أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - فاعلة خير بخمار مثقوب














المزيد.....

فاعلة خير بخمار مثقوب


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 19:59
المحور: الادب والفن
    



لماذا كلّما انتظرنا من كاتبة عربية أن تعبر بنا اٍلى رأسها، عبرت بنا اٍلى أخلاقها، وكأنّها تهرب من تهمة ما في انتظارها.
الحقيقة أنّني لم أعد أحترم أيّ قلم نسوي ، يكتب لكي يشرّع اٍلى قانون ديني معين، واٍلى مدرسة أخلاقية بعينها، فالأدب ليس بحاجة اٍلى تشريعات، وتعاريف دينية مهما كانت، لأنّه لا يحتمل تغطية رأس، وجسم، من باب الايمان به، ومن باب دخول الجنة عن طريقه.
الأدب فن يتقن ذاته أمام وجود أصناف مختلفة من الأفكار، لكنّه ليس ذريعة شرف ولا علاقة له بالله.
من تمتهن الكتابة الأدبية، عليها أن ترقص على أوتار الثقة بنفسها، وعليها ألا تكتب اٍلى قارىء بعينه، وعليها أن تدخل اللغة من باب واسع، ولا تتوقف عن مغازلة الجنون.
كيف ولماذا تكتب المرأة ؟، هذا يدخل في باب الحذر من قلم قد يفضح كلّ شيء، وقد ينام طويلا، ولا يصحو أبدا، طبعا من تنام أبدا لا تهمنا، ولا نريد أن نقحم كسلها في النّقاش، لكن تلك التي تكتب لأجل تبرير ديانتها، واختصاصها الأخلاقي، فهذا يدخل في باب النفاق الأدبي، الذي لا قارئ مختص له، نحن أمام حالة مرضية خصبة، تتعمق في التفاصيل بذاتها، وتدعو اٍلى الانغلاق الأدبي، الذي يشبه الزّحف الديني المكهرب بآيات ارهابية لا علاقة له لا بالسماء، ولا بالأرض، زحف أنثوي يكافح الجمال في عيوننا، ويكافح الشعر في نصوصنا، ويرمينا بالتّهم الدينية والأخلاقية صدفة، وكأنّنا أجناس فضائية، نزلت للأرض لنشر الفساد والرذيلة.
ماذا يعني أن تصلني رسالة تهديد من كاتبة عربية، تدّعي الشّهرة، وتخبرني أنها لا تتأخر عن تلبية دعوة المؤتمرات، والمهرجانات، والمسابقات الأدبية؟، ماذا يعني أن توقّع رسالتها بفاعلة خير؟ ، وكأننا في زمن الستينات، ماذا يعني أن تخبرني أن الموت يسكن أمريكا أيضا، وسيتربص بي قريبا جدا؟ ، ماذا يعني أن يأتي التّهديد الآن بالذات؟
حتى أكون صريحة، وواقعية معكم، فأنا لا أجد أية اٍجابة مقنعة، أمام هذه الأسئلة الصمّاء، لكن من هددتني بهذه الصيغة المراهقتية، أكيد تكون واحدة من قارئاتي غير العفيفات، لأنّ العفة لا تدفع بالاٍنسان اٍلى الخطيئة، ولا الدين الحق، ولا الأخلاق الحميدة، ولا الاٍختلاف في الرأي، ولا أي أمر آخر…من جهتي أحب التّعبير عن أفكاري بحرية مطلقة، واٍن كنت أحيانا أعبر عنها بقسوة، فهذا يبقى دائما داخل حدود الكتابة، ولا يحتاج اٍلى أي تبرير ديني، أو عقائدي .
من تتعلم الحرية في حياتها، عليها أن تكون مسؤولة أمام ما تكتب، وعليها أن تخاطب الحياة بثقة، وتمرّر أفكارها بذكاء عن ثقافة ووعي، وليس عن مهاترة.
أرجو أن تسمح لي هذه الكاتبة الافتراضية التي تقتلني اليوم قبل الغد بعقدة الدين فيها، أن أخبرها، أنّني أحب التّفتيش في الله، فمن خلق لي هذا العقل الدقيق، أكيد ينتظر منّي أن أدخل معه في نقاشات حادّة، ليس لتبرير وجوده، واٍنّما للمزيد من الثقة به، ومحبته، والسكون اٍليه، فمن يجيب على كل الأسئلة، عليه أن يجيب على كلّ التّهم أيضا، وأنت يا سيّدتي الكاتبة، واحدة من التّهم المطروحة أمام جلالة الله، التي تعتقدينه متفرغا لك وحدك، في ملكوت جبنك.
لا أدري كم مرّة تستغفرين الله في اليوم، في الوقت الذي أكون أنا قد زرعت نبتة صغيرة جديدة في حديقتي، وفي الوقت الذي أقطعه من بيتي لزيارة مستشفى سرطان الأطفال، ودار اليتامى، وفي الوقت الذي أحب فيه الحياة بسخاء، لأنّها تستحق، ولأنّ واحدة مثلك تمنحني السعادة أكثر مما تعتقد، ومن حيث لا تدري، في الوقت الذي تحفر لي فيه حفرة عميقة تشبه حفرة رأسك المملوءة بشتى ألوان العفونة، والمرض… ولأسباب مجهولة تقعين فيها أنت، ولا تجدين مخرجا.
صبرك على المحن يا رب



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتبة مبتدئة على أبواب الأربعين
- أوطان ليست للبيع
- خيانة بالخطأ
- قاعدون... قاعدون
- مقص اللغة الأجنبية
- مدافن جماعية للجوع
- غفوة
- ركعة واحدة
- أسئلة حول منهجية التّعليم
- مع حرية الفكر
- تراجع المقروئية عند العرب
- بين قوسي مصر والجزائر
- موقع فوبيا للأدب والجنون يدعوكم للكتابة
- الثقافة وطن
- رسالة اٍلى جسدي
- دونجوانية الجسد
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - فاعلة خير بخمار مثقوب