أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - يكفي تحمل الشعب لسبع سنين عجاف















المزيد.....

يكفي تحمل الشعب لسبع سنين عجاف


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كـان حلم العراقيين الذين تحملوا العذاب و القمع والبطش عقودا طويلة من حكم البعث الفاشـي ودكتاتورية صـدام الأرعن أن ينهضوا بعـد الخلاص مـن جوره وقمعه وان يتكاتفوا ببنـاء وطنهم يدا واحدة من كافة الأديان والمذاهب والقوميات ولكن ولان الخلاص لم يكن على يد الشـعب العراقي كمـا حصـل مؤخرا في تونس ومصـر وإنما انتهى النظام الدكتاتوري ليخلف لنـا الاحتلال ولتدمـر الدولة العراقية بمختلف مؤسساتها ليحكم العراق بالمحاصصة الكريهة والممزقة للوطن والعبـاد وجاءت إلى سـدة الحكم فئات من المعارضة التي ما أن اسـتلمت الحكم حتى عاثت بالعراق فسـادا وعزلت نفسها في منطقة جرباء محيطة حكمها بأبواق تافهة من المتملقين والمنافقين ومستخدمة الدين كواجهة في خداع وتضليل شعب عانى من الجهل والأمية لعشـرات السنين ، هذا الحكم المحمي بحراب القوات الغازية والذي حقق أرقاما قياسـية في الفسـاد وسـرقة ثروات الشعب والتزوير والمحسوبية والمنسـوبية وحرمان الكفاءات من فرص المساهمة في إعادة بناء البلد فالفشـل هو ابرز صفة لنظام لم يتمكن من تشـكيل حكومة كاملة بعد مرور عام على الانتخابات

إن وعـود مسئولي الحكومـة كوعـود عرقـوب إذ بعد سـبع سـنوات من الفشـل التام في تلبية مطالب الناس وتقـديم ابسـط الخدمات نسـمع المسئول الأول عن الفشـل متوسـلا بالناس بان يصبروا فقط هذه السـنة بحجة نقص الموارد المالية في نظام لم يقدم لحد الآن حسـابات أي من سـنين حكمه ، والسـؤال الذي لابد ان يطرح هو أين تذهب مليارات بيع النفط وهل أصبحت لا تكفي لتغطي نهبهم وسـرقاتهم ففي الوقت الذي ليس هناك اثر لأية مشـاريع حقيقية من مصـانع تمتص البطالة او تنمي الزراعة أو توفر المـاء والكهربـاء أو شـوارع مبلطة او نقل عصـري او مجاري تخلص الشـوارع والبيوت من أثار مياه الإمطار والمياه الأسنة التي تزكم رائحتها الأنوف في مراكز المدن. أليس من حق المواطن أن يتعجب من عناصر فاسـدة تدعي عدم وجود موارد كافية في الميزانية في وقت تتضخم فيه رواتب الرئاسـات الثلاث التي ستضاف لهـا رئاسـة رابعة للشـريك الجديد القديم ورواتب النواب الجدد الذين لم يتورعوا عن اسـتلام الرواتب بعد جلستهم المفتوحة المخزية لأكثر من ستة أشهر دون عقد أية جلسـة إضافة إلى تقاعد النواب القدامى لتستنزف 36 % من ميزانية الدولة او بما قدرته صحيفة بريطانية بألف دولار للدقيقة الواحدة كسـحت حرام يسـرق تحت سـمع وبصر العاطلين من الشـباب والخريجين إضافة للمحرومين من ملايين الأيتام والأرامل و بقوانين يجب آن تسـمى قراقوشـية وفي وقت تعجز الحكومة حتى عن توفير مفردات البطاقة التموينية لأشهر طويلة في حين يحاولون مستميتين تحويل بغداد إلى قندهـار جديدة يمنع فيها الفرح والموسيقي والغناء والفنون التشكيلية، فمـا أحوجهم في ذلك إلى خير الله طلفاح والحملة الإيمانية لصدام المقبور .

إن هناك رياح جديدة هبت على المنطقة مع بدء ثورتي تونس و مصـر وها هو القذافي يترنح قي طريقه الى مزبلة التاريخ بالرغم من ارتكابه مجازر دموية ومصير دكتاتور اليمن لاشك قادم وتمر المنطقة بزلزال عاصف و هناك حراك ومظاهرات في معظم دول المنطقة من الجزائر وليبيـا وكذلك الأردن والبحرين واليمن ولتشـمل العـراق أيضا حيث تعرضت المظاهرات المطلبية في الحمزة والديوانية والكوت والانبار والسليمانية إلى إطلاق نار إجرامي أدى إلى سـقوط العديد من الشـهداء ممـا يعكس الوجه القمعي القبيح لأجهزة السلطة القمعية التي تنتهك حقوق المواطن في التظاهر السلمي ومطالبته المشـروعة بالخدمات بل حتى المطالبة بتنحية العناصر الفاسـدة والمرتشـية والفاشـلة , وسـوف لن تنطلي ادعاءات رجالات السـلطة ووعودهم الكاذبة ألتي ملها الناس من كثرة ترديدهـا ، ونأمل أن تكون مظاهرات الخامس والعشـرين من هـذا الشـهر بداية تحـرك جماهيري واسـع على نطـاق كافة محافظات العـراق وليس بغـداد وحدهـا لتكون جرس إنذار للحكومة القائمة بان مصيرها لو استمرت في غيها سـوف لا يختلف عن مصير الدكتاتوريات المتسـاقطة تباعـا في المنطقة وسـوف لن ينفعها التشـدق بديمقراطية مزيفة ودسـتور مهلهل وبرلمـان بعيد عن إرادة الشـعب فرضت بأكملها من قبل الحاكم العسكري الأمريكي حيث لم يحصل الغالبية الواسعة من أعضاؤه سـوى بضعة آلاف صوت لكل منهم وبذلك فهم مأمورين خانعين خاضعين لرؤسـاء كتلهم الذين كرموهم بتلك المقاعـد ولذا فهم بعيدين كل البعد عن تمثيل إرادة الشعب والذي يعتبر تمثيله الشرعي الحقيقي عبر المظاهرات.

إن العراقيين الذين فجروا الثورات والانتفاضـات سـيكونون قادرين عاجلا آو آجلا على انتزاع حقوقهم المشـروعة من الحيتان الحاكمة التي لا تتورع عن اسـتخدام كافة أساليب الكذب والتضليل بمـا فيها التستر بعباءة الدين للاسـتمرار في الحكم متناسـين الحكمة القديمة المعروفة بان الظلم لو دام دمـر وسوف لن يفيد المتمسكين بمقاليد الحكم الضحك على عقول المعذبين بادعاءات فارغة عن "العراق الجديد والديمقراطية الجديدة" في وقت يتصدر العراق قائمة أكثر دول العالم فسـادا حيث يجري تشريع النهب والعفو عن التزوير كمـا لا يمكن تبرير فشـلهم الفظيع طيلة أكثر من سـبع سـنوات عجاف أهدرت بالدجل والتضليل بوعود فارغة أو بالمواعظ التي لا تشبع من جوع او يمكن التعويض بها عن الكهرباء المفقودة والحصة التموينية الغائبة او الغلاء الفاحش ولكن يبدو أن سكنة المنطقة الخضراء بملياراتهم المسروقة من قوت الشعب في واد والشعب المنهك في البحث عن ابسط مستلزمات الحياة الكريمة في واد آخر ، ولذا لا يمكن التعويل على البرلمان المشوه في عكس مطالب الجماهير التي ينبغي أن لا يغيب عنها المطالبة بإنهاء حقيقي للاحتلال الذي مـا زال مسيطرا على مقدرات العراق وقراراته المصيرية وباعتباره المسئول وأزلامه عن تدمير الدولة العراقية ومؤسساتها واستيراد عصابات القاعدة وجعل العراق مسرحا لإجرامهم الذي أودى بحياة مئات الآلاف من أبناء شعبنا وتشريد الملايين داخل وخارج البلد .

إن الشـباب هم الذين يعانون أكثر من سـواهم من البطالة والعوز في وقت تعيش زمرة متحكمة ببذخ فاضح وتحرم الملايين من حياة كريمة وتدفعهم إلى اليأس وفقدان الأمل في بلد يملك خيرات وفيرة ، ونأمل من تظاهرات يوم الغضب في الخامس والعشـرين أن تعكس مطالب الشعب بالأسلوب الحضاري الذي لن يعطي أجهزة النظام القمعية مبررات لاسـتخدام الإرهاب والاعتداء كمـا نطالب الجيش وأجهزة الأمن أن تتجنب تصويب النار للمظاهرات وأن تكون لها وقفة إنسانية مشرفة في حماية المتظاهرين الذين يمارسون حقهم المشروع في طرح مطالبهم كما إن الحذر من العناصر المندسـة آمر ضروري يتطلب اليقظة واللحمة والوحدة وكمـا يقول الشـاعر التونسـي الخالد
إذا الشـعب يومـا أراد الحيـاة فلابد أن يسـتجيب القـدر



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتور آخر يرحل
- تحية لشعب تونس وثورته الياسمينية
- ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس
- غزو العراق وكآبة توني بلير
- انتخابات السابع من آذار وآمال الناخب العراقي
- القائمة المغلوحة
- ستة سنوات من الاحتلال والمعاناة مستمرة
- ثورة 14 تموز بتجرد وعفوية
- هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض ...
- عام سادس من الخيبة والفشل
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار
- اختلاسات وفساد ادراي في مؤسسة الشهداء
- من معاهدة بورتسموث 1948 حتى المعاهدة الأمريكية في 2008
- معاناة المرأة العراقية.... هل لها من أخر ؟
- عشرة محطات عراقية لعام 2007
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - يكفي تحمل الشعب لسبع سنين عجاف