أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واصف شنون - مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة














المزيد.....

مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما هربت من العراق قي يوم 22 من اذار 1991 لإثر تراجع المنتفضين وشقوط الإنتفاضة بسبب القصف المدفعي للمدن والقصبات والقرى الجنوبية وقسوة الجيش العراقي المنهزم بمذلّة وخسّة من الكويت ،لم أكن افكر سوى بكيفية التخلص من سلاح الكلاشنكوف الذي لا أعرف استخدامه ولم أطلق به اطلاقة واحدة على الإطلاق والرمانتين اليدويتين اللتين كانتا بحوزتي والذي نصحني احد الأصدقاء بحملهما اضطرارا لتجنب حالة الإعتقال من قبل الجيش العراقي المقدام ، ومن شدّة رعبي وعدم تدبيري وخبرتي في ( المعارك المسلحة الباسلة!! ) قمت ُ وعلى وجه السرعة بدفن البندقية والرمانتين بالحديقة الأمامية الصغيرة لمنزل العائلة دون أن اخبر أحدا ًعن ذلك ،وحتى الأن وبعد مضي ما يقرب على العشرين عاما ً لم أتجرأ لكي اسأل عن ماذا جرى لكنزي المدفون بعمق نصف متر فقط .لكني أعرف والكل يعرفون ماذا جرى للجيش العراقي الذي قصف مدن اهله بالمدفعية النمساوية والهاونات ونفذ الاف الإعدامات العشوائية بحق مواطنيه وابناء جلدته ورفاق السلاح ايضا ، بل لعل الجيش العراقي ولا ( يزال ) هو أحد المسببات الرئيسية في التخلف السياسي والإجتماعي والمدني العراقي .

ما شهدته لحد الأن من جيوش الدول الأخرى مثل الجيش الروسي والجيش الأوكراني والتركي والتونسي واخيرا ً وراهنا ًالجيش المصري ومواقفها التاريخية امام شعوبها وشعوب العالم ، يدفعني والكثيرين معي ليس في اعادة النظر وقراءة التاريخ الحديث مجددا ً لعدم وفاء وولاء الجيش العراقي للشعب بل لقادته الديكتاتوريين نصف الأميين حتى لايحصل المرء العراقي الوطني على اسم لعسكري يتشرف به مثل الجنرال السوداني سوار الذهب او قادة الجيش التونسي الذين لا اعرف اسماءهم او قادة الجيش المصري الذين اتخذوا الحياد بل رفض ضباط من الجيش اطلاق نيران الدبابات على شعب مصر من الشباب العاطلين والفقراء والجياع .
ويبدو ان مشكلة الجيش العراقي السابق واللاحق ، هي مشكلة اجتماعية بالأساس ، فالجيش ومنذ البداية اعتمد الطائفية والعرقية والقومية والقبلية العشائرية ، اي جيش غير متمدن ، وعادة ما يسيطر عليه الريفيون العراقيون المشهورون بالقسوة وعدم المدنية والإنتماء للعشيرة او الحزب او الطائفة قبل الدولة او الوطن .

ان ما نراه الأن في ثورتي تونس ومصر ، لم يكن ليحدث ويستمر لو أن لدى الشعب المصري ( الجيش العر اقي الباسل ) ، فقد تم سحق انتفاضات وثورات وتمردات لاتعد ولا تحصى من قبل العسكريين الذين لا يوالون سوى مصالحهم وفيلاتهم ومشاريع ابناء ابناء ابنائهم المستقبلية ، لكن الجيش المصري لحد الأن يُثبت العكس على الرغم من أن ديكتاتورية مبارك وحزبه الحاكم لم يبخلا ابدا في رشوة العساكر( عساكر الأمّة العربية )

ان من المؤكد أن الشعب المصري الثائر ومجاميع الثوار الشباب هم من غير المسلحين ( عكس انتفاضة اذار 1991العراقية المسلحة )، لذلك فأن الضحايا وحتى الأن هي ضئيلة مقارنة بـ 16 الف عراقي تم قتلهم في يوم واحد على طريق كربلاء من قبل وحدات الجيش العراقي (الباسل )بقيادة حسين كامل صهر الرئيس ،وحتى الأن هناك الاف المفقودين العراقيين من ثوار الإنتفاضة المقموعة ،والتي شارك في قمعها سياسيا ً حسني مبارك والسعودية والولايات المتحدة الأميركية نكاية بايران الشيعية وتخوفا ً من صعود الإسلاميين ، لقد جرى ذلك قبل عصر الأنترنيت والثورة الإجتماعية الحالية .
في مصر عكس ما جرى في العراق2003 ، فأن الثوار يقومون بانفسهم وحسب شهود عيان وصحافيين عالميين " وقضى المعتصمون ليلتهم في حال تناوب في النوم كما تم تشكيل لجان شعبية لتدبير أمور المعيشة وتوفير المياه والطعام إلى المعتصمين باستخدام السيارات الخاصة بعد اختفاء سيارات الأجرة وسيارات النقل العام فيما قام عدد كبير من المواطنين بشراء أطعمة ومياه وتوزيعها بمجهود فردي حيث لم يجد المعتصمين أي مشكلة في توفير الغذاء. وشكل المعتصمون فرق للمساعدة في حماية المتحف مع قوات الجيش ".فيما تم سرقة المتحف العراقي وتحطيم بعض الاثار التي من الصعب سرقتها ونقلها الى الخارج ، وكذلك تم نهب البنك المركزي العراقي ومؤسسات الدولة الأخرى ،وقصص النهب العراقية معروفة للقاصي والداني من فرهود عام 1948 حتى الأن .
لقد ثار المصريون على نظام ديكتاتوري – عسكري يتمتع باحترام دولي شديد وشرعية دولية لايؤمن بها فقراء المقابر ومياه المجاري ممن لايحصلون سوى على اقل من دولارين يوميا وتفوق اعدادهم على 35 مليون مصري ،وديكتاتور متمرس في السياسة الدولية والعسكراتيه الإحترافية والمخابراتية في التصدي للتطرف الإسلامي الذي ساهم هو وسلفه في صناعته وتعميمه الى باقي بقاع الأرض ، لكن القهر الديكتاتوري واحد وعمليات قمع وتحطيم وتهميش الفرد المواطن البسيط وحرياته الكونية لاتختلف من ديكتاتورية الى اخرى .

لقد قضى العصر الجديد على حكمة الشيوخ الكاذبة ،فقد تيسرت المعلومات الكاملة والشاملة لمن يحتاجها من الصغار والكبار ، بل لقد افرزت السياسة الدولية المتقدمة قادة دول عظمى من الشباب المنفتح والمتفتح ،وشمل ذلك كل دول العالم تقريبا ما عدا الدول العربية الديكتاتورية ،ولعل رئيس في الثانية والثمانين او ملك في السادسة والثمانين لايمكن لهما تفهم رغبات الشباب وطموحاتهم ،فكيف اذا لم يتوفر الخبز واللحم والحريات الشخصية للملايين ؟؟، بينما العالم الغربي - الآخر يعيش ثورة صحية ضد الأطعمة الدسمة !! وثورة رياضية من أجل الرشاقة وثورة معرفية من اجل الحصول على وظيفة افضل .

لقد انتهى موال المصريين رغم الدماء والأيام الصعبة القادمة ، وطالما غنوا طويلا ياظالمني ويا هاجرني ،فقد أحبوا الحياة بعمق وبساطة،ومصر ليست قطر ولا السعودية ولا العراق المقيد بالمقدسات الخرافية ، هذه مصرُ طه حسين وفرج فودة وام كلثوم وسيد القمني ونجيب سرور وصلاح جاهين ،هذه مصر ام الفقراء بنت النيل وسيدة الإهرامات ، مرحى للدماء وطوبى للثورة،وخضوع وانحناء امام الشجاعة الفائقة .
31/1 / 2011



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس شكرا ً ..للفرح
- الإرهابيون: ُمسلمون ُيطبقون نصوصا ً دينية
- المآساة المستمرة *
- إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!
- العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
- معمّمون لكن متمردون
- الخوف من ( السعلوّة ) ...*
- تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
- الشعور بالخجل العام !!
- مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
- إنسانية غير معقولة
- ثقافة سياحية
- كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
- أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
- الدين والدم والدموع
- شجاعة العراقي جمال ايليشع
- تلك البلاد...
- الوعي الإنتخابي في استراليا
- الفقدان مرة أخرى: عبور ليلى محمد
- غير معقول..!


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واصف شنون - مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة