أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - هيئة كبار العملاء















المزيد.....

هيئة كبار العملاء


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال ان احد اراذل خلفاء بني العباس(وما اكثرهم) كان مولعا بالشطرنج وربما كان يقضي في لعبه وقتا ثمينا تكون الدولة المترامية الاطراف احوج ما تكون اليه
وفي ذلك الزمن الصعب حيث الثورات تتناول اطراف البلاد والولاة يظلمون وينتهبون ويفعلون الافاعيل كان هذا الخليفة لا يعجبه اكثر من (داس) شطرنج يلاعبه فيه زوجته السيدة الاولى كما يسمونها اليوم والتي كانت ذات حظوة ومكانة عنده
كانا يلعبان الشطرنج ويضعان رهانا يتكرر كل يوم وكل (داس) , اذا غلبها يجرها من شعرها في كل غرف القصر وساحاته ودهاليزه وامام جواريها واذا غلبته تختار له اقبح جارية من جواريها ليمارس معها الجنس
في اثناء حديث بينهما جرى ذكر الجنة والنار والحساب والعقاب فقال لها انه لايشك انه من اهل الجنه, قالت له: ومايدريك انك من اهل الجنه؟ انزعج وقال لها بغضب :اذالم أكن من اهل الجنة فأنتي مني طالق
وعلى رأي من يعتقد صحة تعليق الطلاق على شرط واقف او فاسخ فان هذا يعتبر مشكلة كبيرة وقضية عويصة لا بد من ايجاد حل لها وفقا للموازين الشرعية, فكيف له ان يمسها ما لم يتأكد هل انها تعتبر مطلقة ام لا زالت على ذمته؟

احتار الخليفة في كيفية الخروج من هذا المأزق واحتارت زوجته وانشغلت اذهان حاشيته والمقربين منه في البحث عن الحل المناسب
استدعي كبير الفقهاء على عجل , جاء الرجل خائفا مرعوبا يتعثر بخطواته,طلبوا منه ان يأتيهم بالمخرج الشرعي, فكر الرجل كثيرا , عصر دماغه, واستعرض في ذهنه كل الابواب المفتوحه وكل الحسابات المتاحه وكل الاعذار المقبوله
اخيرا جائه الفرج وتهلل وجه فرحا
قال لهم: أئتوني بمصحف , فجاؤوه به, قال للخليفه: يا امير المؤمنين اتقسم على المصحف انك تخاف الله؟ قال الخليفة : نعم, وتقدم ووضع يده على المصحف واقسم بالله انه يخاف الله , تهلل وجه الفقيه فرحا وصرخ بنشوة الانتصار: ابشر فانت من اهل الجنة يا مولاي,تهلل وجه الخليفة وانفرجت اساريره وسأله: كيف عرفت ذلك؟ قال : لان الله يقول في محكم كتابه الكريم( ولمن خاف مقام ربه جنتان) وهكذا رجع الخليفة الى اهله عريسا وعاد الفقيه الى بيته بحمل بعير من الدنانير الذهبيه
هذه القصة حقيقية واشخاصها حقيقيون لكني تحفظت على اسمي الخليفة والفقيه احتقارا لهما واشمئزازا منهما

مشكلتنا نحن المسلمون اننا ثلاثة اصناف لا رابع لها, حكام طغاة يتشدقون بالدين والتدين من اجل ديمومة كراسيهم وفقهاء مأجورون يسخرون النصوص الدينية من اجل ان ينالوا من متع الدنيا ومباهجها وشعوب ساذجة يقودها الفقيه ويسوقها الحاكم حتى يرث الله الارض ومن عليها
الدين والسلطة عندنا توأمان لا يفترقان, السلطة تدعي المحافظة على الدين والدين يدعي انه يقوم السلطة ويراقب عملها واله يعلم ان كلاهما يكذبان
فقط في بلادنا المنكوبة بالطغاة والجلادين نجد ان الحاكم الظالم المتسلط يتشدق بالدين ويدعي انه يعمل وفق احكامه ويسهر من اجل المحافظة عليه بينما هو يعمل بكل ما لا يرضي الله من الجرائم والموبقات ونجد الفقيه المنافق يدعي انه رجل الله في ارضه وانه الوسيط بين الخالق ومخلوقاته بينما نجده متكالبا على ملذاته وشهواته متزلفا ومتقربا للحاكم بكل ما يستطيع من اجل ان ينال برضاه من حطام الدنيا وزخرفها
فقط في بلادنا المنكوبة بالطغاة نجد ان العلاقة بين الحاكم والفقيه هي كالعلاقة بين السباع والجوارح التي تتبعها اينما ذهبت لا حبا فيها بل طمعا فيما تتركه من بقايا فرائسها
الحاكم ظالم باسم الله والفقيه كاذب باسم الله ونحن مظلومون ومكذوب علينا باسم الله ايضا
في الوقت الذي تتنفس فيه كل صدور بني ادم هواء الحرية والديمقراطية في كل بقاع الارض مازالت صدورنا نحن العرب ملئى بهواء الطغيان والتسلط على مدى القرون الاربعة عشرة الماضيه وكانما لاحظ لنا في ان نعيش مثلما يعيش البشر
لست عنصريا ولا تستهويني الشعارات القومية التي عفا عليها الزمن لكني احترم العرب كأمة بما لهم من تاريخ عريق وحضارة عظيمة واعتقد انهم يستحقون الافضل لانهم ليسوا اقل من غيرهم من الشعوب والامم
وفي هذه الايام التي تشهد حراكا تحرريا واحتجاجات وتظاهرات تطالب بالديمقراطية والتغيير والاصلاح بعد قرون من التغييب والتهميش لارادة الشعوب وحقها في الحياة الحرة الكريمة يطل علينا الصوت النشاز لمن يسمونهم بهيئة كبار العلماء
صوت متخلف رديء قادم من وراء التاريخ ومن خارج الحسابات البشرية ليطالب هذه الشعوب المنكوبة بالتسلط والطغيان ان يبقوا اذلاء راكعين حتى يوم الدين
لمن لا يعرفهم فهم احد اهم مفاصل النظام المتحجر في بلاد الحرمين, واحد اهم ركائز حكم (ال سعود) ومن اهم دعامات حكمهم المتخلف منذ ما يزيد عن قرنين من الزمان
لمن لا يعرف طبيعة النظام الذي يقوده (ال سعود) فانه يتكون من خطين متوازيين ومرتبطين بتحالف وثيق يحقق مصالح كل منهما ويستطيع بموجبه كل منهما ان يحمي الاخر ويديم بقائه
الخط السياسي يديره( ال سعود) منذ استيلائهم عل السلطة في بلاد نجد والحجاز بتلك الوحشية والهمجية التي نقلتها لنا كتب التواريخ والخط الثاني يديره ( ال الشيخ) وهم ابناء محمد بن عبد الوهاب الشخصية المثيرة للجدل بافكاره التكفيرية التي لم يستثن منها احدا
مازال الحلف بين الخطين قائما كما هو من عهد سعود وابن عبد الوهاب وحتى الان , يقوم فيه (ال سعود) بتمكين ال الشيخ من زمام القيادة الدينية والمقدسات الاسلامية والافتاء والتدريس والدعوة في بلد هو قبلة المسلمين ومحط أفئدتهم ويقوم ال الشيخ بتدعيم حكم( ال سعود )عبر ايهام الاتباع والمنقادين لهم بان ال سعود هم ظل الله في ارضه وان طاعتهم هي طاعة الله عن طرق الفتاوى الضالة التى تجد طريقها سالكا الى عقول السذج والبسطاء
وبعد فتاوى ارضاع الكبير التي اضحكت العالم علينا(وسوتنه سينما) طلع علينا ال الشيخ بفتوى جديده تحرم التظاهر السلمي الذي دعا اليه شباب الحجاز وتعتبره خروجا على ولي الامر الذي افترض الله طاعته
الغريب انهم لم يختصوا بالتحريم ما قد يصاحب التظاهر من اعمال عنف او اراقة للدماء او اتلاف للممتلكات العامة والخاصة او تعطيل للمصالح ولو فعلت ذلك لما كان لنا معهم كلام بل يحرمون التظاهر ايا كان شكله
يحرمون ان يفتح المظلوم فمه ليقول للظالم انت ظالم, يحرمون على الام ان تتسائل باي ذنب اعتقلتم ولدي ويحرمون السؤال عن سبب ابقاء المعتقلين لسنوات بدون محاكمه, يحرمون عليهم ان يسالون عن سر التمييز الطائفي بين مواطن واخر, يحرمون عليهم ان يطالبوا بحكم دستوري يكون فيه الحاكم موظفا وليس الاها يعبد من دون الله، يحرمون عليهم ان يحلموا بدولة مدنية تحترم الانسان وتهتم بشؤونه دون تمييز على اساس ديني او مذهبي , يحرمون عليهم عن سر بقاء ال سعود) متسلطين على رقابهم دون اختيار منهم او قبول)
هؤلاء الذين يسمون انفسهم عملاء لايعرفون من العلم الا تقديس الحاكم والتسبيح بحمده ويستعينون في ذلك بالاحاديث المكذوبة والموضوعة والتفاسير المبتذلة التي صاغتها ايادي الوضاعين ايام بني امية من قبيل
روى مسلم في كتاب الامارة عن رسول الله (ص) انه قال "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي, ولا يستنّون بسنّتي. وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قال : قلتُ : كيف أصنعُ يا رسول الله إن أدركتُ ذلك؟
قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرَبَ ظهركَ وأخذ مالكَ, فاسمع وأطِع
ومن قبيل
عن عبادة بن الصامت قال : " دعانا النبي(ص) فبايعناه. فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا و وعسرنا ويُسرنا, وأثرة علينا, وأن لا ننازعَ الأمرَ أهلَه, إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان" - صحيح البخاري كتاب الفتن.
وأيضاً " مَن كره من أميره شيئا فليصبر فانه مَن خرج من السلطان شِبراً مات ميتة جاهلية" - صحيح البخاري كتاب الفتن.
وروى أبو هريرة أن النبي(ص) قال " مَن أطاعني فقد أطاع الله. ومَن يعصِني فقد عصى الله. ومن يطع الأميرَ فقد أطاعني, ومَن يعصِ الأميرَ فقد عصاني" - صحيح مسلم كتاب الإمارة
وروى البخاري ايضا في كتاب الفتن , عن عبد الله " قال لنا رسول الله(ص) : إنكم سترونَ بعدي أثرة وأموراً تنكرونها. قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال : أدّوا إليهم حقهم وسَلوا الله حقكم


بهذه الاكاذيب يدلسون على البسطاء ويستغفلونهم وبهذه الاكاذيب يسوغون للظالم ظلمه ويسكنون المظلوم ويغلقون فمه
هؤلاء العملاء الماجورون يبثون فتاواهم المسمومة عبر القنوات الرسمية من صحف ومجلات وفضائيات ومن على منابر الوعظ والارشاد وفي مواقع الانترنت وفي خطب الجمعه ودروس الدين والعقيده
عين الشمس لا يمكن ان تخفى بغربال والحقيقة قد تخفى لفترة ولكن ليس الى الابد ومسيرة الحياة لا بد ان تستمر والزحف نحو الحرية والانعتاق هو سمتها الاساسية فالى متى سيظل هؤلاء العملاء يسيرون عكس التيار؟
الشباب العربي يطالب بالتغيير وها قد نجحت ثورات الشعب العربي في تونس ومصر ومازالت الثورات متقدة في اليمن وليبيا والبحرين وعمان والجزائر وستنتقل الى اماكن اخرى عن قريب وستنتصر باذن الله
الشعوب العربية تنتفض لتزيح من على اكتافها غبار قرون من الدكتاتورية والتسلط والظلم والحكم الفردي والمستقبل سيكون للشباب الذي اخذ على عاتقه مهمة التغيير
لن يكون العملاء الا حيث وضعوا انفسهم اذلة خاسئين وستنتصر ارادة الحق والحرية ومثلما انتصرت ارادة التغيير في تونس ومصر ستنتصر ايضا في اليمن والبحرين وليبياوكل البلاد العربية وستنتصر ايضا في ارض المقدسات طال الزمن ام قصر
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلقها يا مالكي.... طلقها ان استطعت
- من فضلكم... دعوني اكذب
- اثنان واربعون ... يامفتري
- مصر.. مصر.. مصر
- مملكة الدماء
- ومتى سترحل انت ايضا؟؟؟
- لا تقلق سيدي العقيد ..... الدور لك
- شعلة بو عزيزي
- حكومه ام ال44
- ديمقراطية العم مبارك
- الى متى ستصنعون الطغاة؟؟؟
- بالكونيه ! ! !
- نظرة فابتسامة فحذاء
- تحالف الظلام
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟
- اتعرف لماذا نكرهك يا اوردوغان؟؟؟
- مطلوب انت يا باراك
- الذات الاميرية ام الذات الالاهيه؟؟؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - هيئة كبار العملاء