أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي الأسدي - ماذا وراء الحملة المعادية للجالية الاسلامية الألمانية... ؟؟















المزيد.....

ماذا وراء الحملة المعادية للجالية الاسلامية الألمانية... ؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 19:10
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الأزمة الاقتصادية الراهنة في أوربا والتي لم تبدو نهاية قريبة لها ، تكشف يوما بعد يوم عن المزيد من المظاهرالاجتماعية والاقتصادية التي ما كانت لتتصاعد بهذا الزخم لو كان الاقتصاد الأوربي متعافيا من علله الكثيرة ، في مقدمتها وأهمها سوء استخدامه لموارده المادية والبشرية. لكن مع تناقص الطلب العام على السلع والخدمات بسبب تصاعد البطالة في أغلب البلدان الصناعية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ، وبدلا من وضع السياسات الاقتصادية لاستغلال تلك الموارد في تنشيط حقول الانتاج المادي لاتاحة فرص عمل جديدة ، توجهت الأنظار صوب الجاليات الأجنبية ، باعتبارها سببا للأزمة الاقتصادية لاجزءا منها أو أحد ضحاياها. وتناست المجتمعات الأوربية أن الجاليات الأجنبية فيها قد ساهمت في الازدهار الاقتصادي الذي تمتعت به الدول الأوربية خلال السنين الطويلة الماضية. كانت ألمانيا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية قد رحبت بالمهاجرين الأجانب ، لا حبا بهم أو بثقافاتهم ، وانما كمورد بشري رخيص لتعويض قوة العمل الشابة التي فقدتها أثناء الحرب العالمية الثانية. فشحة الأيدي العاملة في ذلك الوقت كانت عائقا جديا في طريق أعادة بناء ما خربته تلك الحرب ، وهكذا تصرف بقية البلدان التي واجهت المشكلة ذاتها ، حيث حققت الأهداف التي من أجلها سمحت للأجانب بالتدفق إلى بلدانها.

فقد استقبلت ألمانيا وحدها عدة ملايين من العمال الأتراك بموجب اتفاقيات عقدتها ألمانيا مع تركيا في بداية ستينيات القرن الماضي ، وبفضلهم تم انتشال ألمانيا من بين الأنقاض. لكن الأجيال الجديدة من الألمان لا ترى في الأتراك وغيرهم كقوة ايجابية ، ساعدت وتساعد في بناء بلدهم ، بل كقوة استنزاف لنظام التكافل الاجتماعي وأضعاف اقتصاد بلادهم ، وتحملهم مسئولية البطالة السائدة في البلاد. المسئولون الكبار من جهتهم تناسوا ما قدمه الاتراك لبناء ألمانيا ، ويبدون ضيقا من وجودهم ، ويسعون للتخلص منهم بأية طريقة ، حتى ولو تطلب الأمر منحهم بعض المال تشجيعا لعودتهم إلى بلدانهم التي قدموا منها ، مع أنهم أنفقوا جزءا عزيزا من حياتهم في اعمار وتطوير اقتصاد البلاد. لكن لماذا تتصاعد حدة حملة معاداة الأتراك والأجانب الآخرين الآن بالذات مع أنهم موجودون هناك خلال العقود الستة الماضية ؟ قد لا نجد سببا مباشرا لهذا غير المعركة الانتخابية التي بدءها اليمين الألماني المتطرف أخيرا ، مستغلا الوجود الأجنبي وخاصة الجالية التركية ، ليجعلها كبش الفداء ومادة الصراع مع غريمه يمين الوسط المتحالف مع الحزب الاشتراكي.

لقد صرح أخيرا رئيس جمهورية ألمانيا ردا على تصريحات أدلى بها بعض قادة اليمين المتطرف الألماني عبروا فيها عن ضيقهم من الجالية الاسلامية ، حيث قال الرئيس : " إن الاسلام كالمسيحية واليهودية جزءا من الثقافة الألمانية ". فلم ينتظر ممثل أقصى اليمين طويلا للرد على أقوال رئيس البلاد ، حيث صرح رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي الألماني بالقول ، " أن الاسلام ليس جزءا من الثقافة الألمانية ، فالثقافة الألمانية ثقافة مسيحية ، وأن المجتمع الألماني سيحافظ على ثقافته المسيحية ، وهو ليس بحاجة للتعدد والتنوع الثقافي ، و لم يعد بحاجة للعرب والأتراك ، لقد انتهى ذلك تماما ". وكان الخبير الاقتصادي في مجلس محافظي البنك المركزي الألماني ، قد أدلى بتصريح شوفيني أشد حدة ضد الجالية الاسلامية والعربية في ألمانيا ، متهما أياها بأنها جماعة من المحتالين قدموا إلى البلاد ليحتالوا على نظام التكافل الاجتماعي ، وقد أضطر بسببه إلى الاستقالة من منصبه بضغط من الحكومة الألمانية.

لم تتخلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن هذا السجال ، فقد أطلقت تصريحها هي الأخرى الذي فاجأت به الرأي العام الداخلي والعالمي ، قالت فيه : " إن الأجانب الذين استقدمناهم في الستينيات من القرن الماضي لتطوير التنوع الثقافي في مجتمعنا ، قد انغلقوا على بعضهم البعض ولم يندمجوا مع المجتمع الألماني ، مما يثبت أن مجتمع تعدد الثقافات الذي تمنيناه لألمانيا قد فشل تماما ". وهذا بالضبط ما خرجت به استطلاعات الرأي الأخيرة ، التي بينت أن 30 % من المجتمع الألماني لا يحبذ التنوع الثقافي الحالي ، وهو ما يراهن عليه حزب اليمين المتطرف الألماني الذي يحظى بتعاطف واسع من قبل فئات واسعة من الألمان ذي البشرة البيضاء. وواضح من هذا أن السيدة ميركل أرادت بتصريحها ذاك قطع الطريق أمام رئيس " حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي " من تحقيق مكاسب في الحملة الانتخابية القادمة على حسابها ، حيث يتوقع أن ينافسها على منصب المستشارية الألمانية. ولا يستبعد أن يكون هدف زيارة رئيس جمهورية ألمانيا إلى تركيا أخيرا ، هو تلطيف الأجواء التي لاشك تعكرت بعد تصريحات المستشارة الألمانية غير المتوقعة حول الاندماج الثقافي التي قصدت بها بشكل خاص الجالية التركية في ألمانيا. ومعلوم إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الألماني هي أول زيارة يقوم بها رئيس ألماني إلى تركيا في تاريخها ، وتعتبر الدولتين أكبر شريكين تجاريين لبعضهما البعض ، وتشكل الجالية التركية النسبة الأكبر بين المكونات الأجنبية في ألمانيا البالغ عددها أربعة ملايين مواطن.

ليست ألمانيا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوربي التي تتصاعد فيها مشاعر معاداة الأجانب في السنين الأخيرة ، ففي السويد وهولندا وبلجيكا والدنمارك والى حد ما في بريطانيا ، يجري العمل حثيثا لاعادة النظر بقوانين الهجرة باتجاه وضع المزيد من الصعوبات أمام قبول مهاجرين جددا إلى البلدان المذكورة. بل ذهب البعض منهم إلى اجبار أعدادا كبيرة من اللاجئين الذين دخلوا البلاد أخيرا على العودة إلى بلدانهم بالقوة. وتحقق السلطات البريطانية مع وحدة الشرطة التي رافقت طالب لجوء أفريقي إلى الطائرة التي ستقله إلى بلده ، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة على مقعده في الطائرة قبل اقلاعها. وتحوم الشكوك حول الحادث ، وفيما اذا كان الضحية قد تعرض لمعاملة قاسية أثناء نقله رغما عن ارادته إلى الطائرة ومن ثم إلى بلاده. وتدعي السلطات الحكومية في البلدان الأوربية بأن ما تتخذه من اجراءات ضد المهاجرين هو من أجل الحفاظ على فرص العمل لمواطنيها الذين يعانون من البطالة. فيما ترى اتحادات رجال الأعمال عكس ذلك ، اذ يرون في العمالة الوافدة عاملا لازدهار نشاطاتهم بسبب مرونة المساومة معها على الأجور وساعات العمل ، بينما يتعذر ذلك مع العمال المحليين ، بسبب تمسكهم بالحد الأدنى للأجور ، وهو بحد ذاته مرتفع مما يخفض من حجم أرباح أرباب الأعمال وبخاصة الصغيرة منها. وهناك سببا آخر يقف وراء الضجة المثارة حول الهجرة والمهاجرين الأجانب إلى الدول الأوربية ، وهو التصاعد الملفت للنظر للحركات العنصرية التي لا تخفي حقدها على الجاليات غير الأوربية ، وبالأخص الملونين منهم ، وهي رغم صخبها لا تشكل أكثرية في الوقت الحاضر، لكنها يمكن تحقق نجاحا في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة نوبل للسلام لسجين الرأي الحر … ليو اكسياوبو....
- لماذا يدفع العراقيون ثمن أخطاء قادتهم…؟؟
- هل ترغم العقوبات الأمريكية إيران ... على وقف نشاطها النووي . ...
- هل يحلم الكوريون الشماليون ... بالتجربة الديمقراطية العراقية ...
- كيف يعالج اليمين الأوربي ... الأزمة الاقتصادية الراهنة..؟؟
- هل بدأ العد التنازلي ... لأفول نجم العولمة ... ؟؟
- العراقيون للولايات المتحدة ... شكرا على الفوضى... (الأخير) . ...
- العراقيون للولايات المتحدة ... شكرا على الفوضى...(1)...؛؛
- أراء ... حول سبل الانتقال إلى الاشتراكية...
- مغزى تراجع اليابان عن موقع الاقتصاد الثاني في العالم....؛؛؛
- الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك ... ( الثاني و ...
- الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك .. (1) ...؛؛
- أين الحقيقة ... في عدم جاهزية الجيش العراقي ....؟؟
- من يسعى لإعادة العراق الى أجواء الفوضى ....؟؟
- الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛
- ما ثمن ... زيارة المالكي لرئيس اقليم كردستان ... ؟؟
- من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول حوار قناة العراقية مع المالكي .... ...
- هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل ...
- نعم ... لحكومة عراقية تفرضها الأمم المتحدة ....؛؛


المزيد.....




- بلومبرغ: دول مجموعة السبع تبحث تخصيص 50 مليار دولار لأوكراني ...
- كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟
- مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة مت ...
- بعد أن ألمح إلى استعداد فرنسا إرسال قوات إلى كييف.. روسيا تع ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعاً للموافقة على ات ...
- ماكرون وشولتس -ينسقان مواقفهما- بشأن الصين قبل زيارة شي إلى ...
- بوريل: نهاية الحرب واستسلام أوكرانيا -خلال أسبوعين- حال وقف ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح بوريل حول وقف إمدادات الأسلحة إلى كي ...
- مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات يشهدها جنوب البرازيل منذ 80 عام ...
- قناة -12- العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: وفقا للتقديرات ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي الأسدي - ماذا وراء الحملة المعادية للجالية الاسلامية الألمانية... ؟؟