أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر زوجة معتقل سياسي .. همسات أمومة على جدار الزنزانة - 22














المزيد.....

خواطر زوجة معتقل سياسي .. همسات أمومة على جدار الزنزانة - 22


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 02:42
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


من خواطر زوجة معتقل سياسي - همسات أمومة على جدار الزنزانة - 22
عندما تغفو أعين أطفالي الصغار
أسهر أنا .. !؟
وعندما ينام أبنائي الكبار وتملأ الأحلام ورود أمانيهم بالعطر
أستيقظ أنا ..
عندما أرى علامات الجمال الطبيعي الطفولي الجذّاب يحط بوشاحه الزهري وجه كوكب .. وسمر
يطفح الجمال في قلبي –
وعندما يتحوّل التحدّي عند إبني حنين إلى ممارسات مهنية وعملية ( -------- كتابة على الحيطان وتوزيع المناشير )
أرتاح كبحيرات الربيع .. أنا
أنا معك يا سمر .. بكل ما تقولين , بكل ما تفكّرين , وبكل ما تخطّطين
أعيش مع كل خطوة تخطيها , ومع كل فكرة تجول في مخيلتك . أعيش معك أختاً وصديقة , وأماَ
وإن تفوّهت بقدسية الأمومة معي – بعنفوان الحنان الذي أترجمه حيناً وأخبئه حيناً اّخر
ربما تدركينه فيما بعد
سمر ,, أنت رمز حبنا الباسم برغم القيد والمحن .
سمر وحنين وكوكب ونضال وباسل يا ثمار حبنا المقدّس , المشتعل دوماَ تضحية وصموداً
أنتم القرميدات التي أهيئها لرصف مجتمعنا فكراً وعناداَ , وجمالاً , وفنًاً , وعطاء
كونوا كما أطمح أبناء نجباء لأم مناضلة أعطت كل شئ في حياتها خدمة لوطنها وشعبها .


حبيبتي .. يا بنيتي كوكب :
عندما قادت السلطة العسكرية الفاشية في سورية والدكم من سجن المزة إلى سجن ( تدمر ) , بمن كان يفكر ؟
كيف كان يقضي وحدته , شتائه ؟ إنقطاع الزيارات عنه ؟ البعد .. المسافات .. المصاريف ووووو ؟
الشوق تضاعف , والألم
نعم ,, كان يناجى نجمته البعيدة رفيقة وحدته الصحراوية , يحنّ إلى فلذات أكباده , يشتاق لوجوهكم الشابة التي تبرعمت في الغياب .. حيث انتقلتم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة ألنضج وأوعى جسديا وفكرياً ( المراهقة ) , كان يناديك من داخل القفص من وراء القضبان .. لتكوني هادئة الطبع ورزينة ومجتهدة كما يعهدك والدك دائما َ.... محبة للعمل والفن
ليفتخر بك وبجرأتك الوطنية على مقاعد الدراسة وأمام حرس السجون العسكرية , كما جابهتهم في ( المزّة ) بخصوص الكتب , أو منع الزيارة أو محاولة إبعادكم عنه !!؟
وتذكري دوماً أنك إبنة المناضل
فكوني يا حبيبتي جديرة بهذا اللقب المشرّف للعزيز جريس
..................


إن تبعات زوجة السجين السياسي , تبعات جسام , أتحملها بصمت مطبق
لا أحد يدري بها , حتى ولا أنت يا حبيبي
إنني أعيشها وحدي , لأنها يجب أن تبقى في أعماقي .. ووجداني .. وحدي
لأنها جزء من النضال .
وأحبتي نضال .. وباسل
كم يتوقا لرؤية والدهما بشوق لحضنك يا حبيبي طويلاَ طويلاً ؟
.. كما تعلم أنت حبيبي , كيف تفتحت البراعم بين , وعلى , يديك .. ويعرفوا الأطفال أيضاً دفء قلبك وحبك ووجودك الأسري بيننا .
إنه الاّن يشعر ويتألم ببعدكم عنه وبشوقه لضمكم إلى صدره الحنون , وقبلاته الغنية الطويلة التي كانت غذاءكم في كل يوم عند وداعه للعمل وعودته , يشتاق ليلاعبكم ويدللكم طويلاَ بين يديه وعلى أكتافه وظهره .. كأب حنون خيّر كريم ومعطاء ..
وفي هذه الأيام والفترات العصيبة التي تمر بها الأسرة
إنه يشعر بكم وبنا جميعا لأنه يتألم لكل هذا الحرمان والضغط النفسي , والأمراض الجسدية التي مرّت العائلة بها في هذا الغياب والحجز القسري ..
ولكن – الواجب الوطني يدعوه لأن يسطّر مواقف البطولة والمواقف الثورية تجاه الخط السياسي الذي يمثله في ساحة الوطن ....
لنصبر يا أحبتي .. ولنعمل معاً لكي نريّح سجيننا من تصرفاتنا الصبيانية الطفولية ,, التي هي طبيعية في مثل أعماركم .. وظروفكم –
ظروف الفاقة والبؤس والحرمان العاطفي , والإضطهاد
ولكن أملنا من الله أن يقرّب العودة واللقاء ...
......................


حبيبي .... سأظل ساهرة أنا مع أحلامك الندية بدمع المقهورين
وصلاة الصابرين المتحفزين
فأنا نجمتك
كما تسميني .. كما نسجتني في زنزانتك
ساهرة أنا معك .. وسأبقى معك أينما كنت فكراً وقلباً ويدا
أضئ دربك .. وأملأ قلبك نوراً وعاطفة وحبا
إن الحب الطافح بالورد يحتاج إلى قلب دافئ دائماً
سامحني حبيبي لأنني تكلمت كثيراً عن الحب
وصبغت مذكراتي بلون الحب المعمّد بالنضال , الممزوج بزيته المقدّس
ولكن مهما كان
حبي لك هو سلامي لك
في الحياة العملية .. والحياة الإجتماعية .. والسياسية والثقافية
سلامي وحبي .. جمري وناري .. نبضي وقلبي لك
حبك هو الذي يحميني من كل شر وضيق
حبك هو السلام والطمأنينة والقوة الذي يحميني من كل عقبة ومحنة وصعوبة
هو الذي يحميني من جميع الأشواك والجراح ..
التي ندوسها ونجتازها.. بفضل هذا السلاح السحري العجيب الذي لا يقهر
الحب.. ......................دمشق / 12 / 10 / 1975
--------------------------------------------------
مريم نجمه / لاهاي



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفاتر الغربة - 8 :
- صباح الخير : كاريكاتور .. وموزاييك - 2
- صباح الخير : هدية من الأديب - جبران خليل جبران - إلى شهداء س ...
- - أوطان - تحيي حفل تأبين وتضامن لشهداء ( سيدة النجاة ) . شهد ...
- الليل في يدي .. والفجر حلمي المنتظر
- أوطان تفرّغ من أصحابها , لمصلحة من ؟
- من الرائدات : أميرة الفكر والأدب .. الكاتبة مي زيادة
- هل لزّم لبنان إلى إيران مجدداً ؟
- أوراق على مشارف الفجر ..؟
- لماذا الجائزة ؟ لماذا الحوار ..؟
- الأرض الأرض .. الإنسان !؟
- رحلة قارية - اّسيوية ..؟
- من رسائل المنفى ..؟
- العيون اللاقطة ؟ تسونامي الأشعة الشمسية .. والحرائق الأرضية ...
- تعابير عامية صيدناوية ؟ - 7
- أوراق على سواحل البلطيق ؟
- بالمعية بالمعية .. قمم الأنظمة العربية !؟
- أسرار الكرسي .. وأحلام السلطان ؟ نحن في عصر الترقيع ؟
- مصابيح الليل ..
- المرأة مصدر طاقة هي ( الطاقة الدمعية ) ؟؟


المزيد.....




- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر زوجة معتقل سياسي .. همسات أمومة على جدار الزنزانة - 22