أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!














المزيد.....

طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 14:55
المحور: حقوق الانسان
    


من غرائب القدر في العراق ان تجد يوما بعد يوم مزيداً من التناقضات بين ما يصرح به كبار المسؤولين وبين ما يطبق على ارض الواقع , لتتعمق في فجوة صارخة حدة هذا التناقض بين الشعار والسياسة المطبقة في مفاصل الدولة المختلفة التي هي ذات علاقة مباشرة بحياة الفرد والمجتمع , والى الحد الذي يحاول معه البعض ان يفرض قسرا تلك الرؤية التي تشير الى ان الاوضاع في طريقها الى الاصلاح , حتى يصطدم المرء الذي خدع ذاته بمثل هذا الوهم , بعتبة الممنوع التي وضع خطوطها السادة المسؤولون في المؤسسات العراقية وبشكل لا يخلو من الدهاء في كثير من الاحيان .

السبب في كل ذلك يعود الى الاعتماد المطلق للدولة في ادارة المؤسسات على شخصيات حزبية يشهد لها في الغالب الاعم بعدم الكفاءة وبانعدام الروح الانسانية والوطنية في التعاطي مع الشان اليومي للمواطن العراقي , الذي يصدم في كل لحظة من لحظات حياته التي يحتك فيها بعمل المؤسسات , بفواجع لا قبل للعقل الواعي بتصديقها بهذه السهولة , في ظل حملة الشعارات التي يتقن كبار قادة الكتل السياسية اطلاقها في حملاتهم الانتخابية ومقابلاتهم التلفزوينية , فهم المنقذ لاعضاء احزابهم من نقد الجماهير الاذع في ظل قدرتهم الكلامية وهيبتهم المستمدة من عشرات الحمايات التي يوحي مظهرها بعصابات الكاوبوي الشهيرة القادمة هذه المرة من شوارع العراق لا امريكا .

في الامس طرحت البعض من المواقع الالكترونية خبرا مفاده قيام احد الموظفين العاملين في هيئة النزاهة بالبحث في ملفات احدى عضوات المجلس البلدي في محافظة الديوانية , ليكتشف قيامها بتزوير بعضٍ من وثائقها الرسمية التي استغلتها في الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات , وعلى اثرها صدر قرار بايقافها عن العمل . لكن العجيب في الامر ان تتم معاقبة هذا الموظف العراقي من قبل احد الافذاذ الذين انتخوا بحمية لا مثيل لها ليقوم بفصل هذا الموظف من وظيفته الرسمية , عقابا له على جرأته على ولاة الامر وقادة البلد , كي يكون عبرة لمن يريد التصديق بما يقال عن التغيير وعن امكانية اصلاح المؤسسات في ظل تحول الموظف الى رقيب على اداء قادته ومرؤسيه في الدوائر المختلفة , وهي مهزلة ما بعدها مهزلة وماساة ما بعدها ماساة ( على افتراض صحة الخبر الذي لم تكذبه حتى الان اي جهة بعد ) .

ما حصل لا يمكن الا ان يفسر من قبلنا على انه رسالة الى العراقيين وبالذات الموظفين بان لا تصدقوا كل ما يقال في وسائل الاعلام من حديث ينسب الى هذا او ذاك من كبار مسؤولي الدولة , لا تبتعدوا باحلامكم وتصوراتكم بعيدا , فانتم بعد لا زالتم تحت امرتنا وقيادتنا وظيفيا وعشائريا ومعيشيا , ولايمكنكم العيش اذا ما امرنا بالعقاب الذي تستحقون . رسالة وفعل يود من قام به القول بان التدرج الهرمي في السلطة يعني ان سقوط احدنا بفعل شكوى تقدم من هذا الموظف او ذاك , سيكون لها تاثير الدومينو على بقية المسؤولين الاعلى رتبة ووظيفة ومنصبا , لذا جاءت العقوبة جزاءً لمن اكتشف التزوير , كي يصمت من لديه النية في كشف المزيد ويتردد الف والف مرة قبل ان يفكر في المطالبة بحقه المغتصب وباصلاح يترجاه كل العراقيين .

اذا ما وجد هؤلاء الغطاء لتزوير شهاداتهم ووثائقهم الرسمية ولنشر الفساد في مؤسسات الدولة , على وزن هذا ما وجدنا عليه مسؤولي الدولة السابقيين ونحن على هديهم لسائرون , فان الخراب لن يتوقف والانحطاط لن ينتهي , طالما يغمض الرقيب عينيه عن افعال هؤلاء ويفتحها كاملة على اخطاء الصغار ممن لا يمتون الى احزاب السلطة باي صلة , فاي عراق هذا الذي تريدون بهذه السياسة العوجاء يا ترى ؟؟ .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حس ...
- قراءة في كتاب : الجغرافيا على المحك
- باريس تكرم العميد البحري بييري : استقبال خطط له من قبل الجمع ...
- جدل الديمقراطية والدولة في العراق
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...


المزيد.....




- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية
- هل تستطيع الجنائية الدولية اعتقال نتانياهو؟
- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!