أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله.. (21)














المزيد.....

عندما ندم الله.. (21)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 21:48
المحور: الادب والفن
    


وديع العبيدي
عندما ندم الله..
(القسم الحادي والعشرون)

ابن النجار لم يصبح نجارا
ولم يفتح مكتب استيراد وتصدير
صار نبيا.. نذيرا
فطردوه من بينهم..
ابن الفلاح لم يصبح فلاحا
ذهب إلى المدرسة وتعلم
توظف عند الحكومة وتأنق
أو سافر إلى أوربا وتأقلم
ابن الاقطاعي لم يصبح اقطاعيا
ترشح في برلمان الحكومة
أو صار قاطع طريق
أبن المعلم لم يصبح معلما
صار جنديا وتطوع في الجيش
أبناء الأرملة لم يصبحوا يتامى
عملوا في أجهزة الأمن
وكلاء وجلادين
وعلقوا الناس على الأعواد
أبناء الحرفيين لم يعملوا حرفيين
ذهبوا للمدارس ومنها إلى التجارة
في هذا المجتمع (ال[ع]راقي)
يندر أن تجد فلاحين بالوراثة
وحرفيين بالوراثة
ومعلمين بالوراثة
وأدباء بالوراثة
وحدها حرفة قتل الأب
فيه وراثة
أمهاتنا خطائف أو سبايا حروب قبائل
وليالي الدخلة ليالي غزوات حمر
تتصافق فيها السادية والمازوشية بقناني الخمر
وبقية أيام العمر
ذكريات وأسرار
وعيون منكسرة
تقضيها الزوجة خلف خيال الزوج
حاسرة منحسرة
أبناء العبدة/ الخطيفة من الحرّ أحرار
أبناء الحرّة من العبد عبيد (قانون حمورابي)
تنطبق السماء على الأرض
إذا جلس العبد محل سيده (سليمان الحكيم)
[بلادنا والبلاد الانجليزية مثلا]
الأرض لمن يتركها
والمال لمن يسرقه
واللذة للمغتصبين
انما..
(تؤخذ الدنيا غلابا)- أم كلثوم
-أصل الملكية الاغتصاب، وأصل المال السرقة-
لا تقل أرض من هذه
ولغة من لغتها
السيادة لمن يسود
لا يوجد حبّ في عمليات الجنس
توجد رائحة الثأر
الجنس معطى حربي من تاريخ الغزو
وصراع القبليات
الغزوة شرف وكرامة
والجنس اغتصاب كرامة
ما بين الأعلى والأدنى
في لحظة الذروة يدفع الراكب
رأس مركوبته نحو الأسفل كأنه
يكاد يفصل الرأس عن الجسد
[راجع قصص ماركيز دي ساد في هذا المجال]
نثرتهمو فوق الأحيدب نثرتن
كما نثرت فوق العروس الدراهمو
ان القنابل هلاهل
قنابل قوم عند قوم هلاهل
ولقد ذكرتك- يقول عنترة لسيدته-
والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
ما زلنا حتى اليوم نتعاطى الجنس كفرسان في غزو
والأنثى تتمنع وتعصى
حتى ينفعل الذكر ويغشى
فيلاحقها ثأرا لكرامته ويتلاقفها الأقوى
لا يوجد حب في بيوتنا
ولا في غرف النوم
ولا في الذرية
تاريخنا غزوات
وحياتنا غزوات
وأيامنا جهاد من أجل الغزو والسيادة
قاتل وقتيل
غاصب ومغصوب
سارق ومسروق
الكفر والكفار والكفارة كلها من الأرض والزراعة
كان قوم يحبون أرضهم ويطيلون شعور رؤوسهم حتى تختلط بسنابلها
أولئك دعوا كفارا فافترستهم سيوف البدو
لأن إلهك إذ جعل قابيل وهابيل
بارك البدوي الشاهي
والتعن الفلاح
فكانت سيرة وسنة
من يحكم في هذا البلد البدوي
من هم أبناء البلد
ما معنى (بلد)
والد وما ولد
لا أنتج ولا عدد
غاصب وما غصب
"وامرأته حمالة الحطب،
في جيدها حبل من مسد"
قلْ لا أقسم بهذا البلد
ولا أقسم بهذا البلد
ولا بأهل هذا البلد وتأريخه
ولا بحضارته وعلومه
ولا علمائه وشيوخه
لا أقسم بجنة عدن وأنهارها
ولا بزقوراتها وأسوارها
ولا بمقامات أوليائها وزوارها
لاعنها ملعون
وقاتلها مقتول
وغاصبها مغصوب
وسارقها مسروق
وظالمها مظلوم
وجاحدها مجحود
وناكرها نكير
قاطنها مقطون
وظاعنها مظعون
وطاعنها مطعون
لا يسلم فيها بار ولا شرير
ولا بريء بلا تهمة
أبناؤها ليسوا أبناء
وأهلها ليسوا أمة
نعمتها ليست نعمة
وصحو سمائها غمة
ضحكها ليس ضحكا
وليلها غير عتمة
يرودها كلّ من في الأرض
يمرون فيها ولا يرونها
ليست فوق ولا تحت
ليست في الأمام ولا في الخلف
الذين فيها ليسوا فيها
والبعيدون عنها غير بعيدين
يتكلمون فتسمعهم
وتتكلم فلا يسمعها أحد
بلد.. بلد..
ليست مثل بلد..
والد وما ولد
ولد وما ورد
وأمرأته..
في جيدها حبل من مسد
بلد!
.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما في الأعالي.. (20)
- عندما ندم الله.. (19)
- عندما ندم الله (18)
- عندما ندم الله.. (17)
- عندما ندم الله.. (16)
- عندما ندم الله.. (15)
- عندما ندم الله..(14)
- عندما ندم الله..(13)
- عندما ندم الله.. (12)
- عندما ندم الله .. (11)
- عندما ندم الله ..(10)
- عندما ندم الله.. (9)
- عندما ندم الله .. (8)
- عندما ندم الله.. (7)
- عندما ندم الله.. (6)
- عندما ندم الله..(5)
- عندما ندم الله..(4)
- عندما ندم الله.. (3)
- موقعة الطف.. الأيديولوجيا والخطاب
- الشعر والتلقي إشكاليات التفكيك وتفكيك الإشكاليات


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله.. (21)