أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد تركي - قدر النساء!














المزيد.....

قدر النساء!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 10:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تخرج المرأة من بيتها مرتين، مرة إلى بيت زوجها وأخرى إلى القبر.. هكذا ـ بعبارة شديدة الإيجاز ـ رسم حكيم حياة أمه وأخته وزوجته وابنته.. وبين المرتين فاته أن يجد للمسكينة مكانا آخر تلجأ إليه غير هذه البيوت الثلاث ( بيت أبيها ـ زوجها ـ القبر )، فثمة طوارئ لم تحسن حكمته ( أو لم تشأ ) النظر إليها، ولعل ما كان بإمكان بصره، ولا بمقدور بصيرته أن ترى مكاناً يمكن لحواء أن تخرج إليه باستثناء هذه البيوت الثلاث، ليس من بينها، بالطبع، بيت تقرأ فيه دينها وتتعلم بعضا من أمور دنياها.. عسى أن تفهم مغزى حكمته الفارغة الشوهاء!.
لم يكن الطلاق، قبل أن يعلن حكمته قانونا صارما، إلا ابغض ما حلله دين عرف بعقلانيته وتسامحه، وإلا حدثا فيه هدم لأسرة ربما يفضي لإنشاء أسرتين أخريين للمطلق والمطلقة. حكمته اقتضت أن تجد المرأة نفسها ـ حال تطليقها ـ تائهة بلا سقف يمكن أن يحميها.. وحيث كان يفترض فيها ألا تخرج من بيت زوجها إلا إلى القبر، فقد وجدت نفسها كمن مات ولمّا تعلن وفاته بعد.
المطلقة ـ حين تعود ـ منكسرة ـ إلى البيت الأول، سوف تجد معاملة مختلفة عما الفت، لأنها فرطت ـ لغبائها وسوء تصرفها ـ بزوج اقل ما يقال فيه انه كان سترا وعائلا لها مهما كان يسيء لها ويحط من كرامتها ويمتهن إنسانيتها.. زوج وفر عليها ( خطيئة ) أن تكون عانسا تثار حولها الشبهات، ويطمع فيها الفاجرون، وتلوكها ألسن المتقولين، وينصب الشراك لها بعض ( المتقين).
المرأة ـ إن طُلقت ـ تفقد كل البيوت التي قُدر لها أن تسكنها بتتابع دقيق شبيه برحلة أي إنسان من الولادة طفلا حتى الموت شيخا هرما.. رحلة تتقدم إلى الأمام فقط بخط مستقيم كما قطار لا يمكنه أن يتجاوز محطة وقوف، رحلة تستحيل فيها العودة إلى الوراء، فبيت الزوج الذي أحالها إليه بيت الأب، يفضي إلى بيت الأموات فقط.
إن كان على المرأة أن تدفع خطيئة الطلاق، تيهاً وغربة، من دون مأوى أو سند في مجتمع قاس اعتاد مأثور الكلام وحِكَم البطرين، اعتاد السير على منهج أمثال أثبتت وقائع بطلانها، فإن من ترملّت تجد في معظم الأحوال وضعاً مشابهاً لأختها المطلقة، ربما لأن مَن حولها يظن ضرورة أن تحافظ عليه (الزوج) حياً، فإن لم تستطع، عليها الموت قبله أو معه!
تُفرض عادات وتقاليد، ليس لها أي علاقة بدين أعلى من شأنها وحفظ كرامتها، على المرأة، لأن تنتظر خاطباً يطرق الباب لينقلها إلى بيت ثان تكمل فيه مسيرة الدورة التي لابد أن تنتهي بما قسم القدر، أو حكمة حكيم ما، إلى قبر يشبه في ظلمته ووحشته بيتين فارقتهما، من دون أن يسألها أحد رأياً.. سلسلة، على الرغم من كل قسوتها ووحشيتها وصرامتها، أهون كثيراً من أي مفاجأة أو طارئ قد لا يكون لها يد ورأي فيه، المفاجآت والطوارئ ـ في بلد منفلت أمنياً واقتصادياً ـ أحالت حياة كثير من شقائق الرجال إلى عذاب وجحيم وعدم فموت، في بلد ـ استغرق طويلاً في أحلامه بحثاً عن الخلاص والحرية ـ لم يجد نصفه الآخر مكاناً ضئيلاً حتى في خارطة الأماني والأحلام.. لم تجد المرأة في بلدي سوى كابوس أن تجد نفسها يوماً مطلقة أو أرملة.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟
- وإذا أوتيتم المنكرات..


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد تركي - قدر النساء!