أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى محمد غريب - الاحتقان الجماهيري بسبب البطالة وسياسة العصا الغليظة















المزيد.....

الاحتقان الجماهيري بسبب البطالة وسياسة العصا الغليظة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 21:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الغليان الشعبي الذي يعم الكثير من الدول العربية يظهر بين فترة وأخرى على شكل تمردات اجتماعية ومظاهرات محدودة واضطرابات ،وبدلا ً من دراسة أسبابها ووضح الحلول المنطقية تجابه بقوات مسلحة تسليحاً عالي التكنيك لمثل هذه الحالات وتستعمل مختلف الأسلحة الاعتيادية والهراوات والعصي الكهربائية وبالنتيجة يسقط العديد من القتلى والجرحى ويزج بالمئات في المعتقلات لينالوا نصيبهم من التعذيب الجسدي والنفسي وقد يحال البعض منهم إلى المحاكم بتهم لا على البال ولا على الخاطر مثل ( الخيانة والتجسس والإرهاب والعمل للاجنبي..الخ) وبدلاً من حل القضية بطرق سلمية وتحريك الحوار الديمقراطي لحل الإشكالات والمشاكل وفي مقدمتها قضايا البطالة والفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات الملازمة لحياة الجماهير الشعبية تقوم السلطات بتعقيد الأمور حتى لو تم السيطرة على الأوضاع وهي سيطرة وقتية تزيد من تراكم الاحتقان والرفض والغليان الشعبي الذي يتحرك حتى يجد الوقت المناسب لينتقل إلى انتفاضات جماهيرية عارمة تؤدي إلى المزيد من الضحايا أو كنس السلطة الغاشمة، وهناك أمثلة كثيرة تبرهن على ما نقوله وآخرها الاضطرابات التي تعم تونس واستعمال سياسة العصا الغليظة المميتة التي أدت إلى حسب ما قالته قوى المعارضة التونسية إلى قتل (21) تونسياً وعلى ما يبدو أن هناك تضارباً في الأرقام نتيجة أعمال العنف في مدينة القصرين وغيرها حيث صرح مسؤول نقابي " عن عدد القتلى فاق 50 قتيلاً" حسب إحصائيات مستشفى المدينة والحبل كما يقال على الجرار وكان تصور الحاكم المطلق في تونس ومن يتبعه في المسؤولية أن الأمر سرعان ما ينتهي مثل السابق لكن هذا التوقع الساذج أصطدم بنوع آخر من التحدي لا بل هناك مخاوف من قبل الآخرين عن عدوى هذا الاحتقان الموجود في بلدان عربية وإسلامية أن ينتقل مثلما كان الأمر في الجزائر أو دول أخرى إلى مظاهرات واحتجاجات لا يمكن التوقع بنتائجها على المستوى الداخلي والخارجي .
تونس الخضراء التي كان منظرو النظام والمسؤولين والدول الغربية يعتبروها جنة المغرب العربي في العدالة والديمقراطية والاستقرار ظهرت على العكس من ذلك فهذه الجنة الخضراء!! التي يعيش فيه ( 10 ) ملايين إنسان أصبحت محط أنظار العالم وانكشف المستور حول معدل البطالة حوالي (14%) مثلما تقول المعطيات الرسمية وهي نسبة مشكوك فيها لأن معدل البطالة بين الشباب بلغت ( 30%) والاحتقان الجماهيري المتراكم طوال سنين حكم زين العابدين ( 23 ) اخذ طرقاً عديدة، لكن القبضة الحديدية على السلطة جعله يفلت من عقاله لمجرد قيام شاب عمره ( 26) عاماً وهو بائع خضار متجول بإحراق نفسه بسبب اعتداء الشرطة ومصادرة البضاعة التي كانت معه هذه الحادثة المؤلمة التي كانت مفتاحاً لفتح الأبواب أما الغضب والاحتجاج والرفض المكبوت بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية للأكثرية وانتفاع طبقة محددة من النظام وانتشار الفساد إضافة إلى الاعتقالات ومحاربة الرأي الأخر الذي ينتقد إدارة البلاد، مع استمرار الاحتجاجات والمظاهرات وبدلاً من العمل الهادئ قامت قوات الأمن بمحاصرة مقرات أحزاب المعارضة والاتحاد العام للشغل ونقابة الصحفيين فضلاً عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين وقتل ( 4 ) أشخاص كما تستمر المجزرة في مدينة القصرين إضافة إلى حادثة انتحار شاب جامعي بالتيار الكهربائي لترتفع حالات الانتحار إلى (5) حالات في تونس وبينما تشهد البعض من المدن اضطرابات واسعة .
قام الرئيس زين العابدين بإلقاء خطاب أُعتبر مخيباً بعدما كان المتوقع أنه سوف يساهم في معالجة الأوضاع السيئة التي تعيشها طبقات الشعب الكادحة إلا انه وكالعادة أتهم قوى خارجية على التدخل والقيام بتدهور الأوضاع كما أثار استياء واسع بسبب ما قاله عن " أطرافا مناوئة ومأجورة أقلقها تقدم ونجاح تونس" وهو اتهام يطلق فوراً ولمجرد الاحتجاج والمعارضة على ألّسنة المسؤولين بدلاً من التروي والتأني والتفكير بإيجاد حلول موضوعية فكيف يمكن لعشرات الآلاف أن يكونوا مأجورين وإرهابيين وخونة تدفعهم قوى خارجية بالضد من تونس المحمية الغربية؟
ومع استمرار تردي الوضع وتفاقم المشكلة تراجع زين العابدين وقام بإقالة وزير الداخلية وإجراء تحقيق حول الفساد وإطلاق سراح المعتقلين وتعهد بـ ( 300 ) وظيفة، فكيف يفسر ما قاله في الخطاب حول العصابات المجرمة والملثمين متوعداً إياهم بالملاحقة القانونية ثم يقوم بعد فترة قصيرة جداً بإطلاق سراحهم وإجراء تحقيق حول المسؤولين الفاسدين ؟ لكن على ما يبدو هي محاولة لكسب الوقت وتخدير الجماهير المنتفضة بالوعود والتعهد وقد تتخذ إجراءات لن تكون جذرية لكنها حلول وسطية والحلول الوسطية لن تكون حلاً للازمة التي تعيشها تونس وهي أزمة مستفحلة على المستوى الاقتصادي والمعيشي وكذلك الحريات واحترام حقوق الإنسان، ومن منطلق الالتفاف على مطالب الجماهير تقرر فرض حظر التجول ليلاً للحد من الغليان الشعبي الآخذ بالتطور والازدياد ثم أخذ زمام المبادرة .
إن التسابق على الثراء واستغلال السلطة وانتهاج سياسة العصا الغليظة وحرمان فئات الشعب الكادحة بتفشي ظاهرة البطالة والفقر وحجب الحريات مما يؤدي ومهما طال الزمن إلى بلورة الحس الرافض والمتصدي للسياسة القمعية بالانتقال إلى تراكم الاحتقان الاجتماعي إلى نوعية الاحتجاجات والمظاهرات والانتفاضات وكلما كانت الحلول فوقية مرائية للتهدئة فإنها تستفحل وتزداد وتأخذ طرقاً مختلفة قد يكون العنف المضاد وسيلة للدفاع بالضد من قوى الأمن المسلحة التي لا تتوانى عن قتل المواطنين لمجرد احتجاجاتهم السلمية وما عمليات الانتحار إلا دليل على تفاقم السخط الشعبي وتردي الأوضاع للجماهير تزامناً مع الثراء الفاحش بسبب الفساد في قمة السلطة والعائلة والحاشية المستفيدة، لا بد للتراكم أن يتحول إلى نوعية جديدة ولا بد للاحتقان الجماهيري أن يتحول إلى هبات وانتفاضات وحتى ثورات بعد نضوج الظرف الذاتي والموضوعي ، وعلامة السكوت الطويلة عن ممارسة الحكام وأساليبهم القمعية الدموية لن تستمر إلى الأبد ولا بد أن تأخذ طريقها بعد تكاملها إلى موجات من الصراخ أولاً ثم الانفجار ثانياً وعند ذلك لن تنفع الترقيعات وإن نفعت فترة من الوقت لكن سرعان ما تعود أقوى وأوسع من ذي قبل.
لن تنقذ الحلول الوسطية أو محاولات الالتفاف على وعي الجماهير بالوعود والتعهد المخطط الرامي إلى التراجع المنظم لحين استغلال الوقت والتهيؤ لإعادة الهجوم لكسر شوكة المحتجين واستغلال تصديقهم بالحلول المطروحة لان ذلك سرعان ما يتجدد الرفض والاحتجاج والاضطرابات، وأفضل من كل ذلك إيجاد حلول جذرية والاهتمام بمطالب الجماهير الشعبية التي تخص حياتها الاقتصادية والمعيشية وإطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان وانتمائه الفكري ...



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية
- حق تقرير المصير والكيل بمكيالين
- العام الجديد وعار موشيه كاتساف
- خطوات على طريق مشروع الدولة الدينية
- الحكومة العراقية وحكام طهران وسكان أشرف
- الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب
- أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء
- الحكومة العراقية الجديدة والمهمة الأمنية الأولى
- مستقبل بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية
- حملة مسعورة ضد الحزب الشيوعي بقصد تشويه الحقيقة
- ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة
- الحكومة الجديدة ومهمات المرحلة الراهنة
- الصفقة السياسية نسخة طبق الأصل من الأولى ولكن!..
- علامات ضوئية لامرأتين
- إذا لم تستطع الحكومة حماية نفسها فكيف لها حماية المواطنين!
- الاغتيالات المنسية للمثقفين الوطنيين والديمقراطيين
- لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى محمد غريب - الاحتقان الجماهيري بسبب البطالة وسياسة العصا الغليظة