أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟















المزيد.....

اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المصالحة الوطنية وكذلك المشاركة ’ تعبير عن منظومة قيم واهداف ومباديء وفعل انساني كبير على صعيدي المجتمع والدولة’ يكون الفكر والوعي والولاء والثقافة الوطنية’ من ابرز تقاسيمه ’ وهي حالـة تغيير وتجديد وتقدم هائلـة تأخذ بيد الشعوب والمجتمعات نحو افاق تطور حضاري مميز ’ بعكس الفهم المهين الذي تتحدث عنـه وتمارسـه الطبقة السياسيـة الراهنة في العراق .
الكثيرون من المثقفين العراقيين اشاروا تقييماً ونقداً الى تلك النظرة الدونية لمفهوم المشاركة الوطنية وكذلك المصالحـة ’ ودحضوا النفاق والأسفاف التي تتعرض له تلك القيم والمباديء والأهداف الوطنيـة الأنسانيـة .
خصوصية الأشياء تتشكل من اجزاءها ’ كذلك المصالحة والمشاركة ’ يجب ان يتشكل مضمونها من قوى واطراف وطنية ’ فهل حقاً ما سيحصل في التشكيلة الحكومية القادمة قد يتضمن ذلك ... ؟
اذن لماذا تأخر تشكيل الحكومة لأكثر من ثمانية اشهر ... ؟ ولماذا هذا المشهد المضحك في تجاوز مطاليب بعض الأطراف والكيانات حقها من الوزارات ’ حتى بلغ مجموع ما يطالب به كل طرف يتجاوز عدد وزراء المانيا الأتحادية ( 16 ) وزيراً’ ولو جمعنا عدد ما يطالب به الجميع لبلغ ما يعادل وزراء ثلاثة او اربعة دول اوربيـة ’ ثم اية دولة في العالم ـــ الأول والثاني والثالث وحتى الأخير ’ يكون لرئيس الجمهورية ثلاثة او اربعة نواب ومثله لرئيس الوزراء ’ ولا نعلم كم سيكون عدد نواب الوزير الواحد في نظام الترضية والأيفاء بالعهود وكم سيكون الأمر مرهقاً لخزينة الدولة وارزاق الناس ... ؟
لو ابتدأنا المراجعة والتشخيص واعادة التقييم من نقطة الصفر لتلك المفاهيم المشوهة مقارنة بما هو وطني انساني لروح المصالحة والمشاركة’ عبر اسئلة تحمل اجوبتها’ لخرجنا بمشهد عراقي مثير للسخرية والأزدراء .
ــــ هل حقاً ان السيد نوري المالكي ــ رئيس الوزراء دستورياً ـــ والسيد اياد علاوي ــ رئيساً لمجلس السياسات العليا صاحب القرارات التنفيذية الملزمة ( كفيان شر ) ـــ يستطيعا حقاً العمل وطنياً في سلطتين تنفيذيتين ’ وكيف ستكون حال المشاركة ان لم يكن بؤساً عابثاً في المستقبل العراقي ... ؟
ــــ هل هناك ثمـة مصداقية وشفافية وانسجام بين البعض من رموز العراقية وبين ممثلي الأئتلافات والكتل الأخرى وامكانية الثقة والعمل المشترك ’ خاصة وان ما في قلوب الأولى لا يشبه ما على لسانها ’ ووعيدها ينضح دماءً في الشارع العراقي ’ الم يكن في الأمر مجازفـة وحماقة لايرتكبها الا من لـه مصلحة فيها ... ؟
ــــ هل هناك ثمـة رغبة في التعايش داخل المجتمع العراقي بين مجرمي البعث الذين لم يعتذروا في الأقل عن تاريخهم الدموي ’ وبين ضحاياهم من بنات وابناء وحفيدات واحفاد شهداء المقابر الجماعيـة وملايين الأرامل والأيتام والمعوقين والمغيبين والمهجرين ’ الذين لم ينصفهم العدل والقانون ويعيد اليهم حقوقهم ويقتص ممن ارتكبوا الجرائم بحقهم خاصة والأمر لازال مفتوحاً امام الراي العام ... ؟
ــــ وهل بأمكان الناس ان يتصالحوا مع مآساتهم وعذاباتهم ومعاناتهم على امتداد التسلط البعثي ’ وحرائق الفتن والأحقاد والكراهية لازالت تشتعل بهم موتاً يومياً بشعاً وعلى اياد بعثيـة خالصـة .... ؟
ــــ وهل يحق لنا ’ نحن الذين لازلنا نعاني اوجاع الغربة والتشرد والعوز المزمن ولأكثر من اربعـة عقود وسنحملها معانات نختتم فيها نهايتنا ’ ان نورث اجيالنا ذات الجراح البعثية ليواصلوا نزيف اوجاعها مثلما نزفناها ولازلنا ... ؟
ـــ من هذا المخول ان يتصالح ويتشارك ويتقاسم العراق مـع البعثيين نيابـة عن المنكوبين بهم ’ ان لم يتعرض الى هزيمـة سياسيـة واجتماعيـة واخلاقيـة ونهايـة بائسـة في انتخابات 2014 التشريعية ... وهذا ـــ ومن معه ـــ الذي يدعو العراقيين للأعتذار امام القتلة اولاً ثم مصالحتهم ومشاركتهم في المصير العراقي ’ مستفزاً الرأي العام مهيناً لمشاعر الملايين ’ اليس من الأفضل لـه ــ ولهم ــ ان يصنع من اشيائه حبلاً يعلق فيه رقبتـه ليجنب العراقيات والعراقيين روائح بعرور الطاولة المستديرة ... ؟
اين هي الوطنية من تلك المشاركة التي تشكلت ويعاد تشكيلها من ذات النسيج المستورد الهابط ’ ثم بين من ومن تلك المصالحة والمشاركة الخادعـة ’ ان لم يكن الأمر في حقيقتة شبيهاً بما عليه الواقع الصومالي ’ سوى ان الأطراف هناك ـ تتقاتل لقلة خيراتها ’ وهنا تتحاصص لكثرة خيراتها ... ؟
لايوجد في تلك الخزعبلات ما يمكن ان يطلق عليه ( وطني ) ’ انـه تحكـم اختراقات وابتزازات ومساومات وتوافقات فوقية تدار من خلف الحدود ’ انها مزاد علني للوكلاء والدلالين والمرتزقة والعلاسين المنتفعين ’ يعرض فيـه العراق حصصـاً تحت شعارات ولافتات وتخريجات مضللـة فاسدة ’ ربما لازال منظرها ــ مع الأسف ــ قادر على اغراء واستغفال البعض من العراقيين ’ لكنها سوف لن تصمد امام الرأي العام حتى انتخابات 2014 .
ان مشروع المصالحة الوطنية وكذلك المشاركة ’ لايمكن انجازه من قبل القوى التي تتطفل على حساب غيابـه ’ وهي المسؤولة اصلاً عن اعاقتـه وتعويقه لأكثر من سبعـة سنوات خلت ’ انه فعل جماهيري عظيم ’ مسلح بالرغبة والحاجة الشعبية والأرادة والضرورة التاريخية ’ انه ثقافة وطنية يجتاح فعلها كامل مساحة الوطن ’ يكون التيار الوطني للمشروع العراقي المشترك ابرز ادوات تحقيقـه ’ تيار قادر على الأفلات من جيب الحزبية والشللية والعشائرية وضيق الأفق القومي الطائفي’ الى فضاء التحرر الناجز والديموقراطية والبناء المؤسساتي السليم نموذجاً عراقياً لروح المصالحة والمشاركة الوطنيـة .
عندما اختارت امريكا العراق ليكون نموذجاً لتفكيك واعادة صياغـة انظمـة ومجتمعات الشرق الأوسط ومنها العربية والأسلامية بشكل خاص ’ لم تكن مخطأة في مشروعها على الأطلاق ـــ حتى وان جمعت الصدفة بين مشروعها والمشروع العراقي ـــ فالعراق بثقله الجغرافي والتاريخي والحضاري والأقتصادي ’ وحده القادر على انجاز تلك المهمـة الحضارية الأنسانية محلياً واقليمياً ودولياً لهذا تخافه انظمـة الجوار وتخشى مستقبله نموذجاً رائداً ’ وتحاول بشراسة وبأبشع الوسائل اعاقـة او تدمير مشروعـه الوطني وفرض مشروعها عصيدة شراكـة وطنيـة محلية !!! كطوة نحو الأستئثار بالجمل وما حمل ’ وهذا الأمر قد تقياءه الواقع العراقي ولم يعد سوى خرافـة عروبية بأدوات بعثيـة .
27 / 11 / 2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون : بين الحزبية والتيارية ...
- علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ...
- ذبحوا النجاة في حضن سيدة النجاة ..,.
- وصلت مبادرة خادم الحرمين ورسائله ...
- شر الأمور في مبادرة ( .... ) السعودي
- مفخخة ويكليكس .. والعراق المنصر
- مجازر بحق المواقف المنصفة ...
- الأشاعات الناسفة ...
- دولة القانون والخطوة الأهم ...
- من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى تشكيل الحكومة ...
- بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..
- المجلس الأعلى : الى اين ... ؟
- دمع السوالف ...
- سبعة ايام لأنتخاب الرئاسات الثلاثة ...
- عادل عبد المهدي ... في الطريق الى العراقية !!!
- الأنتهازيون : لا انتماء لهم ...
- رفقة البعث ... ليس طريقاً للعراق الجيد ...
- منظمات المجتمع المدني : بين التبعية والأستقلالية ...
- الذات التالفة : تنتج الرذائل ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟