أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل خوري - حكومة - رفع الاسعار - في الاردن















المزيد.....

حكومة - رفع الاسعار - في الاردن


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 00:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حكومة " رفع الاسعار " في الاردن
ترفع اسعار المشتقات النفطية على
" اغلى ما نملك "
ما كاد المواطن الاردني يستبشر خيرا بانحسار موجة الجفاف بتساقط الامطار على الارض العطشى بغزارة وما كاد المواطن يدرك بان الأم الطبيعة على استعداد ان تجود عليه بالمطر بدون صلوات الاستسقاء التي تنظمها في العادة وزارتا الاوقاف والزراعة حتى فاجأته الحكومة برفع اسعار المشتقات النفطية مثل البنزين والسولار والكاز بنسب ملموسة وغير مسبوقة . وعندما توجه المواطن بالسؤال للحكومة عن الاسباب الملحة التي حفزتها لرفع اسعار الطاقة فى ظروف يعاني فيها الاقتصاد من حالة ركود ناهيك عن تفشي البطالة وزيادة عدد المواطنين الذين يعيشون عند خط الفقر المدقع كان جواب الحكومة " الرشيدة " : صدقونا ايها الاخوة المواطنون لم نكن نرغب في تخفيض الدعم الرسمي للمشتقات النفطية ولكننا اضطررنا لذلك لان الاخوة في دول الخليج والسعودية رغم ثراؤهم الفاحش ما زالوا يبيعوننا النفط وفق اسعاره في السوق الدولية و رغم الحاحنا عليهم بان يبيعوه لنا باسعار تفضيلية على الاقل مراعاة لظروفنا الاقتصادية المتردية ومديونيتنا المتراكمة كما اجبرنا على ذلك لان برميل النفط يواصل صعوده على مؤشر الاسعار صدقونا ايها الاخوة المواطنين ان الحكومة مهما رفعت اسعار المشتقات النفطية فلا زالت الخزينة اجلٌكم الهي تتحمل جزءا من كلفتها !! مثل هذه المسوغات ولئن انطوت على قدر من الصحة فانها لا تلاقي قبولا ولا استحسانا من جانب المواطن خاصة بعد ان اخذت الحكومة تتعامل معه " كاغلى ما تملك " ولا ترى غضاضة من عصر جيبه كالما تازمت امورها المالية واتسعت فجوة العجز في الموازنة العامة ولعل اكثر ما يضايق المواطن واقصد هنا المواطن المسحوق ان الحكومة الرشيدة حين تستخدم رفع اسعار المشتقات النفطية كاحد الادوات المالية لردم فجوة عجز موازنتها لا تميز بين هذا المسحوق وبين البورجوازي المليونير فكلهم بنظر الحكومة الرشيدة كاسنان المشط وعليهم ان يتحملوا تبعات ارتفاع اسعار النفط وتغطية العجز بالتساوي بل ان الحكومة الرشيدة في تسعيرتها الجديدة قد تعمدت رفع سعر صفيحة الكاز بواقع 21،1 دينار رغم معرفتها انها مصدر التدفئة لشريحة الفقراء في فصل الشتاء بينما رفعت اسعار البنزين الاكثر استهلاكا من جانب الاغنياء بنسبة اقل وفي ظل الانحياز الطبقى للحكومة اضطرت الشريحة الفقيرة التخلى نهائيا عن الكاز لتستبدله بمصادر طاقة بديلة مثل روث البهائم وجفت الزيتون وحتى حرق الشرايط والكنادر العتيقة فيما تتقي البورجوازية برد الشتاء القارس بالتدفئة المركزية ! ولم تتغول الحكومة على الشريحتين الفقيرة والمتوسطة الا لان هذه الشرائح لا تجد من يدافع عن مصالحها فلا ما يسمى باحزاب المعارضة ولا برلمان الصوت الواحد ولا النقابات العمالية بعد ان همش التحالف الطبقي الحاكم دور بعضهم كجماعات ضغط وحيدت بعضهم كالنقابات العمالية لديهم القدرة ولا الجاهزية الصدامية للدفاع عن مصالحها بل تركتها لقمة سائغة للسلطة المالية التي لا ترى وسيلة لردم فجوة العجز في الموازنة الا كما قلنا عن طريق ضريبة المبيعات ورفع اسعار المحروقات وفي كلا الحالين تتحمل هاتان الشريحتان الاعباء المالية الناجمة عنهما فيما الشريحة البورجوازية تتحمل اقل الاعباء المالية وخاصة تلك الناجمة عن ضريبة المبيعات لانها بكل بساطة تستطيع تجييرها للمستهلك الفقير عند بيعه السلعة كما يمكن لها خصم ضريبة المبيعات المفروضة على السلعة لدى شراءها من السوق المحلي او من اسواق التصدير من حصيلة ضريبة المبيعات لدى بيع السلعة وبما ان الشريحة الفقيرة تبيع قوة عملها ولا تملك ادوات انتاج او تمارس التجارة كما هو الحال مع الاغنياء فان هذه الشريحة لا تستطيع تجيير ضريبة المبيعات لاي شريحة اجتماعية تتربع على راس السلم الطبقى بل تتحملها باعتبارها المستهلك الاخير للسلعة وبما ان ان ضريبة المبيعات من مصادر التمويل الاساسية لخزينة الدولة فيمكن القول ان الحكومة لا تستطيع الحكومة حل مشكلة العجز الا اذا عصرت جيوب الفقراء كما تعصر الليمونة كما يمكن القول انه في ظل ما يسمى بالاصلاحات المالية والترقيعات المستمرة للموازنة فان الفقراء في الاردن يزدادون فقرا فيما يزداد الاغنياء غنى ويا ليت مصيبة الشريحة الاجتماعية التي تبيع قوة عملها ولا تملك من ادوات الانتاج اي شيء تتمثل في تحملها لاعباء رفع اسعار المشتقات النفطية فعليها الى جانب ذلك ان تتحمل رفع اجور النقل ذلك ان الحكومة الرشيدة بعد ان ترفع اسعار المشتقات النفطية تسمح لمالكي وسائط النقل العام ان يرفعوا تسعيرة النقل وتبعا لما تناقلته وسائل الاعلام المحلية فقد اعطت الحكومة الضوء الاخضر لهم لرفع تسعيرة النقل بنسبة 10% وذلك خلافا لكل دول العالم التي لا تسمح برفع اجور النقل العام بل تدعمها كونها وسيلة نقل للطبقة الفقيرة والمتوسطة وحيث يمكن للحكومة لو كانت اقل انحيازا لطبقة الاغنياء ان تدعم هذا القطاع لو اكتفت برفع اسعار البنزين على السيارات الخصوصي كونها وسيلة التنقل للبورجوازية الاردنية وحيث لا يقل عدد السيارات التي تملكها الاسرة البورجوازية عن خمس سيارات .
قلنا ان رفع اسعار المشتقات النفطية هي وسيلة مفضلة ومريحة لدى الحكومة كي تتخلص من صداع عجز الموازنة كما يمكن ان لها ان تردم الفجوة بتخفيض الانفاق الراسمالي على المشاريع الكبرى وربما لهذه الاسباب لا نرى من جانب الحكومة اي توجه جدي لردم الفجوة بوسائل اخرى وهي كثيرة مثل احلال البطالة المقنعة في اجهزة الحكومة المختلفة وحيث لاتقل نسبتها عن 30% من مجموع العاملين فيها محل العمالة الوافدة بعد تاهيلها وتدريبها على مختلف المهن التي يمارسها العمال الوافدون مثل هذا التدبير الاقتصادي لو نفذته الحكومة على المدى الطويل ولن نقول على المدى المتوسط سيوفر على الخزينة العامة ما يقارب 400 مليون دينار تتحملها الخزينة وتدخل جيوب البطالة المقنعة لقاء جلوسهم فقط خلف المكاتب ومن لا يصدقني ادعوه لقراءة تقارير ديوان الخدمة المدنية والبنك الدولى التي تؤكد ان المرافق الحكومية يمكن تشغيلها بثلثي عددها الحالي وبكفاءة افضل وباقل الاختناقات البيروقراطية والروتينية كذلك لو كانت الحكومة جادة في تضييق فجوة العجز لتوقفت عن صرف رواتب لمجلس النواب وللاعيان وحيث لاتقل كلفتهم التشغيلية او التنفيعية ان صح التعبيرعلى الخزينة سنويا عن 15 مليون دينار سنويا اليس هذا ما ينبغي ان تطبقه اية حكومة تعاني عجزا ماليا يصل الى ما يقارب المليار دينار ؟؟ في الكلمة التي القاها وزير المالية امام البرلمان في جلسته الاخيرة تباهى الوزير الدكتور محمد حمور بان وزارته قد تمكنت في عام 2010من تغطية العجز في الموازنة بالادوات المالية التي اشرت ا ليها ولكنه في نفس الوقت اعترف بوجود عجز كبير وغير مسبوق في ميزان المدفوعات حيث توقع ان تصل نسبة العجز للناتج المحلي الى 7،6 % مقارنة مع 5% في عام 2009 وعزا الوزير العجز الى ارتفاع قيمة الفاتورة النفطية حيث بلغت خلال العشرة اشهر من سنة 2010 ما يقارب 1586 دينار مقابل 1100 مليون دينار لنفس الفترة من عام 2009 وفي كلمته لم يقدم اية مقترحات او توصيات لتضييق فجوة العجز في ميزان المدفوعات على الاقل للدفاع عن سعر صرف الدينار الاردني والحفاظ على قوته الشرائية التي تنخفض سنة بعد اخرى بسبب هذا العجز وارتفاع قيمة المديونية المحلية والخارجية ، مثل الحد من استيراد وسائط النقل الخصوصي الاكثر استهلاكا للنفط المستورد او ترشيد استهلاك النفط مثل فرض نظام الكوبونات بل اكتفى معاليه بالاشارة الى ضخامة الفاتورة ولا اظن ان معاليه سيكون من المتحمسنين لتطبيق خطة لترشيد استهلاك النفط وحتى الحد من استيراد السيارات مادامت وسيلة معالية لتضيق فجوة العجز في الموازنة هو توسع المستهلك في استهلاك البنزين والسولار!!!



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس استكملت استعداداتها لتحقيق نصر الهي على العدو الصهيوني
- عمر البشير لا يتحرك الا والعصا معه !
- هل يعتنق القلسطينيون الديانة اليهودية تطبيقا لمبادرة عربية ج ...
- المجرم عمر البشير يجلد النساء السودانيات
- لن نصحو من غيبوبتنا الدينية الا باطلاق فضائية علمانية
- صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة الاميركية ولكنه بنظر معلقين عر ...
- صاحب موقع ويكيلكس عرى السياسة
- حماس تعترف بدولة - احفاد القردة والخنازير-
- لماذا تشيطنون حزب الله وقد اصطفاه الله ممثلا شرعيا له ؟!
- ما الجدوى من التشكيلات والترقيعات الزارية في الاردن ؟
- فبركة اعلامية لا يصدقها الا البسطاء:واشنطن تزود اسرائيل بطائ ...
- استحداث وزارات - استسقاء- رديفا لوزارات الري العربية!!
- الحجاج يؤدون مناسك الحج وامراء السعودية يحصدون مليارات الدول ...
- مجلس نواب - العشائر والمحاصصة- الاردني !
- فالج لا تعالج او وهم -المصالحة- الفلسطينية
- مريم العذراء وشيوخ الاسلام يتجاههلون مذبحة كنيسة سيدة النجاة
- اغلاق الفضائيات الدينية نقطة في بحر الشحن الديني
- بشار الاسد لمحمود عباس : استأنفوا المقاومة وعين الله ترعاكم
- احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي
- المفاوض الفلسطيني الغلبان في مواجهة ضغوط العربان


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل خوري - حكومة - رفع الاسعار - في الاردن