أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان محمد صالح الهيتي - طالب القرغولي وفرح العراقيين














المزيد.....

طالب القرغولي وفرح العراقيين


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 15:25
المحور: الادب والفن
    


ابكي وافرح وازهو وافتخر ويصيبني الغرور. عندما استمع إلى أغنية من الحان طالب القرغولي ويعود بي الشوق إلى أيامه. وهل لي ان لا أتذكر بقايا حبي وشوقي وأنا استمع إلى حسين نعمة وهو يشدو برائعة زامل سعيد فتاح (سير علينه الهوى وجفل بقايا الشوق، وكلمة هلا ومرحبا بس لحبيبي اتلوك )؟ ولكنني لن ادع الشوق يلعب بي وبمن احب كما أرادها فؤاد سالم في لحن طالب(العب يا شوك العب بينا) ، لأنني سأقول لطالب بان العراقيين كلهم (حاسبينك) مع فاضل عواد بانك كل الفن وكل أيامه وكل سنينه؟ وكيف لي ان لا أكون صادقا في ذكر طالب حين يشدو ياس خضر أو مائدة نزهت برائعته (جذاب)؟ سأطرب أيما طرب ،ولن اتهم الحبيب في يوم من الأيام - كما اتهمه طالب – بانه (جذاب) لأنني سأحنُ إلى الحبيب و(سأتدلولب) معه في حبه. وكيف لي ان لا أكون عراقيا وافرح ، وان لا انسى الحزن - ولو لساعات- حين استمع إلى ياس خضر وهو يغني لحنا لطالب و يعلن الوداع للحزن. نبكي ونحزن، ونفرح ونَحّنُ مع طالب .نحّنُ إلى الأهل والدار والأحبة حين نستمع إلى( حن وانا واحن)؟ ويخاطب كل منا ليله متحديا( يا ليل صدك ما اطخلك راس واشكيلك حزن).ونفرح ونكون لبعضنا (إعزاز) ونهوى الناس (كلها). لقد جسد لنا طالب الحب والشوق والعشق والهوى لحنا عراقيا أصيلا اطربنا وما زال يطربنا، فمن منا لا يستمتع ولا يشم عطر (البنفسج) حين يشدو بها طالب، ومن منا لا يتذوق طعمها حين يصدح بها أبو مازن؟ ومن منا لا يقول قول زهير الدجيلي مُلحّنا عَذبا بصوت سعدون جابر(حسبالي عدينه الوفا والعمر وتوافينا)؟ و(تكبر فرحتي بعيني) وبعيون صحابي نرى الدنيا بعيني من نحب ويكبر بنا الفرح كلما استمعنا إلى (شكوى) رضا الخياط. وكيف لا نكبر وقد جسد لنا هذا الفنان الرائع الحانا خلدت لنا كلمات النواب، وزامل سعيد فتاح وزهير الدجيلي وغيرهم الكثير من عباقرة الشعر الشعبي العراقي. طالب القرغولي هور عظيم من أهوار العراق ، نبع فراتي صاف، من ناصرية حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم من مدينة الفن والسياسة. فهوا ابن الناصرية والناصرية ميلاد وتاريخ. فبها أور، والوركاء. ومنها وعلى أرضها عزف السومري لحن الخلود، فعرف العالم القيثارة السومرية. فليس غريبا ان تكون الناصرية العريقة في تاريخها وأصالتها موطن الفن والفنانين. طالب عراقي أحببناه لسمرته لأنها سمرتنا نحن العراقيين . وأحببناه لرقته لأننا نحب الرقة، وأحببناه لحزنه وشجنه، لأننا مجبولون على الحزن والشجن. لم يكن طالب في يوم من الأيام طالبا للفن ،بل كان أستاذا فيه .ولكنه كان وما زال طالبا للعراقة لفن عراقي أصيل. لم ابك في يوم من الأيام مع لحن لطالب القرغولي رغم شجو وحزن الحانه، ولكنني ابكي اليوم كلما رأيت طالبا في همه وحزنه ،غريبا بعيدا عن عراقه وبغداده وناصريته. ابكي لأن هذا الفنان لم يلق ممن يدعون العراقية والوطنية أية رعاية واهتمام . انه علم (جبل ، وراية ، وفنان) فهل يمكن أن لا نرى الجبل وأن لا نؤدي التحية للعلم ، وأن لا نحترم الفنان في بلد وهب العالم أول آلة موسيقية، ومن ذات الأرض التي انجبت طالب القرغولي؟ عجيب امرنا نحن العراقيين، نفرح ونبكي ونفتخر ونتذكر أفراحنا ولكننا ننسى بعجالة مبدعينا. طالب القرغولي رجل وفنان يجب ان لا ننساه,.وكيف ننسى من اطربنا باغانية؟ فهل لنا ان ننسى إعزاز؟ وهل لنا أن لا نحسب طالبا منا حين نستمع إلى أغنية حاسبينك؟ ومن منا ينسى البنفسج لونا ورائحة حين يستمع إلى رائعة النواب ملحنة من طالب ومغناة من ياس؟ انه ثالوث الأبداع. انه ثالوث مظفر وطالب وياس.تحية لطالب الرجل الذي احب الشعب العراقي واحب المبادئ التي ولدت في مدينته وانطلقت لتكون شمسا في حركة اليسار العراقي. تحية له لأنه ُظلم. وعلى من ظلمه ان يعود ليقرأ تاريخ طالب . فهو تاريخٌ لعراقي أصيل ،وعلى من يتهم طالبا بالبعثية والولاء لصدام حسين ان يسأل نفسه كم من قادتنا اليوم رقص و(دبَك) و(جوٌب) لصدام حسين؟ فكل (فخاماتنا) صفقت لصدام .واغلب (معالينا) كانوا في حزب صدام . واكثر (قادتنا) كانوا في جيش صدام . وغالبية نوابنا رفعوا الكوفية والعقال ورقصوا أمام صدام على انغام واحدة من الحان طالب . فهل يحق لنا ان نحاكم الضحية ونعفو عن الجلاد؟ سأظل عراقيا ولن أكون مع ( المشرقين ) ولا مع (المغربين) حين استمع إلى رائعته (مغربين).وعلينا كعراقيين ان لا ننتظر وان لا نقول لطالب (اتنه اتنه) .



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكين ، ومسكينة ، ومساكين
- استبرق
- هيت، والنجاح ،ومدني صالح
- لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
- سندس
- قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
- شفق
- إيمان
- ازهار
- الى غزة
- البطاقة الثالثة الى أهل هيت
- مات النصير... ومات السند
- هكذا قال مدني صالح: الغلبة للأقوى ، للأغنى، للأذكى
- الرأي والرأي الآخر واشياء اخرى
- وادي الرافدين ووادي النيل- الأسم والحضارة
- في الأنبار .... للعراق علمان
- المثقف والسياسي بين بناء الحضارة وكتابة التاريخ
- هيت في رحلة إلى المشرق
- رسالة المس بيل إلى أبيها (1 )
- الفاشلون الفائزون


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان محمد صالح الهيتي - طالب القرغولي وفرح العراقيين