أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الفيتو الامريكي كمؤشر ومدلول:















المزيد.....

الفيتو الامريكي كمؤشر ومدلول:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 21:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا اظن ان احدا كان يتوقع ان لا تلجأ الولايات المتحدة لاستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الامن, ضد مشروع القرار الذي يطالب بوقف الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية, ولا اظن ان من المجدي محاكمة الموقف الامريك اخلاقيا, فسياسات الدول لا تحددها الاخلاق, بل المصالح, ولا يجري تغييرها بالتحريض الثقافي ضدها. بل بالضغط على مصالح هذه الدول وتهديدها. فكيف العمل وفلسطين ليست دولة وهي في موضع المضغوط عليه؟
إن الصراع بين الدول هو صراع تفوق قدرات وقوى ونفوذ, ولا يمكن للولايات المتحدة الامريكية إلآ ان تكون الى جانب اسرائيل, مهما كان السلوك الاسرائيلي سيء او مستهجن اخلاقيا, لان اهمية اللوجستية الجيوسياسية الاسرائيلية, وخدمتها المصالح القومية الامريكية, هي من اهم عوامل التفوق الامريكي في الصراع العالمي, وكلما اتسعت مساحة تاثير اللوجستية الاسرائيلية جغرافيا, كلما زادت حصانة التفوق والنفوذ الامريكي عالميا, وزادت اهمية اسرائيل السياسية بالنسبة للامن القومي الامريكي و لا يقتضي ذلك ان تصبح اسرائيل شريكا مكافئا للولايات المتحدة,وهي تعمل على ابقاء اسرائيل في اطار هذه العلاقة, بمحاولتها فرض التسوية على اسرائيل وقيام دولة فلسطينية, تلعب دور احد الضوابط الامريكية للسيطرة على الجنوح الاسرائيلي نحو الاستقلال والتحرر من النفوذ الامريكي او نفوذ قوة استعمارية اخرى. ولكن دون ان تدفع بها الى اطار نفوذ القوى المناوئة والمنافسة للولايات المتحدة.
ان هامش العلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل تحده هذه الشروط. والذي يبرز صورة انحياز امريكي سافر لاسرائيل, وترتيبا منها للاولويات السياسية الخارجية الامريكية يضع اسرائيل في المرتبة الاولى, ويتجسد باشكال التعهد بتفوقها النوعي ودعمها المالي والاقتصادي وحمايتها بمظلة النفوذ السياسي الامريكي عالميا, وخروجها على الشرعية الدولية, والية ان كل تنامي لاهمية دور اسرائيل في الامن القومي الامريكي يعني انحيازا اكبر لاسرائيل, وابتعادا اكثر عن الحيادية كوسيط في مسار التفاوض والتسوية.
فمنذ فتح ملف ايران النووي, تفاقم الانحياز الامريكي لاسرائيل وتفاقم في مواجهة تبلور محور الممانعة وبلغ مدى واسع مع انضمام تركيا لهذا المحور, وبلغ حده الاقصى مع ظاهرة الانتفاضات الشعبية التي بدات بتونس ومصر وهي مستمرة في المواقع الاقليمية الاخرى, الامر الذي زاد من اعتماد الولايات المتحدة الامريكية على دور اسرائيل الاقليمي كشرطي اقليمي وقاعدة متقدمة لاميركا, فهي ترى عدم استقرار المنطقة في مقابل استقرار وضع اسرائيل وهي ترى للانتفاضات الشعبية احتمالات مفتوحة في مقابل احتمال اسرئيلي مستقر, ولذلك كان لا بد للويات المتحدة الامريكية من استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الامن.
غير إن استخدامها حق النقض الفيتو يحمل رسائل متعددة الاتجاهات, الاول منها موجه لمنظمة التحرير الفلسطينية في محاولة لاعادة ضبط السلوك السياسي الفلسطيني, على مسار التفاوض, وايصاله رسالة مفادها ان وزن الفيتو الامريكي يعادل وزن الموقف الدولي من حيث النتيجة, وانه تبعا لذلك فان الاجدى بالنسبة للفلسطينيين هو قبول الرؤيا الامريكية في العودة لمفاوضات التسوية, والتخلي عن نهج اشكال المقاومة الديبلوماسية التي لجأت لها منظمة التحرير الفلسطينية منذ اعلنت موقف عدم العودة للتفاوض إلا بوقف عمليات الاستيطان. وتحديد مرجعيات محددة لعملية التفاوض.
اما الرسالة الاخرى فهي موجهة للادارة الاسرائيلية ومفادها ان المظلة الامريكية هي التي تحمي اسرائيل من مواجهة محاسمة مع قرارات الشرعية الدولية وحالة الاجماع العالمي المناهضة لعلاقتها الاحتلالية بالفلسطينيين , وان على الادارة الاسرائيلية في مقابل ذلك ان تستمع للنصائح الامريكية بشأن التسوية وان تقبل الرؤية الامريكية لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
اما الرسالة الاخيرة فهي موجهة لباقي المجتمع الدولي, ومفادها ان وجود وبقاء وامن وتفوق اسرائيل, هو خط احمر بالنسبة للامن القومي الامريكي وسياسته الخارجية, وان لها الاولوية على تحالفها التقليدي مع اوروبا, وهي رسالة التقطتها جيدا اوروبا واعلنت دولها الرئيسية فورا امتعاضها منها, بل ان اوروبا اختارت درجة من تفكك الموقف مع الولايات المتحدة حين صوتت في مجلس الامن لصالح قبول القرار, فالمسالة بالنسبة لاوروبا تتعلق بالصراع العالمي العام, اكثر من كونه مسالة صراع اقليمي محصور.
فمن المهم بالنسبة لاوروبا تحرر تقاطع الطرق البحرية الشرق اوسطية من وضع عدم الاستقرار , كعامل يتيح استمرار تحفز اسرائيل لشن الحروب واغلاق قناة السويس مثلا, الامر الي يرفع فورا من كلفة انتاجها الاقتصادي ويفقده قدرته على مستوى المنافسة الحالي والذي هو سيء الشروط اصلا. خاصة انه الى جانب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وصراع اسرائيل مع محور الممانعة, جاءت الانتفاضات الشعبية الراهنة لتزيد من مستوى عدم استقرار المنطقة ولتفتح مستقبلها على خيارات متعددة منها بالطبع خيار تاكل معاهدات السلام الاقليمية التي وقعت بين اسرائيل وبعض الانظمة.
ان الولايات المتحدة الامريكية باستخدامها حق النقض الفيتو انما صوتت في الواقع لصالح مصالحها الراهنة والمستقبلية وعلى الصعيدين الاقليمي والعالمي, وهو ما يوجب علينا ان لا نرى مفهوم سلام في صراع التسوية بل مجال صراع عالمي اقليمي تتقاطع حساباته على الفاتورة الفلسطينية, ومن الواضح ان نقطة ضعف السياسة الامريكية في المنطقة هي اسرائيل التي يجب تصعيد الضغط عليها بمختلف الاشكال والوسائل والاساليب والادوات,
ومن الصحيح هنا ان المقاومة الديبلوماسية في المجال الدولي, والمقاومة الشعبية في المواجهة المباشرة مع اسرائيل, من الممكن ان توسع الهامش بين الموقفين الاوروبي والامريكي بخصوص الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. لكن ما يجب ملاحظته بهذا الصدد
اولا ان حجم وسعة الانخراط الشعبي الفلسطيني في المقاومة الشعية يجب ان يتسع ليشمل داخل وخارج فلسطين, وهو الامر الذي يطرح على منظمة التحرير انجاز مزيد من مهمات اشراك الجماهير الفلسطينية في النضال,
ثانيا ان ذلك يطرح ايضا تنويع اشكال واساليب النضال الفلسطيني وان لا يجري استبعاد اي شكل واسلوب نضالي, بل على منظمة التحرير ان تكتشف نسب اللجوء الى تنوع هذه الاشكال والاساليب والوسائل, والخروج من نهج الخيار الواحد, وقد لاحظنا في الفترة الاخيرة المردود المجزي للعمل الديبلوماسي خارج اطار التفاوض في صورة تتالي الاعترافات الدولية والتي باتت الان اساسا لقبول دولي باشكال واساليب اخرى منها الكفاح المسلح.
ثالثا تطوير العلاقات الداخلية الفلسطينية نحو تجاوز الحالة الانشقاقية ليس بين حركتي فتح وحماس فحسب وانما نحو تجاوز النهج الانشقاقي الفصائلي الذي يجب ان يتاطر بصورة التعددية السياسية والمركزية العسكرية.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- رد مقتضب من وزن ابن الجنوب عليه:
- شكرا سيد المقاومة, لقد تعلم الفلسطينيون الدرس:
- الانتخابات هل هي مازق او حل للازمة الفلسطينية:
- انتفاضة مصر بين الموقف الثقافي والموقف السياسي:
- السياسي والاعلامي ورجل الدين الرخيص عند ايران يخرس:
- الاهم في مصر الغد:
- كيف يمكن تداول السلطة بين جسم بلا راس وراس بلا جسم؟
- ثلاث اسئلة تمنع حدوث _ ثورة _ في الاردن:
- مصر وحرب التشكيك
- عريقات اسوأ شخصية فلسطينية عام 2011م
- ونجت مصر
- مؤسسة مصر العسكرية , وطنية متزنة
- رسالة الى ميدان التحرير: _ حدث _ في مصر:
- كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة:
- عفوا جلالة الملك, لقد اغرقت البخيت مسبقا:
- مصر خارج خطر الانتفاضة وداخل خطر الانقلاب السياسي
- رسالة الى حركتي فتح وحماس: اعتبروا
- ما معنى قيام انتفاضات شعبية تخلو من المطالب القومية العربية:
- نعم لانتفاضة مصر لا للتدخل الاميركي:


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الفيتو الامريكي كمؤشر ومدلول: