفة هناك , ناهيك عن اسباب اخرى كثيرة منها ايضاً المكانة الاستراتيجية الكبيرة التي يشغلها مضيق باب المندب , لتوصلنا الى بعض من مقدمات الاجابة عن الاسئلة التي طرحت في اعلاه , والتي تقودنا الى الاشارة بان امريكا لا تخشى على الشعب اليمني من ان يُسحق بالكامل تحت دبابات السلطة بقدر ما تخشى من ان يقود اي تغيير خارج ما رتبت له في استراتيجيتها , الى مزيد من الفوضى في الخليج وبالتالي الى مزيد من التهديد لمصالحها الكبرى هناك . فهل ستقدم امريكا على تغيير ما ( شكلي ) في اليمن السعيد يا ترى ام لا ؟ . وهو بالطبع افضل ما ستقوم به لحماية آليات التوازن الاقليمية بالنسبة لها , ليأتي على غرار ما جرى في مصر التي لم تكن امريكا لتترك الفرصة فيها لتضيع من بين يديها بقدوم حكومة تغرد خارج السرب الامريكي مطالقاً .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امام انظار وزارة التعليم ... مع التحية
- رسالة عاجلة الى وزارة التعليم العالي : انقذوا ثروة العراق من ...
- صدور الكتاب الاول للدكتور دياري صالح مجيد
- طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!
- السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حس ...
- قراءة في كتاب : الجغرافيا على المحك
- باريس تكرم العميد البحري بييري : استقبال خطط له من قبل الجمع ...
- جدل الديمقراطية والدولة في العراق
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - الازدواجية الغربية بين ثورتي ليبيا واليمن