أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن الحل في الإصلاح















المزيد.....

الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن الحل في الإصلاح


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دون شك لا يروق العنوان أعلاه للحكومة في أقليم كردستان ولا لقيادات الحزبين الحاكمين ، لكن دون أية مجاملة فأنا لا أكتب تقرباً وتزلفاً لحركة التغيير ، بنفس المقدار الذي ما تزلفنا وما تقربنا من خلال قلمنا للحزبين الحاكمين ، وذلك لأن هذا القلم الذي أكتب به لم يتروض وهو عديم الإستيعاب لدروس التقرب والتزلف والمجاملة والتملق لأحد ...!
إن البيان الذي صدر عن قيادة حركة التغييرمساء يوم السبت الماضي29 يناير 2011 والذي دعت فيه الحركة الى حل الحكومة والبرلمان ورحبت بالاحتجاجات التي تشهدها الدول العربية والتي بدأت تنجح فعلاً في الإطاحة بالأنظمة الفاسدة ، هو بيان يحمل رسالة واضحة جدية مفادها ان النظام السياسي القائم في كردستان هو نظام شبيه بالأنظمة الحاكمة في الدول العربية وانه أيضاً يعاني من الفساد وانه رغم التاريخ النضالي لأقطابه من الحزبين الحاكمين لكنه تحول على مدى عقدين الى نظام مستأثر بالمقدرات الإقتصادية لأقليم كردستان ، فرغم وفرة الموارد الإقتصادية ورغم الميزانية المخصصة من المركز (بغداد) لحكومة (أربيل) فإن هناك حالة واضحة وجلية من الفقر والبطالة الى جانب الثراء الفاحش لطبقة مستأثرة في ظل إختفاء الطبقة الوسطى التي هي لولب حركة التطوير في كل المجتمعات ...
كان من المفترض – ومازال الوقت مناسباً- لحكومة الحزبين الحاكمين تبني مبدأ العدالة في توزيع الثروات وفي فرص العمل في مؤسسات الأقليم الرسمية وكذلك تغيير الوجوه الإدارية التي غدت شبه أبدية كالمومياءات على الكراسي بدءاً من القادة السياسيين وانتهاءً بمسؤولي فرق التنظيف في مديريات البلديات .
مع اعتقادنا المطلق بأن عملية النهوض بالواقع الكردي كانت مهمة صعبة للغاية وما زال الوضع يتطلب عملاً مضنياً مستمراً مخلصاً نظراً للتركات الثقيلة التي خلفها النظام الديكتاتوري ، لكن كل ذلك ليس مبرراً تلجأ اليه قيادتا الحزبين الحاكمين وتدعي في كل مناسبة وأمام كل صوت منادٍ بالعدالة ( إن الوضع حساس وإن التوقيت غير مناسب)، هذه جملة تعودنا عليها من قبل أولياء الأمر في كردستان وهي مبرر واهٍ وفي غير محله ويقع أولاً وأخيراً في خدمة الشركاء في الحكومة الذين يحكمون قبضتهم على كل المؤسسات الحكومية، وقد تكون( كلمة حق يراد بها باطل ).
إن عملية النقد التي تقوم بها أجهزة الإعلام المستقلة في كردستان حالة وظاهرة صحية ولا يعقل أن يطل المسؤولون علينا بين الحين والآخر ليخونوا ويشوهوا وجه الصحافة المستقلة في أقليم كردستان ، فالنضال الذي كان يجري في كردستان وعلى مدى عقود مريرة من الزمن ليس حكراً على قائد أو حزب أو عائلة بل هو نضال ساهم فيه الشعب الكردي بشتى شرائحه فما زالت قمصان ضحايا الأنفال مبللة بالدم وهم بعشرات الآلاف ومازالت أطلال آلاف القرى التي دمرتها الآلة العسكرية القمعية البعثية شاخصة للعيان ،ولا يحق لأحد أن يدعي (السوبرمانية) وينسى ويستصغرمعاناة ونضالات الشعب الكردي الذي مازال الكثير منه من الثوار الحقيققين مقصياً مهمشاً كإقصاء أبي ذر الغفاري من قبل عثمان ابن عفان ومات دون ان يكون له كفن (وهذا مثال واضح وجلي ففي تلك المرحلة من الخلافة بعد انتصار الإسلام كان هناك صراع مستميت بين (الصحابة)على السلطة ومصادر الأموال وظهرت حالة من الثراء الفاحش مقابل حالة من الفقر المدقع والتاريخ يخبرنا الى أين سارت الأحداث فهل سنتقاتل ثانية في معارك كردية تشبه معركتي الجمل وصفين ، كما سبق وان قاتلنا على السلطة والأموال في منتصف تسعينيات القرن الماضي ؟).
صحيح ان الاحتجاجات الجارية في البلدان العربية هي معركة الأهالي ضد قوى الطغيان المتمثلة بالأنظمة الحاكمة، هي معركة الفقر ضد الثراء ، هي معركة العدالة ضد الظلم، هي معركة المساواة ضد التفرقة، هي معركة الإنسان ضد الطغيان ، وأنا اسميها بمعركة المظلومين المقهورين لإستعادة كرامتهم التي اهينت بفضل السياسات الخاطئة والظالمة للأنظمة الحاكمة ،ويبدو ان هذا الوقت يشهد ظاهرة يقظة حقيقية ، لذا نتمنى من القيادات الكردستانية عدم تخوين المناوئين وعدم الصاق التهم بهم جزافاً فهذه نغمة قديمة تعودنا عليها في شرقنا البائس ...
من الجانب الآخر نتمنى من حركة التغيير أن تكون صادقة في نواياها وان يكون خطابها الإعلامي والسياسي متوافقاً ومتناغماً مع عملها ، لاأن تتحدث وتصرخ متخذة من معاناتنا قميص عثمان ومن ثم ينكشف ان جل جهدها يصب في خانة الوصول للحكم فهذه الذرائعية موجودة لدى أغلب الحركات السياسية ، والحركة الكردية بمجملها وبمجمل تياراتها ليست شاذة عن هذه القاعدة ...سيما ان قيادات التغيير كانت من قيادات الحركة الكردية وساهم أقطابها في النضال ضد الديكتاتورية الى جانب مساهمتهم مع اخوتهم ورفاقهم في قيادتي الحزبين الحاكمين في الحرب الداخلية الكردية التي ذهب ضحيتها ما يقارب من خمسة الاف من قوات البيشمركة اولئك الشباب الذين خلفوا وراءهم امهات ثكلى وارامل وايتام مازالوا يلعقون جراحهم...!
نعتقد ان الوقت مناسب جداً لإقدام الحزبين الحاكمين في كردستان على سياسة إصلاحات جادة ، اصلاحات سياسية واقتصادية وديمقراطية وادارية واجتماعية ، وكما يقول المثل ان (رأس الحكمة مخافة الله)، نعتقد ان رأس الإصلاحات هو تحقيق (العدالة )، وهذا ما نفتقده في اقليمنا الجميل الهاديء الساحر ، نعم نفتقد العدالة ومن ثم العدالة ، فهناك اقصاء وهناك تهميش وهناك جفاء من قبل القيادات والأحزاب الحاكمة لمخالفيهم في الرأي.
نعتقد ان قيادتي الحزبين الحاكمين ( الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) تتحليان بتجربة سياسية ثرية وبعقلية تتيح لهما استيعاب (ان النقد هو مساهة فعالة لمد يد العون لهما وتشخيص الخلل والأخطاء الحاصلة بغية معالجتها) ، ونتمنى منهما عدم تصنيف كل ناقد في جوقة العمالة والخيانة ، فالوطنية ليست شهادة حسن سلوك تمنحها الأحزاب والقيادات والحكومات لمواطنيها .
ان قلقنا من مد شعبي عارم عنيف لتغيير الأوضاع في كردستان قلق ينطلق من كون هذا الأقليم الجميل لا شكل سياسي له ، فالدول التي تشهد الاحتجاجات هي دول معترف بها لا خوف على مصائرها كدول قائمة بذاتها ، اما الأقليم فهو يستند على رجل واحدة وهو مهدد دائماً، وإن لم يكن كذلك فعلى القيادتين ان لاتدعيا( ان الظروف حساسة والتوقيت غير مناسب) ...الأقليم مركب مهدد وسط بحر هائج متلاطم الأمواج ، وعلى القيادتين كما على حركة التغيير المعارضة أن يتعاملوا بعقلانية وهدوء وروية وحكمة مع التطورات والواقع...أن تقدم الحكومة فوراً على الإصلاحات ، وان لاتكون دعوة التغيير جسراً للوصول الى هرم السلطة ، ونعتقد ان ما ورد في بيان حركة التغيير فيما يخص حل البرلمان والحكومة وسحب مسودة دستور أقليم كردستان في غضون ثلاثة أشهر هو مطلب لا يصب في خدمة الحل الجذري بقدر ما يعقد الأوضاع أكثر ،ونعتقد أن التروي والحوار البناء والشفاف والمكشوف والمعلن بين هذه القيادات المتنافسة ( الحزبين الحاكمين ومن معهما من جهة والمعارضة من جهة أخرى) هو السبيل الأمثل لتجاوز مشاكل الجميع وعلى رأسهم الشعب الكردي في غنى عنها ، وستكون الدعوة الى الإصلاحات أكثر نفعاً وحلاً ناجعاً للمشاكل التي بدأت تتسارع في الظهور على أرض الواقع في أقليم كردستان...وكل الأطراف تتحمل مسؤولية جسيمة فيما يخص مصير أقليم كردستان.

ملاحظة:عمليات التجميل التي تقوم بها أجهزة الإعلام الحزبية وجوقة الإعلاميين السلطويين لن تنجح في إخفاء العيوب أبداً.



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ... كل أصباغ الشعر ومواد التجميل لن تنجح في اخفاء عجز ا ...
- العراق بين جدران أقليمية آيلة للسقوط-قراءة سريعة لمعادلة بدأ ...
- أعطوه من بيت المال خمسين درهماً...!
- ليس هناك من يتقن فن الكيل بمكيالين مثل الساسة العراقيين
- الرعاية التركية للإجتماعات العراقية السورية في أنقرة...عمرو ...
- نصف قراءة لما يُكتب عن الأزمة العراقية السورية
- العراق وسوريا ...حقائق يجب أن تذكر
- الهوية الوطنية العراقية بيني وبين السيد سعد عاصم الجنابي...م ...
- الحراك السياسي الحالي والعد العكسي للانتخابات العراقية
- العد التنازلي للإستقرار الأمني في العراق
- الديمقراطية الحقيقية والديمقراطية التوافقية بين مصداقية الطر ...
- العراق من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي...هل ننتظر حقب ...
- حوار هاديء مع برهم صالح
- أسامة النجيفي ... وقوقعة القومجية الفارغة
- العراق الجديد بين الحكومة المركزية والحكومة الإتحادية
- الصراع في العراق ليسً طائفياً بل صراع على الأموال
- مجاملات رئاسية عراقية في الحضرة الرفسنجانية
- صولة فرسان على الفساد.. أم صولة الفساد على الدولة...؟!
- اللغة المستخدمة في عراق الديمقراطية
- - لن أبقي مملكتي على أعمدة ملوثة- ... -الملكة فيكتوريا-


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن الحل في الإصلاح