قيادة القوات المسلحة والتغيير بالقطارة !

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا نظن ان قيادة القوات المسلحة المصرية . وهي في طريقها لنقل السلطة لحكم مدني . سوف تستمر في عملية التغيير بالقطارة . . حتي قيل انها تقود الثورة المضادة ..
ولا نظن أن قيادة القوات المسلحة سوف تمضي في طريق المناورة والمحاورة والمداورة ، والاستجابات الجزئية . بعد طول مظاهرات ومرار ، وعلي مضض وبمرارة ، في تلبية مطالب الشعب والثورة . لأجل التغيير . لا نظن ذلك سيستمر . ثم يلقي باللوم علي المتظاهرين ويعتدي عليهم !.

ولا نظنها ستستمر في المزيد من التلكؤ والتباطؤ . في تنفيذ تلك المطالب للشعب والثورة .. كما حدث من تباطؤ – ولا نريد القول : تواطؤ - في ابلاغ الدول الأجنبية . لتجميد أرصدة مبارك وعائلته . حتي تم تهريبها للسعودية والخليج ( وشاع الخبر . شاع ) ..
كلا لن يستمر الحال علي ذاك المنوال . فاستقالة الضابط أحمد سفيق . وقدوم رئيس وزراء مدني " دكتور عصام " . دليل بداية حسن نية ، وليس انسحابا تكتيكيا . لما يعتبر ثورة مضادة .. ثم العودة بشكل آخر أو بشخص آخر ..

ولا تعتقدوا ان الهيئة العليا للقوات المسلحة تعتبر مؤسسة الجيش : عزبة .. أو تكية للضباط .. كلا .. .. بل يوقنون ان الضباط موظفون عند الدولة ، عند الشعب . ومن يبلغ منهم سن التقاعد يخرج علي المعاش وياخذ مستحقاته الحياتية بالحلال وبالشرف ...

وكذلك الحال بالنسبة للشرطة .. لا يظن ضباط الشرطة أن مؤسسة الشرطة . عزبة أو تكية للضباط .. بل هي مرفق حكومي لخدمة المواطنيين . والضباط موظفون . كباقي موظفي الدولة . من يبلغ منهم سن التقاعد فانه يحصل علي مستحقاته الاعاشية . ككل موظفي الدولة . ويخرج محترما مشكورا .

باستطاعة المصريين أن يعلقوا آمالا كبيرة في الاصلاح . فقط في حالة لو تم تعيين وزير للداخلية مدني سياسي وليس من ضباط الشرطة .

منذ حوالي مائة سنة مضت – في العصر الملكي - . كان يشغل منصب وزير داخلية مصر . سياسيون مدنيون . بل و مفكر .. - رجل فكر وعلم وثقافة - وليس ضابط شرطة . وكانت مصر . في ذاك النهج تسير علي طريق أرقي دول العالم . فمن ذا الذي دفع بها للخلف مائة عام ؟ انه الحكم العسكري . الجاري انهاؤه . واقامة حكم مدني بديل له ..

في العصر الملكي . شغل المفكر والكاتب والمحامي " أحمد لطفي السيد باشا " منصب وزيرالداخلية ..... ( وهو الملقب ب " أستاذ الجيل " ، وأول مدير للجامعة المصرية والذي تولي وزارة التعليم – المعارف - ) ..
و تجدون ذلك في موقع وزارة الداخلية المصرية . نفسها . ستجدونها تفخر بالقول : (( المفكر والكاتب والمحامى الشهير احمد لطفى السيد تربع على كرسى وزير الداخلية فى لمحة تحسب للتاريخ المهم لتلك الوزارة ..)) رابط موقع وزارة الداخلية :
http://www.moiegypt.gov.eg/Arabic/About+Us/History/internalMinisterOffic/##
-
تصوروا معي . أن يكون وزير الداخلية رجل فكر وثقافة وعلم ... فكيف يكون حال أدب وأخلاق وانسانية ضباط وجنود الشرطة ..؟
هذا كفيل بأن يحفظ كرامة وأمن كل من الشعب ، ورجال الشرطة .. علي حد السواء ....

ويتأكد الأمل في التغيير والاصلاح . مائة بالمائة : عند تعيين وزير للدفاع . أيضا من السياسيين المدنيين . كما هو بالعديد من أرقي دول العالم . ومصر في هذه المرحلة بالذات وفي هذه الايام وبالضرورة ولأجل العبور الأهم والأعظم لعصر الدولة المدنية . من الديكتاتورية للديموقراطية . نحو التقدم والرخاء . من الضروري جدا جدا :
ان يتولي منصب وزير الدفاع : رجل سياسي مدني . مستقل . مشهود له من خارج أعوان النظام الساقط .

المنصب المدني او الحكم المدني الحق : لا يجعل شاغله من نفسه بوابة خلفية للجيش أو للجماعات الدينية . للتسلل الي السلطة . منعا لافساد مدنية الحكم .

مقولة :ان وزير الداخلية لابد من أن يكون لواء شرطة . لزوم الحزم ..! ..
ومقولة : ان وزير الدفاع . لابد أن يكون أحد كبار ضباط الجيش ، لزوم الحزم ..( ! ) ..
ومقولة اننا شعب فرعون ولابد من ضابط عسكري يحكمنا !! .. !! ..
تلك المقولات الباطلة روج لها جهاز أمن النظام العسكري البوليسي منذ عام 1952 ..

مصر . وهي الآن . في أحرج أوقات الانتقال من حكم عسكري بوليسي رهيب . لحكم مدني .. كم هي في حاجة لوزير داخلية مدني سياسي ..
وكذلك في أشد الحاجة لوزير دفاع مدني سياسي . لا عسكري ..
ويجب أن يتم ذلك في هذه الأيام . حيث لا تزال الدماء الجديدة تجري بشرايين الشعب والبلاد ..

وعلي ضباط الجيش والشرطة . كمصريين . أن تكون لديهم الشجاعة لتأدية التحية العسكرية للحكم المدني ، وللوزير المدني . أي : للشعب .. الذي أنجبهم ، وعلمهم ، وكلفهم بحمايته .

لمدة ربع قرن قادم – علي الأقل - يجب أن يكون وزير الدفاع . باستمرار : رجل مدني سياسي .. ، وكذلك وزير الداخلية . حتي يألف الجيش وجهاز الشرطة – والشعب أيضا - . مدنية الحكم .. بعد 60 عاما من حكم عسكري بوليسي .. جري في تلك السنوات الستين ما جري .. وحدث فيها ما حدث ، وهلك الأخضر واليابس ... واشتعلت البلاد بنار الظلم والفساد . فهبت الثورة في 25 يناير 2011 .
***********

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات